بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسل الله وبعد:
هذا كتاب تناقض الأناجيل والهدف منه إبانة التناقض الموجود بين الأناجيل فى كثير من الموضوعات ومنهج العمل هو ذكر الموضوع ومكانه فى كل إنجيل وبيان الفروق بين نص كل إنجيل لمعرفة مكان أو أماكن التناقض أو أماكن الحذف والإضافة.
التناقض :
هو وجود اختلافات بين النصوص ويشترط أن تكون الاختلافات من نوع التضاد لا من نوع الإضافة والحذف وذلك لأن الاختلافات المتضادة تجعل معنى كل نص مخالف للأخر بينما الاختلافات من نوع الإضافة والحذف هى ناتجة من اختلاف مقامات الكلام ففى أحيان يقتضى المقام الإطالة – وهى المرادة بالإضافة – وفى أحيان يقتضى المقام الاختصار – وهو المراد بالحذف – ومع وجود هذا وذاك لا يوجد اختلاف فى المعنى وذلك كما فى القرآن وليس الإنجيل المحرف كالقرآن وتناقض الأناجيل ينقسم لنوعين :
التناقض بين الأناجيل الأربعة وهو أن تختلف النصوص فى الموضوع الواحد اختلاف تضاد .
التناقض داخل الإنجيل الواحد وهو أن توجد نصوص داخل الإنجيل تتعارض مع بعضها .
كلمة الله :
من المعلوم أن كلمة الله لا يمكن أن يكون فيها تناقض إلا التناقض المنصوص عليه وهو وجود اختلاف فى أحكام الموضوع الواحد والسبب كون أحدهما نزل أولا ثم نزل الأخر ناسخا الحكم الأول وهى تكون فى أحكام تتغير بتغير الظروف لا فى أحكام تتعلق بموجود ثابت كالله وأما الأخبار فلا يكون فيها تناقض فى المعنى أبدا وقد علم الناس أن القرآن كلمة الله للتالى :
-عدم وجود تناقض فيه إلا ما نص على وجوده من وجود الأحكام الناسخة والمنسوخة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ".
-عدم وجود تناقض فى أخباره أبدا .
وأما الإنجيل الحالى فليس كلمة الله لأسباب عدة أهمها:
-وجود أكثر من إنجيل .
-التناقض بين الأناجيل فى الأخبار .
-وجود نصوص فى الإنجيل تدل على أن الكاتب إنسان وليس من عند الله .
موضوعات التناقض :
سجل نسب يسوع :
أتى هذا الموضوع فى إنجيل متى (1:1 –17 )وفى لوقا (23:3 –38 )والفروق بين النصين هى :
ذكر لوقا الأجيال من آدم (ص)لإبراهيم (ص)بينما لم يذكر متى هذه الأجيال.
أن سجل النسب عند متى من أول داود(ص)حتى يسوع يختلف عما عند لوقا اختلافا بينا وهذه قائمة متى "داود أنجب سليمان من التى كانت زوجة لأوريا وسليمان أنجب رحبعام ورحبعام أنجب أبيا وأبيا أنجب آسا وآسا أنجب يهوشافاط ويهو شافاط أنجب يورام ويورام أنجب عزيا وعزيا أنجب يوثام ويوثام أنجب أحاز وأحاز أنجب حزقيا وحزقيا أنجب منسى ومنسى أنجب آمون وآمون أنجب يوشيا ويوشيا أنجب يكينا واخوته فى أثناء السبى إلى بابل وبعد السبى إلى بابل يكينا أنجب شألتئيل وشألتئيل أنجب زربابل وزربابل أنجب أبيهود وأبيهود أنجب ألياقيم وألياقيم أنجب عازور وعازور أنجب صادوق وصادوق أنجب أخيم وأخيم أنجب اليود وأليود أنجب أليعازر وأليعازر أنجب متان ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم التى ولد منها يسوع الذى يدعى المسيح "(6:1 –17 )وأما قائمة لوقا فسنذكرها من الأسفل لأنه مبدوءة بعكس قائمة متى وهى :
داود أبو ناثان أبو متاثا أبو مينان أبو مليا أبو يونان أبو يوسف أبو يهوذا أبو شمعون أبو لاوى أبو متثان أبو يوريم أبو أليعازر أبو يوسى أبو عير أبو ألمودام أبو قصم أبو أدى أبو ملكى أبو نيرى أبو شألتئيل أبو زربابل أبو ريسا أبو يوحنا أبو يهوذا أبو يوسف أبو شمعى أبو متاثيا أبو مآت أبو نجاى أبو حسلى أبو ناحوم أبو عاموص أبو متاثيا أبو يوسف أبو ينا أبو ملكى أبو لاوى أبو متثاث أبو هالى أبو يوسف .
