س 1) ما الإسلام ؟
ج) الإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك.
س 2) كيف يدخل العبد في الإسلام ؟
ج) يدخل العبد في الإسلام بأن يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فمن قال هذه الكلمة، فقد دخل في الإسلام ،وهذا باتفاق العلماء.
س3) ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟
ج) معنى هذه الكلمة العظيمة أن العبد إن قالها فهو إقرار منه واعتراف أنه لا يستحق العبادة أحد إلا الله تعالى ، فالعبادات كلها حق لله وحده لا شريك ، فهو الإله الحق ، وكل ما عبد من دون الله تعالى فهو باطل ، كما قال تعالى " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " فلا يستحق أحد العبادة في هذا الكون إلا الله تعالى .
س4) وهل هذه الكلمة مهمة ؟
ج) نعم ، إنها أهم كلمة في هذا الوجود ، وأعظم كلمة ، فهي الكلمة التي بعث بها كل الرسل ، من أولهم نوح عليه السلام ، إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فكل الرسل بعثهم الله تعالى لدعوة أممهم لتحقيق هذه الكلمة ، قال تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " وهي مفتاح الجنة ، وأول واجب ، ومن أجلها خلق الله الثقلين الإنس والجن ، ومن أجلها خلق الله تعالى السموات والأرض ، وما بينهما ، وهي الكلمة التي تعصم الدم والمال ، وهي الكلمة الفارقة بين المفلحين الموفقين السعداء ، وبين الخاسرين الخائبين التعساء ، وهي طريق للدخول في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فإنه يوم القيامة لا يؤذن له في أن يشفع إلا لأهل هذه الكلمة ، وهي شرط قبول الأعمال ، فلا يقبل الله من أحد عملا إلا إذا قالها مؤمنا بمعناها ومحققا لمقتضاها ، وأهلها هم أهل الاهتداء والسلامة والفرح في الدنيا والآخرة ، ولها فضائل كثيرة غير ذلك .
س5) هل يكتفى بقولها باللسان فقط ، أم أن هناك أشياء لا بد من تحقيقها حتى ينتفع قائلها بها ؟
ج) لا ، لا يكتفى بقولها باللسان فقط ، بل لا بد من تحقيق شروط الانتفاع بها ، وهي كما يلي :ــ
أ) أن يقولها وهو عالم بمعناها الذي تدل عليه ، وهو أنه لا معبود بحق في هذا الكون إلا الله تعالى ، قال تعالى " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " وقال صلى الله عليه وسلم " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " فمن قالها وهو جاهل بمعناها الذي تدل عليه فإنه لا ينتفع بها .
ب) أن يقولها مع الإخلاص ، أي لا يقولها من باب الرياء ولا السمعة ، ذلك لأن قولها عبادة ، والعبادة لا تصح إلا بالإخلاص ، وكذلك لا بد أن يقولها وهو متجرد عن كل ما ينافيها من الشرك فإن قولها مع الوقوع في الشرك لا ينفع ، قال الله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " وقال صلى الله عليه وسلم " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ".
ج) أن يقولها وهو مصدق بمعناها الذي دلت عليه من وحدانية الله في العبادة ونفي العبادة عما سواه وأما من قالها بلسانه وقلبه مكذب لمعناها فهو منافق ، ولا تنفعه هذه الكلمة ، قال تعالى " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " وقال صلى الله عليه وسلم " ما من عبد قال لا إله إلا الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ".
د) أن يقولها وهو محب لها ومحب لله ومحب لرسوله صلى الله عليه وسلم ومحب لما يحبه الله ورسوله ، فالمحبة شرط في الانتفاع بها ، قال تعالى " والذين ءآمنوا أشد حبا لله " وقال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولد والناس أجمعين " فحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم يجب تقديمه على حب النفس والولد والزوجة والبلد والقبيلة والمال وعلى كل شيء ، فلا يتحقق صدق إيمان المسلم إلا إذا كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
هــ) أن يقولها وهو متيقن التيقن التام بصحة معناها الذي دلت عليه ، فلا يجوز فيها الشك والريب ، قال تعالى " إنما المؤمنونَ الذينَ ءآمنوا باللِه ورسولهِ ثّم لم يرتابوا " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة " فلا يستحق العبادة إلا الله جزما وقطعا من غير شك ولا تردد.
و ) القبول ، أي أن كلمة التوحيد لها لوازم ، فلا يصح الإيمان إلا أن يقبل قلبك كل لوازمها، فالصلاة والزكاة والحج والصوم والحكم بما أنزل الله ونحو ذلك كله من لوازمها ، والقبول عمل قلبي .
ز )الانقياد ، وهو عمل الجوارح ، فالقبول عمل القلب ، والانقياد عمل الجوارح ، ويتفاوت عمل الجوارح بحسب تفاوت القبول في القلب ، قال تعالى " ومن يسلم وجهه إلى الله فقد استمسك بالعروة الوثقى " وقال تعالى " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له "
ح) الكفر بالطاغوت ، فلا بد من الكفر بجميع ما يعبد من دون الله ظلما وزورا ، قال تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " وقال صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه إلا بحقه وحسابه على الله ".فهذه الشروط الثمانية هي شروط كلمة التوحيد التي لا يتم انتفاع المتكلم بها إلا بتحقيقها .
المفضلات