فى احد الكتب والتى تتكلم عن العقيدة المسيحية ((المسيح ابن الله ))
وفى القسم الاول ((المسيح هو الله المتجسد))
تم الاجابة على سؤال الآتى
كيف يمكن أن يظهر الله سبحانه في جسد بشري أو في شيء مادي؟
وقسمت الاجابة الى قسمين : الاجابة من خلال العقيدة المسيحية والقسم الثانى من خلال العقيدة الاسلاميه
اما من خلال العقيدة المسيحية فكان الآتى
((فمن حسن الحظ أن الآباء القديسين، قد فسروا ذلك بتشبيه رائع إذ قالوا أن هذا الاتحاد يشبه اتحاد النار بالحديد (عندما توضع قطعة من الحديد في النار تتحد بها) دون أن تختلط النار أو تمتزج بالحديد ودون أن تتغير النار فتصبح حديدا أو الحديد تتغير طبيعته ويصبح نارا. فالنار المتحدة بالحديد لازالت تحتفظ بطبيعتها إذ يمكن أن تحرق وتكوي، ولكن في نفس الوقت لم يفقد الحديد طبيعته لذلك يمكن طرقه وتشكيله.
على هذا القياس فإن حلول الله في جسد المسيح هو كحلول النار في الحديد إذ أن طبيعة اللاهوت قد اتحدت بالناسوت بغير اختلاط أو امتزاج بينهما وبغير تغيير فلم يصبح اللاهوت ناسوتا ولا الناسوت لاهوتا.
هذا عن إيماننا في المسيح أنه هو الله الذي ظهر في الجسد". وقد يكون ذلك صعبا على غير المسيحي أن يفهمه أو أن يقبله. أما بالنسبة لاخوتنا المسلمين فإن هناك أرضية مشتركة بيننا وبينهم فيمكن للمسلم أن يدرك هذه الحقيقة ببساطة. والأرضية المشتركة التي أقصدها هنا تتمثل في قصة ظهور الله لموسى النبي بصورة نار مشتعلة في شجرة في البرية وكلامه معه من خلالها. وقد ذكرت هذه القصة في الكتاب المقدس وفي القرآن بكل تتطابق وتفصيل. وسوف أورد هذه القصة هنا من الكتاب المقدس، وفي الفصل التالي سأورد ما ذكر في القرآن عنها.
نقرأ في (سفر الخروج 3: 1ـ 6)
اهتمامى هو بما استشهدوا به من القرآن الكريم فى القسم الثانى وفيه
عندما نقرأ قصة موسى النبي في سورة القصص وفى سورة طه وفي سورة النمل يتضح لنا أن الله قد ظهر له في شجرة كما سبق أن ذكرنا.
1- سـورة القصص : (29 : 30)
"فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس (رأي) من جانب الطور (جبل الطور) ناراً. قال لأهله امكثوا. إني آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذره (جمرة ملتهبة) من النار لعلكم تصطلون (تستدفئون) . فلما آتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن: يا موسى إني أنا الله رب العالمين".
لعلك تلاحظ هنا أن الصوت الذي سمعه موسى انبعث من البقعة المباركة من الشجرة.
ويؤكد ذلك ما ورد أيضا في:
2- سـورة طه : (8-13).
"هل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً . فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً. لعلى آتيكم بقبس (شعلة) منها . أو أجد على النار هدى (إرشادا). فلما أتاها نودي: يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى (هذا هو اسم الوادي) … إني أنا الله لا إله إلا أنا".
ويزيد الموضوع إيضاحا ما ذكر في:
3- سورة النمل (7ـ9):
"إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس (شعلة ملتهبة) لعلكم تصطلون فلما جاءها نودي أن: بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم".
من هذا يتضح إن الله قد ظهر لموسى في شجرة وخاطبه منها قائلا: "إنى أنا الله رب العالمين" (سورة القصص) وأمره أن يخلع نعليه لأنه بالوادي المقدس [أي الذي تقدس بحلول الله فيه]. ثم أكد له القول "إني أنا الله لا إله إلا أنا" (سورة طه) وفي سورة النمل يقول له:" بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين، وأيضا: إنه أنا الله العزيز الحكيم".
ودعني أقدم سؤالا بسيطا وهو: من هو يا ترى المتكلم في هذه الآيات؟
الواقع أنني وجهت هذا السؤال لأحد العلماء المسلمين فتفضل مشكورا بالإجابة ـ بعد فترة ليست بقليلة من التفكير ـ قائلا: "لقد خُيل إلى موسى النبي أن الله يتكلم إليه من الشجرة!!
فسألته أن يذكر الدليل من هذه الآيات على صحة ما يقول بأنه خُيل إلى موسى ذلك. وعندما آثر الصمت، سألته بمنتهى الأدب واللطف عن أساليب التوكيد في اللغة العربية بصفته أحد فقهائها.
وأقصد بأسلوب التوكيد هو أنه إذا أردنا أن نؤكد أمرا فما هي الصيغة التي نؤكد بها صحة هذا الموضوع؟
وبحكمة منه طلب مني أن أجيب أنا على هذا السؤال. فقلت له أن أساليب التوكيد المستعملة في اللغة العربية على ما أذكر هي:
استخدام أداة إن التوكيدية: وهذا الأسلوب قد ورد في الآيات القرآنية الثلاثة المذكورة سابقا: ففي سورة القصص قيل: "إني أنا الله رب العالمين". وفي سور طه قيل:" إني أنا ربك….". وفي سورة النمل قيل:" إنه أنا الله العزيز الحكيم".
والأسلوب الثاني للتوكيد هو تكرار الكلمة سواء كانت اسما أو ضميرا… وهذا ما استخدم أيضا في هذه الآيات الثلاث السابقة إذ يكرر ضمير المتكلم ليؤكد أنه هو الله ذاته، ففي سورة القصص يقول:" إني أنا الله رب العالمين". وفي سور طه قيل:" إني أنا ربك….". وفي سورة النمل قيل:" إنه أنا الله العزيز الحكيم".
والأسلوب الثالث للتوكيد يسمى أسلوب القصْر، أي يقصر المعنى على شخص واحد، وقد استخدم هذا الأسلوب أيضا ليوضح أن الذي ظهر لموسى هو الله نفسه وليس آخر سواه، إذ يقول في سورة طه: "إني أنا الله لا إله إلا أنا" أي لا يوجد إله سواي.
من هذا يتضح بكل تأكيد أن الذي تكلم إلى موسى النبي هو الله نفسه.
وهنا نأتي إلى السؤال الثاني والأهم وهو: من أين جاء هذا الصوت إلى موسى؟
وبكل تأكيد لا يستطيع أحد أن ينكر أن هذا الصوت جاء من الشجرة وبالتحديد من بقعة معينة فيها بحسب ما قيل في سورة القصص:"فلما آتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين".
من كل ما تقدم ندرك أن الله قد ظهر لموسى في شجرة مادية وتكلم إليه منها، فيا عزيزي المخلص إن كان الله قد ظهر في شجرة مادية وتكلم منها، فهل يعتبر كفراً إن قلنا أن الله ظهر في جسد إنسان مادي أيضا وتكلم منه؟! وخاصة كما هو معروف أن الإنسان أرقـي من مملكة النبات في ترتيب الكائنات الحية.))
والآن اريد منكم الرد على هذا الكلام والذى يحاولون به التأثير على ضعفاء العلم والعقيدة
المفضلات