بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
إدعى البعض إن القدوس و قدوس من أسماء الله إذن المسيح هو الله
إنجيل لوقا 1: 35
فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
LUKE
1-35:και αποκριθεις ο αγγελος ειπεν αυτη πνευμα αγιον επελευσεται επι σε και δυναμις υψιστου επισκιασει σοι διο και το γεννωμενον αγιον κληθησεται υιος θεου
إنجيل مرقس 6
20 لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ.
MARK
6-20:ο γαρ ηρωδης εφοβειτο τον ιωαννην ειδως αυτον ανδρα δικαιον και αγιον και συνετηρει αυτον και ακουσας αυτου πολλα ηπορει και ηδεως αυτου ηκουεν
نفس الكلمة تُرجمت مرة القدس و مرة القدوس و مرة قديس ليوحنا و تسمى الملاك بالقدوس في سفر دانيال و تفسيره و قاموس الكتاب المقدس
شرح كلمة
قدوس
← اللغة الإنجليزية: Holy - اللغة العبرية: Kedushah: קדושה - اللغة اليونانية: άγιος - اللغة القبطية: agioc.
ذو القداسة يقال عنه تعالى أنه وحده قدوس أي ذو القداسة الأصلية وتستعمل هذه اللفظة غالبًا للدلالة على الله تعالى وأحيانًا على يسوع المسيح (أع 2: 27 وعب 7: 26) ويسمى قدوس القدوسين (دا 9: 24) وقد تستعمل أحيانًا للملائكة (دا 4: 13: و8: 13). وأما تكرار اللفظة ثلاث مرات (اش 6: 3 ورؤ 4: 8) فربما كان يشير إلى الثالوث الأقدس والقداسة الكاملة. وقد تستعمل كلمة قدوس بمعنى مكّرس (لو 2: 23) وجاءت نعتًا للآلهة في كلام نبوخذنصر (دا 4: 8 و18) وكذا في دا 5: 11 وجاءت بمعنى قديسين (دا 4: 17 و9: 24).
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة قدوس
سفر دانيال 4
13 كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى رَأْسِي عَلَى فِرَاشِي وَإِذَا بِسَاهِرٍ وَقُدُّوسٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ،
14 فَصَرَخَ بِشِدَّةٍ وَقَالَ هكَذَا: اقْطَعُوا الشَّجَرَةَ، وَاقْضِبُوا أَغْصَانَهَا، وَانْثُرُوا أَوْرَاقَهَا، وَابْذُرُوا ثَمَرَهَا، لِيَهْرُبَ الْحَيَوَانُ مِنْ تَحْتِهَا وَالطُّيُورُ مِنْ أَغْصَانِهَا.
15 وَلكِنِ اتْرُكُوا سَاقَ أَصْلِهَا فِي الأَرْضِ، وَبِقَيْدٍ مِنْ حَدِيدٍ وَنُحَاسٍ فِي عُشْبِ الْحَقْلِ، وَلْيَبْتَلَّ بِنَدَى السَّمَاءِ، وَلْيَكُنْ نَصِيبُهُ مَعَ الْحَيَوَانِ فِي عُشْبِ الْحَقْلِ.
16 لِيَتَغَيَّرْ قَلْبُهُ عَنِ الإِنْسَانِيَّةِ، وَلِيُعْطَ قَلْبَ حَيَوَانٍ، وَلْتَمْضِ عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ.
17 هذَا الأَمْرُ بِقَضَاءِ السَّاهِرِينَ، وَالْحُكْمُ بِكَلِمَةِ الْقُدُّوسِينَ، لِكَىْ تَعْلَمَ الأَحْيَاءُ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ، فَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ، وَيُنَصِّبَ عَلَيْهَا أَدْنَى النَّاسِ.
