[SIZE=5]عجائب سورة الإخلاص
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه ذات يومٍ فسألهم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فتعجبوا من ذلك السؤال الصعب، فكيف يمكن قراءة ثلث القرآن في ليلة واحدة؟ ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين، أخبرهم بسورة تساوي ثلث القرآن فقال لهم: (قُلَ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآن) [رواه البخاري].
فما هي أسرار تلك السورة العظيمة، وهل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا معجزة جديدة تثبت عَظَمة هذه السورة؟ لنبدأ هذه الرحلة الممتعة في سورة الإخلاص لنشاهد سلسلة من التوافقات العجيبة مع الرقم سبعة عسى أن نزدادَ إيماناً بخالق السماوات السبع عَزَّ وجَلَّ.
عدد كلمات كل آية
ليس هذا فحسب، بل إن كل آية من هذه الآيات الأربع تحوي عدداً محدداً من الكلمات كما يلي: الآية الأولى 4 كلمات، الآية الثانية عدد كلماتها 2، الآية الثالثة عدد كلماتها 5، الآية الرابعة عدد كلماتها 6:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عدد كلماتها 4
(اللَّهُ الصَّمَدُ): عدد كلماتها 2
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): عدد كلماتها 5
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): عدد كلماتها 6
نكتب هذه الأرقام حسب تسلسلها:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
4 2 5 6
إذن عدد كلمات كل آية هو: 4ـ2ـ5ـ6 بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو 6524 من مضاعفات السبعة:
6524 = 7 × 932
حروف (الله)في كل آية
كما رتَّب البارئ عَزَّ وجَلَّ كل شيء في هذا القرآن بإحكام، نجد ترتيباً مذهلاً لاسمه الأعظم (الله) في سورة الإخلاص التي تتحدث عن الله ووحدانيته وأنه لا شريك له. كل آية تحوي عدداً محدداً من أحرف لفظ الجلالة (الله)، أي الألف واللام والهاء، لنكتب الآيات الأربعة وعدد حروف اسم (الله) في كل منها:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عدد أحرف الألف واللام والهاء 7
(اللَّهُ الصَّمَدُ): عدد أحرف الألف واللام والهاء 6
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): عدد أحرف الألف واللام والهاء 4
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): عدد أحرف الألف واللام والهاء 5
نرتب الأرقام الخاصة بتكرار حروف لفظ الجلالة:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
7 6 4 5
إذن نحن أمام عدد محدد من أحرف لفظ الجلالة في كل آية كما يلي: 7ـ6ـ4ـ5 عند صفّ هذه الأرقام نجد عدداً جديداً هو 5467 وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
5467 = 7 × 781
كلمات وأحرف لفظ الجلالة
حتى عندما ندمج كلمات كل آية مع ما تحويه هذه الآية من حروف (الله) يبقى النظام قائماً:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
كلماتها ا ل هـ كلماتها ا ل هـ كلماتها ا ل هـ كلماتها ا ل هـ
4 7 2 6 5 4 6 5
إن العدد الذي يمثل توزع كلمات وأحرف لفظ الجلالة عبر آيات السورة هو: 56456274 من مضاعفات الرقم سبعة:
74 62 45 56 = 7 × 8065182
وتأمل معي هذه المعادلات الإلهية كيف جاءت متناسبة جميعها مع الرقم سبعة.
1_ عدد كلمات كل آية هو: 4 2 5 6 من مضاعفات السبعة.
2ـ عدد حروف (الله) في كل آية هو: 7 6 4 5 من مضاعفات السبعة.
3ـ عدد كلمات وحروف (الله) في كل آية: 74 62 45 56 من مضاعفات السبعة.
