نستتبع سلسلة الرد على الزنديق الأكبر والطبيب العراقي-المضغة :
نص الشبهة الزنديق : "
المضغه مخلقة وغير مخلقة..
فسرها كيث مور للمسلمين بالطريقه الاتيه:
Toward the end of the fourth week, the human embryo looks somewhat like a chewed lump of flesh. The chewed appearance results from the somites which resemble teeth marks
فجعلت مواقع الاعجاز تقول الايام 26 و27 و28 طورا للمضغه.
معاني الكلمه(مضغه):
1- قطعة من اللحم :الأغريق قالوا ذلك,لكن لأن الجنين لم يكن يوما قطعة لحم مجرده,لم يؤخذ مفسري المسلمين بهذا.
2- حجم ما يمكن مضغه: أقل حجم يمكن مضغه ربما 20-30ملم ,لكن حجم الجنين بهذه المرحله هو 4 ملم فقط,لذا لم يؤخذ المسلمون بهذا.
3- شئ لاكته الاسنان:هذا هو المعنى اللذي أخذوا به,لان الفلق( القطع ) الجنينيه(somites) تشبه اثار الاسنان عملا بتفسير مور للقرآن أعلاه.
فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ
النص يقول من مضغه ولم يقل من مايشبه المضغه,فيعني أن الجنين يكون هو بعينه مضغه ,وبأخذ المعنى الأول(قطعة لحم) يكون القران قد ذهب مذهب الاغريق الخاطئ في جعل الجنين قطعة لحم مجرده في احدى مراحله, بدليل قول الإمام النووي في تهذيب أسماء اللغات: إذا صارت العلقة التي خُلِقَ منها الإنسان لحمة فهي مضغة.
لكن ما ذهب له الاعجازيون(المعنى الثالث):
خلقناكم من مضغه = خلقناكم من ما يشبه المضغه = خلقناكم من مايشبه شئ لاكته الاسنان.
ورغم تصرفهم بالكلمات(أضافة مايشبه),فنحن نسألهم,هل كل مالاكته الاسنان عليه أثارا لها؟؟ ,فالقطعه المكتملة المضغ لاأثار للأسنان عليها.
وما هو ذلك الشئ؟ فالأشياء الرخوه لاتتضح فيها أثار الاسنان.
لذا فهناك ألاف الأشياء,والموضوع كله يعتمد على الشئ اللذي سيختاره الاعجازيون,وقد أنتقوا علكه!
علكه ممضوغه بأنتقائيه خاصه تظهر أثارا للقواطع والأنياب والطواحن بنفس الوقت!
هل يريد القران القول: خلقانكم من مايشبه العلك الممضوغ ؟
طيب هناك مليون شئ يمكن للعلكه أن تبدو مثله .
وكم مره يا ترى كان عليهم أن يخرجوا العلكه من فمهم يتفحصوا شكلها لعلها بدأت تشبه الجنين ثم يعيدوا مضغها لتكتمل بالصوره المطلوبه!
ثم أن كان مبدأ التشبيه هو الفلق,فالجنين مكون من فلق لمدة خمس اسابيع منذ اسبوعه الثالث لأسبوعه الثامن,وليس حصرا على اليومين 27 و 28 فقط.
ثم ان الفلق هي 21-29 فلقه في هذه اليومين , بينما قطع الاسنان في العلكه هي 7 فقط..
ثم كيف يجعلون ( مخلقه وغير وخلقه) طورا مؤقتا مقرونا بالمضغه؟ ,فالجنين يببقى بعضه متمايز وبعضه غير متمايز من بداية الاسبوع الثالث لنهاية اسبوعه الثامن,وليس حصرا على اليوميين 27 و28 فقط.
!!!.....".........................انتهى نص الشبهة
قبل الشروع في الرد أود التأكيد أن كثير من فقرات هذه الشبهة مشابهة لفقرات شبهة العلقة التي استوفينا الرد عليها بالتفصيل الممل في الموضوع السابق.. لذلك ، ينصح لمن لم يطلع على رد الشبهة حول معجزة العلقة العودة إليها.
الرد على الشبهة بحول الله :
يقول الزنديق : ((فجعلت مواقع الاعجاز تقول الايام 26 و27 و28 طورا للمضغه.))
