كنت أشاهد قناة النصارى المسماه ### لأحد مبشريهم الذى ظهرت شواربه الكبيره كانه احد رسل الفارسى كسرى .
والحق يقال أننى شاهدت رجلا قشيا قد صنعه هذا المبشر فى قناته عندما كان يتحدث عن صفة الله عز وجل ألا وهى صفة (المكر)
وبدأ يصنع الكلمات الانفعالية التى تثير ألاخر ,ولم أرى كلمة علمية ولا عقلية وانما اجترار للمحبة المسماه بالمسيحية وانا لم ارى محبة ولا سماحة ..
خلاصة الشبهه أن إله المسلمين مكار ,فهل هذا إلاله يستحق الاتباع ؟
الرد
أولا
وهل الهك المصلوب الذى لا ينتصر لنفسه ولا ينتصر لغيره هو الاله المستحق للعبادة !!
فعندما كنت أبحث فى عقائد النصارى واخضعتها لبديهيات العقل وشواهد الحس أدركت بطلانها .
ثانيا
أن صفة المكر ليست مطلقة بل مقيدة لمن يستحق (الجزاء من جنس العمل )
وان الصفة تكون نقصا اذا كانت فيمن لا يستحق ,وتكون كمالا ان كانت فيمن يستحق .
ولذلك الله لا يمكر إلا بمن يستحق من باب الجزاء من جنس العمل وهو كمال وليس نقص .
ثالتا
ان صفة المكر لم تذكر مطلقة فى القرآن وانما تكون بالمقابلة للماكرين والخادعين ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال/30
ويخادعون الله وهو خادعهم ) (ويمكرون ويمكر الله )
اى انها تكون فى مقابل الماكرين ومن يستحق ذلك ولا تكون فى من لا يستحق .
لأن المكر بمن يستحق هو كمال والمكر بالاعداء هو كمال لانه دلالة على العلم والقدرة .
وقال العلامة العثيمين في المجموع الثمين: لا يوصف الله تعالى بالمكر إلا مقيدا، فلا يوصف الله تعالى به وصفا مطلقا، والمكر التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر، فإن قيل: كيف يوصف الله تعالى بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم؟ قيل: إن المكر في محله محمود يدل على قوة الماكر وأنه غالب على خصمه، ولذلك لا يوصف الله تعالى به على الإطلاق، فلا يجوز أن تقول: إن الله ماكر. اهـ.
رابعا :
المكر هو من باب الحكمة لله عزوجل والحكمة هى فعل ما ينبغى فى الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى وهى وضع الشىء فى موضعه .
خامسا
جاء في مفردات الراغب الأصفهاني أن المكر هو صرف الغير عما يقصده بحيلة ، وذلك ضربان :
مكر محمود ، وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل ، وعلى ذلك قال سبحانه وتعالى:{ والله خير الماكرين } فلا يكون مكره إلا خيرا
ومكر مذموم ، وهو أن يتحرى به فعل قبيح ، قال تعالى {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} فاطر: 43 ،
ال شيخ الإسلام: (وهكذا وصف نفسه بالـمَكْر والكيد، كما وصف عبده بذلك، فقال: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ، وقال: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً، وليس الـمَكْر كالـمَكْر، ولا الكيد كالكيد)
فإن قيل : كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم ؟قيل : إن المكر في محله محمود يدل على قوة الماكر، وأنه غالب على خصمه ولذلك لا يوصف الله به على الإطلاق ، فلا يجوز أن تقول : "إن الله ماكر" وإنما تذكر هذه الصفة في مقام يكون مدحاً ، مثل قوله تعالى : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) الأنفال /30 ، وقوله : ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) النمل /50 .ولا تنفى هذه الصفة عن الله على سبيل الإطلاق ، بل إنها في المقام الذي تكون مدحاً يوصف بها ، وفي المقام الذي لا تكون فيه مدحاً لا يوصف بها. وكذلك لا يسمى الله به فلا يقال : إن من أسماء الله الماكر ، والمكر من الصفات الفعلية لأنها تتعلق بمشيئة الله سبحانه" اهـ . "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/170).
لذلك المكر لابد ان يكون فيمن يستحق ,ومن باب الجزاء من جنس العمل ,ومن باب الكمال الذى هو كمال القدرة والعلم والسلطان .
المفضلات