اتحـاد النار بالحـديد
مثال لتركيبـة الإله يسـوع
عجبا لخراف الكنيسة ونعاجها ، عميان يقودهم أعمى ، إن الغباء موهبة ينفرد بها النصارى ، النصرانى يقرأ وكأنه ما قرأ ، دينه فى الكنيسة عند القسيس ، أما هو فلا عقل له ، يردد من غير وعى ما يسمعه ، إنه صوت سيده ، الذى يدخله الحياة الأبدية إذا شاء ، أو يلقيه فى بحيرة النار والكبريت إذا أراد (1) ، لا حيلة له مع قضائه المبرم ، " فإنها لا تَعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور " .
لو لم يجدوا فيهم غباء لما تجرؤا على ألاعيب يصدقها الحمقى ، " وإن دققتَ الأحمق فى هاون بين السميذ بمدق لا تبرح عنه حماقته " (2)
نقرأ : " وقال الآباء باتحاد اللاهوت بالناسوت ، كاتحاد الحديد بالنار ، فبالطرق عليه ، يكون الأثر على الحديد ، ولكن النار لا تتأثر مع مشاركتها للحديد فى الاتحادية ، .... " (3) .
ويردد خلفهم الأبناء : " ولزيادة توضيح التجسد أخيرا أقول مثل بسيط يعطى فكرة عنه ، ذكره آباء الكنيسة ، هو الحديد المتحد بالنار يصير نارا بالاتحاد ... " !!!!! (4) .
إنه مثال لتركيبة الإله يسوع ، بلاهوته وناسوته .
لقد اكتشف القساوسة والآباء – مسوقين من الروح القدس - أن الحديد عندما يحمر بالحرارة ، يتكون - عند تحليله – من عنصرين متحدين : النـار ، والحديد .
ولكن ، هل حقا تتحد النار بالحديد ؟
- إن عنصر الحديد ثنائىّ و ثلاثىّ التكافؤ . فماذا عن عنصر النار ؟ ؟ ؟ وما عدد ذرات الجزىء من هذه المادة المركبة ؟ ؟ ؟ .
بربك أيها القس خبرنى عن هذا المركب الجديد :
- ما اسـمـه ؟ بعد سؤال الكـيميـائيـين طبعـا .
- وأين نجـده ؟ فى الصيدلية ؟ أم فى الكنيسة ؟ أم عند الحداد ، نافخ الكير ؟
حقـا للذكاء حـدود ، ولكـن لا حـدود للغبـاء .
بربك ، بالمسيح الحى ، أجبنى دون تلعثم . أو أجبنى أنت ، بحق الآب ، أيها الراعى الصالح يسوع .
جـنّـبَنا الله الخـطأ والخـطل ، والهـذر والخـلل ، والسقـط والـزلل .
إن معلوماتهم فى الكيمياء مثل جهالة إلههم الجغرافية (5) ، والفلكية (6) والتشريحية (7) والطبية (8) ...... إلخ .
إنهم لا يمَـلّون الجهل ، وكذلك الجهل لا يمَـلّهم .
تعجزهم الحيلة فيخلطون الوهم بالخيال ، والجهالة بالحمق .
يقول كتاب المسلمين : " ولو كان من عند غيـر الله لوجـدوا فيه اختـلافا كثيـرا " .
سيظل اتحاد اللاهوت بالناسوت شوكة فى حلق كل نصرانى ، كما كانت أم الإله ، وزوجه فى نفس الوقت ، شوكة فى جنب الفكر الكنسى ، مما دعا فرويد إلى القول بأن كل رجل ( نصرانى ) فى أوروبا مصاب بعقدة أوديب (9) .
لهفى على البتول ، " فالروح حل على العذراء فحبلتْ منه ، والآبُ ظلل العذراءَ بقوته السرمدية كى يحتملَ جسدُها جمرَ اللاهوت " (10) ( طبيب بنج يعنى ؟ ؟ ) .
يقول عبدة الخروف إن العذراء تحملت " جمر اللاهوت " فى أحشائها مدة حملها ، ويتكلمون عن " حلول النار الإلهية فى بطن العذراء الطاهرة وهى لا تحترق " (11) .
معذرة أيتها الصّدّيقة لأنه من سوء الأدب أن يتكلم الرجال عن أحشاء الإناث الحبليات ، وعن مدى إحساسهن بالاحتراق ، خصوصا إذا كنّ حدثات فى سن الإثنى عشر عاما .
هل اللاهوت فلفل شطة فى الأرحام ؟ ؟ وأستغفر الله .
لا . لا . لا . وإلا كيف نتصور حال عروس الخروف ، " لأن عُرْسَ الخروف جاء ، وامرأته هيأت نفسها ... طوبى للمدعوين إلى عشاء عُرْس الخروف " (12) كيف ستتصرف عروس الخروف فى هذا الجمر ، وكيف ستطفىء لهيب هذه النار الإلهية فى أحشائها ؟
هل كلما اقترب الخروفُ من عروسه أو اقترن بها ، يأتى الأبُ ليظللها ويحميَها " بقوته السرمدية كى يحتمل جسدها جمر لاهوت " الخروف ؟ ؟ ؟
" القديس توما عندما وضع يده فى جنب الرب كادت تحترق يده من نار اللاهوت " (13) .