وهنا نتساءل كيف انضبطت هذه الأرقام بهذا الشكل. فعدد كلمات كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم 7، وعدد حروف (الله) في كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم 7 أيضاً وعندما دمجنا هذه الأرقام بقي العدد النهائي من مضاعفات الرقم 7: هل هذا العمل في متناول البشر؟
الكلمات التي تحوي حروف اسم (الله)
إن كلمات السورة منها ما يحوي حروفاً من اسم (الله)، ومنها ما لا يحوي هذه الأحرف الخاصة بلفظ الجلالة. ولو أحصينا الكلمات التي فيها الألف واللام والهاء نجد عددها 14 كلمة أي 7 ×2، تتوزع هذه الكلمات على الآيات كما يلي:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عدد الكلمات التي تحوي حروف ا ل هـ هو 4
(اللَّهُ الصَّمَدُ): عدد الكلمات التي تحوي حروف ا ل هـ 2
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): عدد الكلمات التي تحوي حروف ا ل هـ 4
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): عدد الكلمات التي تحوي حروف ا ل هـ 4
نكتب من جديد هذه الأرقام على تسلسلها:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
4 2 4 4
إن العدد الذي يمثل توزع كلمات لفظ الجلالة هو 4424 من مضاعفات الرقم سبعة:
4424 = 7 × 632
وكنتيجة نجد أن الكلمات التي لا تحوي شيئاً من أحرف لفظ الجلالة جاءت منظمة على الرقم سبعة أيضاً:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
0 0 1 2
لدينا هنا العدد 2100 من مضاعفات الرقم سبعة:
2100 = 7 × 300
لنتأمل الآية الثالثة من سورة الإخلاص: (لم يلد ولم يولد)، وهذا التناسق العجيب.
تناسق مذهل مع البسملة
في هذه الآية العظيمة معجزة تقوم على حروف كلمات: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) , فكل كلمة من كلمات البسملة تتوزع حروفها على كلمات: (لم يلد ولم يولد) بنظام مُحكَم.
كلمة (بسم)
إن الحرف المشترك بين هذه الكلمة وبين الآية هو حرف الميم، فلو أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حرف الميم نجد:
لمَ ْ يَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
1 0 0 1 0
العدد الذي يمثل توزع حروف (بسم) هو 1001 من مضاعفات الرقم سبعة:
01001 = 7 × 11 × 0143
كلمة (الله)
إن الحرف المشترك بين اسم (الله) وبين (لم يلد ولم يولد) هو حرف اللام، لنخرج ما تحويه كل كلمة من حرف اللام:
لمَ ْ يَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
1 1 0 1 1
والعدد 11011 يمثل توزع حروف اسم (الله) من مضاعفات الرقم سبعة:
11011 = 7 × 1573
كلمة (الرَّحْمنِ)
إن الحروف المشتركة بين كلمة (الرَّحْمنِ) وبين قوله تعالى: (لم يلد ولم يولد) هي اللام والميم، لندرس توزع هذين الحرفين:
لمَ ْيَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
2 1 0 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الرَّحْمنِ) هو 12012 من مضاعفات الرقم سبعة:
12012 = 7 × 1716
كلمة (الرَّحِيمِ)
إن الحروف المشتركة بين هذا الاسم وبين (لم يلد ولم يولد) هي اللام و الياء والميم , لندرس توزع حروف اللام والياء والميم:
لمَ ْ يَلِدْ و لمَ ْيُولَدْ
2 2 0 2 2
والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الرَّحِيمِ) هو 22022 من مضاعفات الرقم سبعة:
22022 = 7 × 3146
وهنا نتساءل: هل يمكن لمصادفة أن تتكرر أربع مرات في أربع كلمات متتالية وتأتي جميع الأعداد منضبطة مع الرقم سبعة؟؟؟
نكتب نواتج القسمة الأربعة من جديد:
1 ـ كلمة (بسم): 0143
2 ـ كلمة (الله): 1573
3 ـ كلمة (الرَّحْمنِ): 1716
4 ـ كلمة (الرَّحِيمِ): 3146
ولكي لا يظن أحد أن للمصادفة أي دور هنا، نكتب البسملة وتحت كل كلمة من كلماتها الرقم الناتج من توزع حروفها على آية: (لمَ ْيَلِدْ ولمَ ْيُولَدْ)، نكتب هذه النواتج على تسلسلها :
بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0143 1573 1716 3146
إن العدد المتشكل من صفّ هذه الأرقام يعطي عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً:
3146171615730143 = 7 × 449453087961449
الأحد يتجلَّى...