والاختلاف مظاهره كالتالى :
عدد الأجيال فى قائمة متى 27 وعدد الأجيال فى قائمة لوقا 41 وذلك من أول داود(ص)لأنهم 41 عند لوقا ككل .
تختلف القائمتان فى كل الأسماء عدا أربعة هم أول القائمة وهو داود (ص)وأخر القائمة هو يوسف وشألتئيل وابنه زربابل .
ونحب أن نذكر أمرا هاما هو أن متى أخطأ فى عد الأجيال من المسيح(ص)إلى السبى البابلى فهو يقول "فجملة الأجيال من إبراهيم إلى داود 14جيلا ومن داود إلى السبى البابلى 14 جيلا ومن السبى البابلى إلى المسيح 14 جيلا "(17:1)فقد جعلهم 14 جيلا بينما هم 13 جيلا فقط وللقارىء أن يعدهم فى النص وهو "وبعد السبى إلى بابل يكينا أنجب شألتئيل وشألتئيل أنجب زر بابل وزربابل أنجب أبيهود وأبيهود أنجب ألياقيم وألياقيم أنجب عازور وعازور أنجب صادوق وصادوق أنجب أخيم وأخيم أنجب أليود وأليود أنجب أليعازر وأليعازر أنجب متان ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم ".
ولادة يسوع :
أتى هذا الموضوع فى متى (18:1 –25 )وفى لوقا (1:2-7)والفروق بين النصين كبيرة ونص متى هو "أما يسوع المسيح فقد تمت ولادته هكذا كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف وقبل أن يجتمعا معا وجدت حبلى من الروح القدس وإذ كان يوسف خطيبها بارا ولم يرد أن يشهر بها قرر أن يتركها سرا وبينما كان يفكر فى الأمر إذا ملاك من الرب قد ظهر له فى حلم يقول يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأتى بمريم عروسك إلى بيتك لأن الذى هى حبلى به إنما هو من الروح القدس فستلد ابنا وأنت تسميه يسوع لأنه هو الذى يخلص شعبه من خطاياهم "حدث هذا كله ليتم ما قاله الرب بلسان النبى القائل ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى عمانوئيل أى الله معنا ولما نهض يوسف من نومه فعل ما أمره به الملاك الذى من الرب فأتى بعروسه إلى بيته ولكنه لم يدخل بها حتى ولدت ابنا فسماه يسوع "وأما نص لوقا فهو "وفى ذلك الزمان أصدر القيصر أغسطس مرسوما يقضى بإحصاء سكان الإمبراطورية وقد تم هذا الإحصاء الأول عندما كان كيرينيوس حاكما لسورية فذهب الجميع ليسجلوا كل واحد إلى بلدته وصعد يوسف أيضا من مدينة الناصرة بمنطقة الجليل إلى مدينة داود المدعوة بيت لحم بمنطقة اليهودية لأنه كان من بيت داود عشيرته ليتسجل هناك مع مريم المخطوبة له وهى حبلى وبينما كانا هناك تم زمانها لتلد فولدت ابنها البكر ولفته بقماط وأنامته فى مذود إذ لم يكن لهما متسع فى المنزل ".
اختص نص متى بالتالى :
حبل مريم من الروح القدس ومجىء الملاك ليوسف خطيب مريم .
