دعوة ظالمة إختلقها و نشرها أعداء الإسلام من الملاحدة و المستشرقين و من سار على دربهم من النصارى ألا و هى أن الإسلام دين جهل و تخلف و أنه سبب تخلف المسلمين ، و إن أراد المسلمون التقدم فما عليهم إلا التخلى عن هذا الدين .
و تناسى هؤلاء أن الدولة الإسلامية فى أوج تقدمها العلمى كانت محافظة كل الحفاظ على دينها ، و فى العصور الوسطى فى أوروبا – عصور التخلف و الظلام – ما ساعدهم على التقدم إلا علوم المسلمين التى أخذوها و ترجموها و إستفادوا منها فى تقدمهم الآن .
إن إدعائهم هذا لا يملكون عليه دليلاً سوى ما يرونه من حالة التردى العلمى الواضحة فى كثير من الدول الإسلامية لأسباب مختلفة ليس هنا محل نقاشها ، لكن أهم هذه الأسباب هى نحن المسملين .
فالحق أننا نحن سبب تخلف الإسلام ببعدنا عن ديننا و ليس الإسلام سبب تخلفنا .
و الأدلة على الحث على العلم فى الإسلام كثيرة نقرأ منها :
قال تعالى : " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) " العنكبوت .
قال تعالى : " وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) " يوسف .
قال تعالى : " الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) " الرحمن .
لم يكن هناك بد من هذه المقدمة الضرورية حتى يعى مروجى هذه الأكاذيب الفرق بين ديننا – دين الحق ، دين الله – و بين الدين المختلق الذى حرفه قلم الكتبه المخادع إلى أكذوبة .
نعود إلى صلب الموضوع : تُرى ما السبب فى تخلف أوروبا فى العصور الوسطى ؟
الإجابة بكل بساطة هى : الكنيسة أو لنعمم أكثر و نقول الديانة المسيحية التى حاربت العلم .
و الأدلة على ذلك كثيرة أبسطها ما فعلته الكنيسة بالعالم جاليليو الذى إكتشف دوران الأرض حول الشمس عكس ما صرح به الكتاب المقدس فى ( جا 5:1 ) ، و أصبحت الكنيسة العدو رقم واحد للعلم .
حتى لا يظن القارىء أننا نسترسل أو أننا نلقى الإتهامات جزافاً – كما يحلو للبعض أن يفعل – بلا دليل ، فلنقدم لك الآن الدليل على ذلك .
بخلاف ما قاله سفر الجامعة
جا 1 : 18
لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا.
نقرأ فى كتاب الدسقولية أو تعاليم الرسل – المصدر الثانى للتشريع بعد الكتاب المقدس - صفحة 21 :
نقرأ تحذيراً من قراءة جميع كتب المخالفين ، ليس ذلك فحسب بل و يضع لك الرسل مجموعة من الأسفار التى تقرأها إذا أردت الحصول على معرفة معينة ، مما يعطى دليلاً واضحة على التحذير من قراءة كتب العلم و التاريخ و غيرها و الإكتفاء فقط بما جاء فى الكتاب المقدس !!
فإن أردت أن تعرف كيف نشأت الأرض و السماوات فلك سفر التكوين ، و إن أردت أن تعرف كيف يخلق الجنين فلك سفر أيوب ، و إن أردت أن تعلم عن الجينات الوراثية فلك أن تقرأ ما فعله يعقوب بغنمه فى سفر التكوين - بكل ما تحويه هذه الأسفار من معلومات غير كافية و أخطاء علمية –
فمثلاً لا يجب على النصرانى أن يقرأ فى كتب تاريخ الأمم ، فإن أراد أن يعرف عن هذا فله أسفار الملوك و أخبار الأيام و غيرها .
لكن هنا تكمن نقطة هامة :
إن هذه القصص المذكورة فى الكتاب المقدس – بغض النظر عن خطأ الكثير منها – تقف عند زمن معين و بعده لا تخبرك بشىء ، فكيف لك أيها النصرانى - إن إتبعت كلام الرسل ( لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم ) الموحى به إليهم من الرب إلهك – أن تعلم عن نشأة الدول و إكتشاف الأمريكتين و الحروب العالمية و الكمياء النووية و الكمياء الحيوية و غيرها من العلوم التى لا يوفرها الكتاب المقدس ؟!!
أمامك الآن عزيزى النصرانى أحد إختياران :
1- إما أن تقتنع أن هؤلاء البشر كتبوا هذه الكتب من تلقاء أنفسهم دون وحى من الله ، فالله لا يأمر الناس بالجهل و التخلف ، و بالتالى هؤلاء ليسوا رسل من الله و يسقط كتاب تعاليم الرسل و بالتالى تسقط أناجيلهم التى كتبوها بزعم أنها وحى من الله .
2- و إما أن تقتنع بهذا الكلام ، و ألا تصنع الشر فى عينيى الرب إلهك و إفعل كما طلب منك الرسل ، إبتعد عن كل كتب المخالفين و إن كنت أحد الطلاب فى المدارس و الجامعات ، فما عليك إلا أن تنظر إلى المجال الذى تدرس ، فلك فى كل مجال سفر تقرأه بدلاً من الدراسة ، فلا حاجة بالنسبة لك إلى العلم .
لكن إن أردت الإستزادة – أو بالأحرى تصحيح معلوماتك المغلوطة التى أخذتها من الكتاب المقدس و معرفة العلم الصحيح ، هذا إن كان الكتاب المقدس يحتوى فى الأصل على أىٍ من علوم الحياة !! - و ذهبت لتقرأ الكتب العلمية لتعلم آخر ما وصل إليه العلم فأنت تخالف الرسل و تصنع الشر فى عينيى الرب إلهك .
فما عليك الآن عزيزى النصرانى إلا أن تكسر قلمك و تُسرِع إلى كهف حجرى لتعيش فيه غير مدرك ما حولك من التطورات العلمية ( فياله من دين يدعو أتباعه إلى الجهل و التخلف فهو ليس بدين الله ! ) .
الآن سؤال نود الإجابة عليه بمصداقية من أحد الزملاء النصارى :
هل الله يأمر بالجهل و التخلف ؟
إن كانت إجابتك ( لا ) فهذا دليل على أن هؤلاء ليسوا رسل الله و هذه الكتب التى كتبوها ليست وحى من الله و أن المسيحية ديانة ذات صناعة بشرية .
أما إن أجبت الإجابة الغير منطقية و قلت ( نعم ) فعليك الآن أن تذهب لكفهك الحجرى مبتعداً عن كل العلوم و التكنولوجيا .
أما إن كنت ترى أننى أخطأت فى فهم مقصد الرسل – الموحى إليهم ! – فأرجو أن توضح أنت لى مقصدهم !!
المفضلات