في هذه الآية العظيمة أرقام وتناسقات تشهد على وحدانية الله تعالى بما يتناسب مع معنى الآية الكريمة. ومن أسماء الله الحسنى وصفاته (الأحد) الذي لا شريك له. لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الأحد) أي الحروف: ا ل ح د:
لم يلد و لم يولد
1 2 0 1 2
العدد 21021 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين للتأكيد على أن هذا النظام صادر من الواحد الأحد سبحانه وتعالى:
21021 = 7 × 7 × 429
حتى عندما نعبِّر بلغة الأرقام عن كلمة (أحد) نجد النظام يبقى مستمراً، لنخرج من كل كلمة ماتحويه من الحروف: أ ح د:
لم يلد و لم يولد
0 1 0 0 1
إن العدد الذي يمثل توزع هذه الحروف من مضاعفات السبعة:
10010 = 7 × 1430
إذن عندما عبَّرنا عن كلمة (الأحد) في هذه الآية بالأرقام وجدنا عدداً من مضاعفات الرقم سبعة مرتين وناتج القسمة كان عدداً صحيحاً هو 429، والكلام ذاته انطبق على كلمة (أحد) وكان ناتج القسمة 1430، والعجيب أن صفّ ناتجي القسمة هذين 429 و 1430 يعطي عدداً جديداً من سبع مراتب وهو 1430429 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
1430429 = 7 × 204347
إن هذه التناسبات العجيبة مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد أحكم أحرف كتابه ونظمها ورتبها بشكل يستحيل الإتيان بمثله.
أسماء الله الحسنى
إن معظم أسماء الله الحسنى تتجلى في هذه الآية الكريمة، فالله تعالى هو الرحمن وهو الرحيم وهو الواحد الأحد وهو المبدئ المعيد الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، فكيف يكون له ولد؟ لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (المبدئ):
لم يلد و لم يولد
2 3 0 2 3
إن العدد 32032 من مضاعفات الرقم سبعة:
32032 = 7 × 4576
الكلام نفسه ينطبق على كثير من أسماء الله الحسنى، مثلاً: الصمد، الملك، العزيز، الحكيم، المحصي، العليم،...... ونأخذ كمثال على ذلك كلمة (القدير) لنجد أن العدد الذي يمثل هذه الكلمة في الآية من مضاعفات الرقم سبعة:
لم يلد و لم يولد
1 3 0 1 3
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (القدير) 31031 يقبل القسمة على سبعة أيضاً:
31031 = 7 × 4433
والمذهل حقاً في هذه الآية أننا عندما نخرج من كل كلمة من كلماتها ما تحويه من أحرف كثير من أسماء الله الحسنى نجد عدداً ينقسم على سبعة سواءً أخذنا الاسم معرَّفاً أو غير معرف، مثلاً: (الصَّمد) أو (صَمَد)، تبقى القاعدة ثابتة.
أسماء الله في سورة الإخلاص
سوف نعيش مع أسماء الله الحسنى لنرى كيف تتجلَّى هذه الأسماء الكريمة في سورة الإخلاص التي هي سورة التوحيد والسورة التي نجد فيها صفات الله تعالى.
إن وجود نظام رقمي لأسماء الله في سورة تتحدث عن الله لهو دليل مادي ورقمي قوي جداً على أن الله تعالى قد أحكم أحرف أسمائه الحسنى في آيات كتابه ليدلنا على قدرته على كل شيء، وأن الله هو الواحد الأحد لم يتخذ ولداً ولا يساويه شيء فهو خالق كل شيء، سبحانه وتعالى عما يشركون.
