لماذا تتم الترجمه هكذا
ربما لا أجد مشكله كبيره فى ان يترجم الانسان النص حسب ما يفهمه رغم ان هذا قد يسبب مشكلات بسبب اختلاف الفهم بين البشر ، اضافة الى مشكلة ان يحشر الانسان رغباته على النص قسرا ظنا منه انه يوضحه ، وليس هذا المقال بخصوص فهم ترجمات معينه لنصوص معينه ، وانما هو بخصوص ترجمات عجيبه لا يوجد اى سند حقيقى او لغوى لها ورغم هذا فهى تعامل كأنها ترجمه صحيحه ومقدسه ايضا ، وبعضها قد يخدم افكارا معينه وبعضها لا يخدم اى شىء ولا معنى لتركه سخيفا هكذا
مثلا
يسوع ام يشوع
اذا سألنا اى نصرانى عامى عن يسوع فسيخبرك انه الرب ، واذا سألناه عن يشوع فقد لا يعرفه ، واذا كان لديه بعض المعرفه سيقول لك انه اسم سفر فى العهد القديم ، او اسم خليفة موسى على بنى اسرائيل ، ونادرا ما تجد نصرانيا يقول ان يشوع هو ايضا اسم الرب الذى يؤمن به
ما هو اسمه اذن ؟
طبعا اسمه هو يشوع وليس يسوع وهى تعريب من الاصل العبرى ( يشوع ) وانا فى الحقيقه لا توجد لدى مشكله بخصوص ان يتم تعريب الاسم ، فقط انا ضد تمييز خبيث مقصود لا سند له لتمييز اسم (يشوع فى العهد الجديد وتحويله الى يسوع دون سبب ) بينما يتم ترجمة الاسم فى طول الكتاب وعرضه اذا استخدم مع اشخاص اخرين غيره ( يشوع ) فلماذا رغم ان الاسم واحد فى كل مره ؟ اقول بصوره محدده لماذا تتم ترجمة نفس الاسم الى يسوع عندما يتعلق هذا بشخصية (عيسى ) بينما يتم ترجمتها الى يشوع مع اى شخصيه اخرى رغم ان الاسم واحد وكلهم اسمهم يشوع
السبب هو حتى يشعر النصرانى ان ربه يسوع كان فريدا فى كل شىء لا نظير له (اليس الها ) وحتى اسمه (يسوع) لا يتكرر ابدا فى العهد القديم رغم وجود عشرات الاشخاص الذين تسموا بهذا الاسم فعلا (يشوع) اما يسوع فهو اختراع ترجمى
لقد تكرر اسم يشوع فى العهد القديم 218 مره ، ولم يفكر اى مترجم نصرانى فى تحويلها ليسوع ابدا
ووردت ترجمة يسوع هذه 977 مرة تقريبا فى العهد الجديد المستند على النص اليونانى
قلت لنفسى لعل السبب ان العهد القديم مترجم من العبريه (يشوع ) بينما الجديد من اليونانيه التى تحوى الكلمه Iysos (ايسوس ) فتمت ترجمتها الى يسوع الاقرب الى نطقها اليونانى
لكنى وجدت كافة الاسماء المذكوره فى العهدين القديم والجديد تكتب بنطقها العبرى ، فلم يفكر شخص مثلا فى كتابة اسم زكريا مثلا الى زخريا ، ولا اسم عميناداب الى اميناداب ، وفى قائمة الاسماء التى تمثل النسب الافتراضى ليوسف النجار ( المفترض انه نسب المسيح دون سبب واضح ) نجد ان الاسماء هى نفسها اسماء العهد القديم بالضبط وكما تنطق عبريا وليس كما تنطق يونانيا
والاسوأ ان اسم يشوع بن نون ورد مرتين فى العهد الجديد ومكتوب باليونانيه Iysos (ايسوس) تماما مثل يسوع ورغم هذا فتمت ترجمته تعسفا الى يشوع رغم ان النص اليونانى يوحد بينهما (انظر الاعمال 7 : 45 ، و رسالة العبريين 4 : 8 )
اذن فالترجمه السليمه لكلمة Iysos اليونانيه هى يشوع وليس يسوع الذى هو اختراع مجهول الهويه فاقد الاهليه والصلاحيه
هل حقا يوجد فى العهد الجديد اى ذكر لكلمة كنيسه
اذا نظر اى انسان فىالقاموس بحثا عن معنى كلمة كنيسه بالانجليزيه ستجدها Church والغريب ان الكلمتين تستخدمان فى ترجمة كلمه يونانيه هى ekklysia اكليسيا وهى قطعا لا تعنى كنيسه وانما تعنى شيئا اخر
