إجابة بسيطة قبل أن أقوم عن الجهاز
وهي أنه على الأخ محمد أن يشرح للمسيحي سوء الفهم .... ثم يقوم المسيحي بتعديل السؤال
فالمسيحي فهم خطأ أن الرحيم مبالغة من الرحمن .... وهذا خطأ
وشتان ما بينهما في المراد ....
فصفة الله الرحمن تختلف عن صفة الله الرحيم ...
الإختلاف الأول:
فالله رحمن بالعالمين جميعاً مؤمن وكافر ...ولكنه رحيم بالمؤمنين فقط ...
الإتباع والتقوى والإعتراف بالخطأ والتوبة عن المعصية ينتج عنه المغفرة والرحمة من إله رحيم بالمؤمنين ....رحمن بالعالمين
أما المعاندة والتمادي في الضلال والخطأ والشرك والكفر فإنه لا ينتج عنه المغفرة والرحمة ولذا فالله ليس رحيم بالكافر وإنما رحمن به... يعني التأجيل وعدم أخذه بذنبه في وقته ... فإن الرحمن يمد له مداً ... ولا يأخذه بذنبه في الحال .....فإما أنه قد يعرف الحقيقة في يوماً ما أو يموت كافراً يستحق عذاب الله ...
الإختلاف الثاني:الرحمن تفيد العموم والرحيم تفيد الخصوص...
إذاً هي نقل من العام إلى الخاص
ومن بلاغة الحديث أن يُذكر العام ثم الخاص وليس العكس
يعني رحمة الله العامة بالعالمين في صبره على المسيء ليتوب عن إسائته سواء مسلم أو غير مسلم .... أإما الرحيم فهو رحمة الله الخاصة بالمؤمن المعترف بخطأه التائب من ذنبه أن يقبل توبته ويغفر له ذنبه بل يُسامحه عليه وكأنه لم يكن .
إذاً فالرحمن الرحيم هو أدق وأبلغ ترتيب و وترتيبهما هذا هو قمة البلاغة التي فشل المسيحي في إدراكها وهذا لا يعود لإنتفاء البلاغة من القرآن وإنما يعود إلى جهل المسيحي بالبلاغة من أساسه ... ففاقد الشيء لا يُعطيه
مرة أخرى الرحمن تفيد العموم والرحيم تفيد الخصوص...
الإختلاف الثالث:الرحمن : يندرج تحتها رحمة الله بجميع العباد مؤمن وكافر أنه لم يتركهم بلا هدى , بل أنزل لهم العلم والعقل وحسن الخلقة وفضلهم على كثير من من خلق , بل إن السموات والأرض كلها تدل على رحمة الله بالعباد جميعاً , فالسماء ولونها وبهائها ومتعتها للناظرين ليس حكراً على أحد ...وهكذا في كل ما خلق الله ...الخ
ومن هذه الرحمة أيضاً أنه أرسل رسله وأنزل كتبه ثم آخر رحمة للعالمين هي القرآن الكريم لكل البشر , وترك للجميع رحمة بهم نعمة العقل لإختيار الطريق والبيان والتمييز بين الخير والشر حتى لا يكون لأحد حجة عندما يلقى الله , وكل ما سبق من نعم العلم والتمييز والعقل ونظام الكون هي من رحمة الله للبشروالتي تصب في نتيجة نهائية واحدة وهي أنه كفل لهم كل ما يُعينهم على فهم أنه واحد أحد لا شريك له ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا .... إذن الله رحمن بعباده
أما الرحيم : فهي الرحمة ....المقرونة بالمغفرة والعفو والرضا وقبول التوبة من عباده المؤمنين .... فيغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء ...
الإختلاف الرابع :
الله رحمن تشمل ما قبل وبعد إقتراف السيئات
والله رحيم بالمؤمنين تخص ما بعد إقتراف السيئات ...فلا يخشى كل من أساء لأن الرحمة تأتي بعد السيئة فتمحوها ... بشرط التوبة والإستغفار... فتأتي الرحمة بعد التوبة من الذنب ....
الإختلاف الخامس:
الرحمن : لا يُمكن إطلاقها على البشر ... وهي صفة تخص الله وحده ... فلا يُسمى ولا يوصف بها بشري
الرحيم : يُمكن وصف البشر بها ... ولكن لا يُسمى به(لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) ...
وبعد ما سبق ..لا يستطيع عاقل أن يقول أن صفة رحيم ...صفة مبالغة من رحمن ....وهذا ما أراد بها المسيحي المُغالطة وبنى عليها حكمه وهي أن الرحيم مبالغة للرحمن ...وهذا خطأ ..... وإلا فأين دليله؟
والصواب هو أن الرحيم كصفة ليست مبالغة أبداً من رحمن ... وإنما الرحمن صفة أعم وأشمل والرحيم صفة للخصوص
ودليل المسلمين حاضر من كتب التفاسر .. ومن تتبع الآيات التي ورد فيها صفة الرحمن وصفة الرحيم في سور القرآن الكريم ومنها يُفهم ويصل إلى المراد
والله تعالى أعلم
المفضلات