السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار مع البطل محمد المصري صاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات _____
اجرى الحوار :
ابراهيم خليل ابراهيم
______
أنتصار السادس من أكتوبر عام 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 هـ سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ لأن هذا الأنتصار قلب موازين الكثير من الخطط العسكرية وقدم الجندي المصري بطولات عظيمة أذهلت العالم .. ومن الجنود البواسل الذين أدوا مهامهم القتالية بدرجة كفائة عالية بلغت حد الإعجاز البطل ( محمد المصري ) أبن مصر و ( شنبارة منقلا ) مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية وصاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات .. ألتقينا به وحاورناه وإليكم التفاصيل :
....................................... ؟
محمد ابراهيم عبد المنعم المصري الشهير بمحمد المصري : من مواليد الأول من شهر يونيو عام 1948 بشنبارة منقلا مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية .
......................................... ؟
في طفولتي شربت الشجاعة والإيثار والسماحة فوالدي توفي وعمره ( 28 ) سنة و تزوج و عمره ( 14) سنة من إبنة عمه ، وأنا أكبر أخواني ( صلاح - لوزة - عبد الرحمن - السيد - سمية ) وفي يوم جنازة والدي كنت مصابا بالحمى وكنت بالمدرسة وأثناء مرور الجنازة نظرت من شباك الفصل لالقى نظرة الوداع علي والدي فإذا بمدرس الفصل يصفعني علي وجهه ، وهي الصفعة الوحيدة في حياتي ، فبكيت فقال التلاميذ للمدرس : يا استاذ هذه جنازة والد محمد ، وبعد أنتهاء اليوم الدراسي وقفت في سرادق العزاء ومعي أخي صلاح و أختي لوزة وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة وكنت بالصف الخامس الإبتدائي ، وفي طابورالصباح نادى على المدرس وطلب مني السماح وقال : أنا لم أذق طعم النوم طوال الليل ويدي التي ضربتك أحركها بصعوبة .. فقلت : أنا مسامح .. والجدير بالذكر أننى كنت طالبا متفوقا وحصلت على الشهادة لإبتدائية من مدرسة شنبارة منقلا الإبتدائية
..........................................؟
من عادة أهل الريف أن الزوجة الأرملة تتزوج من شقيق الزوج المتوفي لأجل مواصلة رحلة الحياة و لذلك تزوجت والدتي من عمي ( السعيد ) و ذات ليلة قرأت قسيمة الزواج وفهمتها تماما رغم صغر سني ثم واصلت تعليمي فحصلت علي الإعدادية ثم الثانوية من ديرب نجم .
..........................................؟
طفولتي لم تكن مثل بقية الأطفال ولذا عشت طفولتي مع أولادي ، و أذكر أن جدى أعطانى قرش صاغ لاشترى الطعام فقلت : وانت يا جدي ؟ فقال : سوف نأكل كلنا في المنزل مع أمك و أخوانك .. ومن هنا تعلمت الإيثار .
..........................................؟
البطولة لاتولد بين يوم و ليلة .. البطولة تركيبة خاصة و الظروف تصنع و تصقل البطل .
.........................................؟
بعد حصولي علي الثانوية العامة تم تجنيدي في الرابع و العشرين من شهر سبتمبر عام1969 و ألتحقت بسلاح الصاعقة و أثناء أجازتي كنت حريصا علي تقبيل يد والدتي في الحضور و الأنصراف ، و عند توديعها كانت تقول ( خليك راجل يا محمد ) و في الأجازة الأخيرة أحتضنتي بشدة وكان حضن الوداع لأننى عندما عدت في الأجازة التالية لم أجدها فقد انتقلت إلى الدار الآخرة و ذلك عام 1970
........................................؟
طوال خدمتي العسكرية كنت مطيعا للقادة وكنت أنتظر اليوم الذي نقاتل فيه حتي تحرر أرضنا المحتلة و نخرس غرور إسرائيل فموشي ديان كان يقول ( إن خط بارليف سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين و سيكون مقبرة الجيش المصرية ) و جولدا مائير كانت تقول ( إن تصور عبور القوات المصرية إلى الضفة الشرقية يعتبر أهانة للذكاء ) و الخبراء قالوا ( إن تحطيم خط بارليف يحتاج إلى قنبلة ذرية ) .
