ها هو عام ينقضي كأعوام سبقته مليئ بالجراح والألآم
نودعه بأصوات المدافع والقنابل
التي يتصدق بها الغرب علينا لندمربها أنفسنا ووطننا
أعتدنا على توديع أعوامنا لا ببقات الورود
ولكن بمزيد من الدموع والأشلاء والأنين
أعتدنا توديعه لا بعدد إنجازاتنا وإبتكارتنا
ولكن بمزيد من القتلى والأرامل والثكالي واليتامى
أعتدنا توديعه لا برسم أحلام جميلة
نسعى لتحقيقها في العام الذي يليه
ولكن بحقائق كانت آحلاما دافئة بذلنا كل الجهد في تحقيقها
أصبح كل عام عندنا مليئ بالنازحين الفارين من هول الدمار
بعد ما كانوا يعانون كل الظلم والقهر في صمت
حاملين مآسيهم وأحزانهم أينما حلو اورحلوا
آسفين على آحلام ضاعت بين صراع الأخوة
بين صراع المصالح وحب التسلط
كل عام يسقط من أواقنا وطن جريح
ليضاف لأكوام جراحنا التي أصبحت جبال
بكينا على فلسطين حتي سئمنا البكاء والذل والهوان
وكنا نظن أنه الجرح العربي الوحيد
أو وصمة العار الوحيدة في قاموس
عثراتنا وهواننا
ولكن أصبح ما إن عام يمر إلا ويسقط وطن
من شجرة الوطن العربي
فتضيع إبتساماتنا في آلامه
وسعادتنا في شقاءه
فأصبحنا نعد سقطاتنا وخيباتنا
وأمتلأت أفئيدتنا بلوعة
والأحزان على إخواننا أينما كانوا
ويفنى العمر دون فرح دون حلم
وتظل سعادتنا مؤجلة لأجل غير مسمى
لا يعلمه إلا الله
هكذا عامنا يمر
ولأنه لاحياة مع اليأس تتصاعدوا
دعواتنا لله أن يرفع عنا البلاء ولا يعذبنا بما فعله السفهاء منا
وأن يبدل ظلامنا نورا وخوفنا أمنا وأن يطعم جوعانا ويروي ضمآننا ويهدي ظالنا ويدمل جراحنا ويحيل شقاءنا سعادة
ويلملم شملنا وأن ينصرنا بنصر المسلمين في كل مكان وأن يرحم أمواتنا
ويشفي مرضانا ويجعلنا كل عام ونحن أقرب لما يرضيه وأبعد عن ما يغضبه
اللهم إنك ولي ذلك والقادر عليه
المفضلات