أخوتى الأعزاء , سلام الله عليكم ...
كنت اليوم أقرأ فى احد الكتاب , وقرأت أشياء أحببت ان اكتب لكم عنها . لعلها تفيد الأخوة المتزوجين حديثا ,أو المقدمين على هذه الخبرة –سهلها الله لكم .
من أكبر المشاكل التى تواجهنا فى مجتمعنا الأسلامى – اولدقة فى مجتمع الصحوة . عدم الدراية بالتعامل السليم مع أطفالنا . أما لجهلنا بعلوم التنشئة الأسلامية للأطفال , أو بالجهل بعلوم النفس للتنشئة والتى لا يطلع عليها ألا المتخصصون .
المهم , لا نلعن الظلام ولكن نضيئه بشمعة .
كثيرآ بيوجه الأباء والامهات , بكلام غريب جدآ من الأطفال مثلأ : طفل يقول لأمه " انا نفسى بابا يموت , عشان نتجوز أو هو اخوى الكبير رايح الجيش أمتى , أو أنا نفسى أصحى الصبح ألقى كل اللى فى البيت ماتوا
ما عدا أنتى وبابا, بل أحيانا يطلب الطفل الصغير أن يتزوج أخته التى تراعه بشكل كبير......."
وهى نماذج كثيرة لحالات مسببها الأساسى " العاطفة الجارفة " – مع اختلاف أساليب التعبير عنها ..
وأحيانا يصاب الأب بصدمة , عندما تقول له ابنته " أنا نفسى أتجوزك " .
ويقف الاب أو الأم حائرة , لا تعرف ماذا تفعل ... ولا كيف تتصرف . ابنها يتمنى موت أبوه , أو بنت صغيرة تتمنى أن تصحى الصبح لا تجد من يشاركها حب من يراعها ..
فيقوم الأب أو البنت , فالوسيلة التقليدية لحل المشكلة وهو .......الضرب !
ولكن ...
لو كان عند الأم بعض الكياسة لعرفت لماذا أقدم ابنها الصغير على هذا الفعل .
تعرفون أن الأولاد من صغرهم يكون لديهم ميل غريب الى الجنس المخالف – طبعأ كلها تعزو الى الطاقة الجنسية .
فالطفل يحس داخله بأحساس غريب لا يستطيع ان يفسره . أحساس جميل يجد لذة فى الشعور به . هذا الأحساس الذى يفهمه عندما يبلغ مبلغ الرجال , والنساء هكذا !
فى الغالب , الاندفاع ناحية الجنس المخالف يكون له عددة أسباب ..:-
1- يتعلق الطفل بمن يقوم برعايته . بل لا أبالغ عندما اقول أن الطفل لا بيعتقد أنه لا يستطيع الحيارة بدون ذلك الشخص الذى يقوم برعايته .. بل يجد ان حتى تصور الفكرة امر غير مقبول . فيهيئ نفسه على ان من يراعاه هو شئ أصبح ملكه .. لا يستحق أحد أن يشاركه فيه .. " أنتى بتاعتى " .
ويستسلم الأب فى سنوات تربية الطفل الأولى لهذه الرغبات من قبل الأبن . بحكم أنه يحتاج رعاية . ولكن عندما يكبر الطفل وتبدأ أمه تخبره ان يجب عليه أن يقوم بتنفيذ حاجته , وفى نفس الوقت بيزيد تظل معاملتها ثابته فى قضاء حاجة زوجها .
فيبدأ يفكر الطفل , فى ان ما حدث له . هو بسبب ذلك الرجل .فيتمنى زواله من أمامه . أو يستقظ فى الصباح لا يجده فى البيت .
لذلك لا تتعجب من أن الطفل يحب ان يصحى ويجد أمه وحدها فى البيت . وربما يقل هذا الشعور أذا كان الأب جالسا معها .
2- الأب القاسى .
أحيانا بيكون الأباء قساة على زوجاتهم , وذلك بسبب الحياة الصعبة والطلبات الكثيرة والموراد القليلة .
فيكره الولد ذلك الرجل القاسى , ويتمنى ان يأتى اليوم الذى يتخلص فيه من هذا الرجل , حتى يتمكن من ان يوهب لأمه حياة أفضل ..
3-الام الرقيقة .
وتتشابه هذه النقطة مع النقطة واحد . ولكن حبيبت أن أفرد لها عنصر حتى تأخذوا بالكم منها .
بيقولوا ان الجزء الجميل فى البيت هو " الام " . ولكن اذا كانت الأم سيدة تعرف واجبتها جيدآ , طيبة القلب , سمحة الوجه .
فان هذا يشعل نار الحرب بين الأبن والأم .
لأن من الطبيعى أن أم بهذه الصورة , ستجعل زوجها عبدآ لها . وأبنها خاديمه وطوع بنانها .
فقد قال الجكيم " أحسن الى الناس تعبدك قلوبهم " .