الرد :
لم يقل أحد أن طور المضغة يحصر فقط في تلك الأيام الثلاثة ، حتى ما اشتهدت به من قول العلم كيث مور (الذي أسلم حديثا) لم يجعل الأمر مقصورا بالأيام التي حددتها بنفسك ، لكن غاية الوضوح لهذه المرحلة تكون فعلا في هذه الأيام. (سنفصل لماذا فيما بعد). وأما هذه المرحلة ، فنقلا عن كتاب علم الأجنة للداعية عبد المجيد الزنداني والذي نسّقه مع عالم الأجنة كيث مور بذاته فتبدأ هذا الطور من اليوم 23\24 وتستمر إلى نهاية الأسبوع السادس (اليوم 42 تقريبا) حيث يبدأ طور العظام.
يقول الزنديق : (( معاني الكلمه (مضغة) :
1- قطعة من اللحم : الأغريق قالوا ذلك,لكن لأن الجنين لم يكن يوما قطعة لحم مجرده,لم يؤخذ مفسري المسلمين بهذا.
2-حجم ما يمكن مضغه: أقل حجم يمكن مضغه ربما 20-30ملم ,لكن حجم الجنين بهذه المرحله هو 4 ملم فقط,لذا لم يؤخذ المسلمون بهذا.
3- شئ لاكته الاسنان: هذا هو المعنى اللذي أخذوا به,لان الفلق( القطع ) الجنينيه(somites) تشبه اثار الاسنان عملا بتفسير مور للقرآن أعلاه
. فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ
النص يقول من مضغه ولم يقل من مايشبه المضغه,فيعني أن الجنين يكون هو بعينه مضغه ,وبأخذ المعنى الأول(قطعة لحم) يكون القران قد ذهب مذهب الاغريق الخاطئ في جعل الجنين قطعة لحم مجرده في احدى مراحله, بدليل قول الإمام النووي في تهذيب أسماء اللغات: إذا صارت العلقة التي خُلِقَ منها الإنسان لحمة فهي مضغة
..وأيضا : (( ثم ان الفلق هي 21-29 فلقه في هذه اليومين , بينما قطع الاسنان في العلكه هي 7 فقط..)).
الرد :
أكدنا في الرد على مرحلة العلقة أن المسميات القرآنية هي تشبيهات تنطبق على الأشكال الخارجية للجنين وبعض العمليات (كتعلق الجنين والتغذي من دم الأم)..فالجنين لا يتكون من دودة العلق! ولكنه يشبهها.. وهذا ينطبق أيضا على مرحلة المضغة ،فالجنين ليس قطعة لحم مطلقة وإنما يشبه قطعة اللحم وقد لاكتها الأسنان.
والقول أن الإغريق رأوا ذلك هو محض رمي للظنون لا أكثر ، ونرد عليه بما يلي :
ببساطة نقول : إن التصور الذي ساد حتى القرن السابع عشر أن الجنين يكون كامل الخلق ولكنه قزم مصغر جدا في الحيوان المنوي (كما قال العالم هاتسوكر الذي رسم الحيوان المنوي) أو في البيضة (كما قال العالم ملبيجي الذي اعتبر أبو علم الأجنة الحديث).... وهذا يخالف القرآن الذي وصف المضغة أنها : مخلقة ، وغير مخلقة ، أي منها ما هو مصور الأعضاء والخلق في هذه المرحلة ومنها ما ليس كذلك فما تزال بروزات ليست مصورة لا تملك شكلا محددا... فكيف قد ساد الاعتقاد بهذه الفرضية (فرضية الخلق المكتمل المسبق) في القرن السابع عشر وما قبله إن كان الإغريق قد حسموا الأمر بالسابق برؤيتها بأم أعينهم ؟؟!!
( للتحقق من ذلك ارجع لكتاب (نقلاً عن مؤلفه 1694)
Hartsoeker Essay de Dioptrique 1694 (Permission from Meyer 1939))
ولو فكرت بالأمر لغويا تجد أنه لا يقصد اللحم المطلق في شيء.. فالمضغة من الفعل مضغ ، و ( المضغة ) القطعة التي تمضغ من لحم وغيره ، ويقال طعام عالك أي متين المضغة (ارجع المعجم الوسيط) ، فقد يكون الطعام الممضوغ أي شيء.. لكن المفسرين القدامى قربوا الأمر للحم من باب التقريب لما يكون في الرحم من دم ولحم.. مع أن القرآن لم يلمح لكون الممضوغ لحما مجرد التلميح. وعلى العكس تماما ، فقد أشار القرآن إلى تكون اللحم فيما بعد بكساء العظام في مراحل متأخرة!!
