«
ماريا سمياني»..
حاجة بوليفية دخلت المصلى «ساحرة» وخرجت منه «داعية» مسلمة
تأخرها عن موعد صديقتها كان سببا في دخولها الإسلام
الاثنيـن 11 ذو الحجـة 1432 هـ 7 نوفمبر 2011 العدد 12032
المشاعر المقدسة: علي شراية
ليس غريبا أن تجد مئات القصص الغريبة يحملها في جعبتهم ملايين حجاج بيت الله الحرام، لا سيما حديثو العهد بالإسلام ممن أعلنوا إسلامهم مؤخرا، الأمر الذي يدفع بك إلى إطلاق العديد من علامات التعجب والاستغراب، لا يزيلها سوى لفظة «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله».
«ماريا سمياني»، أو «أمينة» كما سمت نفسها بعد دخولها الإسلام، بوليفية في الخامسة والثلاثين من عمرها جاءت لتحج هذا العام مع عشرات المسلمين الجدد من قارتي أميركا الشمالية والجنوبية. تلك السيدة، كانت قد امتهنت السحر قبل بضعة أعوام ومارسته في عدد من المواقع وضد الكثير من البشر، إلا أن زيارتها لإحدى صديقاتها في يوم الجمعة كانت نقطة تحول كبرى في حياتها، وقلبت سحرها يقينا وهي تسمع خطيب مصلى المسلمين القلائل في دولتها بوليفيا وهو يتحدث عن المرأة في الإسلام.
تقول أمينة التي التقتها «الشرق الأوسط» في منى يوم التروية «نشأت في لاباز مدللة من والدي، وكأي فتاة في أميركا الجنوبية أحببت الرقص وقراءة القصص والروايات منذ طفولتي، وتعقلت بالسحر بعد مشاهدتي له في أحد البرامج التلفزيونية، وبدأت تعلم الأبيض منه والأسود على أيدي ممارسيه والتعمق فيه، غير أنني طيلة فترة تعلمه كان يحدوني يقين داخلي بأن هناك حقيقة أخرى أبحث عنها ولا أجدها».
وتشير إلى أنها منذ طفولتها ورغم اللهو واللعب وتعلم جديد السحر، فإن حالة الضيق كانت تلازمها، حتى دعتها إحدى صديقاتها إلى منزلها، مبينة أن تأخرها عن موعد لقائها كان سببا في ذهابها للمصلى حيث توجد صديقتها هناك. وتضيف أمينة «طلبت منهم الدخول للمصلى وصليت وبداخلي المسيحية كي يريني الله الحق، وما زاد دهشتي أنهم سمحوا لي بالدخول شريطة الطهارة ووضع غطاء الرأس، فارتديته وجلست أستمع إلى خطبة الجمعة عن الظلم وأجر المحتسب ودعوة المظلوم»، مؤكدا أنها فوجئت بما سمعته عن سماحة الدين الإسلامي والحياة الآخرة.
وأفادت بأنها كانت قد تعلمت في المسيحية أن الفرد بعد موته يتحول إلى طائر ذي جناحين يجوب السماء، غير أنها اكتشفت في الإسلام حقيقة الموت ودخول المسلمين الجنة والاستمتاع بملذاتها، مما زاد في قلبها اليقين خاصة أنها طلبت من البعض تلاوة القرآن الكريم بشكل جعلها تدرك أنها بحاجة إلى توسيع معرفتها بالإسلام. واستطردت في القول «أخبرت صديقتي بأنني أريد التعرف على دينها أكثر، فأرشدتني إلى إمام المسجد الذي كان باكستاني الجنسية، وبما أنني أتحدث اللغة الإسبانية كان الأمر صعبا قليلا، غير أنه أهداني كتاب (رياض الصالحين) باللغة التي أتقنها، وبعض الكتيبات عن الإسلام».
وذكرت أن قراءتها لهذه الكتب غيّرت الكثير من المفاهيم حول المرأة المسلمة والحجاب وكل ما يتعلق بها من قضايا، مشددة على ضرورة التفريق بين السلوك الثقافي والدين الإسلامي، خصوصا أنها تأكدت من حفظ الإسلام للمرأة واحترامه لها ضمن إطار تم بناؤه قبل أكثر من 1400 عام مضت. وزادت «تعلمت فنون السحر لسنوات عديدة، إلا أن سحر كلمات وقصص النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أقوى على قلبي، خصوصا في ما يتعلق بمكانة الأم وحقوق المرأة في الميراث والملكية والطلاق».
وتحكي الحاجة أمينة عن ضرب والدها اليومي لها والعذاب الذي كانت تعانيه من أهلها وصديقاتها الذين كانوا ينعتونها بأقذر الأوصاف بعد دخولها في الإسلام، إلا أنها كانت ترد عليهم بعبارات الخير والجزاء، الأمر الذي أسهم في اعتناق والدتها للدين الإسلامي، موضحة أن المسلمين في بلادها يفتقدون المصليات والدعوة الصادقة والمعرفة بتعاليم الدين.
وحول لحظة دخولها للمشاعر، تقول أمينة «كنت أحلم منذ دخولي الإسلام بأداء فريضة الحج، وهو ما تحقق هذا العام مع بعثة المسلمين الجدد بصحبة حجاج البرازيل وإيطاليا، ورؤيتي للكعبة المشرفة أعتبرها من أفضل لحظات حياتي، حيث إن مشهد الحجيج وهم يطوفون بالكعبة وسماع تهليلهم وتكبيرهم أجبر عيني على البكاء، وبعث في قلبي هدوءا وسكينة لم أجدهما طوال حياتي»، لافتة إلى أنها تنتظر رمي الجمرات حيث موقع الشيطان الذي وصفته بأنه أخذ 20 عاما من عمرها في اللهو واللعب.
المفضلات