أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أًُُُشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً عبده ورسوله واشهد ان المسيح عيسى بن مريم عبد الله ورسوله، اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اما بعد،ـ
لقد انتهينا فى الجزء الاول من اثبات ان الكتاب المقدس مؤلف وليس محرف وانه عمل مجموعة من المؤلفين الذى عرفوا بانهم لسان حال الله وسط قومهم كما تقول ترجمة الرهبان اليسوعين (1) ولكن تشير ايضا الى ان هؤلاء المؤلفين ظل عدداً كبيراً منهم مجهول !!!!
ونحن الان أمام سؤال جد خطير الا وهو من هؤلاء المؤلفين التى ارتقت كتابتهم الشخصية حتى تجمع وتوضع فى كتاب يقال هو من كلام الله ؟ وهل هم انبياء او لهم علاقة بالوحى ؟ وهل ادعوا أن كتابتهم مقدسه ؟
لن نجيب على هذا السؤال ولكن سوف نترك الاجابة لاسفار الكتاب نفسها والى لماء ومفسرى الكتاب المقدس فان كلامهم حًجةً على انفًسهم وعلى اتباعهم
من هو كاتب الاسفار الخمسة ؟
أن الاعتقاد السائر والمسلم بيه لدى المؤمنين بقدسية هذا الكتاب ان الاسفار الخمسة الاولى ( التكوين- الخروج – العدد- اللاولبن – التثنية ) هى من كتابة موسى النبى ويقول هذا الدكتور القس صموئيل يوسف فى كتابة المدخل الى العهد القديم ص 73
ولعدة قرون امن اليهود والمسيحيون ان موسى كتب التورارة ( الاسفار الخمسة )(2)
ولكن هل هذاالايمان سليم ومؤكد؟
1 – هل الاسفار الخمسة تقول ان موسى هو الكاتب؟
وهنا نتكلم عن الدليل الداخلى لم يرد قط فى الاسفار الخمسة قول انا موسى النبى اكتب هذا القول من الله مثلا او انا موسى اكتب او اقول بل انه توجد دلائل تقول ان موسى يستحيل ان يكون كاتب هذا السفر
التثنية إ 31 ع 9
وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل..
من المفترض ان تنهى التوراة عند تلك الفقرة ولكنها لم تنهى
امر الرب موسى ان تقرا التوراة على الرجل والنساء والريب المار كل سبع سنين
Dt / التثنية إ 31 ع 11
حينما يجيء جميع إسرائيل ليظهروا أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره تقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم.. 12اجمع الشعب الرجال والنساء والأطفال والغريب الذي في أبوابك ليسمعوا ويتعلموا أن يتقوا الرب إلهكم ويحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة..
وامرهم ايضا انهم عند المرور من الاردن ان يكتبوا التوراة على حجارة Dt / التثنية إ 27 ع 2
فيوم تعبرون الأردن إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة وتشيدها بالشيد. 3 وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس حين تعبر لتدخل الأرض التي يعطيك الرب إلهك أرضا تفيض لبنا وعسلا كما قال لك الرب إله آبائك..
فكيف تكون تلك الاسفار التى بين ايدينا الان كتبت على حجارة وكانت وتقرا على الجميع انه امر محال فان كتابتها على حجارة يحتاج الى مبانى ضخمة وقراتها تحتاج يوم كامل على الاقل بدون راحة ( 3)
ومن العجائب الاخرى ان يصف موسى المن لبنى اسرائيل ويصف طعمه ويشرح طريقة طهيه وهو بين ايديهم ياكلونه ويطهونه يومياً!! بل والاعجب ان يقول موسى ان المن ظل اربعين سنة فى بنى اسرائيل ثم انقطع عندما اكلوا من غلال الارض والمن لم ينقطع الا فى زمن يشوع والمفترض ان الكاتب موسى وكان يتحث عن الماضى وليس نبؤة Ex / الخروج إ 16 ع 31
ودعا بيت اسرائيل اسمه «منا». وهو كبزر الكزبرة ابيض وطعمه كرقاق بعسل.. 32وقال موسى: «هذا هو الشيء الذي امر به الرب. ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم. ليروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر».. ............ ع 35 واكل بنو اسرائيل المن اربعين سنة حتى جاءوا الى ارض عامرة. اكلوا المن حتى جاءوا الى طرف ارض كنعان..
Jos / يشوع إ 5 ع 12
وانقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض, ولم يكن بعد لبني إسرائيل من. فأكلوا من محصول أرض كنعان في تلك السنة..