وأما القول بأن حجم الجنين أصغر مما يمكن مضغه ، وفلقاته أكثر من المضغ في (العلكة) !!! فأيضا تم الرد على ذلك في شبهة العلقة.. وخلاصة الرد أن التشابه لا يعني التطابق الكلي ، ومثل التشبيه القرآني كمثل تشبيه العلماء الكتلة الخلوية بعد الإخصاب بثلاث أيام تقريبا بالتوتة (morula) مع أنها بالكاد ترى بالعين المجردة... (ارجع إلى ذلك بالتفصيل).
ونرد أيضا على الزنديق حول قوله بأن المضغة هي بقدار ما يمضغ ( النقطة الثالثة ) كالتالي :
يشير القرآن أن المضغة مخلقة وغير مخلقة... أي مصورة وغير مصورة.
لكن ، عندما يكون الجنين بمقدار ما يمضغ (كما يقول هذا التفسير) يكون الجنين كامل التصوير البشري تقريبا ، إذ يكون في مطلع الأسبوع الثامن!!
وبالتالي ، فإن الوصف القرأني للمضغة بأنها مصورة وغير مصورة ينقض هذا التفسير بالضرورة لاقتراب تصور الجنين من الكمال عند ذلك الحجم.
الزنديق : ((لكن ما ذهب له الاعجازيون(المعنى الثالث):
خلقناكم من مضغه = خلقناكم من ما يشبه المضغه = خلقناكم من مايشبه شئ لاكته الاسنان.
ورغم تصرفهم بالكلمات(أضافة مايشبه)
الرد :
قلنا أنه لغة لا مانع في التشبيه دون أداة تشبه..( أيضا تم تفصيل الأمر في شبهة العلقة).
يسأل الزنديق : (),فنحن نسألهم,هل كل مالاكته الاسنان عليه أثارا لها؟؟ ,فالقطعه المكتملة المضغ لاأثار للأسنان عليها.وما هو ذلك الشئ؟ فالأشياء الرخوه لاتتضح فيها أثار الاسنان))
الرد :
يا زنديق ، كل ما يظهر عليه آثار المضغ هو مضغة .. والعكس صحيح.. فالرخو وغيره لا يسمى مضغة إلا إذا بدت عليه آثار المضغ.
وأما اختيار العلكة فغير مخصوص ، ولكن لأن العلكة متينة المضغة ويظهر عليها أثر المضغ أكثر من غيرها. (ارجع المعجم الوسيط مادة : عالك).
وقوله : (( هل يريد القران القول: خلقانكم من مايشبه العلك الممضوغ ؟
طيب هناك مليون شئ يمكن للعلكه أن تبدو مثله((
الرد : هذا إذا كنت أن تلعب بها !! أما إذا أردت أن (تمضغها) فستشبه الجنين في هذه المرحلة المتسمة بالكتل المدببة.
وقوله : ((ثم أن كان مبدأ التشبيه هو الفلق,فالجنين مكون من فلق لمدة خمس اسابيع منذ اسبوعه الثالث لأسبوعه الثامن,وليس حصرا على اليومين 27 و 28 فقط.)).
الرد :
مبدأ التشبيه ليس الفلق وحده ، وإنما كل نتوء أو تكتل أو برعم يظهر على الجنين بشكل متكتل ومتبرعم، والتشبيه بآثار المضغ لا تقتصر على الفلقات وإنما كل نتوء أو تكتل يظهر على الجنين.. وقد أكدت ذلك في العديد من مقالاتي ، وعلميا يعود هذا المظهر إلى عدم تصور الأعضاء.. فتبدو نتوءات متكتلة بطريقة عشوائية أشبه بالمضغ التي تبدو بالمجمل مقوسة .. وهذا ينطبق على الجنين في هذه المرحلة المميزة من تطور الجنين. ، وهذا لا يكون إلا في هذه المرحلة ، فقبلها تكون العلقة ، إذ لا ينتشر فيها تكتلات واضحة سوى ربما بعض البراعم الصغيرة التي لا تؤثر في الشكل العام. وبعدها يكتمل التصوير في طوري العظم واللحم ، فكل أعضاء الجنين قد استبانت وتخططت.. أما في هذه المرحلة فمنها ما استبانت هيأته ومنها ما ليس كذلك ، ويتضح ذلك في ذروته في اليومين 27-28 الذين خصهما كيث مور بالذكر.
