كتاب هداية الحيارى، الجزء 1، صفحة 22.
لابن القيم
صلاة النصارى استهزاء بالمعبود
والذين اختاروا صلاة يقوم أعبدهم وأزهدهم إليها والبول على ساقه وأفخاذه فيستقبل الشرق ثم يصلب على وجهه ويعبد الإله المصلوب ويستفتح الصلاة بقوله يا أبانا أنت الذي في السموات تقدس اسمك وليأت ملكك ولتكن إرادتك في السماء مثلها في الأرض أعطنا خبزنا الملايم لنا ثم يحدث من هو الى جانبه وربما سال عن سعر الخمر والخنزير وعما كسب في القمار وعما طبخ في بيته وربما سأل عن سعر الخمر والخنزير وعما كسب في القمار وعما طبخ في بيته وربما أحدث وهو في صلاته ولو أراد لبال في موضعه أن أمكنه ثم يدعو تلك الصورة التي هي صنعتة يد الإنسان فالذين اختاروا هذه الصلاة من إذا قام إلى صلاته طهر أطرافه وثيابه وبدنه من النجاسة واستقبل بيته الحرام وكبر الله وحمده وسبحه واثنى عليه بما هو اهله ثم ناجاه بكلامه المتضمن لا فضل الثناء عليه وتحميده وتمجيده وتوحيده وافراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله اجل مسئول وهو الهداية الى طريق رضاه التي خص بها من انعم الله عليه دون طريق الامتين المغضوب عليهم وهم اليهود والضالين وهم النصارى ثم اعطى كل جارحة من الجوارح حظها من الخشوع والخضوع والعبودية مع غاية الثناء والتمجيد لله رب العالمين لا يلتفت عن معبوده بوجهه ولا قلبه ولا يكلم أحدا كلمة بل قد فرغ قلبه لمعبوده ولا يحدث في صلاته ولا يجعل بين عينيه صورة مصنوعة يدعوها ويتضرع اليها فالذين اختاروا تلك الصلاة التي هي في الحقيقة استهزاء بالمعبود لا يرضاها المخلوق لنفسه فضلا أن يرضى بها الخالق على هذه الصلاة التي لو عرضت على من له أدنى مسكة من عقل لظهر له التفاوت بينهما هم الذين اختاروا تكذيب رسوله وعبده على الايمان به وتصديقه فالعاقل اذا وازن بين ما اختاروه ورغبوا فيه وبين ما رغبوا عنه تبين له ان القوم اختاروا الضلالة على الهدى والغي على الرشاد والقبيح على الحسن والباطل على الحق وانهم اختاروا من العقائد ابطلها ومن الاعمال اقبحها واطبق على ذلك اساقفتهم وبتاركتهم ورهبانهم فضلا عن عوامهم وسقطهم
كتاب هداية الحيارى، الجزء 1، صفحة 142
الراهب والقسيس يغفر ذنوبهم ويطيب لهم نسائهم وليس عند النصارى على من زنا او لاط او سكر حد في الدنيا ابدا ولا عذاب في الاخرة لان القس والراهب يغفره لهم فكلما اذنب احدهم ذنبا اهدى للقس هدية او اعطاه درهما او غيره ليغفر له به واذا زنت امرأة احدهم بيتها عند القس ليطيبها له فاذا انصرفت من عنده واخبرت زوجها ان القس طيبها قبل ذلك منها وتبرك به
المفضلات