18 هذَا الْحُلْمُ رَأَيْتُهُ أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرَ الْمَلِكَ. أَمَّا أَنْتَ يَا بَلْطَشَاصَّرُ فَبَيِّنْ تَعْبِيرَهُ، لأَنَّ كُلَّ حُكَمَاءِ مَمْلَكَتِي لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُعَرِّفُونِي بِالتَّعْبِيرِ. أَمَّا أَنْتَ فَتَسْتَطِيعُ، لأَنَّ فِيكَ رُوحَ الآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ».
و من تفسير تادرس يعقوب مالطي
ه. موضع حماية للغير [12]، تحمي الطيور بين أغصانها وحيوانات البَرّ في ظلها.
هذا هو ما يقدمه الله للإنسان، ليجعله ملكًا يقيم في العالم كقصرٍ ملوكي، يريد من نفسه أن تكون نامية على الدوام. مع وجودها على الأرض ترتفع إلى السماء، لعلها تستقر في حضن الآب، تتمجد في أقاصي المسكونة، جميلة بلا عيب، مُشبعة للجميع، تتسع لتضم الغير بالحب فتهب أمانًا وسلامًا لمحبيها!
إذ سقط نبوخذنصَّر في الكبرياء استحق التأديب، فأرسل الله ملاكًا دعاه بالساهر والقدوس النازل من السماء ليؤدب.
يُدعى الملاك ساهرًا، لأنه روح بلا جسد، لا ينام ولا يحتاج إلى راحة، فهو دائم اليقظة ليل نهار. كما أنه يُدعى هكذا، لأنه يتحرك ليتمم إرادة الله لأجل بنيان شعبه، وكما يقول المرتل: "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20).
يُدعى أيضًا بالقدوس لأنه لا يحمل ضعفًا بشريًا. أما نحن فنعاني من الضعف، ليس فقط بسبب ما نرتكبه من خطايا، وإنما بسبب الفساد الذي تسلل إلينا من أبوينا الأولين، الذي يصيب جسدنا كما قلبنا وذهننا.
مهما بلغ الإنسان من تقديس، فإنه مادام لا يزال في الجسد، لا يُدعى "الساهر القديس"، لأنه خلال احتياج الطبيعة يلزمه أن ينام، وخلال الجهاد يتعرض للضعفات. بهذا يمكننا التمييز بين الملائكة والبشر، كما بين المؤمنين المجاهدين والمؤمنين الذين خلعوا الجسد وعبروا من العالم.
...
هذا الحلم رأيته أنا نبوخذنصَّر الملك.
أما أنت يا بلطشاصر فَبين تعبيرهُ،
لأن كل حكماء مملكتي لا يستطيعون أن يُعرفوني بالتعبير.
أما أنت فتستطيع لأن فيك روح الآلهة القدوسين" [17-18].
جاءت الكلمة "كلمة pethegma" هنا ربما بمعنى أمر أو منشور edict كما في (إس 1: 20). فما أُعلن هو منشور إلهي سماوي. لكنه لماذا ينسب المنشور إلى الملائكة الساهرين القدوسين، هل هو أمر إلهي أم ملائكي؟
بلاشك أن الأمر إلهي، صادر عن الله وحده دون أية خليقة سماوية؛ أما نسبته هنا لهم فلتأكيد دورهم الإيجابي.
مع طاعة الملائكة الكاملة لله، وقيامهم بتنفيذ أوامره، يصلون من أجل خلاص كل العالم. يطلبون أن يتدخل الله لتأديب المتكبرين الذين يجدفون على الله، لا للانتقام منهم، وإنما لردهم إلى طريق الحق. وكأن ما صدر عن الله جاء متناغمًا مع شهوة قلب السمائيين، وطلباتهم المستمرة، حتى حُسب الأمر كأنه صادر عنهم.
و من تفسير أنطونيوس فكري
وفي آية (13) ساهر قدوس = ساهر جاءت فى الإنجليزية watcher بمعنى مراقب أو من يسهر على راحة مريض. وحين تقال عن الملائكة فتعبير ساهر يعنى أن الملائكة لا تنعس ولا تنام بل هي ساهرة على تنفيذ أوامر الله (لاحظ أن الله هنا يكلم الملك البابلي باللغة التي يفهمها. فهم كانوا يعتقدون في بابل أن هناك كائنات سماوية تدين أعمال البشر وتقرر مصيرهم).
