بسم الله الرحمن الرحيم
هي شبهة اكل عليها الدهر و شرب و هي ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعمر السادسة و دخل عليها بعمر التاسعة
صحيح البخاري الجزء السابع
3681 حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمرق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين
و للرد على هذه الشبهة نقول :
ان الزواج في مثل هذا السن ذلك الزمان كان معروفا و معهودا لدى الجميع بل ان المعروف اليوم ان النساء في المناطق الحارة يبلغن في سن صغيرة و لكن تجد شرذمة من اعداء الدين من النصارى ينكرون هذا و يعيبون على النبي صلى الله عليه وسلم يقولون تزوج طفلة !!!
و هذا من الكذب و سوف نرد باذن الله من اربعة وجوه :
اولا : ان هذا النوع من الزواج كان موجودا في الجاهلية و منتشرا و ليس بمستنكر
ثانيا : ان هذا النوع من الزواج موجود ومشرع في التراث و في العادات اليهودية
ثالثا : ان مصادر النصارى تذكر صغر سن مريم عند زواجها من يوسف النجار
رابعا : ان هذا النوع من الزواج كان موجودا في الامصار المسيحية بدون انكار
خامسا : ان الحقائق العلمية تشير الى ان الاناث يبلغن في اوقات مبكرة من اعمارهن في المناطق الحارة .
اولا : انتشار هذا النوع من الزواج في الجاهلية عند العرب و لم يستنكره احد :
و القرائن على قبول زواج الصغيرة و الصغير كثير جدا منها :
1. ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت مخطوبة لجبير بن مطعم رضي الله عنه قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم :
نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الاول :
(( وقال عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألا تزوج؟ قال: "ومن"؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا. قال: "من البكر ومن الثيب"؟ فقالت: أما البكر فعائشة ابنة أحب خلق الله إليك. وأما الثيب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك. قال: "اذكريهما علي". قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: ماذا؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة. قالت: انتظري فإن أبا بكر آت. فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له. فقال: أوتصلح له وهي ابنة أخيه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي". قالت: وقام أبو بكر، فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، ووالله ما أخلف وعدا قط، تعني أبا بكر. قالت: فأتى أبو بكر المطعم فقال: ما تقول في أمر هذه الجارية. قالت:فأقبل على امرأته فقال لها: ما تقولين؟ فأقبلت على أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصبئه وتدخله في دينك. فأقبل عليه أبو بكر فقال: ما تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع. فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء، فقال لها: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها، قالت: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة، وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت: أنعم صباحا. قال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم. فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول، قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة. قال: كفؤ كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قلت: تحب ذلك. قال: قولي له فليأت. قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة. إسناده حسن ))
و حسن اسناده الشيخ شعيب الارنؤوط في تخريجه لسير اعلام النبلاء الجزء الاول و قال : (( اسناده حسن ))
و في الحديث فائدة :
ان خولة بنت حكيم هي التي ذهبت و عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم الزواج من عائشة رضي الله عنها و لم ترى في صغر سنها اي حرج مما يدل ان هذا الزواج كان معروفا لدى العرب قبل الاسلام ايضا .
2. ان الفارق بين عبد الله بن عمرو و بين ابيه احدى عشرة سنة كما روي (وسناتي لهذه النقطة مرة اخرى )
نقرا من سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الثالث :
((بد الله بن عمرو بن العاص ( ع ) ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب .
الإمام الحبر العابد ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن صاحبه ، أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الرحمن . وقيل : أبو نصير القرشي السهمي .
وأمه هي رائطة بنت الحجاج بنت منبه السهمية ، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها . ))
3. ما روي عن الحسن بن صالح من ان له جارة تبلغ من العمر 21 سنة و هي مع ذلك جدة !!
ذكره الامام البخاري رحمه الله معلقا في الجزء الخامس :
((باب بلوغ الصبيان وشهادتهم وقول الله تعالى وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا وقال مغيرة احتلمت وأنا ابن ثنتي عشرة سنة وبلوغ النساء في الحيض لقوله عز وجل واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إلى قوله أن يضعن حملهن وقال الحسن بن صالح أدركت جارة لنا جدة بنت إحدى وعشرين سنة ))
4. ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم زوج بناته في سن صغيرة
نضرب مثالين على ذلك :
1. زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم
نقرا في الطبقات الكبرى لابن سعد ترجمة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم
((هي أكبر بناته ولدت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون سنة وماتت سنة ثمان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد بن أسلم ))
يعني لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها عشر سنوات
و المعلوم انها تزوجت من ابي العاص قبل البعثة
و الدليل من البداية النهاية لابن كثير رحمه الله الجزء الخامس :
((قال ابن إسحاق : وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة ، وكانت أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد ، وكانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب ، وكان لا يخالفها ، وذلك قبل الوحي )
يعني زينب تزوجت ابو العاص بن الربيع و عمرها اقل من عشر سنوات
2. زواج رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم من عتبة بن ابي لهب و هي في سن صغيرة
نقرا في كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر :
((قال أبو عمر: لا أعلم خلافًا أَنَّ زينب أَكْبَرُ بناته صَلَّى الله عليه وسلم. واختلف فيمَنْ بعدها منهن؛ ذكر أبو العبّاس محمد بن إسحاق السّرّاج، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشميّ، قال: وُلدت زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ورسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم ابْنُ ثلاثين سنة، وَوُلدت رقيةُ بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم ابنُ ثلاثٍ وثلاثين سنة.
وقال مصعب وغيره من أهل النّسب: كانت رُقَيَّة تحت عُتْبَة بن أبي لَهَب، وكانت أُختها أمّ كلثوم تحت [[عُتَيْبَة]] بن أبي لهب، فلما نزلت: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ} قال لهما أبوهما أبو لهب وأُمهما حَمّالة الحطب: فارقَا ابنتي محمد. وقال أبو لهب: رأسي مِنْ رأسيكما حرام إنْ لم تفارِقَا ابنتي محمد. ففارَقاهُما.))
يعني ان رقية كان عمرها سبع سنوات عندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم
و المعلوم انها تزوجت عتبة بن ابي لهب رضي الله عنه قبل البعثة .
و نقرا في الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني :
((قال أَبُو عُمَرَ: لا أعرف خلافًا أنّ زينب أكبر بنات النبي صَلَّى الله عليه وسلم. واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهنّ على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رُقية أصغرهن، وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رُقية أولًا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بُعث النبي صَلَّى الله عليه وسلم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان.))
اذا رقية رضي الله عنها تزوجت عتبة ابن ابي لهب و هي في سن قبل السابعة و طلقت بعد نزول سورة المسد في السنة الثالثة للبعثة او الرابعة للبعثة ثم تزوجت عثمان رضي الله عنه
فيكون سنها عند الطلاق و زواج عثمان رضي الله عنه تقريبا 10 او 11 سنة .
يتبع
المفضلات