فحرفيا هى مكونه من مقطعين ek اى خارجا
و klysia المشتقه من الفعل kliew اى ينادى او يدعوا
اى ان المعنى هو يدعوا خارجا
وقد استخدمها اليهود بمعنى تجمع بنى اسرائيل فى الترجمه السبعينيه للتوراه
اما كلمة Church فهى اصلا مشتقه من كلمة kuriakos كيرياكوس ، اى خاص بالرب (الرب او السيد والتى تستخدم عادة فى العهد الجديد للاشارة للمسيح ) ثم حذف المقطع اليونانى Os فى نهاية الكلمه فاصبحت Kuriak ولم يكن عسيرا تحولها فى الانجليزيه الى Church لتسهيل النطق
الغريب فعلا ان كلمة كرياكوس هذه غير موجوده فى العهد الجديد ، وفى الوجدان الغربى تشكل ان معنى كلمة كنيسه هى امر ملك وخاص بالمسيح الذى يفترض فيه انه هو الرب ، مما اضاف قدسيه الى الكنيسه رغم ان الكلمه الاصليه التى تشير اليها فى النصوص لا تحمل هذا المعنى على الاطلاق واقصى ما يمكن ترجمتها به انها ( محفل او تجمع ) وقد استخدمت بالفعل بهذا المعنى فى العهد القديم فى السبعينيه وفى العهد الجديد فى اعمال الرسل (انظر 19 : 39 و 19 : 32 ) وفى النص اليونانى نجد كلمة ekklysia ايضا لكنها هنا ترجمت بمحفل وليست بكنيسه لان المكان كان اصلا خاصا بالوثنين ولم يرق للمترجمين اطلاق كلمة كنيسه عليه
اذن فالكلمه التى تستخدم اصلا للاشاره للكنيسه الحاليه لا تعنى كنيسه وانما تعنى تجمع او محفل ، وهى تطلق اصلا على اى تجمع سواء يهودى او وثنى او نصرانى واستخدمت بهذه المعانى الثلاث فعلا فى النصوص التى امامنا ، فتخصيص كلمة كنيسه لترجمتها عندما يقصد شيئا نصرانيا هو تزوير وتغيير مفهوم الغرض من قبل السلطات الكنسيه
بينما الكلمه التى تعنى فعلا كنيسه غير موجوده اصلا فى العهد الجديد
الانجيل حسب فلان
من المعروف ان غالبيه المخطوطات لا تحوى كلمة الانجيل فى عنوان اى كتاب من الكتب التى تعرف الان باسم اناجيل ، بل ان اقدم الاباء انفسهم لم يعبروا عنها بهذا اللفظ ( اناجيل ) وانما استخدموا الفاظا اخرى مثل التى استخدمها يوستن الشهيد الذى كان يقول عنها ذكريات الرسل memories of apostles
والمخطوطات تحوى بدلا من هذا كلمه اخرى بسيطه هى Kata فمثلا فوق كتاب مرقس تكتب Kata Markon وتمت ترجمتها حسب مرقس ، واضيفت كلمة الانجيل بعد ذلك لاضفاء القداسه ، رغم ان مئات السنين مرت دون ان يكتب احد كلمة انجيل فوق اى كتاب من هذه الكتب العاديه جدا
الغريب فعلا هو معنى كلمة kata
فهى تعنى مثلا (ضد ) وهذا هو اول معنى يورده قاموس الكسندر للكتاب المقدس ووردت بهذا المعنى فى العهد الجديد اكثر من 60 مره منها مثلا متى 12 : 30
اى ان معنى kata markon قد يكون ضد مرقس ، اى ان الكتاب مكتوب لمضادة ما يقوله شخص اسمه مرقس ، وهذا الاحتمال يسانده المعنى اللغوى للكلمه ، اضافة الى ان الكتب نفسها تبدوا وكأنها تتعمد الرد على نقاط معينه يبدوا ان البعض اثارها حول المسيح ، فنجد مثلا انجيل مرقس يبرز انسانيه المسيح بصورة واضحه تماما فلا يكاد يوجد فى كتابه ما يشير الى الوهية من اى نوع للمسيح مثلا ، فهل هذا رد على من يؤمنون بالالوهيه ثم ورثت الكتب وتمت الاضافه اليها وتحريفها وتأويلها