ففى ظل أشتداد الحب بين الأب والام , تزداد الغيرة بين الأبن والأب .. حيث يعتبر الأول الثانى على انه رجل غريب . يجب عليه ان يرحل بعيدآ عنه.
هذه هى النماذج الأساسية فى حدوث مثل هذه الظاهرة , وهى الحب الجارف بين الصغير وجنسه المخالف .
وهناك شئ أنا غير متأكد منه – فقد فكرت فيه وأنا أكتب المقالة . وهو :-
احيانا , أوقات الغزل بين الزوجين , أو أثناء الخروج فى متنزه فى لحظة صفة – حيث الماء والخضرة والوجه الحسن . خلاص عندما سينطلق لسان الراجل بكلامتين حلوين . وهى خلاص نسيت البصل والخضار .
يدخل الابن ليطلب من أبوه يقوله " يا بابا عايز أروح الحمام " . " ماما أناعايز أكل " .. أو يدخل ينام على رجلها . .. أو يتعمد يجى يلعب معها .
كل هذه التصرفات تعكس , أنانية الطفل , ورغبته فى الأقتناص بأمه لوحدها .
بل لاحظت أيضا شئ غريب , وهو احيانا عند التمهيد للمارسة الجنسية بين الأب والأم .
. تلاقى الباب بيخبط .. !
وتفتح لتجد أبنك على الباب طالبا أن يدخل ينام معكم . بحجة الدنيا ظلام .
طيب هو لما ذهب الى غرفتكم بعد العشاء مثلا الساعة 11 مساء , لا أتكلم عن الفجر . كان ماشى فى الظلام .
وهذا يا أخوة وهى أجتهادى , يعطينا فكرة عن كيفية ان الابن يكون لديه أحساس عندما يشعر بتحويل الحب من قبل الأم الى شخص أخر .
ووهذا لأنه أثناء الممارسة , تكون قوة الحب بين الزوجين فى اقصى قوتها .
لذلك , لاتتعجبوا أيضا من ان معظم الزوجات التى لديها " أبن أو بنت " بتفشل فى الزواج .
بسبب تحويل الحب , وشعور الأبن بأن هناك منافس له ! فينغص حياتهم ويجعلها لعنة . ولا يحس لاراحة ألا لم تتطلق منه .
ما هى الحلول :-
يجب على الأم أن تتعامل بكياسة مع الطفل عندما يعبر لها عن رغبته بزوال شخص يشاركه حبها.
والحل على ثلاث خطوات : -
1 – أذا ما أخبرها , تعلق عليه بضحكة دافئة . وأياها والسخرية من مشاعره , فربما يكون قرار سريع قد يرجع نفسه فيما بعد ويعدل من وجهة نظره . – أحساس عشوائى .
3- احيانا يكون التعبير عن الرأى , هو فعلا تعبير عن أحساس داخل نفس الطفل .
ولكن لا يجب على الأم أن تخاف , ويمكن أن شاء الله أن تتخلص بسهولة من هذا الأحساس بأن توضح له " طبيعة العلاقة بينها وبين الأب , وما هو دور الأب فى حياتهم , وانه لو مات لظلت حياتها كلها حزينة عليه , وأن حبها له شئ وحبها له شئ أخر .
3-يستجيب أغلب الاطفال لخطواتين السابقتين , ولكن أن لم يستجيبوا فانهم يعملوا على وضعه أمام أمر واقع .
بمعنى .......
أن تقوم الام بعمل تمثيلة بالأشتراك مع الاب من حلقتين :-
الحلقة الأولى , ان يقوموا بسحب كل هداية أتى به الأب للولد , وخصوصآ الاشياء التى يحبها . ويتوقف الأب عن أى تعبير جميل مثل " الأبتسامة , الفكاهة ... " . ويتحول الى نقيد سلوكه .
الحلقة التانية , هى قاسية شوية ..
يمثلوا أن الأب مريض , وانه خلاص على مشرفة الموت .. ويطلبوا من الأبن أن يدخل ليودعه !
وهنا يؤنب الأب الابن على دعوته عليه " بالموت " وأن دعوته أستجابت , وانه وصيته العيال وأمه .
صدقونى لو كان صخرة لأنفلاقت من هول الصدمة , فان مهما كانت قلوب الأبناء قاسية لا تستطيع ان تتحمل فكرة أن يموت اى من أحبابه .
لو بعد كل هذا , لم يتوقف الطفل عن ترديد نفس الأمنية بل زاد فيها وأصبح رددها أمام الغرب .
فأن الخطأ فى الأبوين , وليس فى الأبن .
وهنا ينصح أن يتوجهوا الى أقرب عيادة نفسية , حتى لا تتكون لدى الطفل عقدة أوديب ..
وتعنى " عقدة أوديب "رغبة الولد فى تملك حب أمه لوحدها " ..
الى هنا ننتهى , وفى الجنة نلتقى .
أتمنى أن أكون افتدكم بشى , وعلى فكرة هذا الكلام ليس قول عالم وانما أجتهادتى الخاصة .
لذلك أقول " الله أعلم " ....
المفضلات