وقوله : ((ثم كيف يجعلون ( مخلقه وغير وخلقه) طورا مؤقتا مقرونا بالمضغه؟ ,فالجنين يببقى بعضه متمايز وبعضه غير متمايز من بداية الاسبوع الثالث لنهاية اسبوعه الثامن,وليس حصرا على اليوميين 27 و28 فقط.))
الرد :
الزنديق لا يميز بن معنى التمايز(differentiation) ومعنى التخليق formation)).. لنقف عند التخليق والتمايز :
يقول الإمام الألوسي في كتابه روح المعني للألوسي :
والمشهور المتبادر ، أن (المخلقة) : المستبينة الخلق أي مضغة مستبينة الخلق مصورة ، ومضغة لم يستبن خلقها وصورتها بعد.والمراد تفصيل حال المضغة وكونها أولا قطعة لم يظهر فيها شيء من الأعضاء ثم ظهرت بعد ذلك شيئا فشيئا.
أما التمايز (من موسوعة ويكيبيديا ) : العملية التي تتحول فيها الخلايا من خلايا أقل تخصصا إلى خلايا أكثر تخصصا (نوع مخصص من الخلايا).
والفرق أصبح واضحا ، وهو : التخلق ، يعني استبيان الصورة للناظر بالضرورة ، أما التمايز فلا يشترط ذلك.. فمثلا :
تتمايز خلايا التوتة (morula) إلى طبقتين ثم طبقة ثالثة. وتصبح مجوفة مملوءة بسائل وتسمى حينئذ كبسولة بلاستولية.
أما بالنسبة للتخليق (التصوير) ، فلا تخلق بتاتا ، لأن الصورة الخارجية عبارة عن كرة أو كبسولة لم يتصور عليها شيء من أعضاء الإنسان.
وعلى كل حال ، فليعلم الزنديق أن هذا التخليق يبدأ للناظر بدءا من اليوم الثالث والعشرين تقريبا ، فلا يتخخط من الجنين قبل ذلك سوى نتوءات برعمية لا يستبين أمرها فهل ستكون أذن أم كلية أم ذراع؟؟ وينتهي التصوير بمطلع الأسبوع السابع ، فلم يبق شيء من الجنين إلا واستبان أمره ، أهو ذراع أم أنف..الخ ( وإن كانت هناك المزيد من عمليات النمو والتعديل والتسوية).
وإن أصر الزنديق بأنها تختلف عن ذلك ذلك بيوم أو يومين ، نقول : لا حرج ، بل إن ذلك يدل على معجزة وضعها الله في ترتيب تطور الجنين ، ألا وهي استخدام حرف الفاء في الفصل بين هذه الأطوار (( ..فخلقنا العلقة مضغة..)) ، فحرف الفاء يدل على التعقيب المباشر في الترتيب ، مما يجيز التداخل بين أطراف المراحل.
وقد أحضرت شكلا توضيحيا في الملفات المرفقة حول هذا الموضوع.. انظر إليه.
لاحظ أنه في اليوم الرابع والعشرين لا يكاد يستبان إلا أصول بعض الأعضاء الرئيسية كثنية الرأس والذيل ، وأما بعد انتهاء اليوم الثامن والعشرين فقد استبين كل ما يلي :
1- تبرز صورة الرأس وتتخطط بشكل واضح.
2- ويظهر قرص الاذن. وظهور فتحتي الاذنين.
3- تكون الحويصلة البصرية.
4- ظهور براعم الطرفين العلويين بشكل واضح ، وبدء انغلاق المسامة العصبية الذيلية أو انغلاقها.
5- تمييز بروز القلب بحجراته.
والصورة خير برهان للناظر ، فالناظر يعلم أن الجنين في اليوم الرابع والعشرين غير واضح المعالم ، بينما يستجلي الكثير من الأعضاء (وليس جميعها) في اليوم الثامن والعشرين (مضغة مخلقة).
لكن كثير من الأعضاء لم تتضح في هذه المرحلة فصفائح اليدين والقدمين والأصابع وفتحتي الأنف وصيوان الأذن...الخ كلها لا تظهر في بدايات هذه المرحلة ، لذلك فالجنين ليس إنسانا كامل الخلقة والصورة (مضغة غير مخلقة).
... وهذا مصداق لقوله تعالى : (( .. مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ..)) (الحج 5)
ونقول في الختام : هذا وإن كان في قولنا من صواب فتوفيق من الله ، وإن كان فيه من خطأ فبتقصير منا أو بوسواس شيطان.
يتبع بإذن الله قريبا...\
المفضلات