السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جاءتني رسالة على الخاص في منتدى شقيق من عضو كريم يطلب مني الرد على كمية كبيرة من الشبهات لديه حول الإسلام ..
وقد تكرر معي هذا الأمر ولاحظته في المنتدى هنا أيضا - أعضاء يطلبون المساعدة في الرد على شبهات كثيرة لديهم - فرأيت أن أكتب هذا الرد لعل الله عز وجل ينفع به آخرين حالهم مع الشبهات كحال أخينا صاحب الرسالة ..
أخي الكريم .. اعلم بارك الله فيك أنه لا توجد شبهة في ديننا إلا ولها بفضل الله عز وجل الرد الذي يكفي ويشفي طلاب الحق فلا تقلق إن كنت منهم .. لكنك أنت سلكت طريقا خاطئا منذ البداية ولن تنفعك ردودي أو ردود الإخوة إن كنت أنت غير مدرك لماهية الطريق الذي تسير فيه ولم تحاول تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه منذ البداية ..
أنت مثل إنسان اختار السير في طريق ولم يدرك أن هذا الطريق الذي اختاره سيكون شاقا وغير آمن وكان يجب الاستعداد له جيدا منذ البداية بأخذ الغذاء والسلاح لمواجهة المشاق والمخاطر المحتملة .. وعندما تعرض هذا الإنسان للأذى وشعر بمشقة الطريق وهو بلا سلاح ولا غذاء بدأ يصيح ويستنجد بالناس لإنقاذه مما هو فيه .. لكن الصواب حينها هو أن يصحح هذا الإنسان خطأه أولا ويبحث فورا عن أقرب مكان للتزود بالغذاء والسلاح ..
أقصد أخي الكريم بقولي أنك سلكت طريقا خاطئا منذ البداية بدون سلاح ولا غذاء : خوضك بحر شبهات أهل الباطل دون تحصين نفسك وتسليحها بالعلم الشرعي والإيمان ..
فالصواب الآن يا أخي هو أن تترك هذا الطريق فورا .. أي تبتعد عن كل أماكن الشبهات والشهوات ..
ثم تبدأ في طلب العلم الشرعي من منابعه الصافية .. تدرس العقيدة والتفسير والحديث والفقه والعربية وغير ذلك من العلوم الشرعية ..
هل تعلم أنك إذا تعلمت قاعدة فقهية واحدة مثلا فإنها بنفسها قد تزيل عددا كبيرا من الشبهات العالقة بقلبك والتي ربما أنت كنت تراها مختلفة ومتنوعة وصعبة لكنها في الحقيقة جميعها شبهات تافهة نتجت بسبب جهلك بقاعدة فقهية واحدة وكلها ستسقط ضربة واحدة بمجرد تعلمك لهذه القاعدة ؟ .. فكيف إذا تعلمت أكثر القواعد الفقهية ؟! .. وهذا في مجال الفقه فقط ! .. فكيف بكل مجالات العلوم الشرعية ؟!!
وبعبارة أخرى أخي الكريم إن جهلك بقاعدة شرعية معينة أو بالنصوص الشرعية قد يجعلك تواجه شبهات كثيرة لا حصر لها كلما رد الإخوة عليك على إحداها تظهر لك شبهة جديدة تطلب ردها وهكذا .. فتبدو لك الشبهات أنها كثيرة جدا وصعبة وتتشتت وتشعر بالضيق .. بينما مجموعة كبيرة من هذه الشبهات قد تسقط كلها ضربة واحدة بمجرد تعلمك لقاعدة شرعية واحدة فقط خلال رحلة طلبك للعلم الشرعي فكيف بتعلمك غيرها ..
فانظر ما أسهله من طريق لإسقاط الشبهات دون أن تتعب نفسك أو تتعب الإخوة معك !
وهذا هو السبب والسر في كون المسلم العالم بدينه دائما يكون مطمئنا عندما تعرض عليه أي شبهة ولا يصيبه أي هم أو شك بسببها .. لأنه على يقين ويعلم مجملا أن كل ما يحتج به أهل الباطل على مخالفة ما ثبت عن محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقوم عليه دليل لا شرعي ولا عقلي ..
إذن فعليك أخي الكريم بالعلم الشرعي فهو أفضل دواء وعلاج للشبهات الكثيرة التي لديك .. مع الابتعاد عن أماكن الشبهات والشهوات كما قلت وعدم طلب العلم عن طريق الشبهات وردها وإنما طلبه من المنابع الصافية والأفضل أن يكون على أيدي أهل العلم مباشرة وليس عن طريق الكتب فقط ..
وهذا رابط مفيد جدا في كيفية طلب العلم :
http://www.islamqa.com/ar/20191
وعليك أيضا بكل ما يزيد إيمانك بالله ويقويه ويرقق قلبك ويحييه ويذكرك بالآخرة .. كمتابعة البرامج الإيمانية كتلك التي تتحدث عن الإعجاز العلمي مثلا أو التي تذكرك بالموت والقبر وغير ذلك .. والحرص على فعل الخيرات وترك المنكرات فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ..
وخلال ذلك كله لا تنسى أن تصحح نيتك وتسأل الله عز وجل العون والتوفيق في رحلة طلبك للعلم والإيمان ..
إذا فعلت هذا فوالله يا أخي ستزول كل تلك الشبهات لديك بنفسها ولن تحتاج أبدا لردود الإخوة بل ربما تصير أنت أستاذا لنا من المدافعين المنافحين عن دين الله عز وجل كاشفا زيف شبهات أهل الباطل ..
لكن بعد هذه النصيحة أقول لك اختر أقوى شبهة أثرت عليك من تلك الشبهات وضعها في موضوع هنا في المنتدى في القسم المناسب ليرد عليك الإخوة الكرام إن شاء الله تعالى .. لا تضع للإخوة شبهات كثيرة وإنما واحدة منها فقط تكون أقوى تلك الشبهات كلها وبعد أن يأتيك الرد من الإخوة الكرام الذي يكفيك ويشفي صدرك ضع الشبهة التي تليها من حيث القوة وهكذا .. وهذا لكي لا تتشتت وتشتت الإخوة معك .. كما أنه إذا زالت أقوى الشبهات لديك وسقطت فمن باب أولى تسقط جميع الشبهات الأخرى الأصغر ..
والله ولي التوفيق ..
المفضلات