1) بحيرى الراهب
ولنبدأ مع بحيرى الراهب :-
وهو أول من دافع عن نبي الإسلام وحماه من أول خطر كان في إنتظاره وهو غُلام لم يُبعث بعد ، عندما قدمت ألقافله ألتي بها مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، تُخوم بلاد ألشام للمرة الأولى التي سيرى فيها
النبي المُنتظر ، واقتربت من ألدير ألذي كان يُقيم به هذا ألراهب في منطقة الصفاوي في المنطقه الصحراويه شرق الأُردن ، وكان مُحمد وقتها غُلاما في ألقافله برفقةِ عمه ، حيث كان بُحيرى على غير عادته في إستقبالهم ، وعلى غير عادته بأن أولم لهم وليمه دعاهم إليها ، وكان كُل من في القافله بإستغراب من تصرف بحيرى هذا ، عندما رأى هذا الراهب رؤيا قي ألمنام على هذا الغلام على قرب مبعث نبي آخر الزمان ، وأنه في ألقافله لِقريش ألمُتجهه نحوه ، ومن رؤيته للغمامة التي كانت تُظل القافلة التي كان بها هذا الصبي ، وحين وصولهم سأل عن هذا الصبي وعرفه من نور وجهه .
وطلب منه أن يكشف عن ظهره
فرأى علامة وخاتم النبوة على كتفه ، حيث بشر بحيرى أبو طالب عم رسول الله ، بأن هذا ألغُلام سيكون له شأن وعليه أن يهتم به ويرعاه ، وأن ينتبه له من أليهود ، ولا زالت ألشجره ألتي استظل بها مُحمد وهو غُلام أبن بين 9 سنوات أو 12 سنه في منطقة ألصفاوي ، في شرق ألأُردن حيةً تُرزق لحد الآن تشهد أغصانُها ألتي إنحنت مُتجهةً للأرض عندما جلس تحتها لِتُضلل مُحمد ومن معه على غير طبيعتها ، وعلى مشهد وشهادة من بحيرى ومن ألقافله ألتي كان بها مُحمد ، ولا زالت بقايا دير ذالك ألراهب وبئر ألماء موجوده قُرب ألشجره .
كيف حمى هذا الراهب الصالح هذا النبي ودافع عنه ، أنه بينما كان ينصح عمه أبو طالب ومن معه ويُناشده بأن لا يذهب به إلى الروم ، لانه خائف عليه من الروم إذا رأوه عرفوه بالصفةِ فيقتلوه ، وبالصدفه وبينما هو يُحادث عمه إذ أقبل سبعة فُرسان من الروم من جهة دمشق ، فأسرع إليهم بحيرى ليسألهم ماذا يُريدون وما هي وجهتهم ، فلما عرف قصدهم وأنهم يستقصون عن ظهور ومكان وجود هذا النبي ، فلما أطمئن منهم وعن عدم وجود غيرهم ، قال لهم بحيرى أفرأيتم أمراً أراد اللهُ عز وجل أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ قالوا لا ، فأخبرهم بما عنده ، وطلب منهم العهد فبايعوه وأقاموا عنده ، فقال للجمع ولمن مع مُحمد أُناشدكم بالله أيُكم وليُه ؟ قال أبو طالب : أنا فلم يزل يُناشده ويُحاول به أن يرد هذا الغُلام إلى مكه وأهله ، وان لا يذهب به إلى الروم لئلا يؤذوه حتى وافقه ، وزوده الراهب بحيرى بالكعك والزيت زاده في طريق عودته
والمرة الثانية التي رأى فيها بحيرى هذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عمره بين العشرين والخمسة والعشرين سنه ، ولم يكلمه بحيرا بل أشار إليه من بعيد لمن عنده ، وقال هذا رسول رب العالمين الذي سوف يرسله الله بالسيف المسلول والقتال الشديد فمن أطاعه نجا ومن لم يطعه هلك .
وهذا هو الراهب بحيرى الذي لم يطأ أرض جزيرة العرب ، ولم يُجالس نبي الإسلام إلا في المرة الأُولى ولم يوحى له بعد ، إلا وقت محدود وبجمعٍ من الحضور وهو صبيٌ غُلام في المرة الأولى وعلى الطعام الذي أولمه بحيرى للقافله ، ولم يُبعث مُحمد بالنبوه ولا يدري ماهي النبوه والرساله ، وحتى أنه لم يَرد أن بحيرى كلمه أو حادثه أو أعلمه عن شأنه وما ينتظره ، لعدم إدراكه لهذا الأمر لصغر سنه ، بل أبلغ هذا الأمر لعمه ، وفي المره الثانيه لم يُكلمه ولم يُجالسه بل أشار إليه من بعيد .
المفضلات