واختص نص لوقا بالتالى :
ذكر مرسوم أغسطس بإحصاء السكان فى عهد كيرينيوس حاكم سورية وذهاب يوسف ومريم لبيت لحم من أجل التسجيل ولف يسوع بقماط وإنامته فى المذود وطبعا هذه اختلافات ظاهرة بالنقص والزيادة والغريب هو احتواء نص الاختصار عند لوقا على ما لم يحتويه نص الإطالة عند متى وهذا يعنى أن مصدر استقاء المعلومات ليس واحدا ولذا اختلفت المعلومات .
شهادة المعمدان ليسوع :
أتى الموضوع فى الأناجيل الأربعة متى (1:3 –12 )ومرقس (1:1-8)ولوقا (1:3 –18)ويوحنا (6:1-39) والفروق بين النصوص الأربعة هى :
1-يوجد اختلاف فى معنى عبارة جاءت فى متى بصيغة "وحذاءه لا أستحق أن أحمل "وجاءت فى مرقس "من لا أستحق أن أنحنى لأحل رباط حذائه "وجاءت فى لوقا "من لا أستحق أن أحل رباط حذائه "وجاءت فى يوحنا "وأنا لا أستحق أن أحل رباط حذائه "وهذه العبارة فيها فرق واضح بين صيغة متى والصيغ الثلاثة الأخرى التى تحمل معنى واحد ففى متى المعنى هو عدم استحقاق حمل الحذاء بينما فى الصيغ الأخرى المعنى هو حل رباط الحذاء والبون بينهما شاسع.
2-يوجد اختلاف فى نصوص الأناجيل بالزيادة والنقص فى عبارة متى ولوقا "هو سيعمدكم بالروح القدس وبالنار "و عبارة مرقس "أما هو فسوف يعمدكم بالروح القدس "وهى نفس عبارة يوحنا تقريبا "هو الذى سيعمد بالروح القدس "وطبعا وجود كلمة النار يؤدى لوجود زيادة فى المعنى فى الأولين وتؤدى لنقص فى الأخرين وهو يؤدى للتضاد لأن التعميد بالروح القدس ليس نفسه هو التعميد بالنار .
3-يوجد اتفاق بين متى ومرقس فى عبارة أشعياء "ها أنا أرسل قدامك رسولى الذى يعد لك الطريق صوت مناد فى البرية أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله مستقيمة "وكذا بين يوحنا وبينهم مع اختلافات لا تؤدى لاختلافات فى المعنى والعبارة لمرقس وأما لوقا فقد زاد عليها عبارة أخرى "كل واد سيردم وكل جبل وتل سيخفض وتصير الأماكن الملتوية مستقيمة والأماكن الوعرة طرقا مستوية فيبصر كل بشر الخلاص الإلهى ".
4-يوجد اتفاق بين متى ولوقا فى فقرة لا توجد فى مرقس ويوحنا وهى "ولما رأى يوحنا كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إليه ليتعمدوا قال لهم يا أولاد الأفاعى من أنذركم لتهربوا من الغضب الأتى فأثمروا ثمرا يليق بالتوبة ولا تعللوا أنفسكم قائلين لنا إبراهيم أبا فإنى أقول لكم إن الله قادر أن يطلع من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم وها إن الفأس ألقيت على أصل الشجر فكل شجرة لا تثمر ثمرا جيدا تقطع وتطرح فى النار "والعبارة لمتى وطبعا لا نعرف سببا لوجود العبارة فى إنجيليين وعدمه فى إنجيليين لأن المفروض فيهم الإتفاق .
5-اختص لوقا بزيادة ليست فى الثلاث وهى ذكره للحكام فى زمن قيام يوحنا المعمدان وذكره أسئلة سألتها الجموع ليوحنا وأجاب عليها .
6- اختص يوحنا بزيادة ليست فى الثلاث وهى ذكر يوحنا أن المسيح هو حمل الله المزيل للخطيئة وذكر يوحنا لنزول الروح على المسيح على هيئة حمامة وذكر أسئلة الكهنة واللاويين ليوحنا من هو ؟.
