بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب جمال السلفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخانا الغالي
معذرة أخي الكريم
تم تغيير العنوان بما بليق بكمال الله سبحانه وتعالي
لأن مثل هذه الأسئلة عن الكيفية لا تليق في حق الخالق العظيم سبحانه وتعالي
وسأذكر الدليل بإذن الله سبحانه وتعالي
ولكن أنبه حضرتك أن المخلوق الضعيف لا تليق به بعض الأسئلة
مثلا
أنت الآن في مكان ما به
مدير
سكرتير
موظف
الثلاثة كل واحد يجلس في مكانه علي كرسي
ويوجد كرسي رابع لا يجلس عليه أحد
جهاز كمبيوتر علي مكتب
ويوجد مكتب فارغ
ثم خرجت
ورجعت مرة أخري إلي الحجرة
وجدت المدير انتقل إلي الكرسي الرابع
ووجدت جهاز الكمبيوتر نقل إلي المكتب الفارغ
فأنت تسأل من حرك ونقل جهاز الكمبيوتر من مكانه
ولا تسأل من نقل المدير من مكانه
وهو مخلوق ضعيف لكن لا يجوز في حقه هذا السؤال
من حرك المدير من نقل المدير .....
إذا كانت مثل هذه الأسئلة لا تليق بمخلوق ضعيف فما بالنا بالخالق العظيم سبحانه وتعالي
نعود إلي موضوعنا
الله سبحانه وتعالي هو القدوس المطهر عن نقص وعيب
الذي له صفات الكمال وله الكمال في الصفات
فإن ورد نص عن الرسول الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم أن سأل الجارية
أين الله ؟
فلا يجوز القياس علي هذا النص ونقول بالكيف ومتي وهكذا
لماذا
لأن علماء السلف رحمهم الله تعالي اعتبروا أن مجرد السؤال عن كيفية صفة من صفات الله سبحانه وتعالي
هو سؤال بدعة
فما بالنا بالسؤال عن كيفية الخالق سبحانه وتعالي
نعرض كلام علمائنا الكرام
وولنقرأ كلام علمائنا الأفاضل رحمهم الله تعالي
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 53)
وَأَمَّا الْآيَةُ : فَقَدْ اسْتَفَاضَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } كَيْفَ اسْتَوَى ؟
فَأَطْرَقَ مَالِكٌ بِرَأْسِهِ حَتَّى عَلَاهُ الرُّحَضَاءُ ؛
ثُمَّ قَالَ : الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ ؛ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ
وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ ؛ وَمَا أَرَاك إلَّا مُبْتَدِعًا .
ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ .
وَجَمِيعُ أَئِمَّةِ الدِّينِ : كَابْنِ الماجشون والأوزاعي وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمْ : كَلَامُهُمْ يَدُلُّ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ كَلَامُ مَالِكٍ ؛ مِنْ أَنَّ الْعِلْمَ بِكَيْفِيَّةِ الصِّفَاتِ لَيْسَ بِحَاصِلِ لَنَا لِأَنَّ الْعِلْمَ بِكَيْفِيَّةِ الصِّفَةِ فَرْعٌ عَلَى الْعِلْمِ بِكَيْفِيَّةِ الْمَوْصُوفِ فَإِذَا كَانَ الْمَوْصُوفُ لَا تُعْلَمُ كَيْفِيَّتُهُ امْتَنَعَ أَنْ تُعْلَمَ كَيْفِيَّةُ الصِّفَةِ . وَمَتَى جُنِّبَ الْمُؤْمِنُ طَرِيقَ التَّحْرِيفِ وَالتَّعْطِيلِ وَطَرِيقَ التَّمْثِيلِ : سَلَكَ سَوَاءَ السَّبِيلِ ؛
فَإِنَّهُ قَدْ عُلِمَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ : مَا يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ أَيْضًا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ بِشَيْءِ مِنْ خَصَائِصِ الْمَخْلُوقِينَ ؛ [ لِأَنَّهُ مُتَّصِفٌ ] بِغَايَةِ الْكَمَالِ مُنَزَّهٌ عَنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ غَنِيٌّ عَنْ مَا سِوَاهُ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ
الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني - (ج 1 / ص 186)
للعالم الجليل والشيخ الفاضل
أَحْمَدُ بْنُ غُنَيْمِ بْنِ سَالِمٍ النَّفْرَاوِيُّ بَلَدًا ، الْأَزْهَرِيُّ مَوْطِنًا الْمَالِكِيُّ مَذْهَبًا ،
، وَافْتَرَقَا بَعْدَ صَرْفِهِ عَنْ ظَاهِرِهِ الْمُسْتَحِيلِ فِي بَيَانِ مَعْنَاهُ عَلَى التَّعْيِينِ وَالتَّفْصِيلِ ، فَالسَّلَفُ يُفَوِّضُونَ عِلْمَ ذَلِكَ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَالْخَلَفُ تُؤَوِّلُهُ تَأْوِيلًا تَفْصِيلِيًّا بِحَمْلِ كُلِّ لَفْظٍ عَلَى شَيْءٍ مُعَيَّنٍ خَاصٍّ كَمَا قَدَّمْنَا .
قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ أَبِي شَرِيفٍ : وَمَذْهَبُ السَّلَفِ أَسْلَمُ فَهُوَ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ ،
وَيَكْفِيَك فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ ذَهَابُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ إلَيْهِ ،
فَإِنَّ مَالِكًا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لَمَّا سُئِلَ عَنْ الِاسْتِوَاءِ
قَالَ : الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ
وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ
وحتي لا يظن أحد أننا لم نتأدب مع عالمنا الجليل وشيخنا الفاضل محمد أمان الجامي أقدم للقارئ الكريم ترجمة لهذا الإمام علي هذا الرابط
http://www.alnasiha.net/shaikh.aspx?sid=7
المفضلات