-
عبادة الرجال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إن من المصائب التي ابتليت بها خير أمة أخرجت للناس ، مصيبة التقليد الأعمى وعبادةالرجال،
فقد ابتلى الله هذه الأمة الكريمة ببعض من يُطلق عليهم اسم علماء أومفكرين أو قادة ، تجاوزوا كل الحدود المتصورة وغير المتصورة في التجرؤ على دين الله تعالى ، ولم يكتفوا بجعل المصلحة العقلية وكأنه مصدر التشريع الوحيد تقريباً ، فهويخصص ويقيد وينسخ القطعيات الراسيات ، بل تجاوز الأمر إلى أنه حتى هذه المصلحة العقلية أصبحت لا تسعفهم خصوصاً إذا كان الكلام عما يسمى بمصلحة الوطن او مصلحة الحزب أو الجماعة، وتركوا شرع الله وراءهم ظِهرياً قائلين هذه مسألة سياسية بعيدةعن الحل والحِرم !!
وعندما يأتي أحد حملة الدعوة يبين لأحد هؤلاء المقلدة المبتدعة حكم الله في المسألة مستدلاً بقول الله تعالى أو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعبس وجهه ويقدح الشرر من عينه قائلاً : أأنت أعلم من فلان ؟! وإذا قيل له هذا قول الله ورسوله وزعيمك لم يأت بدليل ، قامت الدنيا ولم تقعد.
فهل يثق هؤلاء بقادتهم وزعمائهم أكثر مما كان يثق المسلمون بأبي بكر وعمر ؟! ومع ذلك لماذا ؟
لأننا نتبّع القرآن والسنة ولا نتبّع أشخاصاً دون رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد رُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه لما نازعه بعض الناس في بعض السنة قال : هل نحن مأمورون باتباع عمر أم باتباع السنة ؟
فقد ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قال: أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء وقدكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فمادون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم قال: كم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت يا أمير المومنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم قال: نعم فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن، قال، وأي ذلك. قالت: أما سمعت الله يقول: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا﴾الآية قال. فقال: اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ثم رجع فركب المنبر فقال أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب قال أبو يعلى: وأظنه قال: فمن طابت نفسه فليفعل.
رحمك الله أيها الفاروق كم كان تقواك ! لميستغرق منك الأمر لحظات حتى ترجع عن خطئك! فأين علماء اليوم من هذا ؟!
ورحمك الله يا اختاه عرفت أن الحق أحق أن يُتبع فلم تسكتي عن خطأ عالم .
رحم الله علماءنا الأفاضل كم كانوا يغضبون في مثل هذه الحالة ، مثل غضبة ابن عباس وغضبةالشافعي الذي يُروى أن رجلاً سأله فأفتاه فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم كذاوكذا ، فقال الرجل : أتقول بهذا يا أبا عبد الله ! فقال الشافعي: رح، أرأيت في وسطيزناراً ؟ أتراني خرجت من كنيسة ؟ أقول قال النبي صلى الله عليه وسلم وتقول أتقول بهذا؟!
التعديل الأخير تم بواسطة نوران ; 29-12-2008 الساعة 10:57 AM
سبب آخر: ارجو الانتباه لوضع مسافات بين الكلمات خاصة بعد لفظ الجلالة
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة قيدار في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 86
آخر مشاركة: 23-10-2014, 11:30 AM
-
بواسطة معارج القبول في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 16-07-2014, 10:32 PM
-
بواسطة EvA _ 2 في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 03-04-2012, 07:37 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الأبحاث والدراسات المسيحية للداعية السيف البتار
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 22-11-2005, 10:54 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات