السلام عليكم
ايها الأخوه الأفاضل
جئتكم بموضوع جد خطير يستهين به الكبير قبل الصغيرآلا وهو
آفات اللسان
فقد قال المولى عز وجل فو محكم التنزيل
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
وتفسير هذه الآيه فى التفسير الميسر هو(ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه مَلَك يرقب قوله, ويكتبه, وهو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك.
وفى الجلالين - (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب) حافظ (عتيد) حاضروكل منهما بمعنى المثنى.
وهذا يدل اخوتى على ان كل ما ننطق به سيكتب علينا وسيحفظه الله لنا الى يوم ان نلقاه وساعتها لن ينفعنا شيئا اذا كان المحفوظ لنا من الكلام الفاحش او الغيبه او النميمه او الخوض فى اعراض الناس.
اما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فقد حذرنا فى اكثر من حديث على خطوره اللسان ومن هذه الآحاديث قوله صلى الله عليه وسلم
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6136
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ويأمرنا الحبيب انه ان لم يكن ما سنقول خيرا فمن ايماننا بالله واليوم الآخر ان نصمت ارأيتم اخوتى.
وهذا كما يقول البعض ( اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب ).
وهذا حديث آخر للحبيب صلى الله عليه وسلم رواه معاذ بن جبل رضى الله عنه :
- كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ، قال : ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون } ثم قال : ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا . فقلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2616
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
تخيلو اخوتى نهره صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل لعدم ادراكه خطوره ما نقول –و ايضا ليوضح لنا الحبيب مدى خطوره اللسان وما يخرج منه من فحش الكلام وهذه روايه اخرى للحديث
أن معاذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ فقال : الصلاة بعد الصلاة المفروضة . قال : لا ونعما هي . قال : الصوم بعد صيام رمضان . قال : لا ونعما هي . قال : فالصدقة بعد الصدقة المفروضة . قال : لا ونعما هي . قال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه ، ثم وضع إصبعه عليه ، فاسترجع معاذ ، فقال : يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول كله , ويكتب علينا ؟ قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم منكب معاذ مرارا ، فقال : ثكلتك أمك يا معاذ بن جبل وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: عبدالرحمن بن غنم المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/23
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
بل يقول لنا الحبيب فى روايه اخرى للحديث ان الإنسان مايزال بخير ما بقى صامتا لا يتكلم
و نص الروايه :
قلت يا رسول الله أكل ما نتكلم به يكتب علينا فقال ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم إنك لن تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/303
خلاصة الدرجة: [روي] بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
بل والأخطر من ذلك ان الرجل ممكن ان يقول الكلمه ولا يهتم بها فإذا هى من سخط الله فيهوى بها فى النار سبعين خريفا ( تخيلو اخوتى هداكم الله ) وهذا نص الحديث :
إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا ، يهوي بها سبعين خريفا في النار
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1618
خلاصة الدرجة: صحيح
وهذه روايه اخرى للحديث :
إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الكافي الشاف - الصفحة أو الرقم: 323
خلاصة الدرجة: أصله في البخاري
بل ولا يمنع اخوتى ان رايت احدا ان تنصحه كما كان يفعل الصحابه وهذا دليل ذلك :
عن علقمة بن وقاص أن بلالا بن الحارث المزني قال له : إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتغشاهم ، فانظر ماذا تحاضرهم به ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه فكان علقمة يقول : رب حديث قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال
الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 7/337
خلاصة الدرجة: صحيح
وخلاصه هذا القول اخوتى ان اللسان خلق فى جسد ابن آدم لغايات ليس من بينها التحدث عن الآخرين والخوض فى الأعراض والمباهاه بالمعاصى كان يقول الرجل ارايتم لقد فعلت أمس كذا وكذا
فاتقوا الله اخوتى واستعينو بالله على اللسان حتى لا يخرج منه إلا ما يرضى الله عز وجل
اخوتى هذه تذكره اذكر بها نفسى وإياكم وقد قال المولى عز وجل
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق45
وقال ايضا
{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
وقال
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ }الغاشية21
عسى الله ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه و يجعله زخرا لنا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
والسلام عليكم ورحمه الله
قال تعالى :( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق )
شكرا لك أخي علي هذا التنبيه علي خطورة اللسان وعواقب تركه دون قيد , فلو لم يكن خطيرا ما كان موضعه بين فكين قويين , وخلق الله من كل الحواس اثنين إلا اللسان . وفي هذا المعنى قال بعض الحكماء : ألزم الصمت تعد حكيما جاهلا كنت أو عالما .
وقال بعض البلغاء : ألزم الصمت فإنه يكسبك صفوة المحبة , ويؤمنك سوء المغبة, ويلبسك ثوب الوقار , ويكفيك مؤنة الاعتذار .
وقال بعض الفصحاء : إعقل لسانك إلا عن حق توضحه , أو باطل تدحضه , أو حكمة تنشرها , أو نعمة تذكرها .
وفي الأمثال : سلامة الإنسان في حفظ اللسان .
زلة اللسان أشد من جرح السنان.
وقال الشاعر : وما شئ إذا فكرت فيـــــه ... أحق بطول سجن من لسان
وقال آخر : جراحات السنان لها التئام ... ولا يلتئم ما جـــرح اللسان
شكرا لك مرة أخرى . ونسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا إلى حفظ ألسنتنا عن كل قول لا تحمد عواقبه في الدنيا أو الآخرة . وأن يجعلنا نوظفه في نشر الخير والكلمة الطيبة بين الناس.
والله الموفق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المفضلات