ولكن من أين أتى نبوخذنصر الملك الوثنى بتعبير قدوس وهو تعبير لا يعرفه الوثنيون، بل اليهود فقط، فهكذا يسبح الملائكة الله (إش6: 1-4)، إلا إذا كان بتعليم من دانيال. وبنفس الطريقة من أين فهم معنى ساهر وأنه يشير للسهر على تنفيذ أوامر الله. فالملاك القدوس ليس هو الذى يقرر مصير البشر كما يفهم نبوخذنصر، بل هو يتلقى الأوامر من الله ويسهر على تنفيذها. واضح إمتزاج أفكار الملك مع تأثير دانيال. فالملك رأى ملاكا كلمه وهو بحسب عقيدته يؤمن بأن هناك كائنات سماوية تقرر مصير البشر، وبتأثير دانيال فهم أن من رآه أو رآهم هم ملائكة ساهرين على تنفيذ أوامر الله. دانيال شرح لنبوخذنصر أن هذه الكائنات السماوية ليست هى التى تدين البشر وتقرر مصيرهم، بل الله الذى يؤمن به دانيال هو الذى يقرر. والملائكة أو من يسميهم نبوخذنصر كائنات سماوية هم مجرد جنود لله ومنفذين لأوامره وساهرين على تنفيذها.
والملك كان يذكر كلمة كلمة من هذا الحلم المفزع والذي فيه رأي الحيوان والطير تهرب من تحت هذه الشجرة. ولنلاحظ فإن الازدهار العالمي هو شيء مؤقت وليس ثابتًا.
أتركوا ساق أصلها = هذا يعني أن هناك أمل في عودته، إذًا هي ضربة تأديب لكسر كبريائه كما قال بولس الرسول "أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" (1كو5:5).
وسيربط بقيود حديد ونحاس = حتى لا يهلك نفسه أو غيره في أثناء جنونه. وقد وجد في الآثار من هذا العصر سبائك نحاسية تحيط بالحديد. والملاك فسر للملك معني الحلم (16، 17) فمن وضع في قلبه أن يرتفع مثل الله (حز 28: 2) يخفضه الله وينزع عنه قلب الإنسان ويُعطَي قلب حيوان.
هذَا الأَمْرُ بقضاء الساهرين = كما قلنا فهذا ما يؤمن به نبوخذنصر، أن هناك كائنات سماوية تقرر مصير البشر، قال عنها الساهرين. لكن إيمان دانيال وإيماننا نحن فهو أن الله هو الذى يقضى والملائكة يقروا ويؤيدوا ويستحسنوا قضاء الله ويسهروا على تنفيذ قرارات الله. الله لا يحتاج لموافقة أحد.
والحكم بكلمة القدوسين = القدوسين المقصود بهم الملائكة الذين ينفذون حكم الله، وبحسب فهم نبوخذنصر أنهم هم الذين يصدرون الأحكام. الله الذى يقرر، أما هؤلاء القديسين من الملائكة ومن البشر يجدون راحتهم في قرارات الله ويفرحون بها. وقد تعنى القدوسين أيضا أنهم شعب الله الذين أضيروا من كبرياء وتعنت الملك، وهم بالتأكيد سيوافقون الله علي حكمه. بل نحن نصلي "لتكن مشيئتك". وكلما ازدادت قداسة إنسان نجده لا يختلف مع الله في شىء، وراجع تفسير (أع15: 28).
هذَا الأَمْرُ بقضاء الساهرين، والحكم بكلمة القدوسين = مرة أخرى نقول أن كلام نبوخذنصر هنا يمتزج فيه تعليم دانيال مع عقيدة نبوخذنصر.
مواضيع ذات صلة
https://www.ebnmaryam.com/vb/t203043.html
https://www.ebnmaryam.com/vb/t212206.html
https://www.ebnmaryam.com/vb/t23171.html
المفضلات