الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ، والصلاة والسلام على من أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ويكون للعالمين رحمة 00
ثم أما بعد000
فإن عصرنا الحالي يموج بتيارات عديدةفي كافة المجالات ، ونحن هنا بصدد الحديث عن التيارات الدينية، فمن أصحاب تلك التيارات من يعتقد أنه على حق وخلافه على باطل ،
ومنهم من يقف حائرا لايدري أين طريق الهداية000، وهنا لابد للجميع من وقفة مع النفس كي يسلكوا هذا الطريق - طريق الهدى والرشاد -كي يسعدوا في دنياهم وآخرتهم ؛ ولكن أين السبيل؟؟؟
هنا تتجلى قصة من أروع قصص الهداية الربانية والفيوضات الالهية ؛ انها قصة اسلام الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه وأرضاه 00 فلقد كان أبوذر يعبد قبل اسلامه صنما كغيره من مشركي قريش ، وذات يوم ذهب لهذا الصنم كي يمارس شعائره فوجد ثعلبا يبول على رأسه ، وهنا تجلت عن عقله الغشاوة ، وعادت اليه فطرته النقية ، فتعجب من أفعاله !!! كيف يعبد هذا الصنم الذي يبول على رأسه الثعلب !!! إنه لايستطيع الدفاع عن نفسه ، وكذلك باقي الأصنام !!! كيف يكون إلها !!! إن هذا هو اللآمعقوليزم بعينه ، فلابد للاله الحق أن يكون له صفات الجلال والكمال ، لايعجزه شيْ ، قاهر فوق عباده ، يجير ولا يجار عليه ، وأخذ رضي الله عنه يردد تلك الأبيات المشهورة التي تعد نبراسا لكل متحير لايدري أين الطريق
أرب يبول الثعلبان برأسه *** لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فلو كان ربا لكان ينفع نفسه*** ولاخير في رب نأت به المطالب
برئت من الأصنام فالكل باطل*** وآمنت بالله الذي هو غالب |
دعونا نعيش قليلا مع تلك الأبيات النورانية التي انبثقت من فطرة طاهرة نقية ؛ غير معاندة ولاشقية ؛ فاتباع الحق خير من التمادي في الباطل ؛ فأبوذر رضي الله عنه أدرك بفطرته أن الله خالق الكون ومدبر شئونه لابد من اتصافه بصفات الجلال والكمال ؛ وإلا لايصلح أن يكون إلها ، وإذا قارنا بين صفات الاله في كل مله فلا نجد صفة الاله الحق إلا في الاسلام ؛ ولقد عاش أخ لنا أحداثا مشابهة لأحداث تلك القصة - قبل أن يمن الله عليه بالإسلام وكان من قبل نصرانيا ن فلقد سألته عن رحلته إلى الاسلام ؛ وبعد أن سرد أحداثها وماكان يمر به من معاناة نتيجة للتناقض العجيب الذي كان يؤرقه ويؤرق الكثيرين من أبناء ملته تناقض اللامعقوليزم ؛ وبعد أن اكتشف تدليس قساوستهم ورهبانهم وتزييفهم للحقائق ؛ وافترائهم على الله الكذب ، ينسبون الى الله جل في علاه أحط الصفات التي يأبى أي مخلوق أن يوصف بها ؛ قال لي بعبارة موجزة " لقد عرفت الحق فلابد أن أتبعه فإن عاندت ولم أتبعه فسيكون وبال ذلك علي ، وعذاب من الله لاطاقة لي به ؛ إنها كلمات تثلج الصدور وتأخذ بالألباب؛ نعم لقد نجح هؤلاء الذين هداهم الله وأخذ بأيديهم إلى طريق الرشاد ؛ نجحوا في التغلب على أهوائهم العقيمة المنافية للفطرة النقية
ونأوا بأنفسهم عن اللامعقوليزم -
المفضلات