معمودية يسوع :
أتى فى متى(13:3-17)ومرقس (9:1-11)ولوقا (21:3- 22 ) والفروق بين النصوص هى :
-اختص متى بذكر ممانعة يوحنا لتعميد المسيح بدعوى أنه المحتاج له بينما لم يذكر هذا فى مرقس ولوقا وفيه يقول متى "لكن يوحنا أخذ يمانعه قائلا أنا المحتاج أن أتعمد على يدك وأنت تأتى إلى ولكن يسوع أجابه اسمح الآن بذلك فهكذا يليق بنا أن نتم كل بر عندئذ سمح له "(14:1-15).
-اختص مرقس بذكر المكان الذى أتى منه المسيح بالتحديد وهو مدينة الناصرة بينما ذكر متى الإقليم أى المنطقة وهى منطقة الجليل وهى نفس ما قاله مرقس بعد ذكره لمدينة الناصرة وأما لوقا فلم يذكر المكان .
إبليس يجرب يسوع :
ورد فى متى (1:4-11)"ومرقس(12:1-13)ولوقا (4:1- 13)والفروق بين النصوص هى :
-جاء الموضوع مختصرا فى مرقص مطولا فى متى ولوقا .
-جاء اختلاف بين متى ولوقا فى ترتيب طلبات إبليس فهى فى متى تحويل الحجارة لخبز وقتل المسيح لنفسه والسجود للشيطان وهى فى لوقا تحويل الحجارة لخبز والسجود للشيطان وقتل المسيح لنفسه .
-جاءت زيادة فى متى هى "فتركه إبليس وإذا بعض الملائكة جاءوا إليه وأخذوا يخدمونه "(11:4).
-جاءت زيادة فى لوقا "أما يسوع فعاد من الأردن ممتلئا من الروح القدس "(1:4).
-أتت فى مرقس زيادة ليست فى متى و فى لوقا وهى كلمة الوحوش فى العبارة القائلة "فقضى فيها أربعين يوما والشيطان يجربه وكان بين الوحوش وملائكة تخدمه ".
6-دعوة يسوع لتلاميذه :
ورد الموضوع فى متى (18:4- 22 )ومرقس (16:1_20)ولوقا (1:5 –11)ويوحنا (35:1-51 )والفروق بين النصوص هى :
-ذكر متى ومرقس أنه دعاهما عند بحيرة الجليل بينما ذكر لوقا أنه التقى بهم عند بحيرة جينسارت –والله أعلم هل تحمل البحيرة اسمين أم لا- بينما ذكر يوحنا أنه التقى بهم وهو سائر على الأرض ولا ذكر عنده لبحيرة إطلاقا .
-ذكر متى ومرقس أنه دعا بطرس وأخوه أندراوس وهما يلقيان الشبكة فى الماء بينما ذكر لوقا أنه طلب من سمعان أن يبتعد بالقارب لداخل البحيرة بعد أن ركبه بينما يوحنا لا يذكر حكاية الدعوة هو وإنما يعكسها فبينما اتفقت أناجيل متى ومرقس على أن الداعى هو المسيح وكذا إنجيل لوقا نجد إنجيل يوحنا يقول أن التلاميذ اتبعوه دون أن يدعوهم والسبب أن يوحنا المعمدان أشار إلى أنه المسيح فتبعه أحدهم .
-يوجد اختلاف صغير بين متى ومرقس فى ختام الموضوع يقول "فتركا القارب وأباهما وتبعاه حالا "(22:4) بينما يقول مرقس "فتركا أباهما زبدى فى القارب مع الأجراء وتبعاه "(20:1)والاختلاف يتمثل فى كلمة الأجراء وهى زيادة لها معناها هنا فهى تدل أو تشعر أن لولا وجود الأجراء مع الأب ما تركه الولدان بينما عبارة متى تدل على أنهما تركا الأب فورا .