توزع حروف اسم (الملك)
(الملك)هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) [الحشر: 59/23]. ومن عظمة هذا القرآن أن كل حرفٍ فيه قد وضعه الله بمقدار وبنظام مُحكَم. والذي أنزل سورة الإخلاص هو الملِك تبارك وتعالى، لذلك رتب أحرف اسمه داخل هذه السورة بنظام رقمي يتناسب مع الرقم سبعة، لندرك ونعلم: (أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
لنكتب كلمات سورة الإخلاص ونخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الملك) أي ما تحويه كل كلمة من الأحرف: ا ل م ك :
قل هو الله أحد الله الصمد
1 0 3 1 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 1 0 2 1 0 2 1 1 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة (الملك) عبر كلمات هذه السورة هو: 12112012012331301 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
12112012012331301 = 7 × 1730287430333043
ومع أن هذه النتيجة مذهلة فقد يأتي من يقول إنها مصادفة! لذلك وضع الله تعالى نظاماً آخر ليؤكد هذه النتيجة، فعندما نُخرج ما تحويه كل آية من أحرف كلمة (الملك) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
5 6 6 7
وهنا نجد العدد 7665 من مضاعفات السبعة:
7665 = 7 × 1095
إذن تتوزع أحرف كلمة (الملك) في كلمات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة، وبالوقت نفسه تتوزع هذه الأحرف في آيات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة، أليس هذا عجيباً؟
توزع حروف اسم (القدُّوس)
ويبقى النظام مستمراً مع توزع أحرف اسم (القدوس)، لنكتب ما تحويه كل كلمة من كلمات السورة من الحروف: ا ل ق د و س:
قل هو الله أحد الله الصمد
2 1 3 2 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف(القدوس) عبر كلمات السورة هو: 22101131121332312 من مضاعفات الرقم سبعة!
22101131121332312 = 7 × 3157304445904616
لم يتوقف الإعجاز بعد، فهنالك نظام آخر لتكرار هذه الحروف في كل آية من آيات سورة الإخلاص، لنكتب ما تحويه كل آية من أحرف (القدوس) كما فعلنا في الفقرة السابقة:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
8 6 8 7
إن العدد الذي يمثل توزع حروف (القدوس) عبر آيات السورة هو 7868 من مضاعفات السبعة:
7868 = 7 × 1124
وسبحان الله العظيم! النظام نفسه تماماً يتكرر مع اسمين من أسماء الله الحسنى، فهل جاءت هذه الحقائق بالمصادفة؟ وهنا نتساءل:
هل يمكـن لبشرٍ مهما بلغ من القدرة أن يأتينا بنصّ أدبي يعبِّر فيه عن نفسه تعبيراً دقيقاً، ويرتب حروف اسمه هو في هذا النص مع حروف ألقابه أو أسمائه بحيث تأتي جميعها من مضاعفات الرقم سبعة؟ إنها عملية مستحيلة، بل إن مجرد التفكير في صنع نظام مشابه لهذه السورة هو أمر غير معقول.
فهذه السورة عبَّر الله تعالى فيها عن نفسه وصفاته ووحدانيته سبحانه وتعالى، وهي لا تتجاوز السطر الواحد، في هذا السطر كل شيء يسير بنظام رقمي دقيق: الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة (الله) وحروف أسماء الله الحسنى، كل هذا في سطر واحد! فكيف إذا درسنا القرآن كله المؤلف من أكثر من ثمانية آلاف سطر؟
إن هذه الحقائق الدامغة تدل دلالة يقينية أن البشر عاجزون عن الإتيان بسورة مثل القرآن، وهذه سورة الإخلاص خير دليل يشهد بصدق كلام الله تعالى. وقد نجد من وقت لآخر من يدّعي أن باستطاعته الإتيان بسورة مثل القرآن الكريم، أو حتى بمثل القرآن؟ وقد رأينا بالفعل في الآونة الأخيرة ما سُمّي بالفرقان الحق، وهو محاولة لتقليد القرآن!
وإنني على يقين أننا إذا قمنا بدراسة هذا (الفرقان البشري) من الناحية الرقمية فلن نجد فيه أي أثر لأدنى نظام أو إحكام، بل سنجد التناقضات والاختلافات الرقمية ولن نجد فيه نصاً واحداً أو جملة واحدة تنضبط رقمياً مع أي رقم كان، هذا عدا التناقضات اللغوية والبيانية والعلمية التي يمتلئ بها كتاب كهذا.
أما في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ مهما بحثنا ومهما تدبَّرنا فلن نجد خللاً واحداً سواء في لغة القرآن أو في بلاغته وبيانه أو في إعجازه العلمي أو في أعداد كلماته وحروفه. وصدق الله سبحانه وتعالى عندما يقول عن كتابهلا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 41/42].
