تسلم ايدك عزيزتي نورا موضوع مهم ومفيد
نقلت لك بعض اسباب المعاكسة
اللهم احفظنا واحفظ بنات وشباب المسلمين
رأي يخالف رأيك هذه وجهة نظري تستطيعي مناقشتي لو رغبتي لكن ليس بعد ست شهور
رفقة السوء
وهذا السبب من أكثر الأسباب شيوعاً وتشجيعاً على المعاكسات لأن رفيقة السوء المتمرسة في العلاقات المشبوهة لا يهدأ لها بال إلا إذا أوقعت صديقتها في مغبة ما هي واقعة فيه فتجدها تزين لأختها معاكسة الشباب بل وتقترح عليها من تعاكس أو تعطيها رقما هاتفية لشاب طائش حتى تقع تلك المسكينة في هذا الفخ المظلم
أختي المسلمة ولا يخفى عليك أن الرفقة السيئة لابد أن تؤثر سلباً على مسارك وأخلاقك، وأن تكسبك من العيوب والرذائل بقدر ما في تلك الصحبة من مساوئ الأخلاق. قال صلى الله عليه وسلم إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة متفق عليه
سوء التربية والتوجيه
ففي غياب التوجيه والتربية للفتاه المسلمة تنمو الظواهر السيئة والأخلاق المشينة لاسيما في مرحلة الشباب أو ما يصطلح على تسميتها بالمراهقة فالتربية الواعية تعرف الأخت المسلمة بمسؤولياتها في الحياة وتوقفها على أشكال الشر وأساليبه وطرقه وتعلمها الحذر من الوقوع فيه وتبين لها طريق الهداية والرشاد وما ينصلح به حالها في الدنيا والآخرة وهذا الدور منوط بالوالدين فهما مسؤولان يوم القيامة عن توجيه الأبناء وتحذيرهم من الذنوب والمعاصي ومنها المعاكسات فيجب على الأسرة أن تعرف أبناءها لاسيما البنات بخطر هذا الداء وأن تسرد من قصصه ما يجعل أبناءها يستقذرونه
أختي المسلمة
فاحذري رعاك الله من هذه الأسباب واقطعي عنك سبل المعاكسات فإنها حسرات وعذاب وجاهدي نفسك وأشغليها بما ينفعها من ذكر وتبتل وصلاة وطلب علم وصلة رحم واجتماع على الخير
فإنك في دار امتحان وابتلاء وعمل وجهاد وغداً تسألين وتحاسبين أمام رب العباد
إطلاق النظر
فلقد قرن الله جل وعلا الأمر بغض النظر بحفظ الفرج قال سبحانه: ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ))النور:31فحفظ الفرج منوط بالبعد عن مواطن الريبة والفتنة وإطلاق البصر بالنظر إلى الرجال الأجانب من أعظم دواعي الفتنة والشهوة فتأثيره على القلوب وتحويلها وتحريكها إلى الاندفاع نحو الشهوة والفتنة لا يجهله أحد وكلما كانت المرأة مفتونة بالنظر إلى الحرام في الطرقات والأسواق كانت نفسها تواقة إلى البحث عن أسباب الشهوة والعلاقات المحرمة ومن ذلك المعاكسات.
فالنظر المسموم يهيئ في نفسها جموحا إلى تقبل دعوات فلا تجد في نفسها القوة على دفع من يعاكسها
ولذلك فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عن النظر المحرم صيانة لعرضها وشرفها فقال: لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى رواه أبو داود وهو حسن وقال صلى الله عليه وسلم: غضوا من أبصاركم واحفظوا فروجكم أرواه أحمد وهو حديث حسن
والسر في أن النظرة إلى الأجانب تكون سببا في الوقوع في المعاكسات هي أن إطلاق البصر يولد في النفس الخطوات السيئة والرغبات المنحرفة ثم تتولد بعد ذلك الفكرة والفكرة تولد الشهوة ثم تتولد الإرادة فلا يقوى صاحبها على دفعها إلا لإذن الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله
التبرج والخروج لغير حاجة
ولأن التبرج دليل على انحلال من تتصف به وبعدها عن الحياء والحشمة فإن السفلة من المعاكسين يطمعون في الكلام مع المتبرجات أشد من طمعهم في غيرهن فلو لم ير المعاكس عنوان الفسق في لباس المرأة لما تجرأ على معاكستها ومحاولة الإيقاع بها في أحضان الرذيلة.
لذا أختي المسلمة عليك أن تلتزمي بالحشمة والوقار فإن ذلك يدفع عنك المعاكسات ويجنبك الوقوع في الفتن والمحرمات.
