رغم التحريف والتغيير والتبديل في ما يسمى بالكتب المقدسة, إلا أن الأوامر (الإلهية) المتعلقة بزي المرأة المحتشم لاتزال واضحة في هذه الكتب. بل أن تلك الأوامر لا تتوقف عند مجرد اللباس المحتشم بل وتتخطاها الى فرض ارتداء الحجاب وحتى النقاب والبرقع الذي يخفي ملامح الوجه ولا يظهر سوى عينا المرأة فقط.
ومن أشهر النصوص التي تجلّي النموذج (الشكلي) لهيئة المرأة النصرانيّة (التقيّة) في الأسفار المقدّسة:
ولأبدأ معكم في القراءة من رسالة بطرس من الإصحاح الثالث الاعداد 3 الى 5 حيث يقول :
1Pt:3:3: ولا تكن زينتكنّ الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب
1Pt:3:4: بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن.
1Pt:3:5: فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزيّن انفسهن خاضعات لرجالهن
وبولس كذلك فانه يتفق مع بطرس في ما ذهب اليه قائلا في رسالته الأولى الى تيموثي الإصحاح الثاني الاعداد 9 - 10 قائلا :
1Tm:2:9: وكذلك ان النساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر او ذهب او لآلىء او ملابس كثيرة الثمن
1Tm:2:10: بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله باعمال صالحة. (SVD
وقد وجدت كذلك ان في التوراة في سفر الأمثال الاصحاح 31 العدد 30 ما هو موافق لكلام بولس وبطرس معا :
Prv 31:30: الحسن غش والجمال باطل.اما المرأة المتقية الرب فهي تمدح.
فالمرأة التي تستحق المدح هي المرأة المتقية الورعة وليست المتبرجة المتزينة بالظفائر والمجوهرات فكل هذا باطل !!
الرسالة الأولى لبولس لأهل كورنثيوس الاصحاح 11 الاعداد 5-6 :
1Cor5: واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
1Cor6: اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
ويذكر لنا سفر التكوين الإصحاح 24 العدد 65 ان (رفقة) زوجة اسحق عليه السلام كانت تتغطى ببرقع امام الغرباء. وقد غطت وجهها ببرقع حين اقبل عليها اسحق عليه السلام قبل ان يتزوجها.
(الاخبار السارة)(التكوين)(Gn-1-65)( وسألت الخادم: --من هذا الرجل الماشي في البرية للقائنا؟-- فأجابها: --هو سيدي--. فأخذت رفقة البرقع وسترت وجهها.)
(اليسوعية)(التكوين)(Gn-1-65)( وقالت للخادم: -- من هذا الرجل القادم في الحقل للقائنا؟ -- فقال الخادم: -- هو سيدي --. فأخذت الحجاب واحتجبت به. )
في سفر نشيد الإنشاد الإصحاح 4 العدد 1 إشارة واضحة الى النقاب الذي كن اليهوديات يلبسنه بأوامر صريحة من الانبياء في ذلك الوقت. وفي هذا السفر شخص ما يتغزل بعين فتاة يهودية ويصف جمال عينيها من تحت نقابها !
Sg:4 . ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد.
جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس
[ 11 : 13 ] :
(( أحكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاه ؟! ))
الترجمة الكاثوليكية للكتاب المقدس سفر دانيال إصحاح 13
وكانَت سوسَنَّةُ لَطيفَةً جِدّاً جَميلَةَ المَنظَر. 32 ولَمَّا كانَت مُبَرقَعَة، أَمَرَ هذانِ الفاجِرانِ أَن يُكشَفَ وَجهُها، لِيَشبَعا من جَمالِها. 33 وكانَ أَهلُها وجَميعُ الَّذينَ يَعرفونَها يَبْكون.
الاعجاز العلمى فى ارتداء النقاب
إن آشعة الشمس فوق البنفسجية تؤثر فى بشرة المرأة أكثر بكثير من الرجل ، ويحدث للمرأة التى تتعرض كثيا للشمس ، كأن تأخذ حمام شمس أن تتعرض للإصابة بسرطان فى الجلد لذلك المرأه هذا الزى لتحفظ نفسها من الإصابة بهذا المرض
ونجد فى العهد القديم كلمه النقاب والحجاب واضحه حتى وان كانت تتحدث عن رمز
(فانديك)(اشعياء)(Is-23-2)(خذي الرحى واطحني دقيقا.اكشفي نقابك شمري الذيل.اكشفي
الساق.اعبري الانهار
فانديك)(نشيد الإنشاد)(Sg-22-3)(شفتاك كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك.)
الفن النصرانى يؤكد النقاب والحجاب فى النصرانيه صور الراهبات والقديسه مريم
وفي ما يسمى بالفن النصراني نجد صورا يدعون انها لمريم أم المسيح عليهما السلام. وقد رسمت مغطاة الرأس تلبس ثوبا أسود اللون فضفاضا يخبئ مفاتن جسدها, ونرى كذلك وجهها خالي من أي مساحيق تجميل !
