فهذه الأعمال هي أعمال فوق الإحسان والتي لا يستطيعها أي أحد من الناس إلا اذا بلغ صلاحه الذروة
لذلك لم يكن ما أصابهم الله به من ذنب بل إنه ابتلاء الصالحين لكي يستسقي الخلوف من سلفهم العبرة .
أما الأول فبر الوالدين واجب على المكلفين لا شك ولكن ما فعله فوق البر والواحد منا يستطيع أن يخرج من مثل ما وقع فيه بدون أن يخالف البر في شيء .
منها أن يقول أوقظهما وأسقيهما ثم أسقي أولادي أو يقول أدع لهما نصيبهما بزيادة وأبقيه حتى يستيقظا وأسقي أولادي كل ذلك بر لكن ما فعله فوق البر.
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
أما الثاني فالانتهاء عن المعصية واجب لكن ما فعله وهو أنه تمكن منها مع تعليله أنه كان شديد الحب لها فلما ذكرته قام
فهذا يلحق بعفاف يوسف ولو أن غيره مكان لوقع في الزنا لا محالة
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
أما الثالث فرد الحق لأصحابه واجب لكن ما فعله فوق الواجب بل فوق المعقول ولو أن غيره مكانه لأعطى الرجل قدر ماله ولو كان محسننا لتقاسم معه الربح
لكنه بذل كل الربح الى الرجل وهذا لا يستطيعه أحد
فكان يعلم أن هذا ربما أعظم ما قام به فكان جاهزا في ذهنه لعله يلقى الله به .
وهذا الثالث عمله أعظم من الآخرين وكل عظيم لكن عمله أعظم لذلك كما في رواية أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله قالوا يا رسول الله وما صاحب فرق الأرز ..... وقال الثالث اللهم أنك تعلم أني كنت استأجرت أجيرا بفرق من أرز فلما أمسى عرضت عليه حقه فابى ... الحديث }
ومن هنا أقول للجميع ماذا تفعل لو كنت من أصحاب الغار ؟؟؟
هل لديك عمل في صفحات حياتك عظيم فعلته ابتغاء وجه الله عز وجل تستحضره حتى اذا ما كنت مكانهم دعوت الله به
بل لو أنك أُصبت بأي ابتلاء وضيق تستحضره وتدعوا الله به ويكون من أفضل وأعلى أعمالك فيفرج عنك الضيق .
اسأل نفسك الأن ؟؟؟؟؟؟؟
إن كان نعم وهذا وقليل منا من فعل فليستحضره دائما وإن كان لا فقم وبادر وفكر في عمل تعمله يكون أعظم أعمالك
ويكون ابتغاء وجه الله خالصا حتى تلقى الله به أو حتى اذا ما أصابك أي ضيق تدعوا الله به فيفرج عنك .
كلنا يعمل والحمد لله إما واجبات وإما تطوعات وإما إحسان لكن هل بلغ لك عمل فوق الاحسان ؟؟
هل بلغ برك بأبويك يوما فوق البر الواجب ؟؟
قم وفكر في عمل فوق البر وفوق اواجب وفوق الاحسان لوجه الله خالصا واستحضره دائما ليكون لك فرجا باذن الله ....
وصلى الله وسلم على رسوله وحبيبه وحبيبنا محمد صلاة وتسليما حتى ينقطع النفس
المفضلات