-ذكر متى ومرقس أن الدعوة كانت زوجية فقد دعا المسيح سمعان وأخوه أندراوس ثم دعا يعقوب ويوحنا ابنا زبدى بينما ذكر لوقا أنه دعا سمعان المسمى بطرس بمفرده فقال "وقال يسوع لسمعان لا تخف منذ الآن تكون صائدا للناس "(10:5)بينما لم يذكر دعوته لابنى زبدى وإن ذكرهما فى معرض كلامه عن الدهشة التى استولت على الكل وأما يوحنا فيذكر أن تلميذين تبعاه دون دعوته لهما منهما أندراوس أخو سمعان الذى اقتاد سمعان للمسيح .
-ذكر يوحنا زيادات ليست فى أى إنجيل هى التبعية بدون دعوة وذكر فيلبس ونثنائيل وتقابلهما مع المسيح .
-جاء نقص فى إنجيل يوحنا هو ذكر يعقوب ويوحنا ولدا زبدى .
7-يسوع يترك اليهودية :
معنى العنوان أن يسوع ترك أرض اليهودية وورد ذكره فى متى (12:4-17)ومرقس (14:1)ويوحنا (1:4- 4)والفروق بين النصوص هى :
-ذكر متى ومرقس أن السبب فى ترك يسوع لليهودية وعودته إلى الجليل هو إلقاء القبض على المعمدان بينما يوحنا يذكر أن السبب هو سماع المسيح أن الفريسيين سمعوا أنه يتخذ تلاميذ ويعمد أكثر من يوحنا وفى ذلك قال "ولما عرف الرب أن الفريسيين سمعوا أنه يتخذ تلاميذه ويعمد أكثر من يوحنا مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه ترك منطقة اليهودية ورجع إلى منطقة الجليل "(1:4-4)وأما متى ومرقس فيقولان والعبارة لمتى "ولما سمع يسوع أنه قد ألقى القبض على يوحنا عاد إلى منطقة الجليل "(12:4).
-توجد زيادة فى متى وهى تشتمل على أمرين تحديد المنطقة التى سكن فيه المسيح وذكر عبارة النبى أشعياء عن سكن المسيح لمنطقة زبولون ونفتاليم .
-يوجد اختلاف بين متى ومرقس فى العبارة الأخيرة ففى متى يقول "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات "بينما يقول فى مرقس "قد اكتمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وأمنوا بالانجيل "فلم يذكر فى عبارة متى الزيادة فى عبارة مرقس وهى اكتمال الزمان والإيمان بالإنجيل .
8- يسوع يبشر فى الجليل :
ورد الموضوع فى متى (17:4-25)ومرقس(35:1-39)ولوقا (42:4-44)ويوحنا (43:4-45) وتوجد فروق بين النصوص هى :
-ذكر متى أن المسيح كان يبشر ويشفى الأمراض كلها حتى اشتهر فى كل سورية ومن ضمن ذلك طرد الشياطين وأما مرقس فذكر أنه كان يبشر ويطرد الشياطين فقط ولم يذكر لوقا شىء وكذا يوحنا عن شفاء الأمراض بما فيها طرد الشياطين .
-ذكر مرقس شىء انفرد به بين الكل وهو صلاة المسيح فى المكان المقفر وفى هذا قال "وخرج إلى مكان مقفر وأخذ يصلى هناك (35:1).
-انفرد مرقس ولوقا بذكر أمرين الأول أن المسيح نهض فى الصباح والثانى أنه ذهب لمكان مقفر .
-انفرد يوحنا بأمرين الأول أن المسيح قضى يومين فى بلدة سوخار والثانى أن المسيح قال "لا كرامة لنبى فى وطنه "(44:4).
-انفرد مرقس أيضا بشىء أخر هو ذكر بحث سمعان عن المسيح عندما خرج للمكان المقفر .
9-يسوع يشفى الأبرص :
ورد الموضوع فى متى (1:8-4)ومرقس (40:1-45)ولوقا (12:5-16)والاختلافات بين النصوص هى :
-ذكر المكان الذى تقابل فيه يسوع مع الأبرص فمتى يقول أن ذلك تم بعد نزوله من الجبل ويفهم من هذا أنه قابله عند سفح الجبل وعبارته هى "ولما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة وإذا رجل مصاب بالبرص"(1:8)وأما مرقس فلم يذكر المكان إطلاقا وأما لوقا فيذكر أن المقابلة كانت فى إحدى المدن وعبارته هى "وإذ كان يسوع فى إحدى المدن إذا إنسان يغطى جسمه البرص "(12:5)وهذا تناقض .