.....................................؟
بعد حل فوج الصواريخ جراد بي أثناء خدمتي بالصاعقة أنتقلت إلى سلاح المظلات و كنا النواة الأولى لتشكيل كتائب الفهد و الصواريخ المضادة للدبابات وأتقنا العمل علي السلاح و بكفاءة عالية ، و في اليوم الخامس من أكتوبر عام 1973 تم ألحاقنا علي قيادة الفرقة الثانية أحتياطي ( م.د) اللواء 120 مشاه و في الساعة الثانية و الثلث ظهر يوم الثالث من أكتوبر عام 1973 الموافق للعاشر من رمضان عام 1393 هجريا عبرنا قناة السويس في قوارب مطاطية و تسلقنا الساتر الترابي و الذي هو جزء من خط بارليف و ذلك بواسطة السلالم الحبلية ، ولكن كان الخوف يتملكني برغم التدريب المكلف و التسليح فالخوف فلسفة فالإنسان غذا لم يخف من الله تعالي فلن يحرص على طاعته .. وكان منطلق خوفي هو عدم توصيل الصاروخ للهدف الذي صنع من أجله لأننى أعلم تكاليفه ولكن خوفي تبدد بمجرد رؤية سيناء
...............................؟
القائد رمز وأذكر أن قائدى ( صلاح عبد السلام حواش ) أول ماوضع قدمه على أرض سيناء سجد حمدا لله تعالى وهذا المشهد هزنى هزا ورفع روحى المعنوية إلى عنان السماء وقلت : النصر او الشهادة .. وفى الثامن من اكتوبر استشهد قائدى البطل ( صلاح حواش ) واسمح الى ان ارثيه بهذه الكلمات :
حزنى عليك سيطول بمقدار ماتتيح لى الحياة من فرص .
............................?
الصاروخ أخر مدى له 3 كيلو مترات ويقطع هذه المسافة فى 27 ثانية ( زمن المرور ) وفى أول لقاء لى مع الدبابات الإسرائيلية وفى أقل من الزمن المطلوب وجهت صاروخى الأول على دبابة إسرائيلية فتحولت إلى كومة من النيران .. وسمعت القائد يقول لى ( مسطرة يامصرى ) بمعنى : أن خط مرور الصاروخ من قاعدة الإنطلاق إلى الدبابة كأنه خط لاعوج فيه .. وفى هذا اليوم .. السابع من أكتوبر وفى القطاع الأوسط ( تبة الشجرة ) دمرت 4 دبابات إسرائيلية فمهمتى كانت قطع الطريق على الدبابات الإسرائيلية والمكان الذى أتواجد فيه ليس فيه إصابات فإما الحياة أو الشهادة .. ويوم الثامن من أكتوبر 1973 سمى ( اليوم الأسود ) و ( اليوم الحزين ) عند إسرائيل لأن فى ذلك اليوم إنتهوا تماما وتعجبوا لعدم دخولنا تل ابيب .. وفى ذلك اليوم أجتمع بداخلى تناقض عجيب .. ففى أول النهار أستشهد قائدى ومعلمى وأستاذى البطل المقدم ( صلاح حواش ) بعدما تناولنا شرب الماء من زمزميته الخاصة وكنا نشرب من غطاء الزمزمية وكل بطل كان يحرص على تناول زميله أولا وأثناء تناولى غطاء الزمزمية من البطل ( صلاح حواش ) سقط على الأرض فظننت أن به سوء ولكنه أستشهد أثر إصابته بشظية إسرائيلية وكانت آخر كلماته ( مصر أمانة بين إيديكم يامصرى )
وبعد رجوعنا إلى وادى النخيل ( منطقة التمركز ) صممنا على أحضار جسد الشهيد البطل ( صلاح حواش ) وفى آخر الليل حضر عندى أحد الجنود وطلب منى الذهاب معه الى اللواء ( حسن أبو سعده ) بمركز قيادة المعركة بالفرقة الثانية وعندما شاهدنى اللواء ( حسن أبو سعده ) قال : أهلا يابطل .. ووجدت عنده ( عساف ياجورى ) قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى والذى كنت لاأعرفه .. فقد وقع فى الأسر بعد أن دمرت دبابته .. وعندما تم أسره طلب من اللواء ( حسن أبو سعده ) كوب من الماء ورؤية الجندى الذى دمر دبابته .. وعندما شاهدنى ( عساف ) ظل يتفحصنى وهو فى ذلة وإنكسار لمدة 35 دقيقة .. وهنا إرتفعت روحى المعنوية إلى عنان السماء .. فقد أخذت بثأر قائدى ( صلاح حواش ) والشهداء الأبرار .. وفى هذا اليوم دمرت 6 دبابات إسرائيلية .
