مخالفة النصارى للمسيح وكذا مناقضتهم لليهود
قلنا من قبل أننا نحاجي النصارى في هذه النقاط :
1- أن الكتاب المقدس يخالف دين المسيح وأقواله وأفعاله
2- أن الكنيسة تخالف الكتاب المقدس فيما أمر به ونهى عنه
3- أن النصارى يخالفون الكنيسة في حياتهم
وحتى نفتح أعين الشعب المسكين للهوة الشاسعة بين دين المسيح , ودينهم الذي يعتقدون فيه أنه دين المسيح لعلهم يفيقون
والموضوع مفتوح للأخوة أن يزيدوا ما غفله هذا المقال من مخالفات لدين المسيح والأنبياء قبله
تلخيصاً للنقاط التي ستشرح بالتفصيل بلسان العلامة الإمام بن القيم
1- المسيح كان دينه الطهارة و النصارى قوم لا يتطهرون
2- لم يصلي المسيح بوشم الصليب وهم يفعلون
3- ينسبون قداساتهم للقساوسة وستقبلوا الشرق بينما جميع الأنبياء استقبلوا بيت المقدس
4- الأنبياء حرموا الخنزير والنصارى استخيروه من بين كل الأطعمة
5- المسيح لم يأمرهم بهذاالصوم ولم يأمرهم بالأكل بالزيت و لا تحريم اللحوم بينما هم ابتعوا صوم لم يأتي به أحد من الأنبياء السابقين
6- الأنبياء قدسوا يوم السبت و النصارى قدسوا الأحد
7- النصارى ابتغوا القساوسة لغفرانا لخطايا بعكس طريق جميع الأنبياء
8- النصارى تركوا الختان الذي لم يتركه نبي من بني إبراهيم قط
9- النصارى يطئون الحائض وحرم ذلك على جميع الأتباع
10- النصارى يأكلون أي شيئ حتى ما أسئ قتله أو أهل لغير الله
والآن من التفصيل من كتاب هداية لحيارى للإمام ابن القيم
النصارى مخالفون للمسيح في كل فروع دينهم أيضا
في الطهارة والصلاة والصوم وأكل الخنزير وتعليق الصليب
فصل فهذا اصل دينهم واساسه الذي قام عليه واما فروعه وشرائعه فهم مخالفون للمسيح في جميعها واكثر ذلك بشهادتهم واقرارهم ولكن يحيلون على البتاركة والاساقفة
فان المسيح صلوات الله وسلامه عليه كان يتدين بالطهارة ويغتسل من الجنابة ويوجب غسل الحائض وطوائف النصارى عندهم ان ذلك كله غير واجب وان الانسان يقوم من على بطن المرأة ويبول ويتغوط ولا يمس ماء ولا يستجمر والبول والنجو ينحدر على ساقه وفخذه ويصلي كذلك وصلاته صحيحة تامة ولا تغوط وبال وهو يصلي لم يضره فضلا عن أن يفسو او يضرط ويقولون ان الصلاة بالجنابة والبول والغائط افضل من الصلاة بالطهارة لانها حينئذ ابعد من صلاة المسلمين واليهود والقرب الى مخالفة الامتين
ويستفتح الصلاة بالتصليب بين عينيه وهذه الصلاة رب العالمين بريء منها وكذلك المسيح وسائر النبيين فان هذه بالاستهزاء اشبه منها بالعبادة وحاش المسيح ان تكون هذه صلاته او صلاة احد من الحواريين والمسيح كان يقرأ في صلاته ما كان الانبياء وبنو اسرائيل يقرؤنه في صلاتهم من التوراة والزبور وطوائف النصارى انما يقرؤن في صلاتهم كلاما قد لحنه لهم الذين يتقدمون ويصلون بهم يجري مجرى النوح والاغاني فيقولون هذا قداس فلان وهذا قداس وفلان ينسبونه الى الذين وضعوه
وهم يصلون الى الشرق وما صلى المسيح الى الشرق قط وما صلى الى أن توفاه الله الا الى بيت المقدس وهي قبلة داود والانبياء قبله وقبلة بني اسرائيل
والمسيح اختتن واوجب الختان كما اوجبه موسى
وهارون والانبياء قبل المسيح والمسيح حرم الخنزير ولعن آكله وبالغ في ذمه والنصارى تقر بذلك ولقى الله ولم يطعم من لحمه بوزن شغيرة والنصارى تتقرب اليه بأكله
والمسيح ما شرع لهم هذا الصوم الذي يصومونه قط ولا صامه في عمره مرة واحدة ولا أحد من اصحابه ولا صام صوم العذارى في عمره ولا أكل في الصوم ما يأكلونه ولا حرم فيه ما يحرمونه
ولا عطل السبت يوما واحدا حتى لقي الله ولا اتخذ الاحد عيدا قط
والنصارى تقر انه رقي مريم المجد الا نسية فأخرج منها سبع شياطين وان الشياطين قالت له اين نأوى فقال لها اسلكي هذه الدابة النجسة يعني الخنزير فهذه حكاية النصارى عنه وهم يزعمون ان الخنزير من اطهر الدواب واجملها
والمسيح سار في الذبائح والمناكح والطلاق والمواريث والحدود سيرة الانبياء قبله
