برنامج عملي لجلسات ثقافية أسرية

[نبض الأقصى]

برنامج عملي لجلسات ثقافية أسرية

بما أن تنمية الجانب الثقافي بين الزوجين وسيلة مهمة لتحقيق التواصل الروحي والفكري والتقارب الذهني والنفسي, فاننا نقترح أن ينظم الزوجان أوقاتا ذات أولوية على غيرها من أجل عقد جلسات فيما بينهما أو مع حضور الأولاد من أجل التعلم والتفقه ومناقشة القضايا المتعلقة بالأسرة, والأبناء.


وفيما يلي جدول مقترح لهذه الجلسات يخدمها علميا ويعينها على التطبيق العملي في الاجتماع على خير ومعرفة والتفرق على رضى وتفاهم...ان هذه الأوقات من الحوار والتفاهم العلمي هي أوقات ثمينة جدا لما لها من اثار عميقة في تكوين الرضى النفسي والصفاء الروحي.

أهمية هذه الجلسات

1)يساعد على حسن استغلال الوقت وتنظيمه.

2)يزيد من توثيق المحبة والتواصل بين الزوجين, وبين افراد الاسرة عامة.

3)يوظف الأوقات المنزلية في عمل مفيد.

فوائد هذه الجلسات

1)اثراء النقاش بين الزوجين.

2)القدرة على حل المشاكل الزوجية بهدوء ومن منظور علمي.

3)تقوية الروح العائلية.

4)كسر جمود الروتين اليومي للأعمال والمشاغل المنزلية والمهنية.

طريقة استعمال الجدول

1)القراءة المتأنية لكل فقرة فيه.

2)تحديد الوقت المناسب.

3)ادخال التعديلات وفق ما يناسب العائلة وكما يرتئي الزوجان, فقد يزيدان من بعض الموضوعات أو يدخلان موضوعات أخرى أو وسائل اخرى يريانها أكثر فائدة.

4)البعد في التطبيق عن الجو المدرسي الكلاسيكي, واضفاء أجواء مريحة وممتعة على الجلسات.

عوائق تطبيق الجدول

1)انشغال الزوجينأو أحدهما.

2)الانقطاع عن التطبيق.

3)عدم حب القراءة أو البحث العلمي.

معالجة هذه العوائق

1)الاتفاق على موضوعات معينة, وقراءة كل منهما لوحده فيها, ثم الاجتماع للنقاش وابداء الرأي, وفي ذلك اختصار للوقت عندما يكونان منشغلين كثيرا.

2)اذا انقطع احد الزوجين عن متابعة الجدول لسبب ما, يتابع الاخر, ويطلع المنقطع على ما توصل اليه أو قرأه في أوقات الالتقاء, على مائدة الطعام أو بعد الطعام أو في أي فرصة مناسبة أخرى.

3)يمكن الاستغناء عن القراءة بوسائل أخرى كالأشرطة المسموعة أو المرئية, والقصص والكتابات المبسطة... وحضور الدورات التدريبية, أو المحاضرات الثقافية المفيدة.

حضور الأطفال

ان جميع افراد العائلة في هذه المناسبات التعليمية, لهو أمر لطيف ومحبب, فبالاضافة الى ما يمنحهم اياه من معرفة, فان تلك الجلسات تمنحهم الارتباط العائلي وحب المعرفة والشعور بالأمان واحترام الوالدين اضافة الى أنها تغرس فيهم القيم العليا في سن مبكرة, وبذلك ينشأ الأولاد نشأة طيبة باذن الله.

ملاحظات

1)يترك للزوجين تحديد الوقت والمكان المناسبين وما نذكره هنا هو على سبيل المثال, والأهم هو التطبيق.

2)يترك للزوجين تحديد الوسيلة المناسبة كالكتب والأشرطة أو غيرها. علما بأن الكتاب لا يزال هو أهم وسائل المعرفة.

[نبض الأقصى]

تثقيف الزوجين أحدهما للاخر

عندما يكون هنالك تفاوت ثقافي ظاهر بين الزوجين, أو عدم معرفة لدى أحدهما في أحد الجوانب الثقافية المهمة, كالنواحي الصحية أو النفسية أو الدينية أو الاجتماعية, أو كان كلاهما مقصر في المعرفة المتعلقة بهذه الجوانب. فلا بد من تلافي هذا النقص, وعلى الطرف العارف العالم في أحد هذه الميادين أن يمد الاخر بالمعرفة اللازمة والضرورية, ويجب أن يكون هنالك جلسات تفاهم ثقافي أو حوار علمي بين الزوجين يكمل فيه أحدهما الاخر, وهذا الأمر من الواجبات الشرعية, اضافة الى انه من أهم مستلزمات العلاقة الزوجية السوية.

التعليم بداية التغيير

اذا أراد الانسان أن يغير من الواقع الذي يعيشه, سواء أكان ذلك في المؤسسات أم في النفوس, فانه يبدأ في العلم والتعليم, فالعلم نور والجهل ظلمة, وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نخصص وقتا من أوقاتنا لتعليم أهلنا, قال الله تعالى: ( يا أيها الذين امنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ).

واستدل المفسرون من هذه الاية الكريمة على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لأهله – أي زوجته وأولاده, لأنه مسؤول عنهم, وليس هنالك أي مانع أو غضاضة في أن تعلم الزوجة زوجها وتثقفه أو تزوده بالمعلومات اللازمة, ليس في الأمور الدينية فحسب, بل في كل مجالات المعرفة والثقافة الضرورية له.
وكما يقال: " من عرف حجة على من لم يعرف " .

واجبات الزوج نحو تثقيف زوجته

يؤكد كثير من الفقهاء وجوب قيام الزوج بتعليم زوجته القدر الضروري من العلم الشرعي الذي تصح به عبادتها, بل يذهبون الى أبعد من ذلك, ويقولون بأن على المرأة الخروج لطلب العلم اذا لم يقم الزوج بتعليمها.


يقول الامام الغزالي رحمه الله: " اذا كان الرجل قائما بتعليم زوجته فليس لها الخروج لسؤال العلماء, وان قصر علم الرجل ولكن ناب عنها في السؤال فأخبرها بجواب المفتي فليس لها الخروج, فان لم يكن ذلك, فلها الخروج للسؤال ويعصي الرجل اذا منعها " .

وروي عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه قال: " جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك – وفي رواية قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال – فاجعل لنا من نفسك يوما, نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله, فقال: " اجتمعن في كذا وكذا وفي مكان كذا وكذا " فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعلمهن مما علمه الله, ثم قال: "ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة الا كان لها حجابا من النار" . فقالت امرأة منهن: يا رسول الله اثنين؟ قال: فأعادتها مرتين ثم قال: "واثنين واثنين واثنين" رواه البخاري.

[نضال 3]

موسوعة رائعة جداا

جزاكم الله خيراا

حياكم الله