....................................؟
كان عملى على المدرعات والدبابات .. وفى الثانى عشر من اكتوبر 1973 صدرت لى الأوامر لإحتلال إحدى التبات والإشتباك مع الدبابات الاسرائيلية ودمرت فى هذا اليوم 6 دبابات وفى الرابع عشر من أكتوبر دمرت 10 دبابات أخرى
.......................................؟
أما الدبابة رقم 27 فى عدد الدبابات الإسرائيلية التى دمرتها فكانت بعشرة جنيهات .. فقد إنتقلنا إلى منطقة أبو سلطان تنفيذا لأوامر العميد ( محمد عبد الحليم أبو غزالة ) قائد مدفعية الجيش الثانى ثم انتقلنا مرة أخرى إلى منطقة الجفرة بالجيش الثالث الميدانى وتجمعت كتائب اللواء 128 مظلات والذى أنا أبنه ومن صلب تشكيله وكانت هناك 3 دبابات إسرائيلية مستترة خلف إحدى التبات وتطلق طلقات طائشة فى أى وقت وصدرت إلينا الأوامر من اللواء ( عبد المنعم واصل ) قائد الجيش الثالث الميدانى بجمع موجهى الصواريخ و أختيار 3 من موجهى الصواريخ وتم أختيارى مع زميلين ، وأنا من طبعي أقوم بدراسة الموقف جيدا ولذلك كنت الضارب الثالث .. ففي البداية قام زميلي بإطلاق صاروخه علي الدبابة فأصابها وقام زميلي الثاني بإطلاق صاروخه علي الدبابة الثانية ففرت هاربة وبقيت الدبابة الثالثة من نصيبي ولم يظهر منها إلا جزء من فوهة الماسورة فبقيت مراقبها لمدة 36 ساعة دونما طعام أو شراب وبمجرد ظهور جزء من الماسورة أطلقت صاروخي علي فوهة الماسورة فأنفجرت الدبابة وبعد نصف ساعة حضر الي الموقع البطل
( عبد المنعم واصل ) وهنأني وأعطاني عشرة جنيهات وقال : والله يابطل ما في جيبي غيرها .
.................................... ؟
بفضل الله تعالي دمرت 27 دبابة إسرائيلية بـ 30 صاروخا وهو رقم قياسي عالمي لم يسجله أي جندي علي مستوى العالم فهناك جندي روسي دمر في الحرب العالمية الثانية 7 دبابات وأقيم له تمثال بالميدان الأحمر بموسكو .
................................... ؟
في الثامن عشر من شهر اكتوبرذهبت إلى بلدتي بإذن لمدة ( 3 ) ساعات وكانت هذه أول مرة أحضر فيها إلى بلدي بعد إندلاع المعارك وقد قضيت هذه الساعات في الشارع مع الأهالي لأنهم لم يصدقوا أنفسهم .. فقد سبقتني إشاعة بإستشهادي .
....................................؟
تأخر إلقاء الضوء على أنجازي التاريخي في تدمير الدبابات الاسرائيلية لأسباب وهي :
أنا لم أكن من صلب تشكيل الفرقة الثانية ولكنني كنت أحتياطي م . د اللواء 120 مشاة .
نقلي من الفرقة الثانية إلى منطقة أبو سلطان وبالتالي كنت ضيفا علي هذا المكان .
كنت من صلب اللواء 128 مظلات وهذا اللواء لم يدخل الحرب ولكنه كان يحمي منطقة السد العالي في قنا ولذلك أطلق على اللواء ( اللواء قناوي ).
استشهاد قائدي المباشر في الثامن من اكتوبر 1973 .
