عادة قبيحة يرتكبها كثير من المسلمين الذين يهتمون لجدال أهل الباطل .. يتخذون من عناوين الشبهات عناوين لردودهم ..
وذلك أن أهل الباطل يضعون عناوين قبيحة لشبهاتهم ، يحرصون فيها غالبًا على أن تكون مؤذية لمشاعر المسلمين .. فيأتي مسلم ممن نعنيهم هنا ويريد رد الشبهة في منتدى للمسلمين ، فإذا به يجعل عنوان رده هو نفس العنوان الذي كان على الشبهة في منتديات الباطل .. فإذا قال أهل الباطل : محمد كذا وكذا .. يسبونه .. قال المسلم الذي يرد عليهم : محمد كذا وكذا .. مثل الذي قالوا بالضبط ! .. باستثناء أن المسلم قد يضع سطرًا آخر بخط صغير يبين فيه أن هذه شبهة يردها !
والنتيجة أنك تدخل "منتدى المسلمين" فتحسب للوهلة الأولى أنه "منتدى النصارى الحاقدين" ! .. إذ عناوين الموضوعات هي هي .. والسباب كما هو .. والقذارة منقولة بكامل وسخها .. إلا أن يمن الله عليك بالتروي فتنظر إلى السطور الصغيرة تحت العناوين الرئيسية لتعرف أن صاحب الموضوع إنما يرد الشبهة ولا يتبناها ..
أما الشريط المتحرك أعلى المنتدى ، فلا تظهر فيه السطور الصغيرة ، وسيصير خالصًا للقذارة بأكمله !
سبحان ربي العظيم ! .. أي غفلة هذه !
ولا أدري ما الدافع الذي يدفع هؤلاء المسلمين إلى هذه البلية ..
هل الدافع حرصهم على جذب القراء عن طريق "الفرقعة" في العناوين ؟ .. فبئس الدافع إذن ! ..
أم يخافون ألا يعرف القارئ أنهم يردون الشبهة ذاتها ؟ .. فأي خير يُرجى في هذا القارئ الأعمى ! ..
أقول لهؤلاء : أين الأدب مع الله ونبيه وكتابه والمسلمين ؟!
وأقول لهم : إذا ادعى سفيه بأن أمك زانية ، فهل ترضى أن تعقد موضوعًا عنوانه الرئيس البارز "أمي زانية" ، ثم تكتب تحتها بخط صغير "رد الشبهة" ؟!
بل : أترضى بأن يكون عنوانك الرئيس "رد شبهة : أن أمي زانية" ؟!
هل تجد لذة في ترديد سباب السفهاء ؟!
أما يكفيك أنك ستضطر إلى "حكاية" السباب داخل موضوعك ، حتى لا ترضى إلا بأن يكون هو العنوان "المثير" للقارئ ؟!
حتى "حكاية" السباب داخل الموضوع ، يجب أن تكون في أضيق الحدود ..
بعض هؤلاء يطيل في النقل عن السفهاء سبابهم ، حتى يداخلني الشك أنهم يستلذون هذه الإطالة ! .. سبحان الله ! .. حكاية السباب يكفي فيها الاختصار والاقتصار ، أما الحرص على الاقتباس الحرفي كاملاً ، ونقل العبارات كلها مع تنوعها ، فهذه غفلة ما بعدها غفلة !
إن القرآن العظيم سرد سفاهات السفهاء ، ولكن في أضيق الحدود .. وهكذا ينبغي أن نفعل ..
والقرآن أيضًا فصّل في الرد أكثر مما في الشبهة .. وهكذا ينبغي أن نفعل ..
والقرآن أيضًا كثيرًا ما يحكي الشبهة مضمنًا الرد في ثنايا ألفاظ الحكاية ، حتى أن سرد الشبهة لا ينتهي إلا وقد وصلك ردها المفحم ، بل إن الرد قد يسبق حكاية الشبهة أحيانًا ، كما في قوله تعالى : {وضرب لنا مثلاً ونسى خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم} ..
ينبغي أن نتبع القرآن في هذا كله قدر المستطاع ..
فأين هذا الحرص القرآني على تضييق الخناق على الشبهات ، مما يفعله بعضنا من الترويج لعناوين الشبهات وألفاظها والتفنن في سردها !
الموضوع بواسطة متعلم
المفضلات