نظام مذهل لإسمين من أسماء الله
والآن سوف نتدبر نظاماً متعاكساً لتوزع حروف اسمين من أسماء الله الحسنى: (الخالق البارئ) وهنا يتجلى التعقيد الرقمي لهذه الأنظمة التي تتمثل في اتجاهات متعاكسة لقراءة الأرقام. فالعدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (الخالق) في هذه السورة من مضاعفات الرقم 7، أما العدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (البارئ) في السورة فهو من مضاعفات الرقم 7 ولكن باتجاه معاكس ،أي مقلوب هذا العدد.
توزع حروف اسم (الخالق) عَزَّ وجَلَّ عبر كلمات السورة
بالطريقة ذاتها نخرجمن كل كلمة ما تحويه من حروف (الخالق) ، أي الحروف الأبجدية ا ل خ ق:
قل هو الله أحد الله الصمد
2 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الخالق) على كلمات السورة من مضاعفات الرقم 7، فهو يساوي:
= 7 × 15858715890186
توزع حروف اسم (البارئ) تعالى في كلمات السورة
نكرر العملية ذاتها مع حروف كلمة (البارئ) سبحانه وتعالى، أي الحروف الأبجدية ا ل ب ر ي:
قل هو الله أحد الله الصمد
1 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 1 1 1 1
نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار بالاتجاه المعاكس لقراءة الأرقام فتصبح قيمته: 10313212012011111 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7! فهو يساوي:
= 7 × 1473316001715873
إن تنوع وتعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في تعقيد المعجزة الرقمية لهذا القرآن، وزيادة في استحالة تقليد هذه المعجزة من قبل البشرمهما حاولوا. لذلك يمكن القول بأن عدد الأنظمة الرقمية في هذا الكتاب العظيم لا نهاية له!
لقد توزعت حروف اسم (الخالق) بنظام سباعي، وتوزعت حروف اسم (البارئ) بنظام سباعي معاكس، ومثل هذا النظام لا يمكن أن يكون من صنع بشر، بل هو من عند ربّ البشر تبارك وتعالى.
وانظر معي إلى عظمة كلام اللهقُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَأَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)[الكهف:18/109]. ولو تأملنا الكثير من أسماء الله الحسنى لوجدنا النظام يبقى قائماً، فمثلاً كلمة (البصير) تتوزع حروفها بنظام يقوم على الرقم 7، وكذلك كلمة (العدل) ... وغيرها.
وقد يتساءل القارئ الكريم عن سرّ تعاكس الاتجاهات في عمليات القسمة على سبعة. والجواب عن ذلك، والله تعالى أعلم هو أن القرآن كتاب مُحكَم وهو كتاب مثاني كما وصفه الله تعالى. وكما أن معاني ودلالات أسماء الله الحسنى تتعدد، كذلك تتعدد اتجاهات القسمة على سبعة.
وتأمل معي هذا الشكل الذي يعبر عن امتداد صفات الله وأنه لا نهاية لكلماته كيفما توجهنا يميناً أو يساراً:
الاسم الخالق البارئ
اتجاه القسمة على سبعة ® ¬
فالله تعالى هو الخالق الذي خلق الكون من العدم، وهو البارئ الذي برأ وأحكم ونظَّم وأعطى هذا الكون خَلْقَه وشَكْلَه. وكما أنه لا نهاية لخلق الله تعالى، كذلك لا نهاية لإتقان صنع الله تعالى. وأننا كيفما توجهنا وفي أي اتجاه فإن أسماء الله لا نهاية لها.