-توجد فقرة زائدة عند مرقس ولوقا وناقصة عند متى وعبارة لوقا هى "على أن خبر يسوع زاد إنتشارا حتى توافدت إليه جموع كثيرة ليستمعوا إليه وينالوا الشفاء من أمراضهم أما هو فكان ينسحب إلى الأماكن المقفرة حيث يصلى "(15:5-16)وعبارة مرقس "أما هو فانطلق ينادى كثيرا ويذيع الخبر حتى لم يعد يسوع يقدر أن يدخل أية بلدة علنا بل كان يقيم فى أماكن مقفرة والناس يتوافدون إليه من كل مكان "(45:1")وبين عبارة لوقا وعبارة مرقس فروق هى:
أ-لم يقل لوقا من الذى أذاع خبر يسوع ونشره بينما حدد مرقس المذيع وهو الأبرص الذى شفى .
ب- ذكر لوقا أن انسحاب يسوع إلى الأماكن المقفرة كان سببه هو الصلاة بينما ذكر مرقس أن السبب هو الإقامة فيها ومن ضمن الإقامة الصلاة .
10- شفاء المشلول :
ورد الموضوع فى متى (1:9-8)ومرقس (1:2- 12)ولوقا (17:5- 26)والفروق بين النصوص هى :
-ذكر متى المكان الذى كان فيه يسوع فقال "وعبر البحيرة راجعا إلى بلدته كفر ناحوم فجاءه بعضهم يحملون مشلولا مطروحا على فراش "(1:9- 2)كما ذكر ذلك مرقس فقال "وبعد بضعة أيام رجع يسوع إلى بلدة كفر ناحوم "(1:2)وأما لوقا فلم يذكر المكان أبدا .
-ذكر متى أن يسوع رأى المشلول والبعض يحمله على الأرض فقال "فجاءه بعضهم يحملون مشلولا مطروحا على فراش فلما رأى يسوع إيمانهم "بينما ذكر مرقس أن حاملى المشلول ثقبوا السقف ثم دلوه من الثقب أمام يسوع فقال "فنقبوا السقف فوق المكان الذى كان يسوع يجلس فيه حتى كشفوه ثم دلوا الفراش الذى كان المشلول راقدا عليه"بينما ذكر لوقا أنهم دلوه من بين فروق السقف الموجودة فيه من قبل فقال "صعدوا به إلى السطح ودلوه من بين اللبن على فراشه إلى الوسط قدام يسوع "وهذا تناقض .
-انفرد مرقس بذكر عدد حاملى المشلول وعبارته هى "وجاءه بعضهم بمشلول يحمله أربعة رجال ".
-انفرد مرقس ولوقا بذكر الزحام فى البيت الذى كان يجلس فيه يسوع وعبارة مرقس هى "وانتشر الخبر أنه فى البيت فاجتمع عدد كبير من الناس حتى لم يبق مكان لأحد ولا أمام الباب "وعبارة لوقا هى "ولما لم يجدوا طريقا لإدخاله بسبب الزحام صعدوا به إلى السطح ".
-انفرد لوقا بتصنيف الجالسين للفريسيين ومعلمى الشريعة وذكر الأماكن التى أتوا منها .
-اختلف مرقس ولوقا فى عبارة الجالسين فى المجلس فقال مرقس "ما رأينا مثل هذا قط "وقال لوقا "رأينا اليوم عجائب "فبينما جاءت الأولى منفية جاءت الأخيرة مثبتة وإن كانت تؤدى معنى قريب من الأولى وذلك لأن الأولى قد تفيد رؤية أشياء عادية لم تر من قبل كما تفيد رؤية العجائب ولم يذكر متى هذا .
المفضلات