هل الجبار من أسماء الله الحسنى ؟
قالوا : هل الجبار اسم من أسماء الله الحسنى التي تليق بالله ....؟
لقد جاء في القران أن الجبار اسم من أسمائه ، وهذا اسم ليس لائقا لجناب الله....!
تعلقوا على ذلك بقوله : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) ( الحشر).
الرد على الشبهة
أولاً : إن الجبار اسم من أسماء الله وهو اسم لائق به تعالى لأنه هو من سمى نفسه بهذا الاسم لنفسه... فأسمائه حسنى ، وصفاته عُليا...
وأما ما أشكل على المعترضين هو تصورهم أن اسم الجبار فيه شيء من الظلم والقهر للخلق... وهذا خطأ محض...
فكل ما هنالك أن الله جبر خلقه على ما شاء من الخلقة والقدر...
جاء ذلك في الآتي :
1- تفسير القرطبي : (الجبار) قال ابن عباس: هو العظيم.
وجبروت الله عظمته.
وهو على هذا القول صفة ذات، من قولهم: نخلة جبارة.
قال امرؤ القيس : سوامق جبار أثيث فروعه * وعالين قنوانا من البسر أحمرا
يعني النخلة التي فاتت اليد.
فكان هذا الاسم يدل على عظمة الله وتقديسه عن أن تناله النقائص وصفات الحدث.
وقيل: هو من الجبر وهو الإصلاح، يقال: جبرت العظم فجبر، إذا أصلحته بعد الكسر، فهو فعال من جبر إذا أصلح الكسير وأغنى الفقير.
وقال الفراء: هو من أجبره على الأمر أي قهره.
قال: ولم أسمع فعالا من أفعل إلا في جبار ودراك من أدرك.
وقيل: الجبار الذي لا تطاق سطوته . أهـ
2- تفسير ابن كثير: قال قتادة: الجبار: الذي جَبَر خلقه على ما يشاء.
وقال ابن جرير: الجبار: المصلحُ أمورَ خلقه، المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم . أهـ
3-تفسير الطبري: وقوله:( الْجَبَّارُ ) يعني: المصلح أمور خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة( الْجَبَّارُ ) قال: جَبَرَ خلقه على ما يشاء . أهـ
4- تفسير الألو سي : { الجبار } الذي جبر خلقه على ما أراد وقسرهم عليه : ويقال في فعله : أجبر ، وأمثلة المبالغة تصاغ من غير الثلاثي لكن بقلة ، وقيل : إنه من جبره بمعنى أصلحه ، ومنه جبرت العظم فانجبر فهو الذي جبر أحوال خلقه أي أصلحها ، وقيل : هو المنيع الذي لا ينال يقال للنخلة إذا طالت وقصرت عنها الأيدي : جبارة ، وقيل : هو الذي لا ينافس في فعله ولا يطالب بعلة ولا يحجر عليه في مقدوره .
وقال ابن عباس : هو العظيم ، وقيل : غير ذلك . أهـ
ثانيًا : إن الأمر المثير للدهشة هو أن اسم الجبار نسب لله في الكتاب المقدس الذي يؤمن به المعترضون ...
وذلك في مزمور إصحاح 24 عدد 8 من هو هذا ملك المجد. الرب القدير الجبار الرب الجبار في القتال .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو :ما قاله المعترضون أنفسهم ؛ هل هذا الاسم يليق بجناب الله ...؟!
وأخيرًا : أقول لكل معترض كما قال أبو الأسود الدؤلي :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عـــظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فـــــإذا انتهت فأنت حــكيم
فهناك يُسمع ما تقول ويُشتفي *** بالقول منك وينفع التعليم .
كتبه / أكرم حسن مرسي
الأربعاء التاسعة والربع مساءا ؛2/5/ 2013م
المفضلات