ما شاء الله تبارك الله .
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفه قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) الآية 30
فزعموا أن ذلك من قبيلالأعتراض على الله - ونسوا أن الاعتراض على الله ليس
مجرد معصية فقط وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فية إبليس
- عليه لعنة الله- كما زعموا أن قولهم هذا فية سب لآدم وذريته , ومدح وتزكية
لنفوسهم , واعتراض على حكم ربهم!!.
ونبادر ونقول :إن زعمهم هذا من نسيج الخيال , وشبهتهم هذة تدل على الجهل
والخبل , فإن عصمة الملائكة ثابتة بالكتاب والسنة , وعليه أجماع الأمة .
فالله عز وجل خلق الملائكة , وجبلهم على طاعتة , وعصمهم من
معصيتة , فهم كما وصفهم بقولة : {لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
, وقال : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون } , وكما قال
عنهم : { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } ,
وقال عنهم : { عباد مكرمون*لايسقونه بالقول وهم بأمرة يعملون * يعلم مابين
أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون *} , وقال
عنهم :{ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون }
ومن كان هذا حالهم ,و تلك صفاتهم , فإنهم لايعصون
ربهم , فكيف يعترضون على
حكم خالقهم وينفون حكمة ربهم ؟ ويتطاولون أمام الله بتزكية نفوسهم ؟ كلا
ولعل الحكمة من إخبار الله عز وجل للملائكة عن هذا المخلوق وذريتة ما سيكون
بينه وبينهم من صلة فقط أمروا - بعد خلقة - بتكريمة وتعظيمة
بالسجود له , امتحانا لطاعتهم .
وقدر الله سبحانه أن يكون منهم الحفظة والكتبة , وملائكة الوحي , والمطر
والنبات , والعذاب والموات ... وكلها متعلقه بحياة البشر ومقاديرهم
ومصائرهم . هذا .. ولم يكن جواب الملائكةعلى هذا الإخبار الإلهي بخلق آدم من
قبيل الاعتراض مطلقا , وقد علمت أن الاعتراض على الله ليس بمجرد
معصية فقط - كما زعموا - وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فية إبليس علية لعنة
الله .
وإنما كانت حكمة هذا الخلق الجديد خافية عليهم فأرادوا معرفتها , لماذا يخلق الله خلقا
غيرهم ؟ وهل بدر منهم تقصير أو قصور في مهمتهم , لذلك
أراد الله أن يخلق غيرهم ؟.
فكان سؤالهم واستفسارهم .
وكونهم وصفوا الإنسان بالفساد في الأرض وسفك الدماء قبل أن يوجد , لأن الله
بذلك أعلمهم .
ولأنهم أدركوا أنه مادام هذا المخلوق سيكون من طين ويعيش في الأرض فلابد أن
تكون له طبيعة قابلة للخير والشر , وحينئذ لابد أن يقع التنازع
والصراع بين ذريته , فيحصل الفساد وتسفك الدماء .
ولكن حين أدرك الملائكة خصائص هذا المخلوق وعرفوا مازودة الله به من
الاستعداد للمعرفه والتزود من العلم . سجدوا سجود تحية وتكريم امتثالا
لأمر الحق تبارك وتعالى .
اخى الفاضل ...
شكرا لك على هذا
الطرح القيم والمفيد
جعله الله ثقلا فى موازين حسناتك
كل الشكر مقرونا بكامل الاحترام
_________________
المفضلات