ولننظر ماذا يقول العلماء والمفسرين عن كاتب تلك الاسفار
أ- كتاب المدخل للكتاب المقدس
يقول كاتب سفر التكوين مجهول والعهد الجديد يدلنا ضمنا ان الكاتب موسى
ويقول ايضا انه كاتب سفر اللاوين لا يمكن ان يعر من كاتبه ولا متى صيغ بالطريقة التى هو عليها فى الوضع الحالى ولم يذكر السفر من كاتبه ( مثل كل الاسفار)(5)
ب – يقول الدكتور القس صمائيول يوسف فى كتابه المدخل الى العهد القديم ان كاتب التكوين غير معروف وهذا ليس راى شخصى له بل هو ينقل اراء المحققين تبعا لظرية المصادر (6)
واما عن سفر النثتية فانة يقول برجع بعض العلماءتاريخ كتابة السفر الى زمن القضاة اى زمن حكم صموئيل بالتحديد وبداية حكم الملوك وربما امتد الى زمن مبكر
ويرى روبرتسن ان سفر التثنية ترديد لشريعة موسى الاصلية جمعها النى صموئيل القاضى والكاهن لتكون هادية للشعب زمن حكم الملوك
ويرى فون راد ان السفر يعد ثمرة عمل كبير امتد من زمن مبكر جدا بدءاً من موسى الى زمن ما بعد السبى اعيدت كتابته بواسطة رجل يهودى بعد سقوط السامرة بفترة زمنية قصيرة وأيد هذا الراى الكثير من العلماء (7)
ويقول ايضا ان كثير من العلماء يرون ان الاسفار الموسوية ( الاسفار الخمسة * التوراة) اخذت صيغتها الحالية فى زمن ما بعد موسى ويقول ان الوصايا والشرائع كان موسى بالتاكيد كاتيا لها( 8)
أذن فالكتب التى بين ايدينا قصص مؤلفة ومذكور فيها شرائع موسى او كتب تؤرخ قصة بنى اسرائيل ومذكور فيها الشريعه ولكن من كتبها ؟ ما مدى مصدقية الكاتب ومعرفتة بالشريعة؟ هل كان على اتصال بوحى ؟ هل كان مؤمن ايمان قوى؟ هل مؤكد عدم خطاه ؟ ما هى مصادره؟
اسئلة كثيرة تحبث عن اجابات ولا نجد لها جواب مقنع مبنى على دليلاً علمى !
بعد اثبات ان الاسفار الخمسة مكتوبة لمؤلف مجهول سوف نأخذ بعض الاسفار ونعرضها وتكون كعينة هل معروف من هو كاتبها ؟ هل تصح نسبتها الى الكتاب او الى الله ؟
من هو كاتب سفر يشوع ؟
هو السفر السادس بعد الاسفار الموسوية الخمسة وجاء فى القانونية العبرية من ضمن اسفار الانبياء وفى الترجمة السبعينة والانجليزية والعربية ضمن الاسفار التاريخية (9) اذا القينا نظرة فى سفر يشوع نرى ان الكتب لا يمكن ان يكون يشوع بين نون وصى موسى لانه مثلا ذكر موت يشوع بن نون ودفنه بصيغة الماضى ولا يمكن ليشوع ان يكتب بعد موته وذلك يشير الى ايام الشيوخ بعد يشوع
يشوع إ 24 ع 29 وكان بعد هذا الكلام أنه مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين.. 30 فدفنوه في تخم ملكه في تمنة سارح التي في جبل أفرايم شمالي جبل جاعش.. 31
وعبد إسرائيل الرب كل أيام يشوع, وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع والذين عرفوا كل عمل الرب الذي عمله لإسرائيل.. Jos / يشوع إ 24 ع 32
وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة, فصارت لبني يوسف ملكا.. 33
ومات ألعازار بن هارون فدفنوه في جبعة فينحاس ابنه التي أعطيت له في جبل أفرايم..
كل تلك الاحداث بعد موت يشوع والكلام بصيغة الماضى وليس نبؤه
اراء العلماء فى كاتب سفر يشوع
1- تقول ترجمة الرهبانية اليسوعية فى المدخل الى سفر يشوع
بين الاحداث التى يرويها ( يقصد سفر يشوع) وتاريخ التحرير النهائى بضعة قرون !!!
فمن الذى كتب بعد بضعة قرون مع ان يشوع لم يعش سوى 120 عام !! يشوع 24: 29
وتكمل قائلة فان الصورة التى تعرضها هذه الوثيقة من ان الفتح التام لارض كنعان قد جرى على يد مجمل الاسباط متحالفة لا تثبت للنقد التاريخى فان ارض كنعان لم تفتح حقاً الا فى ايام داود (10)
- الدكتور القس صموئيل يوسف
ينقل لنا القس الاقوال المختلفة للاباء والعلماء فانة يقو ان التقليد اليهودى يقول ان كاتب السفر هو يشوع رغم عدم وجود اى اشارة الى ذلك فى الكتاب المقدس وينقل عن العلماء النقدين انهم يرون ان سفر يشوع امتداد للاسفار الخمسة وتنطبق علية نظرية المصادر وينق عن مارن نوت قوله بان سفر يشوع هو محصلة لكتابات ثانوية اخذت من المصدر D ظهرت بعد زمن السبى ويعتقد نوت ان سفرى يشوع والتثنية اخذا من مصدر واحد ! (11)
و يجدر الاشارة ان تلك الاراء والنضريات تبنى على فرضيات وليستحقائق
- قاموس الكتاب المقدس
يقول لنا قاموس الكتاب المقدس صراحة ان كاتب سفر يشوع مجهول وقد نسب الى اشخاص متعددين (12)
من هو مؤلف سفر القضاة ؟
يقول كاتب السفر Jgs / القضاة إ 21 ع 25
في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل. كل واحد عمل ما حسن في عينيه..
