هل كان إبراهيم مسلماً ؟!
قالوا : إن القرآن ذكر أن النبي إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ، بل أدعى
انه كان مسلمًا ، في حين أن الإسلام لم يظهر إلا بعد زمن طويل من بعثة ووفاة النبي إبراهيم... كيف ذلك يا مسلمون ، أليس هذا خطأ تاريخيًا ؟!
تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :
1- قوله :يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (آل عمران65).
2- قوله : مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (آل عمران67).
الرد على الشبهة
إن الإسلام هو دين كل الأنبياء والرسل من لدن آدم إلى محمد r ؛ فكل نبي كان مسلما والإسلام هو : إسلام القلب والأمر لله وتوحيده ؛ فقال : إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (آل عمران19) أي : أن الدين الصحيح هو دين الإسلام الذي جاء به كل الأنبياء...
دل على ذلك أيضا ما جاء في صحيح مسلم برقم 4362 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ قَالُوا كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيّ " .
نلاحظ قوله : " وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ " . أي : الإسلام ، وهذا يدل على أن جميع الرسالات جاءت بالإسلام... وهذه باقة من الآيات التي دلت على أن الأنبياء كانوا على دين الإسلام ؛ لا اليهودية ، ولا النصرانية ؛ جاء ذلك في الآتي :
1- قوله : إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) (البقرة).
2- قوله : أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) )البقرة).
3- قوله : قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)) البقرة).
4- قوله : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) (النساء).
وعليه : تنتهي الشبهة الواهية التي هي أوهن من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون - بفضل الله -.
كتبه / أكرم حسن مرسي
المفضلات