والآن نأتي إلى دراسة سورة الإخلاص مع البسملة، والسؤال: هل يبقى النظام العجيب قائماً مع البسملة؟ وهل تبقى الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة؟
الإعجاز يستمر مع البسملة
لنكتب عدد أحرف كل آية مع البسملة ونرى هذا التناسق السباعي:
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
19 11 9 12 15
إن العدد الذي يمثل حروف الآيات هو 151291119 من مضاعفات الرقم سبعة:
151291119 = 7 × 21613017
ونلاحظ بأن أول عدد هو 19 حروف البسملة، وآخر عدد هو 15 حروف آخر آية، وبضمّ هذين العددين نجد العدد 1519 من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين لتأكيد هذا النظام البديع:
1519 = 7 × 7 × 31
ليس هذا فحسب، بل إن حروف البسملة تتوزع في آيات هذه السورة بنظام يقوم على هذا الرقم. لنخرج الآن ما تحويه كل آية من حروف البسملة، بكلمة أخرى: ما هي الحروف المشتركة لكل آية مع حروف البسـملة؟
لنكتب آيات سورة الإخلاص مع البسملة التي في أولها ونكتب تحت كل آية عدد حروف هذه الآية:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
عدد حروف البسملة هو 19 حرفاً.
(قل هو الله أحد)
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 8 أحرف.
(الله الصمد)
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 7 أحرف.
(لم يلد ولم يولد)
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 8 أحرف.
(ولم يكن له كفُواً أحد)
عدد حروف البسملة في كلمات هذه الآية هو 9 أحرف.
لنرتب هذه الأرقام حسب تسلسلها:
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
19 8 7 8 9
إن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة على آيات السورة هو: 987819 من مضاعفات الرقم سبعة:
987819 = 7 × 141117
الحروف المميزة (الـم)
إن الحروف المميزة (الم) الألف واللام والميم تتوزع عبر آيات هذه السورة بشكل مذهل يعتمد على الرقم سبعة:
(بسم الله الرحمن الرحيم): عدد حروف(الم) هو 10
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عدد حروف(الم) هو 5
(اللَّهُ الصَّمَدُ): عدد حروف(الم) هو 6
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): عدد حروف(الم) هو 6
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): عدد حروف(الم) هو 5
نكتب هذه الأرقام في جدول:
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
10 5 6 6 5
إن العدد الذي يمثل توزع حروف (الم) عبر آيات السورة مع البسملة هو 566510 من مضاعفات الرقم سبعة:
566510 = 7 × 80930
إذن رأينا تفسيراً منطقياً لحروف (الم) وكيف تتجلَّى وتتوزَّع بنظام مُحكَم يقوم على الرقم سبعة في سورة الإخلاص. ولكن العجيب جداً، أن النظام ذاته يتكرر مع أول حرف وآخر حرف في (الم)!!
أول حرف من (الم)
أول حرف في (الم) هو الألف، لنكتب ما تحويه كل آية من هذا الحرف :
(بسم الله الرحمن الرحيم): عدد حروفالألف هو 3
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عدد حروفالألف هو 2
(اللَّهُ الصَّمَدُ): عدد حروفالألف هو 2
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): عدد حروفالألف هو 0
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): عدد حروفالألف هو 2
نرتب هذه الأرقام:
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
3 2 2 0 2
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف على آيات السورة هو 20223 من مضاعفات السبعة:
20223 = 7 × 2889
آخر حرف من (الم)
النظام نفسه ينطبق على آخر حرف في (الم) وهو حرف الميم، فإذا كتبنا ما تحويه كل آية من هذا الحرف نجد:
(بسم الله الرحمن الرحيم): عدد حروفالميم هو 3
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ): عدد حروفالميم هو 0
(اللَّهُ الصَّمَدُ): عدد حروفالميم هو 1
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ): عدد حروفالميم هو 2
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): عدد حروفالميم هو 1
نكتب هذه الأرقام تسلسلياً:
البسملة الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
3 0 1 2 1
العدد الذي يمثل توزع حرف الميم على آيات السورة هو 12103 من مضاعفات السبعة لمرتين متتاليتين:
12103 = 7 × 7 × 247
والعجيب أن مجموع ناتجي القسمة في كلتا الحالتين هو:
2889 + 247 = 3136
هذا العدد 3136 من مضاعفات السبعة لمرتين أيضاً:
3136 = 7 × 7 × 64
أي أن حروف (الم) تتوزع على آيات السورة بنظام سباعي، وأول حرف من هذه الحروف المميزة وهو الألف يتوزع على الآيات بنفس النظام، وينطبق هذا القانون الرياضي على آخر حرف وهو الميم، وحتى نواتج القسمة نجد لها نظاماً يقوم على الرقم سبعة!