................................. ؟
تم تكريمي فحصلت علي وسام نجمة سيناء من الرئيس السادات بمنزله وقال لي : إذا لم تكن الدولة قد كرمتك في مجلس الشعب فأنا اكرمك في بيتي ، كما كرمت من قيادة وحدات المظلات بحضور المشير أحمد اسماعيل كما حصلت علي شهادات تقدير كثيرة وأنا عضو بجمعية المحاربين القدماء .
................................. ؟
في العاشر من شهر يوليو عام 1979 تزوجت من إبنة خالي ( عفاف عبد الفتاح طه المصري ) ورزقنا الله من الأبناء بحسام وعلية وهشام .
............................... ؟
بعد أنتهاء المعارك خرجت إلى الحياة المدنية وتم تعييني بمجلس مدينة ديرب نجم شرقية ثم نقلت الي مجلس مدينة أبو المطامير بمحافظة البحيرة وترقيت في المناصب حتي توليت أدارة العلاقات العامة بمجلس مدينة أبو المطامير
.............................. ؟
عندما أستعيد ذكريات حرب اكتوبر 1973 أشعر بالفخر والأعتزاز واقوم بزيارة زملائي الأبطال ومنهم البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم بطل معارك الإستنزاف والذي تربطني به وبالكاتب الأديب ابراهيم خليل ابراهيم الذي كتب عن بطولاتي وبطولات نخبة من الأبطال .. صداقة قوية جدا وقد زرت زميلي البطل وبصحبة الكاتب ابراهيم خليل ابراهيم وذهبنا الي الفردان حيث مكان تدمير دبابة ( عساف ياجوري ) قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي ومازالت هذه الدبابة موجودة فى مكان تدميرها .
.......................... ؟
الحكمة التي أرددها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أطلب الله تجده تجاهك وإذا أستعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو أجتمعت علي شئ فلن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله لك )
......................... ؟
أقرأ لعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وجمال الغيطاني ويوميات إسماعيل النقيب التي يكتبها في جريدة الأخبار .
...................... ؟
شنبارة منقلا : أصل وجودي .
ديرب نجم : مركزي الذي أنتمي إليه وأعتز به .
الشرقية : محافظتي العريقة .
السلام : إسم من أسماء الله تعالي .
حوار مع البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) صاحب المرتبة الثانية على المستوى العالمى فى تدمير الدبابات
من أبطال مصر الذين كتبوا سطور بطولاتهم فى سجلات التاريخ والشرف والعزة والكرامة .. البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) والذى يحتل المرتبة الثانية على المستوى العالمى فى تدمير الدبابات فقد تمكن من تدمير ( 26 ) إسرائيلية أثناء معارك أكتوبر عام 1973 وقد أخبرنى عن بطولات البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) رفيق كفاحه البطل
( محمد المصرى ) فقد عرفت منه أن البطل ( عبد المعطى ) يعيش مع أسرته بالعياط ولم يعرف أسم الشارع الذى يقطن به البطل ( عبد المعطى ) وهنا وقعت فى حيرة نظرا لأن العياط مدينة كبيرة ولكن أهتديت إلى كتابة رسالة تحوى مطلبى ورقم هاتفى وكتبت على الخطاب ( محافظة الجيزة _ مدينة العياط _ يصل إلى البطل : عبد المعطى عبد الله عيسى .. صائد الدبابات ) وبالفعل وصل خطابى إلى البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) وأتصل بى و التقينا وجاء هذا الحوار :
_____
اجرى الحوار :
ابراهيم خليل ابراهيم
______
_ البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) البطولة لاتولد من فراغ فحدثنا عن المولد والنشأة ومؤهلاتك العلمية ؟
أنا من مواليد ( كوم الضبع ) مركز الباجور بمحافظة المنوفية فى التاسع والعشرين من شهر أغسطس عام 1952 وقبل أن أكمل 60 يوما أنتقلت مع والدى ووالدتى وأختى ( سعدية ) إلى ( العياط ) بمحافظة الجيزة نظرا لعمل والدى .. وقد شهدت ( العياط ) مولد أشقائى ( وفاء _ جمال _ نبيل _ صباح _ حسام _ هدى _ احمد ) .
