أسقف هولندي يدعو إلى اعتماد اسم "الله" في الكنيسة
دعا أبرز أساقفة هولندا تيني موسكنس إلى اعتماد اسم "الله" بصيغته العربية للدلالة على إله المسيحيين بديلاً عن الكلمة المعتمدة حاليا (God ). وقال إن على هولندا أن تستفيد من التجربة الإندونيسية حيث يصلي المسيحيون هناك في كنائسهم باسم الله. يبدو هذا الطرح جديداً وربما صادماً للمسيحيين في هولندا والغرب عموماً، بينما لا يرى مسيحيو الشرق
وكذلك مسلموه أيّ فارق جوهري بين التسميتين.
يعتقد الأسقف موسكنس أن هذا الأمر قد يحتاج إلى مائة سنة أو أكثر ليصبح معتاداً، كما صرح في مقابلة أجراها معه برنامج "نت فيرك" على القناة الوطنية الثانية. بعد مائة سيعتمد اسم "الله" في الكنائس الهولندية، وهو ما سيزيد من فرص التقارب بين الأديان، حسب الأسقف موسكنس.
لا يتوقع موسكنس تجاوباً متحمساً مع دعوته حالياً. يقول الأسقف البالغ من العمر 71 عاماً، والذي سيتوقف عن عمله قريباً لأسباب صحية، إن الله لا يهمه بأي اسم ندعوه. إنه أسمى من هذه "السجالات والعصبيات" التي اخترعها الإنسان، على حدّ قول الأسقف موسنكس.
سبق للأسقف موسكنس أن عمل طوال ثماني سنوات هناك، حيث يعتمد اسم الله في الصلوات، حتى في الكنائس الكاثوليكية. ويرى الأسقف أن على الهولنديين أن يتعلموا التفاعل بتلقائية مع الثقافات والأديان والعادات المختلفة، حيث يقول "إذا كنت أنا، طوال ثماني سنوات، وغيري من القساوسة لعشرين أو ثلاثين عاماً نردد في صلواتنا في الكنائس الإندونيسية عبارة Allah yang maha kuasa - الربّ العظيم- ونحن في ذروة القداس، فلم لا نستطيع أن نفعل ذلك هنا، بشكل جماعي؟"
لا يبدو هذا السجال ذا معنى في العالم العربي، حيث يطلق المسلمون والمسيحيون واليهود اسم "الله" على الإله ذاته. ففي الشرق الأوسط والعالم العربي يتداخل المعجم الديني لأتباع الديانات الثلاث إلى حد كبير، بسبب الأصول اللغوية المشتركة للغات المعتمدة دينياً، وبسبب التمازج التاريخي والتداخل الثقافي بين شعوب المنطقة. ورغم ذلك التداخل فإنه يمكن بسهولة تمييز القاموس الديني لكل من الديانات الثلاث حتى في اللغة الواحدة. ففي الأدبيات المسيحية يكثر استخدام مفردة "الرب" ويقل استخدام اسم "الله" والعكس نراه في الأدبيات الإسلامية، حيث يندر استخدام كلمة "الرب" منفردة، وإنما تأتي عادة مضافة مثل "ربـّي" أو "ربّ العالمين". ومن الجدير بالذكر هنا أنّ اسم الله يرد ايضاً في التراثين المسيحي واليهودي المكتوبين بالعربية في مرحلة ما قبل الإسلام.
من المتوقع أن تلقى دعوة الأسقف موسكنس ترحيباً واسعاً في الأوساط الإسلامية الهولندية. خاصة وأنها تأتي بعد أيام من تصريحات عضو البرلمان خيرت فيلدرز الداعية إلى حظر القرآن في هولندا، والتي سبقتها تصريحات إحسان جامي، مؤسس لجنة المسلمين السابقين، التي قارن فيها النبي محمد بأسامة بن لادن.
لعلّ هذه الأحداث هي ما تبرر الاهتمام الواسع الذي حظيت به دعوة الأسقف موسكنس في وسائل الإعلام الهولندية. فالاسقف سبق أن قال هذا الكلام نفسه قبل أعوام، ولم يثر اهتمام أحد، كما أنه اقترح في وقت سابق اعتماد أحد الأعياد الإسلامية واعتباره عطلة رسمية بدل اليوم الثاني من عيد العنصرة.
http://www.nusrah.tv/showthread.php?t=2581
المفضلات