الارض بين الحقيقة وافتراءات العلم والعلماء
عاشت قرونا واحقابا .. طويت تواريخ وازمان .. على ظهرها نشأت وتلاحقت اجيال .. وتتابعت امم ونظم واهواء .. واندثرت وتلاشت اقوام و حضارات
شهدت علوم وثقافات وشاعت فيها البدع والفتن والخرافات .. عصفت بافكار واراء وفلسفات .. وخلدت ودامت وشمخت عليها الرسالات
فتنت بزينتها وانهارها وودياتها وبحارها وكنوزها عقول اقوام وألباب .. طافت بأرجائها جيوش وجنود وأساطيل وعتاد .. تبادلتها وتسابقت عليها الاهواء والامنيات .. عاشت بين فساد واصلاح وحروب ووباء ودموع وضحكات .. تربع على عروشها الامراء والملوك والعظماء .. فابتلعت فى أجوافها الامال والاحلام والاطماع .. ورثها وتوارثها المؤمنون الابرار وضاقت وطبقت بأهل الهوى والباطل والاشرار
تنوعت فيها الظواهر والاجواء وتباينت فى تفسير احوالها الرؤى والكلمات والدراسات .. تعاظمت فى وصفها الاكاذيب والافتراءات ودفنت فى بطونها الحقائق والاسرار
من تكون تلك العظيمة بكل تلك الملامح و الاوصاف .. إنها الارض
باسم التاريخ قالوا عنها الكذب بتفصيل واسهاب فتباينت فى سرد احداثها القصص والروايات .. وصفوا فساد الامم بالرقى والحضارات وجعلوا من المجرمين فرسان وعظماء .. باسم العدل حكموها بالنوايا والاهواء والاطماع .. وجعلوا من المرضى والمجانين والمفسدين فلاسفة وبطانة سوء وحكماء .. باسم السياحة تناسوا العبر والمواعظ نسجوا الاساطير وتغنوا بالخيالات والروايات .. وباسم العلم صاغوا الافك و الاكاذيب ووصفوها بالافتراءات .. وقالوا عن الارض الأباطيل وطمسوا الحقائق والابحاث
باسم العلم فتنوا النفوس وامتلكوا العقول .. وجندوا علماء الافك والزور .. بالكبر والمال والتعالى على الخالق والغرور نسج علماء الباطل واعوانه النظريات والتخيلات والأوهام .. فباتت بدعم اعلام واعوان الكفر والتضليل حقائق ومسلمات لا تقبل الجدال والمناقشة والاراء .. وعلى اصحاب العقائد ان يطوعوا الدين لتواكب آياته فى تفسيراتها احدث ماتوصلت اليه الابحاث العلمية فى الادعاءات الباطلة والضلال
( قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
فى هذا العصر اصبح العلم فتنة بكل الابعاد والمقاييس .. هو الصنم الذى يسجد له المفتونين به الباحثين عن التقدم والحضارة والمدنية والرقى .. هو الملاذ .. الملجأ .. المصدر الوحيد لهم لاستنباط الحقائق والفصل فى الامور .. ما يقال باسمه هو الصواب وماعداه قابل للشك والتكذيب .. اصبح العلم مرجعيتهم ومن رؤيتهم أمل البشرية للخروج من الظلمات الى النور .. من الفقر للغنى .. بالنسبة لهم الإله الشافى من الاوجاع والالام والامراض .. والامان لهم من الكوارث والنكبات والكربات .. مأواهم ومأكلهم ومشربهم وكاسيهم وحافظهم .. بل ذهبوا مع العلم لابعد من ذلك فباتوا يحلمون معه بالخلود والحياة .. ذهب العلم بعقولهم وطاف بمخيلتهم الكواكب والأكوان .. باسم العلم سحر دجاليه وأفاقيه اعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم .. فصدقوهم .. نسوا الخالق المحى المميت وسجدوا للمخلوق (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) فأصبحت اكاذيبهم فتنة وعلومهم نقمة اكثر منها نعمة
وماذا قال الخالق المصور البديع عن الارض .. ماذا قال عنها صانعها وواجدها وخالقها .. المبدىء المعيد .. مالك الملك ذو الجلال والاكرام .. ماذا قال الحق عن الارض .. ماذا قال الله عنها .. سبحانه
( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
ومع الارض نبدأ الرحلة بإذن الله
المفضلات