تحية وسلام
الاخ الحبيب الامازيغى
لا أدرى حقيقتاً كيف تفهم النص الوارد فى بشارة يوحنا الرسول ! .. ولكن حتى يتضح لك الامر جيداً .. وتحاول ان تعرف الفعل ورد الفعل وفحواه ومعناه ..دعنا نتناول الجزء الذى نناقشه الان ونفهمه بهدوء وتعقل
ففى الاصحاح ( 10 ) وبداية من العدد ( 24 ) نجد اليهود متلهفين لمعرفة هل هو المسيح المنتظر .. فقال لهم المسيح له المجد اني قلت لكم و لستم تؤمنون الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي ..
وبعد هذه العبارة يؤكد لهم أنهم لن يؤمنوا .. لانهم ليسوا خرافه ( لانه كان يعلم أنه سيصلبونه ولن يؤمنوا به ) .. ويتحدث عن خرافه (( أى المؤمنون به )) ويقول :
27:10 خرافي تسمع صوتي و انا اعرفها فتتبعني
10: 28 و انا اعطيها حياة ابدية و لن تهلك الى الابد و لا يخطفها احد من يدي
10: 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل و لا يقدر احد ان يخطف من يد ابي
10: 30 انا و الاب واحد
لاحظ أخى الحبيب ما تم وضع خط تحته .. لاننا سنعود اليه فيما بعد .. المهم .. نعود الى حجتك فى (( نقض )) هذه الحقيقه .. وتحاول أن تثبت بطلان إستشهادى .. من خلال أقوال المسيح نفسه !!! .. عجباً .. ولذا ساكون معك الى النهاية ولنتناول النص بعد إن صرح المسيح له كل المجد بهذه الحقيقه .. ونرى ما سنفهم منه .. يقول الكتاب المقدس :
10: 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه
10: 32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة اريتكم من عند ابي بسبب اي عمل منها ترجمونني
10: 33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف فانك و انت انسان تجعل نفسك الها
10: 34 اجابهم يسوع اليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم الهة
10: 35 إن قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله و لا يمكن ان ينقض المكتوب
10: 36 فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله
10: 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي
10: 38 و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه
واضح اخى الحبيب من سياق الحوار المقصد الذى أراد به المسيح أن يوضحه لليهود .. وعلى هذا الفهم أراد اليهود ان يرجموه .. فلو كان يقصد آلهه كتعبير مجازى عن العلاقه مع الله ما كان اليهود يسارعون بتناول الحجاره لرجمه ! .. فهو إن كان يقصد هذا المعنى الذى وصل اليك .. فبذلك لا يكون مُخطىء .. فكانت عقوبة التجديف على الله هى الرجم حتى الموت ( لاويين 24: 16 ) فأن كان مقصده كما تظن لما تناولوا حجارة لرجمه ؟؟!! .. فهم قد ميزوا جيداً بين عبارة داود النبى فى مزموره ( 82 : 6 ) التى تقول : انا قلت انكم الهة و بنو العلي كلكم .. وبين تصريح المسيح الواضح والجلى .. عندما قال هم أنا والأب واحد .. فالعبارة فى المزمور ( 83 ) بالانجليزيه تقول :
6 I said: Ye are godlike beings, and all of you sons of the Most High.ل
وهنا كلمة (( آلهه )) واضحه فى الترجمة الانجليزيه ومعناها (( شبه الله )) .. وعباره (( شبه الله )) تختلف إختلاف جوهرى عن (( أنا والأب واحد )) فشتان بين الاثنين .. ولذا فهم اليهود معنى العباره جيداً .. وأرادوا أن يرجموه
فنحن (( خلقنا )) الله على (( شبهه )) كصورته ومثاله .. ومن هنا جاء قول داود النبى بالوحى أنا قولت أنكم آلهه .. أى شبه الله الاله فنحن شبه الله فى صفاته المطلقه ولكن بصورة نسبيه .. فالله رحوم ..كما تجد بين البشر من هو رحوم أيضاً ، .. والله عادل .. وقد تجد بين البشر من هو عادل .. وهكذا .. ولذا بعدها يقول وبنو العلى كلكم .. البنوة الروحيه .. ولكن لما قال المسيح له المجد .. أنا والاب واحد .. فهم اليهود مقصده وقالوا له فوراً : فانك و انت انسان تجعل نفسك الها ... فلم يساور قادة اليهود اى شك فى أن يسوع جعل نفسه الله ولم يجعل نفسه أقل من ذلك وهكذا فأن الامر الذى ركزوا عليه ليس حول أمر فعله .. بل بالاحرى حول هويته التى إدعاها لنفسه .. أى ألوهيته ..
ولاحظ أيضاً - زيادة فى التوضيح - قول المسيح لهم عندما قال : إن قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله و لا يمكن ان ينقض المكتوب .. فحرف ( إن ) هنا يفيد التوكيد على ما ذُكر وبعدها يستطرد رب المجد فيقول .. فالذي قدسه الاب و ارسله الى العالم اتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله ؟!!! .. وهنا المسيح له المجد لم ينسب القول الذى جاء فى مزمور ( 83 ) إليه .. بل جعله كمقارنه بين ما هو امامهم ويعمل اعمال الله .. وبين ما قيل عنهم انهم (( شبه الله )) ..
و أتعجب حقيقتاً اخى الحبيب من انك تتجاهل كل ما ورد فى هذا الاصحاح ولا تلتفت إليه .. وتتمسك بعبارة قالها المسيح .. تؤكد أنه هو الله .. حتى أنه قال لهم كى ينير أذهانهم لحقيقته : ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي .. تُرى أخى الحبيب أى إيمان هذا الذى يطلبه منهم أن كان قصده انه إله كقول داود النبى .. أنا قولت أنكم آلهه ؟؟!!! .. فهو كان يُعنى الفهم الذى فهموه .. ولذا قال لهم أن كنت لا اعمل اعمال أبى فلا تؤمنوا بى .. ويؤكد الفهم الذى وصلهم مره اخرى بقوله : و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه
فلو كان المسيح لا يقصد انه الله فما حاجة الوحى بعدها ان يقول مباشرة بعد هذا التوضيح فطلبوا ايضا ان يمسكوه فخرج من ايديهم ... فان كانوا قد فهموا معنى أنا والاب واحد كما تقول حضرتك .. ما كان هناك حاجه ليطلبوا أن يمسكوه !!!! فكانوا سيكتفوا بالتوضيح و أنتهى الأمر .. ولكن فى عباراته التى تلى هذا الاعلان .. أكد بالاكثر على أنه الله .. ويعمل اعمال الله ومن يعمل اعمال الله .. سوى الله نفسه ؟؟!!!!
أيضاً أخى الحبيب فى إستدلالك بالايه الوارده فى بشارة يوحنا 17 : 20 فيه حجة عليك .. فإن كان المقصد هو وحدة المؤمنين جمعاء .. بما فيهم المسيح .. فلماذا فصل المسيح وحدته مع الآب .. ووحدة المؤمنين معه ؟؟!!!!! .. لماذا لم يقل : لنكون كلنا واحد فيك .. ولكنه فصل بين الوحده مع الآب من حيث الطبيعه والجوهر .. ووحدة المؤمنين مع الأبن من حيث الفداء .. وحدة روحيه فى جسده .. فكلنا اعضاء فى جسد المسيح .. وبهذا تصير لنا وحدة روحيه .. وأتساءل عزيزى .. ما معنى عبارة :و الان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم .. من نفس الاصحاح الذى أستشهدت انت به ؟!!
و أيضاً : و كل ما هو لي فهو لك و ما هو لك فهو لي
و أيضاً : ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم
لا يمكنك اخى الحبيب ان تأخذ جزء من النص وتترك الباقى .. فالكتاب المقدس كله وحدة منكامله مترابطه ..
تحياتى
المفضلات