هذا احتمال وارد لا ينفيه شىء فى ما ارى ويستحق دراسه اوسع اتمنى ان اجد فى العمر متسع لها
بالنظر الى لوقا مثلا نجده فى الاصحاح الاول يصف الياصابات بانها نسيبة مريم ، بينما الكلمة اليونانيه التى فى النص تعنى قريبتها بالدم ، وسبب هذا التغيير هو منع ما يقوله المسلمون من ان مريم اصلا هارونيه ، فقرابتها بالدم لالياصابات الهارونيه قطعا تقوى الرأى الاسلامى ، وتضعف الرأى القائل بانها من نسل داوود
وفى العهد القديم
نجد كثيرا ترجمه فى منتهى الخبث لكلمة يهوه العبريه الى ( الرب او السيد ) فى مواضع عده ، والسبب واضح فكلمتى الرب او السيد المستخدمتين فى العهد الجديد مقصورتان على المسيح وحده واستخدامها فى العهد القديم هو لاسباب لاهوتيه بحته تماما مثل العدد الشهير ( قال الرب لربى ) فترجمته الصحيحه هى (قال يهوه لسيدى)
و (قال السيد لى فى سنة كسنة الاجير) والمفروض (قال يهوه لى )
ناهيك عن ترجمة الكلمتين (يهوه و الوهيم بنفس الترجمه مما يخفى على الناس فهم مسألة نظرية الوثائق التى اصبحت تعترف بها الان موسوعات الكتاب المقدس ومقدمات الكتاب المقدس الحديثه )
وفى النبوءه الشهيره عن وحى فى بلاد العرب تجد كلمة (فى الوعر)
اولا هذه ترجمه خاطئه تماما ، اى طفل صغير يعرف ما معنى كلمة الوعر ( انها ارض غير ممهده قد تكون صخريه ) لكن النص العبرى لا يقول هذا على الاطلاق
الكلمه فى النص العبرى هى ( يعر ) وهى تعنى طبقا لقاموس سترونج لعبرية الكتاب المقدس ( خضره كثيره ) وترجمة الملك جيمس قامت بترجمتها الى Forest اى غابه ، وهو طبعا المرادف فى عقول الانجليز لكلمة (خضره كثيره )
وطبعا لا توجد غابات فى بلاد العرب بمعنى غابات ، ولكن من قال ان الكلمه تعنى غابه ، فقط المترجمين هم من فهموها هكذا ، انها تقول مكان به خضره كثيره ، وهذا يعنى فى بلاد العرب الصحراويه شيئا واحدا ( واحه ) وهى صفة تمتاز بها المدينه التى كان يعمل اهلها اصلا بالزراعه على مياه الابار فالترجمه الصحيحه لكلمة يعر العبريه هى هنا ( واحه )
نبوءه اخرى شهيره فى المزمور 84 حول وادى البكاء ام وادى بكا ( نجد كلمة يغطون موره )
مامعنى هذه الجمله الغامضه
ببساطه كلمة موره هذه عبريه اصلا وليست عربيه وتعنى معلم ، وباختصار فان الايه تقول ان الحجاج سيدعون بالبركات لتغطى معلمى هذا المكان (الذين يعلمونهم المناسك او من نسميهم الطوافين )
فلماذا لم يترجمونها وتركوها بالعبريه ؟؟؟!!!
وفى صفنيا مثلا الاصحاح الثالث
"احول الشعوب الى شفة نقيه "
بالعبريه شفه وهى تعنى لغه وتمت ترجمتها الى Language فعلا فى ترجمة الملك جيمس ، اما ابقائها عبرية (شفة) استغلالا لانها تشبه كلمه عربيه فهو من قبيل الاحتيال لانه لا معنى لجملة ان الله سيحول الشعوب الى شفه ، وانما سيحولهم الى لغه ، اى سيتحدثون لغه موحده
نقيه ( بالعبريه بروره ) وتعنى نقى او واضح او مختار
اى لغه واضحه
كما يقول القران (لسان عربى مبين ) اى لغه واضحه ولاحظ ان توحيد اللغه فى الدين امر تنفرد به الديانه الاسلاميه فقط التى تقصر قراءة القران للتعبد على اللغه العربيه فقط
تصرفات شاذه وغريبه فعلا واهداف لا تخفى على احد
المفضلات