فلماذا اختار الفنان النصراني ان يرسمها بهذه الصورة؟
لابد ان الفنان اصطدم بالنصوص السابقة التي تحث على اللباس المحتشم والحجاب وانه كان يرى المرأة النصرانية متغطية من رأسها حتى اخمص قدميها فاستوحى تلك الصورة, ولا بد انه ايضا لم يجد في خياله الواسع صورة اشرف وأعف واجمل من امرأة بهذا الشكل فاختارها لتكون صورته الخيالية لأم المسيح عليها السلام.
وتذكروا لباس الراهبات المحتشم, فهل وقفت مرة وتساؤلت لماذا تغطي هذه الراهبة شعرها و وتلبس هذا الثوب الفضفاض مخفية مفاتن جسدها؟ ومن هو الذي فرض عليها ذلك؟
الحجاب عند آباء الكنيسة وقديسيها
إجماع آباء الكنيسة على فريضة الحجاب:
قول أعمدة الكنيسة وآبائها؛ فإنّه كما قالت الناقدة ((جويس إ. سالزبوري)) (()): ((كان شعر المرأة رمزًا وتعبيرًا عن جانبها الجنسي (her sexuality) ونوعها (her gender), وهو ما جعل آباء الكنيسة يقولون دائمًا إنّ على النساء أن يغطّين رؤوسهن.))[1]
وقرّرت الباحثة ((دي أنجلو)) ((D’Angelo)) أنّ: ((المفسّرين (للكتاب المقدس) منذ ترتليان كانوا يرون أنّ بولس يقرّر أنّه لا بدّ أن يُغطى رأس المرأة بحجاب؛ حتى لا يتمّ إغواء الملائكة.))[2]
وقد جاء في معجم : (( A Dictionary of Christian Antiquities )): ((بما أنّ التعليم الرسولي وعرف الشرق قد اعتَبَرا أنّه غير لائق بالمرأة أن تُرى برأس غير مغطّى؛ فإنّ النساء في كنائس الشرق وإفريقيا قد غطين رؤوسهن, لا فقط في المجامع, بل عامة لمّا كنّ يظهرن في الأماكن العامة.))[3]
وقال ((ألفن شميت)): ((طلب كلّ من آباء الكنيسة والعديد من المجامع الكنسيّة بصورة مقنّنة من المرأة المتزوجة أن تتحجّب.)).[4]
الحجاب عند ترتليان:
يُعدّ حرص ((ترتليان)) على إلزام المرأة بالحجاب, من الحقائق التاريخيّة الذائعة المعلومة؛ فهو القائل في كتابه: ((حول حجاب العذارى)) ((De Virginibus Velandis)) إنّ على العذراء أن تلبس الحجاب في الشارع كما في الكنيسة دون فارق, وقال أيضًا في نفس المؤلَّّف: كما أنّها مطالبة بالحجاب من أجل الملائكة, فهي كذلك مطالبة به من أجل الرجال حتى لا يفتنوا بها.[6]
ومدح في نفس الكتاب المرأة العربية لأنها تغطّي كلّ وجهها إلا عينًا واحدة: ((الإناث الوثنيات في بلاد العرب سيكنّ الحاكمات عليكن, فهن لا يغطين فقط الرأس, وإنّما يغطين الوجه أيضًا, فهن مغطيات بصورة كاملة؛ حتّى إنهن قانعات بعين واحدة غير مغطاة؛ ليتمتعن بنصف الضوء على أن يعرين وجوههن كاملة. الأولى بالأنثى أن ترى غيرها لا أن تُرى من غيرها.))[7]
وقال: ((غطِّي رأسكِ! إن كنت أمًّا؛ فلأجل ابنك, وإن كنت أختًا؛ فلأجل إخوتك.))[8]
وقال في مؤلّفه ((الإكليل)) ((De Corona)) إنّ على المرأة أن تتحجّب؛ لأنّ ذلك يتوافق مع قوانين الله ((المنحوتة في الطبيعة))؛ معتبرًا أنّ ((بولس)) كان في شأن الحجاب يقدّم القانون الطبيعي والقانون الكاشف للطبيعة. فالنواميس الكونية والشرعية تتوافق مع بعضها ولا تتنافر, والتقاؤها في فرض الحجاب على المرأة ظاهرٌ معاينٌ.[9]
ويفهم من كلامه أنّ النصرانيات كنّ يرتدين الحجاب في الأماكن العامة في زمانه؛ فقد قال في كتابه: ((حول الصلاة)) ((De Oratione)) موبخًا النساء اللواتي يذهبن إلى الكنيسة غير محجّبات: ((لماذا تكشفن أمام الله, ما تغطينه أمام الرجال؟ هل أنتن محتشمات في الشارع أكثر من الكنيسة؟))[10] .. وهذا إخبار عن واقع الحجاب وإقرار له, والإقرار وجه من أوجه الموافقة والتأييد.
