بسم الله الرحمن الرحيم
الموسوعة المسيحية العربية
>>تعدد الزوجات<<
تعدد الزوجات كان موجوداً ولم ينشئه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان موجوداً عند الأنبياء والرسل السابقين ، وعند العرب أيضاً ، وإذا كنتم تقولون إن الإسلام حدد التعدد بأربعة فقط ، بينما كان عند الرسول تسع نساء بدليل أنه أمر من كان من المسلمين متزوجاً بأكثر من أربع : أمسك أربعاً وفارق سائرهن ، فهنا خصوم الإسلام يقولون لماذا لم يفعل الرسول ذلك مع نفسه ؟
إننا إذا قمنا بعملية حسابية منصفة ، لوجدنا أنها ليست توسعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هي تضييق عليه ، فأنت حين تأخذ من ناحية العدد فقط تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ تسع زوجات وأمته أخذت أربعاً ، ولكنك لم تلاحظ مع العدد والمعدود ، أي أنه إذا ماتت زوجاتك الأربع ؛ أحلت لك أربع أخريات ، وإن ماتت واحدة أحلت لك أخرى ، إذن فأنت كمسلم عندك عدد لا معدود ، بحيث إذا طلقت واحدة أو اثنتين حلت لك زوجة أو زوجتان أخريان ، فأنت مُقيد بالعدد ، ولكن المعدود أنت حـُر فيه .
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزلت فيه هذه الآية الكريمة : {{ لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبتك حُسنهُن .... }}
وهكذا نجد أن التشريع ضيق على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعدود . وكان استثناؤه عليه الصلاة والسلام في العدد للتشريع ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج بإرادة التشريع التي يشاؤها الله .
كما أن الله جل وعلا حكم بأن زوجات الرسول أمهات للمؤمنين وما دُمن كذلك فلن يستطيع أحد أن يتزوجهن فمن يطلقها الرسول لن تتزوج ، في حين أن التي يطلقها غيره ستتزوج ، فهل من العدل أن تطلق امرأة من رسول الله لتظل دون زواج طول عمرها ؟
كما أن البعض طعن في زيجات الرسول مُدعياً أنه تزوجهن بدون رغبتهن .. وهذا طبعاً كلام عاري من الصحة لأنه لا يوجد رجل في العالم قادر على الزواج من امرأة بالإجبار دون رغبتها .
قال الله تعالى
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }
فالله عز وجل أمر الرسول بأن يجمع زوجاته ليُخيِّرهن بين زينة الدنيا ونعيم الآخرة ويعرض عليهن التسريح الجميل الذي لا مشاحنةَ فيه ولا خصومةَ إنْ اخترْنَهُ بأنفسهن .. فأعطيكُنَّ المتعة الشرعية التي تُفْرض للزوجة عند مفارقة زوجها ...فما كان رسول الله ليمسك زوجة اختارتْ عليه أمراً آخر مهما كان... قائلا : ليس عندي ما تتطلَّعْن إليه من زينة الدنيا وزخرفها .
فـــ { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت: فبدأ بي فقال: إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك، قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، فقال: إن الله قال {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} إلى تمام الآيتين. فقلت له: ففي أي هذا استأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت "..
إذن كل الشبهات التي تطلق من اجل الطعن في رسول الله وزوجاته هي شبهات واهية .. فمن أُجبرت منهن على الزيجة كانت قادرة في هذه اللحظة أن تنال الطلاق منه ولكن كلهن اخترن الله ورسوله ... فموتوا بغيظكم .
تعالوا الآن نرى إباحة تعدد الزوجات في كتاب الكنيسة بعهديه القديم والجديد.
ولكن عندما نواجه أي شخص من أهل الكنيسة تعدد الزوجات من عهد آدم إلى عهد المسيح قالوا أن هذه الفترة كانت بلا ناموس ... وهذا كلام باطل ، لأن القمص ميخائيل مينا مدير كلية اللاهوت بحلوان ذكر في كتابه "موسوعة علم اللاهوت" أن الله لم يترك الكون من آدم إلى موسى بلا وحي أو إعلان حيث انه كان يعلن لهم خطاباته وتشريعاته وإلهاماته المتنوعة ، وذكر سفر تكوين أن الله أمد إبراهيم بالفرائض والأوامر والتشريعات (تكوين 26:5)وألتزم إبراهيم بتوريث أحفاده هذه التشريعات (تكوين 18:19) .
وصدق عليها حضرة صاحب الغبطة البابا المعظم الانبا يوساب الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
(المبحث الرابع) ص 29
الوحي من آدم لموسى
ولكن الكنيسة لا تجد مخرج من هذا الأمر إلا أن قالوا أن الله خلق حواء لآدم وقال : {لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا (تك 2:24)} ، لكن في الحقيقة نجد أن هذه الفقرة لم تذكر أي شيء عن تحريم تعدد الزوجات من عدمه لأن هذه الفقرة مطابقة تماما على الزاني والزانية حيث قال بولس {ام لستم تعلمون ان من التصق بزانية هو جسد واحد لانه يقول يكون الاثنان جسدا واحدا (1كو 6:16)}.
إذن الكنيسة لا تحمل جملة واحدة تُحرم تعدد الزوجات .
نحن هنا لا نُنادي بتعدد الزوجات لأن الله عز وجل وضع شروط صارمة ومُلزمة على الرجل الذي يسعى لتعدد .. كما احب أن أًشير بأن المرأة هي الوحيدة التي تملك الحق في الموافقة على أن تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة وليس للرجل أي دور في هذا الشأن .
إذن من أراد أن يطعن في الإسلام حول هذه النقطة نقول له أن صاحب الحق في الموافقة هي المرأة وليس الرجل .
المفضلات