مجدي داود : الأقسام والمواصلات الخاصة أبرز مقومات بيئة العمل الآمنة للمرأة
أجرى الحوار : أحمد حسين الشيمي
أشار الكاتب والباحث الإسلامي الأستاذ مجدي داود إلى وجود العديد من الشروط الخاصة بتحقيق بيئة العمل الآمنة للمرأة، أبرزها توفير أقسام عمل خاصة بالنساء، وتجنب العملي الليلي، علاوة على تناسب الوظائف مع طبيعة المرأة، وتوفير وسائل مواصلات خاصة بالنساء.
وأضاف داود في حوار خاص مع " موقع وفاء لحقوق المرأة"أن بيئة العمل المختلطة تشتت ذهن الموظف والموظفة على السواء، ولا يحقق كل منهما الإنتاجية الوظيفية المطلوبة.
مشدداً على ضرورة أن تعمل وسائل الإعلام على بث برامج توعية, تربوية عن بيئة العمل الآمنة للمرأة، بحيث يتم فيها طرح هذه الأفكار والرؤى المستنيرة بأسلوب راق شيق سهل الفهم، يعتمد على طرح الحلول بدلاً من إعطاء الأوامر.
أسئلة عديدة طرحناها على مائدة الأستاذ مجدي داود، تتعلق بالشروط الواجب توافرها لتحقيق بيئة عمل مناسبة للمرأة، ودور وسائل الإعلام في هذا الصدد، وتقييمه لمبادرات العمل عن بُعد، وتأنيث المحلات التجارية العاملة في مجال الملابس النسائية، وغيرها من القضايا، فدار هذا الحوار.
أثبتت العديد من الدراسات أن بيئة العمل المختلطة تؤدي إلى انخفاض انتاجية الموظف والموظفة على السواء، ما تعليقكم على ذلك؟
بالطبع، بيئة العمل المختلطة تشتت ذهن العامل، فنحن بشر، ولدينا غرائز، فإما أن يكون الإنسان تقياً ورعاً خائفاً من ربه فيكون حريصاً على ألا تقع عينه على ما حرم الله، وبالتالي يكون ذهنه مشغولاً بألا يحدث هذا وكيفية تجنبه، ويكون كذلك حريصاً في حركته حتى لا يقترب من الجنس الآخر أكثر من اللازم، وبالتالي هذا يقلل من إنتاجية الموظف أو الموظفة، أو قد يتمكن الشيطان من الشخص فيجعله يضيع وقت العمل في النظر إلى الجنس الآخر، أو تجاذب أطراف الحديث معه، أو ينشغل في التفكير في هذه الأمور، وهذا ما نجده في الكثير من دوائر العمل التي يوجد بها اختلاط.
ما هي الشروط الواجب توافرها لتحقيق بيئة العمل الآمنة للمرأة التي تتناسب مع طبيعتها وتجعلها بعيدة عن الاختلاط والخلوة غير الشرعية؟
الشروط الواجب توافرها لتحقيق بيئة العمل الآمنة للمرأة كثيرة، ولكن هناك شروط يتوجب توافرها في أي مكان، وثمة شروط أخرى من الممكن توافرها في مكان دون آخر، على الأقل في المرحلة الحالية وفي المدى المنظور، فيجب توفير أقسام عمل خاصة بالنساء، بحيث يكون العاملين كلهم نساء بما في ذلك الطاقم الإداري والخدمي، وألا يكون عملهن في وظائف خدمية بحيث يكون لهن اختلاط بجمهور المواطنين، وكذلك تجنب كون عملهن في أوقات ليلية إلا في بعض المهن الضرورية مثل التمريض، وكذلك أن تكون الوظائف مناسبة لطبيعتهن الإنثوية، وأن يتم توفير وسائل مواصلات خاصة بهن خصوصا في البلاد التي يكون من السهل تحقيق ذلك كالمملكة العربية السعودية.