نيقوديموس ويوسف لم تحترق أياديهما بنار اللاهوت عند تكفين يسوع ودهنه بالأطياب رغم جروح إكليل الشوك ، وضربة الحربة ، وموضع المسامير فى يديه ورجليه .
لا بابا الفاتيكان ولا البابا شنوده يستطيع أن يأتى لنا بما يؤيد هذه النيرانَ الملتهبة ( جمر اللاهوت – النار الإلهية – نار اللاهوت ) من الأناجيل أو الرسائل .
إنها فكرة لا يستطيعون الدفاع عن مصداقيتها .
إنها أوهـام الأساقفـة والبابوات يلقـونها إلى خـراف الكنيسـة .
إما الإفـلاس الكامل ، وإما الأقوال الفارغـة التى لا نهـاية لابتـداعهـا .
" وشاخ الملك داود . تقدم فى الأيام . وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ . فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك عن فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولْتضطجعْ فى حضنك فيدفأ سيدنا الملك . ... فوجدوا أبيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك ، وكانت الفتاة جميلة جدا ، فكانت حاضنة الملك ... " (14) .
ما أظن إلا أن واحدة من جمر اللاهوت قد أصابت هذه العذراء ، اشتعل بها جسدها ، فأصبحت تشِعّ نارا ، دونها نيران البشر ، وتحولتْ الأنثى بقدرة الله السرمدية إلى ( دفاية ) .
المراجع :
1. " من غفرتم خطاياه تُغفرُ له ، ومن أَمسكتم خطاياه أُمسِكتْ " يو 20/21 ، و " فكل ما تربطه على الأرض ، يكون مربوطا فى السموات ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا فى السموات " مت 16/19 .
2. أم 27/23 .
3. السنكسار جـ2 صـ 385 .
4 . التوحيد والتثليث – أشرف وليم روفائيل صـ 111 .
5 . أعمدة الأرض : " لأن للرب أعمدة الأرض ، وقد وضع عليها المسكونة " 1صم 2/8 .
" المؤسس الأرض على قواعد فلا تتزعزع إلى الدهر والأبد " مز 104/5 .
" ذابت الأرض وكل سكانها ، أنا وزنت أعمدتها " مز 75/2 .
" المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها " أيوب 9/6 .
" على أى شىء قرت قواعدها ، أو من وضع حجر زاويتها " أيوب 38/6 .
" الباسط الأرض على المياه " مز 136/6 . .... إلخ .
6 . - " والشمس تشرق والشمس تغرب ، وتسرع إلى موضعها حيث تشرق " جا 1/5 يرى سليمان ( مؤلف السفر ) بالوحى المقدس أن الأرض هى مركز الكون ، وأنها ثابتة لا تتحرك ، وأن الشمس هى التى تدور فوق الأرض بالنهار من الشرق إلى الغرب وتحتها بالليل من الغرب إلى الشرق حيث تشرق فى اليوم التالى . يقول وليم مارش : " تسرع إلى موضعها على اعتقاد القدماء : للشمس سفر طويل تحت الأرض بالليل من الغرب إلى الشرق ، لتقوم صباحا يوما ثانيا ، فعليها إن تسرع لئلا تتأخر عن الوقت المعين " .
- خاطب يشوع قائلا : " يا شمس دومى على جبعون ، ويا قمر على وادى أيلون ، فدامت الشمس ووقف القمر ... فوقفت الشمس فى كبد السماء ، ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل " يش 10/12-14
لقد كان إله التوراة يجهل أن سبب اختلاف الليل والنهار وغروب الشمس وطلوعها ، هو دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ، وليست حركة الشمس والقمر ، وأن ما ظنه أمرا للشمس والقمر كان يجب توجيهه إلى الأرض لتتوقف عن الدوران .
هل كان يشوع يخشى أن يغيب عنه القمر فتظلم عليه الأرض مع طلوع الشمس ، فأمره أيضا بالدوام ؟ أم هو استكمال للحبكة القصصية ؟
يستحيل أن تتحقق رؤية القمر ، والشمس فى كبد السماء ، وقت الظهيرة .
- تنص التوراة على أن الله نصب فى السماء خيمة ( tent ) للشمس ، وأن الشمس فى مدارها تقطع السماء من أولها عند شروقها ، إلى آخرها عند غروبها . ولكن الترجمة العربية تحرفها : " جعل للشمس مسكنا ( النص العبرى : أُهَِل أى : خيمة ، بيت شَعر ، مظلة ) فيها ... من أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها " مز 19/1 - 6 .
- " ... وضعت قوسى فى السحاب فيكون علامة ميثاق بينى وبين الأرض ، فيكون متى أنشر سحابا على الأرض وتظهر القوس فى السحاب أنى أذكر ميثاقى ... فمتى كانت القوس فى السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا ... " تك 9/12 – 17 .