والآن نأتي إلى بعض أسماء الله الحسنى لنرى كيف تتجلى حروفها في هذه السورة العظيمة، ودائماً يكون للرقم سبعة الإعجاز المستمر.
المحصي يتجلَّى
(المحصي)اسم من أسماء الله الحسنى، فهو الذي أحصى كل شيء عدداً. وقد اقتضت حكمتة سبحانه وتعالى اختيار كلمات محددة في سورة الإخلاص تتجلى فيها أسماؤه الحسنى ومنها لنكتب هذا الاسم. لنكتب السورة مع البسملة ونخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف كلمة (المحصي) أي ا ل م ح ص ي :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
1 3 4 5 1 0 3 2 3 4
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 2 0 2 2 0 2 1 1 1 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف (المحصي) في كلمات السورة من مضاعفات السبعة وهو 211120220224323015431 يساوي:
= 7 × 30160031460617573633
لا يقتصر هذا النظام العجيب على السورة كاملة بل يشمل أجزاءها، ففي هذه السـورة نحن أمام إثبات ونفي، لنكتب آيات الإثبات مع ما تحويه كل كلمة من حروف (المحصي) سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
1 3 4 5 1 0 3 2 3 4
إن العدد 4323015431 من مضاعفات السبعة:
4323015431 = 7 × 617573633
ويبقى النظام قائماً من أجل آيتي النفي، لنرى ذلك بكتابة الآيتين وما تحويه كل كلمة من حروف (المحصي):
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 2 0 2 2 0 2 1 1 1 2
والعدد 21112022022 من مضاعفات السبعة:
21112022022 = 7 × 3016003146
وحتى لو أخذنا كل آية من هاتين الآيتين لوحدها نجد فيها نظاماً يقوم على الرقم سبعة، لنكتب الآيتين وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف (المحصي):
لم يلد و لم يولد
2 2 0 2 2
العدد 22022 من مضاعفات السبعة:
22022 = 7 × 3146
و لم يكن له كفواً أحد
0 2 1 1 1 2
العدد 211120 من مضاعفات السبعة:
211120= 7 ×30160
إن هذه النتائج القطعية الثبوت تؤكد أن الله تعالى هو الذي أحكم هذه الآيات بهذا الشكل المذهل وهذا يدل على أن البشر يستحيل عليهم أن يؤلفوا كلمات بليغة ومحكمة لغوياً وفي الوقت نفسه تنضبط حسابياً مع الرقم سبعة، إن هذا العمل لا يقدر عليه إلا رب السماوات السبع سبحانه وتعالى.
لذلك عندما ادعى المشككون بمصداقية هذا القرآن أن باستطاعتهم الإتيان بمثله ردَّ الله تعالى عليهم قولهم فقال: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 52/34]. ونحن اليوم نعيش في القرن الواحد والعشرين وقد مضى على نزول هذا التحدي الإلهي أربعة عشر قرناً، فهل استطاع أحد أن يأتي بمثل القرآن؟
نذهب الآن إلى اسم آخر من أسماء الله الحسنى وهو (المبدئ)، فالله تعالى هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، يقول عز وجلوَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الروم: 30/27].