ألتحقت بالمدرسة وحصلت على الشهادة الإبتدائية ثم الإعدادية وبعد عامين من الدراسة الثانوية تطوعت فى القوات المسلحة وذلك فى الأول من شهر أكتوبر عام 1969 نظرا لعشقى للقوات المسلحة وتحرير الأرض المصرية التى إحتلتها إسرائيل فى عام 1967 وواصلت دراستى وحصلت على الشهادة الثانوية .
_ نفهم من ذلك أنك أشتركت فى معارك الإستنزاف التى بدأت بعد نكسة 1967 مباشرة .. أليس كذلك ؟
نعم .. فقد قمت مع زملائى وقائد السرية البطل ( بهاء ) بالهجوم على النقطة ( 18 ) الإسرائيلية وتمكنا من تدميرها بالصواريخ وأيضا تدمير بعض الدبابات الإسرائيلية .
_ هل كنت متفوقا فى التدريبات ؟
فى السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1970 حصلت على فرقة الصاعقة وبعد تدريبى على الصواريخ المضادة للدبابات ألتحقت بسلاح المظلات وحصلت على فرقة القفز الأساسية فى السابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1972 وجاء ترتيبى الثانى بعد زميلى البطل ( محمود يعقوب ) .
_ البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) حدثنا عن شعورك أثناء عبور قناة السويس يوم السادس من أكتوبر عام 1973 ؟
يوم السادس من أكتوبر 1973 الموافق للعاشر من شهر رمضان 1393 كنت فى طليعة الأبطال الذين عبروا قناة السويس فقد عبرت مع مجموعات الصاعقة والمهندسين .. وشعورى وقت العبور لايوصف مهما تحدثت .
_ ماذا فعلت عندما وصلت إلى أرض سيناء الحبيبة ؟
بمجرد أن وصلت إلى أرض سيناء الحبيبة سجدت على رمالها شكرا لله تعالى ثم نثرت ذرات الرمال على جسمى .
_ هل تتذكر المواجهة الأولى بينك وبين الدبابات الإسرائيلية ؟
نعم .. هذا المشهد مازال بذاكرتى فعندما عبرنا قناة السويس تقدمت مع مجموعة داخل سيناء لمسافة 2 كيلو مترا فإذا بمجموعة من الدبابات الإسرائيلية فعلى الفور أصدر القائد البطل ( صلاح عبد السلام حواش ) أوامره بالتعامل معها وبفضل الله تعالى تمكنت من تدمير دبابتين فزادت ثقتى بنفسى وبسلاحى وقائدى .
_ وماذا حدث بعد ذلك ؟
فى صباح يوم الثامن من شهر أكتوبر 1973 قامت القوات الإسرائيلية بهجوم مضاد فصدرت الأوامر بأن نتحرك إلى منطقة وادى النخيل وأثناء الهجوم الإسرائيلى المضاد قمنا بإرسال طوفان من الصواريخ على الدبابات الإسرائيلية وتمكنا من تدمير ( 23 ) دبابة إسرائيلية كان نصيبى منها ( 7 ) دبابات وفى الساعة التاسعة والنصف أستشهد قائدى البطل ( صلاح عبد السلام حواش ) .
_ ماذا كان شعورك وقت أستشهاد قائدك البطل ( صلاح حواش ) ؟
حزنت أنا ورفاق الكفاح ولكن مصر الحبيبة لاتتوقف طويلا مع الأحزان فأمامنا مهمة تحرير أرضنا .. ولذا قررنا الأخذ بثأر البطل ( صلاح حواش ) والشهداء الأبرار .. وبالفعل تحقق هذا عندما تمكنا من تدمير اللواء 190 مدرع الإسرائيلى الذى كان يقوده ( عساف ياجورى ) وبفضل الله تعالى تمكنت من تدمير ( 10 ) دبابات إسرائيلية وتمكن زميلى البطل ( محمد المصرى ) من تدمير دبابة ( عساف ياجورى ) وتم أسر ( عساف ) مع مجموعة من جنوده .. وفى العاشر من أكتوبر قمنا بالهجوم على تبة البيت الإنجليزى .. وهى نقطة إسرائيلية حصينة .. وتمكنا من تدمير ( 8 ) إسرائيلية .. وفى الثالث عشر من أكتوبر فتحت القوات الإسرائيلية نيرانها وهجمت بالمدرعات فقمنا بالتعامل معها وتمكنت من تدمير دبابتين .. وفى التاسع عشر من أكتوبر تمكنت من تدمير ( 3 ) وفى المساء أنتقلت مع رفاق الكفاح إلى معسكر الجيش الثانى وفى العشرين من أكتوبر كنت فى منطقة الثغرة .. وفى الثالث والعشرين من أكتوبر 1973 أخترقت بعض الدبابات الإسرائيلية وقف أطلاق النار فتعاملنا معها وتمكنت من تدمير دبابة إسرائيلية وفرت بقية الدبابات هاربة .. وبهذا يكون رصيدى من تدمير الدبابات الإسرائيلية ( 26 ) ويسبقنى على المستوى العالمى زميلى البطل
( محمد المصرى ) الذى تمكن من تدمير ( 27 ) دبابة إسرائيلية .
_ البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) أنت وزميلك البطل ( محمد المصرى ) من الجنود الذين عملوا مع البطل الشهيد ( صلاح حواش ) وحققتما أرقاما قياسية على المستوى العالمى .. ومن هنا نلمح عظمة قيادة البطل
( صلاح حواش ) فماهى شهادتك للتاريخ ؟
البطل الشهيد ( صلاح حواش ) كان قائد من طراز فريد .. كان الأخ والمعلم والقدوة .. كان يحرص أثناء التدريبات والخدمة على توفير الراحة النفسية والمعنوية لكل جنوده .. كان دمث الخلق .. فكنا أسرة واحدة .. وأثناء المعارك كنا نتعامل بلغة الأشارة . .. أستشهد البطل القائد ( صلاح حواش ) فى ميدان المعركة وضرب المثل والقدوة فحفظته سجلات الشرف بآيات العزة والفخر .
_ البطل ( عبد المعطى عبد الله عيسى ) حدثنا عن تكريمك التاريخى ؟
تم تكريمى ضمن الأبطال المكرمين فى الجلسة التاريخية لمجلس الشعب يوم التاسع عشر من شهر فبراير عام 1974 ومنحنى الرئيس ( محمد أنور السادات ) وسام نجمة سيناء .. كما منحنى الرئيس الليبى ( معمر القذافى ) وسام الشجاعة الليبى ... والجدير بالذكر أن وسام نجمة سيناء هو أغلى الأوسمة العسكرية فى الجيش المصرى .. ووسام الشجاعة الليبى أغلى الأوسمة العسكرية فى ليبيا الشقيقة .
_ هل بالإمكان أن تصف لنا وسام نجمة سيناء وأيضا وسام الشجاعة الليبى ؟
نعم .. وسام نجمة سيناء على شكل نجمة فضية مثمنة كتب فى وسطها على خلفية سوداء عبارة _ سيناء 1973 _ وتعلق بشريط من القماش .. أما وسام الشجاعة الليبى فهو عبارة عن ميدالية معدنية مطلاه بماء الذهب على شكل وردة وفى وسطها نسر شعار الجماهيرية الليبية .. على قاعدته عبارة.. وسام الشجاعة .
_ وماذا عن التكريمات الأخرى ؟
كرمنا أيضا اللواء ( يوسف صبرى أبو طالب ) مدير مدفعية القوات المسلحة المصرية فى ذلك الوقت .. وأيضا كرمنا الفريق ( محمد عبد الغنى الجمسى ) وأيضا تم تكريمنا من سلاح المظلات والشئون المعنوية والمدارس والأندية ومراكز الشباب .. وأستضافتنى الإذاعية ( آمال فهمى ) فى برنامج ( على الناصية ) عام 1974 وحضر اللقاء الإذاعي ( فهمى عمر ) والإذاعى ( حمدى الكنيسى ) كما أجرت معى أيضا وسائل الأعلام الأخرى مجموعة من اللقاءات .
_ هل تحدثنا عن أسرتك ؟
نعم .. فى الرابع من شهر أغسطس عام 1982 تم زفافى على ( إبتسام مختار السيد ) ورزقنا الله تعالى من الأبناء بوائل وهند ومحمد وجهاد .
_ متى تركت الخدمة العسكرية ؟
تركت الخدمة العسكرية فى الأول من شهر أكتوبر عام 1993 وخرجت إلى الحياة المدنية .
المفضلات