كلمنت السكندري:
ولد ((كلمنت السكندري)) سنة 150م وتوفي سنة 215م .. كان من أعظم اللاهوتيين في زمانه .. وقد تتلمذ عليه اللاهوتي البارز ((أريجن)) .. تميّز بكثرة اقتباساته من الكتاب المقدس في أطروحاته المكتوبة, وعنايته بتقديم النصرانيّة في ثوب علمي جذّاب .. كانت له عناية بالقضايا اللاهوتيّة في زمانه, كما انشغل بالتأصيل للجانب الأخلاقي للطائفة النصرانيّة الآخذة في النمو .. ألّف ثلاثة أبحاث هامة موصولة بالجانب الأخلاقي: ((Paedagogus)) و((Protrepticus)) و((Stromata)).[11]
الحجاب عند كلمنت السكندري:
كتب قديس الكنيسة ((كلمنت الاسكندري)) مؤلَّفه ((المعلّم)) ((Paedagogus)), وهو يعتبر مع كتاب ((Symposion he peri hagneias)) لقديس الكنيسة ((ميثوديوس ألمبوس)) ((Methodius of Olympus))[12] أبرز كتابين ألّفا في القرون النصرانيّة الأولى في أمر واجبات المرأة ومقامها.[13]
يتكوّن هذا المؤلّف من ثلاثة كتب: تحدّث ((كلمنت الاسكندري)) في الكتاب الأوّل عن المعلّم وأصول التعليم: حبّ المعلّم للناس, وعالميّة التعليم ومكافأته وعقوبته. وخصّص الكتابين الثاني والثالث للقضايا الجزئيّة التفصيليّة, وقد عرضها في أسلوب شديد لاذع, وتطرّق فيهما إلى أمور: الأكل والشرب, والنوم, والاتباع, والجنس, والنظافة الشخصيّة, والملكيّة وأمور أخرى ...
لمّا تطرّق قديس الكنيسة ((كلمنت السكندري)) إلى قضيّة ما يجوز للمرأة أن تكشفه من جسدها, قال بصراحة, وصرامة, ووضوح: ((لا بدّ للمرأة أن تغطّي جسدها بصورة كاملة, ما لم تكن موجودة في بيتها؛ لأنّ هذا الطراز من اللباس وقور, وهو يحميها من حملقة العيون في جسدها ... وهي أيضًا بتغطيتها وجهها لا تدعو غيرها ليسقط في الخطيئة.))[14]
أوغسطين:
ولد قديس الكنيسة ((أوغسطين)) سنة 354م وتوفي سنة 430م .. هو أحد لاهوتيي الكنيسة الأوائل, وأهم من ساهم في صياغة اللاهوت الكنسي, وقد امتد تأثيره على الكنائس الغربيّة منذ القرن الخامس إلى اليوم, ويعتبر من أهم روافد الفكر البروتستانتي في كتابات ((مارتن لوثر)) ..[15]
الحجاب عند أوغسطين:
تحدّث قديس الكنيسة ((أوغسطين)) عن الحجاب في رسالته: ((حول العذريّة)) ((De virginitate)) حيث أعلن النكير الشديد واللوم والتأنيب على من تلبس حجابًا رقيقًا أو تلفّ رأسها بطريقة جذابة للرجال, معتبرًا أنّ ذلك ينافي العفّة[16]. وقد ورد هذا التنبيه الأخلاقي بصورة تعميميّة تنفي أن يكون خاصًا بالعذارى فقط؛ إذ جُعلت علّته العفّة, وهي واجبة على العذارى وغيرهن. وجاء النهي عن ترك احترام المواصفات الدينيّة للحجاب؛ مما يعني أنّ الحجاب فرضٌ في ذاته!
وصرّح قديس الكنيسة ((أوغسطين)) في رسالته إلى قسيس اسمه ((بوسيديو)) ((Possidio)) أنّ الذين هم ((من العالم))-أي المنشغلين عن الآخرة بلذائد الدنيا الدانية-يبحثون عن الطريق لإرضاء زوجاتهم إن كانوا رجالاً, ويبحثن عن الطريق لإرضاء أزواجهن إن كنّ نساءً, أمّا النساء اللواتي يعملن بما أمر به الرسول[17], فإنهن يغطين رؤوسهن وإن كنّ متزوجات. ((illi autem cogitant quae sunt mundi, quo modo placeant vel viri uxoribus vel mulieres maritis, nisi quod capillos nudare feminas, quas etiam caput velare Apostolus iubet, nec maritatas decet)) [18]
وقرّر في مؤلّفه ((حول أعمال الراهب)) ((De Opere Monachorum))–كغيره من الآباء-أنّ على المرأة أن تغطي جسدها, بما فيه الرأس؛ لأنّها ليست صورة الله, بخلاف الرجل الذي قرّر الكتاب المقدّس أنّه صورة الله؛ ليكون ذلك علّة أخرى -مع الدعوة إلى العفة-, لفرض الحجاب على النساء.[19]
المفضلات