بسم الله الرحمن الرحيم
رد على شبه .. ان سيدنا (محمد صلى الله عليه وسلم )يشتهي زينب بنت جحش
للاسف ان هناك أناس بلغ فيهم الكذب والتزوير
وحقدهم على الأسلام والمسلمين و يمنعهم من الكذب على أشرف خلق الله
محمد صلى الله عليه وسلم
ومما يدعو للاستغراب ان النصارى تنقل هذا الكلام دون تثبت وعلم
فهم ينقلون ولا يعرفون ماينقلون فقط يريدون ان يحصلوا على ثناء الناس
وحقدهم وكذبهم على الأسلام العظيم
وهنا في هذا الموضوع ستعرفون الحقيقة ,
وارجو الا يأتي احد بعد ذلك من النصارى ينقل لنا كلام هؤلاء السفهاء
الشبهة :
محمد (صلى الله عليه وسلم )يشتهي زينب بنت جحش
(امرأة ابنه بالتبني زيد بن الحارثة) و يتزوجها
زعم بعض أعداء الإسلام أن الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم اشتهى زينب بنت جحش
وطلقها من زوجها زيد بن حارثة وتزوجها هو.
دليل الشبهة المزعومه :
استدل هؤلاء بما جاء فى تفسير الطبري
فى تأويل قول الله تبارك وتعالى :ـ
( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) ([أ])
وإليك النصوص التى استدلوا بها حرفيا :
[/CENTER](أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته،
وهي في حبال مولاه، فأُلقى في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها
(أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها،
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زَّوج زيدَ بنَ حارثة زينبَ بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فإن كشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر،([ب])
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
الـــــرَّد علـــى الشبهــــــة :
قبل أن نجيب على تلك الشبهة أود أن أشير إلى أمر هام جدا هو أن علماء التفسير رضى الله عنهم حينما وضعوا كتب التفسير كان عندهم من الأمانة العلمية ما يجعلهم يوضحون كل الروايات التى تتعلق بتفسير الآية حتى يتعلم القارئ المسألة من كل ما يتعلق بها من جوانب ، ثم بين التفسير الراجح أو الصحيح من بين تلك الآراء التى سردها فى كتابه.
مثلا أصحاب العلوم الأخرى حينما يسرد بعضا من النظريات فى كتابه فهو لا يوافق كل تلك النظريات وإنما يسردها ليبين النظرية التى أخذ بها فليس معنى أنه ذكر نظريات خاطئة أنه أقر بها فى كتابه.
وعلى ما تقدم فإن القول بمثل تلك الشبهة لا يخرج عن كونه تعنتا فى اصطياد الأخطاء وليست بأخطاء فى الأصل فأعداء الإسلام حينما يدللوا على شبهة ما يقتصرون على ما أورده المفسر فى كتابه من الروايات التى تدعم ما يدعون به ولكنهم لا يذكرون ما رجحه هذا المفسر فى كتابه وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على عدم الأمانة العلمية فى نقلهم من المراجع.
ولأجل ذلك نقول
إن هذه الروايات التى ذكرها هؤلاء المضللون إنما هى لا يعتد بها وليست من صحيح السنة فى شئ يذكر وهذا ما قال به أهل العلم والتأويل فى شأن تلك الرويات من أنها ذكرت على سبيل المثال وليس على سبيل اليقين وأنها روايات ضعيفة أى بها خلل فلا يعتد بها
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله
( ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير ([1]) هاهنا آثارا عن بعض السلف رضي الله عنه أحببنا أن تضرب عنها صفحا لعدم صحتها فلا نوردها) ([2])
وجه الدلالة
يقصد الإمام ابن كثير عليه رحمة الله أن تلك الروايات التى ذكرها الإمام ابن جرير الطبري لا يعتد بها لعدم صحتها ولأجل ذلك فهو لم يذكر تلك الروايات.