وأما الخروج لغير حاجة فإنه مضنة الوقوع في الفتن لاسيما إذا تخلله البعد عن الحياء ولذلك فقد قرر الإسلام أن لزوم المرأة في بيتها هو المخرج من الفتنة والكفيل بإبعاد الفتنة عنها وعن المجتمع وكلما لزمت الأخت المسلمة بيتها كانت آمنة من حيل المعاكسين الذين يتربصون في الأسواق والطرقات ويتفننون في التعريف بأرقام الهواتف أو استخراجها من الأطفال والجيران. قال تعالى:(( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب 33
الفراغ
وليس الفراغ في حد ذاته سبباً في الوقوع في المعاكسات وإنما الفراغ المقترن بالغفلة فإذا غفلت المرأة المسلمة عن ذكر الله جل وعلا وأفرغت نفسها لخواطر النفس ووساوس الشيطان أصابها الضعف والهوان وأصبحت رهينة شهواتها ولذلك فقد قرن الله جل وعلا بين الغفلة واتباع الهوى فقال: (( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )) الكهف: 28
تأخير الزواج
وكثيراً ما يكون الآباء سبباً في دفع بناتهن إلى اقتفاء طريق المعاكسة والمغامرة بأعراضهن من أجل الزواج ذلك أن الأب إذا كان ممن يرفض تزويج بنته لأسباب تافهة فإنه بتصرفه ذاك يحرمها من السكينة والتحصن وقد يدفع بها إلى مهاوي الفساد والهلاك
تقول أخت أن كانت ضحية والدها
إنني أعاني أشد المعاناة وأعيش أقسى أيام حياتي ذبحني والدي بغير سكين ذبحني يوم حرمني من الأمان والاستقرار والزواج والبيت الهادئ بسبب دريهمات يتقاضاها من مرتبي آخر الشهر يقتطعها من جهدي وتعبي وكدي
وهذه الأخت: أخذ الشيطان بيدها إلى الرذيلة وساقها إلى الشر فأخذت تعاكس وتتكلم مع الشباب والرجال في الهاتف حتى أصبحت سمعتها في الحضيض بسب رفض أبيها لزواجها (1).
ألا فليتق الله الآباء في بناتهن وليبعدوهن عن أسباب الفتنة والضياع لا سيما في هذه الأزمان حيث كثرت الفتن وأصبحت نساء المؤمنين أضعف عن مواجهة زلازل الشهوة وبراكين الفتنة فكل أب مسؤول-عن ابنته ولا يجور له أن يقذف بها إلى مسار المعصية بحرمانها من الزواج والعفاف قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فلإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهله وهو مسؤول عن رعيته
العلاج
أختي المسلمة:لقد تبين لك ما لظاهرة المعاكسات من نتائج سلبية على الأعراض والأسرة والمجتمعات وعرفت ما تسببه من المهالك والجنايات والأضرار والعقوبات وهذا كله يدفع المرأة العاقلة أن تنهج سبل الوقاية من هذا الداء وأن تبحث لذلك الدواء.
واليك بعض النصائح والتوجيهات التي تعينك على ذلك
تقوى الله ومراقبته: إن تقوى الله جل وعلا مفتاح كل خير ووقاية من كل شر قال! تعالى: ((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ ))البقرة: 282، فمن اتقى الله باجتناب المحارم وأسبابها وأداء الفرائض في أوقاتها وقاه الله كل شر وعلمه طرقه وأسبابه وجنبه عقوباته وعذابه فإن التقوى تولد في النفس الحياء من الله ومراقبته فإذا لبست المسلمة ثوب الحياء، فهي على خير عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحياء خير كله " رواه مسلم، والحياء هو أساس الحشمة والعفة
الاستعفاف
فإنه خير معين على كبح الشهوة وجموحها وخير مفتاح لباب الفرج فإن الجزاء عند الله من جنس عمل صاحبه وكلما كنت أختي المسلمة- حيية عفيفة سهل الله لك طريق الزواج والسكينة وما ذلك على الله بعزيز فقد وعد بذلك في كتابه الكريم فقال: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله } [النور: 33].
فإذا أتاك- أختي المسلمة- من ترضين دينه وخلقه فتزوجيه يكن لك عونا على الدين والدنيا ولو كان فقيرا قال صلى الله عليه وسلم " حق على الله عون من نكح التماس العفاف عما حرم الله . وقال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله تعالى عونهم : المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والنكاح الذي يريد العفاف
مرافقة الخيرات الطيبات
لأن الرفقة السيئة من أعظم أسباب الوقوع في المعاصي عموما والمعاكسات خصوصا - كما سبقت الأشارة إليه
أما مرافقة الطيبات فإنها تعين على كل خير وتدل على ما فيه صلاح الدين والدنيا وتبذل النصح والمعروف وتنكر القبيح والمكروه.
البعد عن أسباب الإثارة
كإطلاق النظر على الرجال المحارم وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة والمجلات الساقطة فكل هذه الأمور تثير الغريزة وتشجع على الفساد والانحلال فهي من أعظم ما يوقع في شراك المعاكسات
لذا – أختي المسلمة – فإن البعد عنها يقطع الطريق على المعاكسين ويولد في النفس قوة إيمانية تستطيع مواجهة فتنتهم وحيلهم وبالله التوفيق
الاشتغال بما يعود على النفس بالنفع فإن الغفلة هي سبب كل بلاء وكما كانت الفتاة المسلمة لاهية عن ذكر الله أوقعتها غفلتها في مواطن الفتن والريبة لأن الشيطان يتقوى في الغفلات فإذا ذكر الله خنس وانتكس
وأم ما ينبغي لك – أختي المسلمة ـ الانشغال به ذكر الله جل وعلا وتلاوة القرآن ومطالعة الكتب النافعة والدروس المفيدة فإنها من مقويات الإيمان ومجددات العزيمة قال تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) [الرعد: 28]
ولأن الله جل وعلا قد وعد من حفظه بطاعته والمسارعة إلى فضله بالحفظ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك
فاحفظي أخية نفسك بطاعة الله يحفظك من كل سوء وبلية وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المفضلات