بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
وعلى أله وصحبه أجمعين
يؤمن المسيحى إيمانا تاما لا يخالطه أدنى ريب أن من لا يقبل
المسيح فاديا ومُخَلصا فلن ينال الحياة الأبدية ولن يدخل
الملكوت فالمسلم مهما عمل من الصالحات فكل أعماله هذه لا
جدوى ولا طائل من ورائها وهى كثيابٍ خرقة طالما أنه لم
يقبل يسوع المسيح مُخَلصا له والمسيحى كما هو معلوم
للجميع يأخذ إيمانه هذا من القساوسة وبالتأكيد القساوسة
يضلونه ويخدعونه ويريدون له الشر والهلاك لأن المسيح
رب وإله المسيحيين يؤكد على أن الإنسان ينال الحياة الأبدية
ويدخل الملكوت ليس بالإيمان بأنه أى المسيح
هو الفادى والمُخَلص ولكن بالإيمان بالله وحده دون سواه
والعمل الصالح وهذا بالتأكيد يخالف ما تربى ونشأ عليه
المسيحى من أكاذيب بثها القساوسة فى عقله إذا خلاصة ما
سبق أن مفهوم الإيمان الذى زرعه القساوسة فى قلوب
وعقول المسيحيين هو أن الذى يقبل يسوع فاديا ومُخَلصا له
هو الذى سينال الحياة الأبدية ويدخل الملكوت وعلى العكس
تماما نرى مفهوم الإيمان عند المسيح رب وإله المسيحيين
والذى تكون نتيجته نيل الحياة الأبدية ودخول الملكوت هو
الإيمان بالله والعمل الصالح أعتقد الفرق واضح جدا والبعد
بين هذا وذاك كالبعد بين المشرق والمغرب وحتى لا يتهمنى
القارئ المسيحى بالكذب والتدليس سأعرض الآن الأقوال التى
وردت على لسان المسيح رب وإله المسيحيين ( الرجاء من
القارئ المسيحى أن ينتبه جيدا جدا للكلمات التى تحتها خط
ومكتوبة باللون الأحمر )
ورد فى إنجيل يوحنا الإصحاح ( 17 ) العدد ( 3 )
وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ
الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ .
الحياة الأبدية تكون بالإقرار لله ( الإله الحقيقى ) وحده دون
سواه بالوحدانية والإيمان بأن المسيح عبده ورسوله وكلمة
"وحدك " تُقصر الألوهية على الله وتمنع مشاركة أى أحد له
فى الألوهية ( المسيح والروح القدس )
ورد فى إنجيل متى الإصحاح ( 5 ) العدد ( 20 )
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ
لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ .
المسيح هنا يؤكد على أن الإكثار من الأعمال الصالحة هو
الطريق المؤدى إلى دخول الملكوت وليس الإيمان بأنه أى
المسيح هو الفادى والمُخَلص
ورد فى إنجيل يوحنا الإصحاح ( 5 ) العدد ( 24 )
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ
بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ،
بَلْ قَدِانْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاة
الحياة الأبدية تعطى لمن يسمع كلام رسول الله المسيح
ويؤمن بالله الذى أرسله ومن يفعل ذلك فلا يدان أبدا
ورد فى إنجيل متى الإصحاح ( 19 ) الأعداد من ( 16 ) إلى ( 19 )
- وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: « أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ
صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ؟ »
- فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا
إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ
فَاحْفَظِ الْوَصَايَا ».
- قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا ؟ » فَقَالَ يَسُوعُ: « لاَ تَقْتُلْ.
لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ.
- أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ ».
هنا المسيح يؤكد للشخص الذى يسأله عن كيفية بلوغ الحياة
الأبدية أن نيل الحياة الأبدية يكون عن طريق حفظ الوصايا
وإكرام الأب والأم وحب الأقارب وليس عن طريق التسليم
بأنه الفادى والمُخَلص
السؤال الذى أتمنى أن أجد له إجابة عند أى مسيحى هو :
إذا كان الإيمان بصلب المسيح وفدائه للبشرية هو أهم ركن
من الأركان التى يقوم عليها الإيمان المسيحي كما يؤمن
ويعتقد كل مسيحى مخدوع والمفترض أنه بدون هذا الإيمان
فلن ينال أحد الحياة الأبدية ولن يدخل الملكوت فلماذا إذا لم
يذكرالمسيح أن نيل الحياة الأبدية ودخول الملكوت مقترن
إقترانا قويا ومباشرا بالإيمان بموته على الصليب من أجل
خلاص البشرية من الخطيئة ؟؟؟!!!
ألا يبدو الأمر عجيبا ومحيرا ؟؟
يترتب على النصوص التى إستشهدت أنا بها ثلاثة
إحتمالات :
1 - أن المسيح يجهل تماما الغاية التى جاء خصيصا
من أجلها ألا وهى فداء وخلاص البشرية لذا فإنه لم
يتعرض إطلاقا فى هذه النصوص إلى تلك المسألة
( مسألة الصلب والفداء )
2 - أنه لا يوجد صلب ولا فداء وأن المسألة كلها
تتلخص فى رغبة اليهود فى التخلص من المسيح
لأنه كان يفعل المعجزة تلو الأخرى وهذا دفع الكثير
منهم أى اليهود إلى الإيمان بالمسيح فخافوا على
مكانتهم أن تهتز وسلطانهم أن يضيع فقرروا
التخلص منه ولكن الله جلت قدرته أحبط مخططهم
وأنقذ عبده المطيع ورسوله الكريم بأن رفعه إليه
وألقى شبهه على شخص أخر وصُلب هذا الشخص
بدلا من المسيح
3 - أن هذه النصوص نصوص دخيلة ( محرفة ) وأن
النصوص الأصلية كان المسيح يؤكد فيها على
ضرورة الإيمان بصلبه من أجل فداء البشرية كشرط
أساسى لكى ينال الإنسان الحياة الأبدية ويدخل
الملكوت ولكن تم تحريفها لتصبح بهذا الشكل
أرأيت الآن أيها القارئ المسيحى الفرق الشاسع والرهيب بين
ما تؤمن به أنت وبين ما نادى به المسيح ؟
وأخيرا
القارئ المسيحى الكريم فى إعتقادك أى إحتمال من
الإحتمالات الثلاثة التى ذكرتها هو الصواب
ولماذا ؟؟؟
المفضلات