مما يدل على ان الكاتب حضر زم الملك اى انه لم يكن شاهد عيان ولم يذكر انه كتب بوحى او الهام الهى ولم يعرف بنفسة او بمصادره
1- يقول الدكتور صموئيل يوسف
يرى بعض العلماء الناقدين أن سفر القضاء لا يمثل وحدة كاملة بذاتها بل كتب من عده مصادر واعتقد ايضا انه سفر تثنوى بمعنى ان االسفر ظهر عام 550 ق . م واهم مصادر كتابته (J) ,والمصدر (B) وهذه المصادر لها علاقة بسفرى صموئيل (13)
- يقول مؤلفى المدخل الى الكتاب المقدس
لسنا نعلم من هو كاتب السفر ومن المحتمل ان تكون مادته قد جمعت وصنفت من واقع سجلات العصر فى زمن لاحق لزمن القضاة !!! (14)
وهنا نسال ماهى مدى مصدقية تلك السجلات؟ و مدى دقة المدونين لتلك السجلات ؟ ان وجدت وان صح هذا الفرض فهل يجوز ان ينسب كتاب يحتمل انه جمع من واقع سجلات تاريخية مجهولة المصدر والمدونين ومجهول اسم الناقل الى الله تبارك وتعالى ؟
– تقول دائرة المعارف الكتابية
الكاتب وتاريخ الكتابة: لا يُعلم على وجه اليقين كاتب هذا السفر، ولكن الدلائل الداخلية تدل على أنه كتب بعد موت شمشمون وبعد تتويج شاول ملكاً (قض 17: 6، 18 :1، 19: 11، 21 :25)،
من هو مؤلف سفر صموئيل ( الاول – الثانى )
يقول التقليد اليهودى ان كاتب سفر صموئيل هو النبى صموئيل (15)
1Sm / صموئيل الأول إ 25 ع 1
ومات صموئيل فاجتمع جميع إسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة. وقام داود ونزل إلى برية فاران..
ويفترض ان ينتهى السفر هنا على ان يكون كاتب هذه الفقرة شخص آخر غير صموئيل النبى ولكننا نجد ان السفر يستمر خمس اصحاحات اخرى بالاضافة الى سفر صموئيل الثانى والذى يعتبر الجزء الثانى من سفر صموئيل قبل ان يقسم كما تخبرنا جميع التفسيرات وتراجم الكتب
وينقل لنا القس الدكتور صموئيل يوسف فى كتابة المدخل الى العهد القديم ويقول ان كاتب السفر وتاريخ كتابته مجهولين كما هو الحال لباقى اسفار العهد القديم ويذكر مجموعه من الاراء حول الكاتب وتاريخ الكتابة (16)
وكذلك فان التقليد ينسب اسفار الامثال والجامعة و نشيد الانشاد الى الملك سليمان بن داود علماً بانهم لا يؤمنون بسليمان كنبى وانما هو ملك حكيم فقط!! ويقول الكتاب المقدس ان سليمان كفر وعبد الاوثان فى اخر ايامه !!!
1Kgs / الملوك الأول إ 11 ع 4
وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه.. ترجمة : الفانديك
فكيف يكون ملك وليس نبى يقول كلام بدون وحى وينسب الى الله و كيف يكون شخص مختار من الله ثم يكفر فى اخر ايامه ويعبد وثن!!!
علماً بان هذه النسبة الى سليمان مجرد تقليد ليس له دليل
واننا لا نكون مبالغين اذ قولنا ان كل اسفار العهد القديم بلا استثناء لا يوجد دليل واحد فقط على نسبتها الى من نسبوها اليه و فى الجزء الثالث باذن الله سوف نتعرف على من هم مؤلفى العهد الجديد ؟ وهل هم مجاهيل؟ ام معروفين؟ وهل تصح نسبة الكتب اليهم ؟ ام لا تصح كما فى العهد القديم ؟ وهل حقاً كتبت بوحى ام هى مجرد كتابات شخصية ؟
اللهم لا تحرمنا الاخلاص ياكريم واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
------------------------------------------------------------------------------------
المفضلات