فهل حقا يظهر قوس قزح فى السحاب قبل سقوط المطر ؟ وهل هى حقا تطمئن أهل الأرض بأن المطر القادم لن يكون طوفانا يغرقها لأن الله يتذكر عهده وميثاقه مع الأحياء ؟
إن صغار أبنائنا يعلمون أن قوس قزح لا يظهر إلا بعد سقوط المطر، وانقشاع السحاب عن وجه الشمس والأرض تماما ، فتسرى أشعة الشمس خلال جزيئات الماء العالقة بالطبقات العليا من أثر المطر فتعمل هذه الجزيئات المائية عمل المنشورات البللورية ، فيتحلل ضوء الشمس إلى ألوان الطيف الذى يصل إلى عيوننا لا يحجبه عنا سحاب قط ، فنراه ، ولو كان هناك سحاب لما نفذ ضوء الشمس ، ولا تحلل إلى ألوان الطيف ، ولما رأته عيوننا . إن القوس لا يمكن أن تظهر مع وجود أدنى سحاب . ولا تظهر إلا فى النهار مع طلوع الشمس ، أما فى الليل ، فى مغيب الشمس فلا تظهر قوس قزح .
- " أعمدة السموات ترتعد وترتاع من زجره " أيوب 26/11 .
- يقول ناحوم : " الرب فى الزوبعة ، وفى العاصف طريقه ، والسحاب غبار رجليه " نا 1/3 . إنه يصوره وكأنه قد ركب شكمانا فى قدميه ينثر سحابا تحتهما . لم يعرف القوم تفسيرا علميا للسحاب
7- حرم الله على بنى إسرائيل ـ أكل الأرنب والوبر " والوبر لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم . والأرنب لأنه يجتر ولكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم " لا 11/5،6 .
" الجمل والأرنب والوبر لأنها تجتر لكنها لا تشق ظلفا فهى نجسة لكم " تث 14/7 .
التلميذ فى المدارس الابتدائية يعلم أن كلا من الأرنب والوبر لا يجتر . علاوة على أن الوبر – وكذلك الأرنب – " ليس له ظلف حقيقى (لا مشقوق ولا غير مشقوق ) بل لليدين أربعة أصابع وللرجلين ثلاثة " قاموس الكتاب المقدس صـ 1016 .
- صنّف الكتاب المقدس الخفاش على أنه من الطيور ، مع أنه علميا من الثدييات ، لأنه لا يبيض مثل الطيور ، وإنما تلد أنثاه وترضع صغارها . " وهذه تكرهونها من الطيور لا تؤكل إنها مكروهة ... واللقلق والببغاء على أجناسه والهدهد والخفاش " لا 11/13-19 .
8.- " إذا حبلت المرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة أيام ، كما فى أيام طمث علتها تكون نجسة ، ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما فى دم تطهيرها ... وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين ، كما فى طمثها ، ثم تقيم ستة وستـين يوما فى دم تطهيرها " لا 12/2 – 6 .
نظرة الآباء فى تفضيل الولد على البنت صارت شريعة ، ووجدت تبريرا وتعليلا وسندا فى نص مقدس
فكانت مدة نجاسة الولد نصف مدة نجاسة البنت .
- " رغم أن البرَص مرض غير معدٍ إلا أن المريض ينفى ويعزل " يكون نجسا ، إنه نجس ، يقيم وحده ، خارج المحلة يكون مقامه " لا 13/46 . وتوسعوا فى تصورهم فأصبح البرص يصيب الثياب " فيُحرَق الثوب أو السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو متاع الجلد الذى كانت فيه الضربة لأنها برص مفسد . بالنار يُحرَق " لا 13/52 . وتوسعوا أكثر فقالوا إنه يصيب المبانى فتصير نجسة " فيُهدَم البيت حجارته وأخشابه وكل تراب البيت ، ويخرجها إلى خارج المدينة إلى مكان نجس " لا 14/45 . وبلغ الأمر مداه حين قالوا بنجاسة التنور والموقد أيضا " التنور والموقدة يهدمان " لا 11/35 ، ولم يشفع ما يشعل فيهما من نار حتى تطهرهما من هذا المرض الدنس اللعين .
- وحم الغنم : " فأخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى ولوز ودلب وقشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذى على القضبان ، وأوقف القبان التى قشرها فى الأجران فى مساقى الماء ، حيث كانت الغنم تجىء لتشرب ، فتوحمت الغنم عند القضبان ، وولدت الغنم مخططات ورقطا وبلقا ... وحدث كلما توحمت الغنم القوية أن يعقوب وضع القضبان أمام عيون الغنم فى الأجران لتتوحم بين القضبان ، وحين استضعفت الغنم لم يضعها . فصارت الضعيفة للابان والقوية ليعقوب " تك 30/37 – 42 .
9. محمد جلال كشك – خواطر مسلم صـ 136 .
10. الثالوث الذى نؤمن به – مفيد كامل صـ 144 .
11.الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة – صـ 22 .
12. سفر الرؤيا 19/7 – 9 .
13.السنكسارجـ 2 صـ 96 .
14. مل 1 – 4 .
المفضلات