الراهب والقسيس يغفر ذنوبهم ويطيب لهم نسائهم
وليس عند النصارى على من زنا او لاط او سكر حد في الدنيا ابدا ولا عذاب في الاخرة لان القس والراهب يغفره لهم فكلما اذنب احدهم ذنبا اهدى للقس هدية او اعطاه درهما او غيره ليغفر له به واذا زنت امرأة احدهم بيتها عند القس ليطيبها له فاذا انصرفت من عنده واخبرت زوجها ان القس طيبها قبل ذلك منها وتبرك به
المسيح لم يفوض الاساقفة والبتاركة في التشريع
مناقضة النصارى لليهود
وهم يقرون ان المسيح قال انما جئتكم لاعمل بالتوراة وبوصايا الانبياء قبلي وما جئت ناقضا بل متمما ولان تقع السماء على الارض ايسر عند الله من ان انقض شيئا من شريعة موسى ومن نقض شيئا من ذلك يدعى ناقضا في ملكوت السماء وما زال هو واصحابه كذلك الى ان خرج من الدنيا وقال لاصحابه اعملوا بما رأيتموني اعمل وارضوا من الناس بما ارضيتكم به ووصوا الناس بما وصيتكم به وكونوا معهم كما كنت معكم وكونوا لهم كما كنت لكم
وما زال اصحاب المسيح بعده على ذلك قريبا من ثلاثمائة سنة ثم اخذ القوم في التغيير والتبديل والتقرب الى الناس بما يهوون ومكايدة اليهود ومناقضتهم بما فيه ترك دين المسيح والانسلاخ منه جملة
فرأوا اليهود قد قالوا في المسيح انه ساحر مجنون ممخرق ولد زنية فقالوا هو اله تام وهو ابن الله ورأوا اليهود يختتنون فتركوا الختان
ورأوهم يبالغون في الطهارة فتركوها جملة ورأوهم يتجنبون مؤاكلة الحائض وملامستها ومخالطتها جملة فجامعوها
ورأوهم يحرمون الخنزير فاباحوه وجعلوه شعار دينهم ورأوهم يحرمون كثيرا من الذبائح والحيوان فأباحوا ما دون الفيل الى البعوضة وقالوا كل ماشئت ودع ما شئت لا حرج
ورأوهم يستقبلون بيت المقدس في الصلاة فاستقبلوا هم الشرق
ورأوهم يحرمون على الله نسخ شريعة شرعها فجوزا هم لاساقفتهم وبتاركتهم ان ينسخوا ما شاؤا ويحللوا ما شاؤا ويحرموا ما شاؤا
ورأوهم يحرمون السبت ويحفظونه فحرموا هم الاحد واحلوا السبت مع اقرارهم بان المسيح كان يعظم السبت ويحفظه
ورأوهم ينفرون من الصليب فان في التوراة ملعون من تعلق بالصليب والنصارى تقر بهذا فعبدوا هم الصليب
كما ان في التوراة تحريم الخنزير نصا فتعبدوا هم باكله وفيها الامر بالختان فتعبدوا هم بتركه مع اقرار النصارى بان المسيح قال لاصحابه انما جئتكم لاعمل بالتوراة ووصايا الانبياء قبلي وما جئت ناقضا بل متمما ولان تقع السماء على الارض ايسر عند الله من أن أنقض شيئا من شريعة موسى
فذهبت النصارى تنقضها شريعة شريعة في مكايدة اليهود ومغايظتهم
وانضاف الى هذا السبب ما في كتابهم المعروف عندهم بافر كسيس ان قوما من النصارى خرجوا من بيت المقدس واتو انطاكية وغيرها من الشام فدعوا الناس الى دين المسيح الصحيح فدعوهم الى العلم بالتوراة وتحريم ذبائح من ليس من اهلها والى الختان واقامة السبت وتحريم الخنزير وتحريم ما حرمته التوراة فشق ذلك على الامم واستثقلوه فاجتمع النصارى ببيت المقدس وتشاوروا فيما يحتالون به على الامم ليحببوهم الى دين المسيح ويدخلوا فيه فاتفق رأيهم على مداخلة الامم والترخيص لهم والاختلاط بهم واكل ذبائحم والانحطاط في أهوائهم والتخلق بأخلاقهم وانشاء شريعة تكون بين شريعة الانجيل وما عليه الامم وأنشأوا في ذلك كتابا فهذا احد مجامعهم الكبار وكانوا كلما ارادوا احداث شيء اجتمعوا مجمعا وافترقوا فيه على ما يريدون احداثه الى ان اجتمعوا المجمع الذي لم يجتمع لهم اكبر منه في عهد قسطنطين الرومي ابن هيلانة الحرانية الفندقية وفي زمنه بدل دين المسيح وهو الذي أشاد دين النصارى المبتدع وقام به وقعد وكان عدتهم زهاء الفي رجل فقرروا تقريرا ثم رفضوه ولم يرتضوه ثم اجتمع ثلاثمائة وثمانية عشر رجلا منهم والنصارى يسمونهم الآباء فقرروا هذا التقرير الذي هم عليه اليوم وهو أصل الاصول عند جميع طوائفهم لا يتم لاحد منهم نصرانية الا به ويسمونه سنهودس وهي الامانة
"سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"
المفضلات