برأيكم ما هو دور وسائل الإعلام في نشر مفهوم بيئة العمل الآمنة للمرأة الذي يبدو للكثيرين مصطلح غير مفهوم أو بعيداً عن التداول؟
للأسف بعض وسائل الإعلام تصور المرأة على أنها سلعة، ويرون أن التحضر والتقدم يكون في الاختلاط والفتنة، وبالتالي يجب ألا نعول عليها كثيرا، أما وسائل الإعلام الإسلامية فهي لا تزال قيد التطوير ولم تستطع الوصول إلى الجماهير بعد، ولكن على العموم يجب أن تعمل وسائل الإعلام على بث برامج توعية وتربوية عن المرأة، بحيث يتم فيها طرح هذه الأفكار والرؤى المستنيرة بأسلوب راق شيق سهل الفهم، يعتمد على طرح الحلول بدلا من إعطاء الأوامر، وكأن المشاهد جلس ليستمع إلى صوت عال وأوامر دون النظر إلى الواقع، فبدلا من تكرار الحديث عن خطورة عمل المرأة نوضح لهم البديل الذي يحفظ للمرأة قيمتها وكرامتها، وفي نفس الوقت يساعدها في تلبية متطلباتها المادية والمعنوية، لأنه كما يردد الكثيرون "الممنوع مرغوب"، ويجب أن يقوم على هذه البرامج المتخصصون في هذا الشأن بمساعدة الإعلاميين المقتنعين بالفكرة، حيث يبسطون آراء المتخصصين لتناسب عقول المستمعين.
هل ترى أن توفير العمل الآمن للمرأة سيساعد في حل مشكلة البطالة لدى النساء التي تصل في المملكة السعودية خصوصاً إلى معدلات قياسية؟
بالطبع، فكثير من النساء في المملكة يمتنعن عن العمل؛ لعدم توافر البيئة الآمنة، أو يرفض أزواجهن أو آبائهن ذلك, حتى لو رضيت هي بأي عمل، وبالتالي في حالة وجود بيئة عمل آمنة؛ فإن كثيرا من هؤلاء سيتوجهون إلى هذه البيئة الآمنة، لأنه لم يعد هناك سبب للرفض إلا إذا كان الرفض لفكرة العمل ذاتها.
ما هو تقيمكم لقرار وزارة العمل السعودية الأخير والخاص بتأنيث محلات بيع الملابس النسائية؟ هل ترى ثمة قرارات أخرى مطلوبة في هذا الصدد مثل تخصيص أسواق نسائية؟.
هذا قرار ربما تأخر كثيرا، فمحلات بيع الملابس النسائية من أخطر الأماكن التي يوجد بها اختلاط، فكيف لرجل أن يجلس ويعرض الملابس النسائية ويتحدث مع النساء عنها؟!، فهو مما يثير الغرائز، ويحرك الشهوات، عند الطرفين، ونأمل أن يتم إصدا قرارات وقوانين مماثلة في بقية البلدان والدول الإسلامية.
إذا كان من الممكن تخصيص أسواق نسائية فليكن هذا على رأس الأولويات، لأن الأسواق باب من أبواب الفتن والشرور، فقد جاء في الصحيح "أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أي البلدان شر؟ فقال: "لا أدري" فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: "يا جبريل، أي البلدان شر؟ "قال: لا أدري حتى أسأل ربي، فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم جاء، فقال: يا محمد، إنك سألتني أي البلدان شر وإني قلت: لا أدري، وإني سألت ربي فقلت: "أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها". فإذا أمكن سده فليبادر إلى ذلك، وأظن أن إمكانيات المملكة تجعلها قادرة على تحقيق هذا الأمر في وقت قريب.
طُرحت مبادرات عديدة حول عمل المرأة عن بُعد " العمل من المنزل"، برأيكم كيف يمكن تفعيل هذه المبادرات كي تتحقق على أرض الواقع، وما هي الفوائد التي ستنتج عنها؟
العمل من المنزل أو "العمل عن بُعد" هو أحد أبواب الخير التي فتحت للناس عامة وللنساء خاصة، فيمكن للمرأة أن تعمل بعيداً عن أي اختلاط في مكان العمل أو في المواصلات أو في غيرها، وهو أيضا يمكنها من مراعاة أسرتها وبيتها والاعتناء بهم أثناء العمل، وهو ينقسم إلى نوعين : العمل لحساب النفس والعمل لحساب الغير، ولكن الأكثر انتشارا هو العمل لحساب الغير.
تفعيل هذه المبادرات يكون أولاً عن طريق تحديد المجالات التي تقبل العمل عن بعد مثل مجالات التسويق الالكتروني والبرمجيات والتصميم والترجمة وغيرها، ثم تأهيل النساء المتقدمات إلى الوظائف من خلال برامج تدريبية، وإنشاء لجنة مختصة بالعمل عن بُعد لحماية حقوق العاملات، وسن القوانين والتشريعات الخاصة بهذا النوع من العمل.
من أهم فوائد هذا النوع من العمل هو تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي، وفي ذات الوقت تلبية طموحات المرأة في تحقيق الذات، ورفع مستوى الدخل وتحسين الحالة المعيشية، وتمكين المرأة من استغلال مواهبها وهواياتها في عمل مهم ذات جدوى.
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله
http://mdaoud2.blogspot.com
المفضلات