ألا يا جاحداً بحرَ العطايا = أتطمعُ في نعيم ِ الهالكينَا
وتُجحفُ حقَ من يُوفي المنايا = وتُغدقُ في سؤال ِ المُقترينَا
وتستجدي من الظُلاّم ِ عَدْلا ً = وتنسى حُكمَ رب ِ العادلينَا
ألمْ تعلمْ بأن اللهَ حقٌ = وما لعذابه مِنْ دافعينَا
وأنْ لا ملجأ ٌ الا اليه ِ = اذا ضاقتْ بلادُ العابدينَا
وأنّ حياتنا هذي عبورٌ = ولسنا في النعيم ِ بماكثينَا
فهلْ أعددتَ زوّاداً وزاداً = لدار ِ الخُلْد ِ بين الصالحينَا
ستتعبُ يا غلامُ بلا عَتاد ٍ = وتهوي في سعير ِ التائهينَا
تشبّثْ بالصلاح ِ بلا فتور ٍ = ولا تعبأ بقول ِ العابثينَا
وصاحبْ مؤمنينَ بني صلاة ٍ = وقُم في الليل بعدَ النائمينَا
كتابَ الله ِ لا تَنْسى فتُنسى = وتُكتبَ في صفوف ِ الهاجرينَا
وأنفقْ في الخفاء ِ على اليتامى = وكُنْ للدين ِ بين العاملينَا
وذُدْ بالسيف ِ عن طُهرْ الأيامى = وكُنْ ناراً تصدُ المعتدينَا
وبيْنَ الناس ِ مصباحاً منيرا = رحيماً لَيّناً بالمسلمينَا
وكُنْ في الحق ِ لو حتى أجيراً = ولا تكُ سيداً في المجرمينَا
فأهلُ الحق ِ لوْ عُدّوا قليلٌ = ولوْنُ الزور ِ يَطلي الأكثرينَا
ودربُ العلْم ِ مشوارٌ طويلٌ = وَوادُ الجهل ِ يَهوى المسرعينَا
فمُتْ بالعلْم ِ تلميذاً صغيراً = ولا بالجهل ِ شيخَ التافهينَا
وقُلْ عُلّمتُ مِنْ رب ٍ عليم ٍ = ولا تَخْتلْ فقدْ تُمْسي حزينا
أخي في الله ِ انْ سؤنا صفات ٍ = فكيْف الله ُ ينصرُ مُخلصينا
نسُدُ سماءَنا بغيوم ِ فِسْق ٍ = ونرتقبُ الخلافةَ حائرينا
وفينا العاملونَ بلا وقوف ٍ = أنضحي عثرة ً للسائرينَا !
فلا والله ِ ما بُدلْتَ حالاً = ونمضي في غياهبنا سنينا
اذا أخطأتَ فاستغفرْ مَليّاً = وتُقْ شوْقاً لرَوْض ِ الصالحينَا
وقلْ قوْلاً جميلاً مستقيماً = وتُبْ لله ِ يمشي الركبُ فينا
لعلّ الله يكرمنا بنصر ٍ = ويبعثُ بالملاك مُصلصلينَا
فنصبحُ والأذانُ الى نفير ٍ = يجَلْجلُ في ربوع ِ العالمينَا
ينادي بالمبيع ِ الى أمير ٍ = يطهّرُنا ويخشَ الله فينا
نبادلهُ محبتنا وعِشْقاً = يُدرَسُ في فصول ِ العاشقينَا
فنلقى اللهَ في وجْه ٍ نضير = ونُحشرُ معْ أمير ِ المرسلينَا
اللهم = امين
المفضلات