ابدأ بسم الله الرحمن الرحيم
القران الكريم كتاب الله لذا لا تجد اختلافا ابدا بين ما قرره القران الكريم منذ 14 قرن ونصف او اكثر بل ان القران الكريم عندما يتحدث عن مظاهر كونية كخلق الكون وخلق الانسان وغيره
الكثير
تجد ان القران الكريم يتحدث عنهما بشكل لم يعهده البشر فى كلامهم عن هذه المظاهر وهو وجه من اعجاز القران الكريم وقد يرى العالم باحد المجالات سواء الكونية والجيوليوجية او النباتية
او النفسية قد يرى اشارة خفيفة الى حقيقة علمية لم يتوصل اليها العلم الا منذ اعوام قليلة ولمثل هذه الامور لا يعجب المؤمن لانه بايمانه الفطرى السليم مؤمن بالله تعالى الخالق العظيم
منزل القران الكريم والكتب السابقة اما بالنسبة لغيره فالامر مختلف فلقد كان ينظر الى القران الكريم على انه صناعة بشرية ولم يكن يتخيل ان يكون على هذا القدر من الدقه عند تناوله
موضوع معين عن الخلق مثلا او مراحله سواء فى الكون او فى الانسان - وهى من اعظم واقوى الدلالات العلمية فى القران الكريم واكثرها وضوحا ورسوخا - وقد من الله تعالى على
الكثير بنعمة الاسلام بفضل قراءه لقران الكريم وتدبر اياته كما امرنا الله تعالى بذلك فى كتابه الكريم
َفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
ومن هنا ياتى الايمان بالتدبر فى هذا الكتاب الكريم الموحى من الله عز وجل
والايه التى نحن بصدد الحديث عنها يحكى فيها الله تعالى عن نعمه على الانسان وعن الشمس والقمر لكن نجد ان القران الكريم عند التحدث عن الشمس او القمر يفرق بينهما كالاتى
ُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً
{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }نوح16
َجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً }النبأ13
فالفرق واضح بين وصف الشمس بالضياء والسراج الوهاج واما القمر فنور منيرا
فما الفرق بين النور والضياء
لم يفرق احد من قبل بينهما حتى الكتاب المقدس وصف الشمس بالنور والقمر كذلك ولم يفرق بينهما
لكن الحق ان هناك فرق بينهما وهو ما قرره القران الكريم فى ايه اخرى تشرح الفرق
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }البقرة17
فى الايه السابقة يحكى الله تعالى عن الكافرين ويضرب لهم المثل فى حياتهم التى يظنون انهم فيها على نور وبصيرة فاذا هم فى الظلام لكن ما يهمنا ان الضياء فى الايه السابقة كان بسبب النار
التى اضاءت ما حولها فكان نورا فذهب الله به ونفهم من هذه الايه الكريمة ان النار تشع ضوءا يسقط على من حولها فتنير الاجسام من حولها وتصبح نورا اى ان النور يلزمه ضياء منبعث من
جسم يشتعل بذاته وهكذا الحال فى الشمس التى وصفها تعالى بانها سراج وهاج وضياء لانها تشتعل بذاتها اما القمر فوصفه بانه نور وهذه هى الحقيقة التى اكتشفت حديثا
فالان نعلم ان نور القمر الذى نراه ليلا انما هو مستمد من ضياء الشمس وليس من القمر ذاته وهذا لم يكن معلوما من قبل بالطبع فمن كان يعلم ان القمر يعكس الضوء الساقط عليه من الشمس
فينير اما الشمس فهى ضياءا وسراج وهاجا وهذا الوصف ينطبق عليها بدقه فالشمس تقذف ما يعرف علميا الان بالوهج الشمسى وهى كالسراج تشتعل نارا
المفضلات