أما عن القول المزعوم بأنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لما رأى زينب افتتن بها فهو غير صحيح أيضا
فيقول الإمام ابن كثير فى ذلك
وقد روى الإمام أحمد هاهنا أيضا حديثًا، من رواية حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس فيه غرابة تركنا سياقه أيضا والغرابة من قوله: "فرأى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم امرأته زينب وكأنه دخله" فقد شك مؤمل في الرواية، وهو سيئ الحفظ. ([3])
وجه الدلالة:
أى أن الرواية التى ذكر فيها أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم افتتن بزينب رواية ضعيفة السند ولا يعتد بها لأن فيها أحد الرواة ممن عرف بسوء حفظه للحديث وأمثال هؤلاء لا يعتد بروايتهم خاصة أنها لم ترد من طرق أخرى
يقول الإمام ابن حجر العسقلاني
ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها ([4])
وجه الدلالة
أن رواية ابن جرير الطبرى التى ذكرها أيضا لا يعتد بها لأن ها ضعيفة ولاحظ معى أن الذى حكم على تلك الرواية بالضعف هو الإمام ابن حجر العسقلانى الذى أثرى المكتبة الإسلامية بذخائر نفيسة من أبرزها كتاب فتح البارى بشرح صحيح البخارى أصح كتاب ورد فى سنة سيدنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
يقول صاحب التهذيب
هذه رواية مرسلة ، فمحمد بن يحيى بن حبان تابعي ، يروي عن الصحابة ، و يروي أيضا عن التابعين ، كعمر بن سليم و الأعرج ، و غيرهما ، (ت 121 هـ ) و عمره ( 74 سنة ) ، فهو لم يدرك القصة قطعاً ولم يذكر من حدثه بها ([5])
عبد الله بن عامر الأسلمي ، ضعيف بالاتفاق ، بل قال فيه البخاري : ذاهب الحديث ، و قال أبو حاتم : متروك ([6])
أما عن الرواية الثانية
أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هذا ضعيف باتفاق المحدثين ، بل صرح بعضهم بأنه متروك الحديث ، قال البخاري وأبو حاتم : ضعفه علي بن المديني جداً ، وقال أبو حاتم : كان في الحديث واهياً ، و جاء عن الشافعي أنه قال : قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن سفينة نوح طافت بالبيت وصْلّت خلف المقام ركعتين ؟ قال : نعم . و لهذا لما ذكر رجل لمالك حديثاً منقطعاً قال له : اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح . و أقوال الأئمة في تضعيفه كثيرة ، و هو رجل صالح في نفسه لكنه شغل بالعبادة والتقشف عن حفظ الحديث فضعف جداً ([7])
وقد آثرت أن أبين أقوال العلماء حرفيا فى الروايات التى استدل بها أعداء الإسلام حتى يعلم القارئ أنها روايات باطلة لا يعتد بها ولا يصح الأخذ بها أو تصديقها وإن كان بها بعض المصطلحات التى تحتاج لفهم لكنهم قصدوا أن يبينوا أن الروايات بها ضعف فلا يعتد بها
إضافة إلى ما تقدم فإن هناك الكثير من أهل العلم ضعفوا تلك الروايات وجزموا بأنها لا يعتد بها مثل الزهري . وبكر بن العلاء . والقشيري . والقاضي أبي بكر بن العرب والقاضى عياض ([8]) .. الخ.
إذا فكيف تزوج صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش
للرجوع إلى أحداث تلك القصة مفصلة يمكن الرجوع إلى تفسير القرطبي وابن كثير وكتاب فتح البارى وتفسير الآلوسي وأى كتاب تفسير بشرط أن يكون محققا.
وتكمن أحداث القصة فيما يلى:
يجب أن نعلم جيدا أن زينب بنت جحش هى ابنة عمة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بمعنى أنها كانت أمامه فلو كان له رغبة فى الزواج منها لتزوجها.
[CENTER]النبى يخطب زينب لزيد
إضافة إلى ذلك فإنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم هو الذى خطب زينب لزيد وزوجها له رغم أن زينب اعترضت على هذا الزواج فى البداية إلى أن نزل الأمر القرآني:
[SIZE="6"]
قال الله تعالى :
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) ([9])
وجه الدلالة
أمر الله تعالى المؤمنين كافة باتباع أوامر الله ورسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وما دام النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم هو الذى أراد ذلك فلا بد من اتباع أمره.([10])
ومن هو زيد ؟ :
هو ابن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من التبنى أهدته له السيدة خديجة رضى الله عنها فاعتقه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وتبناه وأطلق عليه زيد بن محمد وفقا لما تعود عليه العرب وقتها
إذا فلو كان صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم طامعاً فى الزواج من زينب فما الذى يحمله على ذلك وأن يزوجها بابنه من التبنى وقتئذ.
يتزوج زيد بزينب وَتَمُرُ فترة ليست بالطويلة من الزمن إلا أن زينب تشعر فى قرارة نفسها أنها أعلى منه نسباً وحسبا لكن كل ما يتم بتدبير العلى القدير.
زيد يطلق زينب
يذهب زيد إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مخبرا انه يريد فراق زوجته فيقول له صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم امسك عليك زوجك واتقى الله
وهنا تجدر الإشارة إلى تحقق كذب الروايات التى استدل بها المضللون على شبهتهم فلو كان صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم طامعا فى الزواج من زينب على افتراض صحة تلك الرواية لشجع زيداً وقتها على ما يريد من فراق لزوجته ([11])
قال تعالى:
"فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً"
وجه الدلالة
يستفاد من تلك الآية الكريمة أن زيداً هو الذى رغب فى تطليق زينب وليس كما زعموا أنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم طلقها منه ليتزوجها
يتبع........
المفضلات