المبـدئ
لندرس توزع حروف اسم من أسماء الله الحسنى (المبدئ)، نخرج من كل كلمة حـروف هذا الاسم الكريم أي: ا ل م ب د ي:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
2 3 3 4 1 0 3 2 3 4
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 3 0 2 3 0 2 1 1 1 2
العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (المبدئ) سبحانه وتعالى في السورة 211120320324323014332 وهو يساوي:
= 7 × 30160045760617573476
وهنا من جديد نجد نظاماً مستقلاً لجزأي السورة أي الإثبات والنفي، كما في الفقرة السابقة:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
2 3 3 4 1 0 3 2 3 4
العدد الذي يمثل توزع حروف (المبدئ) في هذه الآيات هو: 4323014332 من مضاعفات السبعة. ويبقى النظام مستمراً ليشمل آيتي النفي:
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 3 0 2 3 0 2 1 1 1 2
وهنا العدد: 21112032032 يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين! وهذا دليل وتأكيد من الله عز وجل بلغة الرقم على أنه واحد أحد لم يلد ولم يولد! وفي كل آية أيضاً من هاتين الآيتين يتكرر النظام ذاته:
لم يلد و لم يولد
2 3 0 2 3
العدد 32032 يقبل القسمة على سبعة:
32032 = 7 × 4576
و لم يكن له كفواً أحد
0 2 1 1 1 2
العدد 211120 من مضاعفات الرقم سبعة:
211120 = 7 × 30160
قد يقول قائل إن هذه النتائج جاءت بالمصادفة! ومع أن هذا الافتراض بعيد جداً عن المنطق العلمي الذي يفرض بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً، فإن كتاب الله فيه المزيد والمزيد من الآيات والعجائب بما ينفي هذا الافتراض نهائياً.
فمن الأسماء الواردة في القرآن اسمين لله تعالى وردا متلازمين في قوله تعالى:
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) [البروج: 85/14]. إن منطق المصادفة ينفي أن يتكرر النظام ذاته مع هذين الاسمين المتتاليين، فقد تنضبط حروف اسم دون الآخر. أما أن يأتي كل اسم من هذين الاسمين بنظام يقوم على الرقم سبعة، هذا أمر يدل على وجود منظِّم عليم حكيم، وهذا ما سوف نراه في الفقرة الآتية.
الغفور الودود
يقول تعالى في كتابه يصف نفسَهوَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) [البروج: 85/14]، وفي هذه السورة العظيمة يتجلى هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى، فقد جاءت حروف السورة منظمة تنظيماً دقيقاً بحيث إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من أحرف (الغفور) نجد عدداً من مضاعفات السبعة وهذا النظام ينطبق على أحرف (الودود)، لنرى ذلك:
توزع حروف كلمة (الغفور)
تتوزع حروف هذا الاسم العظيم على كلمات سورة الإخلاص بنظام سباعي. نكتب السورة مع البسملة ونخرج منها هذه الحروف أي ا ل غ ف و ر :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 3 3 1 1 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 1 1 2 1 1 0 1 3 1
العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الغفور) في كلمات السورة هو 131011211112313113330 وهذا العدد يساوي:
= 7 × 18715887301759016190
أحرف كلمة (الودود)
ويبقى النظام الرقمي العجيب قائماً مع حروف اسم (الودود) أي الحروف ا ل و د :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 2 2 1 1 3 2 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الودود) في هذه السورة يساوي: 221011311213323112230 وهذا العدد يساوي:
= 7 × 31573044459046158890
لنتابع رحلة أسماء الله الحسنى في رحاب هذه السورة العظيمة ونأتي لإسم من أسماء الله وهو اللطيف. يقول عز وجل عن نفسه: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّالْعَزِيزُ) [الشورى: 42/19]، لنرى أن النظام ذاته يبقى قائماً مع حروف هذه الكلمة.
توزع حروف اسم (اللطيف)
هذا الإسم أيضاً يتجلى في كلمات السورة بنظام محكم، نخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف (اللطيف) أي ا ل ط ي ف:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 2 3 1 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 1 1 2 1
بالطريقة ذاتها نجد العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (اللطيف) هو: 121110210212313013230 ويساوي:
= 7 × 17301458601759001890
توزع حروف اسم (الوليّ)
وهذا اسم من أسماء الله الحسنى يتجلى في هذه السورة العظيمة، لنخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف (الوليّ) أي ا ل و ي :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 2 3 1 1 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 1 1 2 1
إن العدد الممثل لحروف (الوليّ) في هذه السورة من مضاعفات السبعة فهو يساوي: 121111311212313113230 ويساوي:
= 7 × 17301615887473301890
العبارات تتجلَّى بنظام مُحكم
رأينا كيف تتجلى أسماء الله الحسنى في هذه السورة، فهل يبقى النظام قائماً من أجل العبارات القرآنية الدالة على الله تعالى؟ يقول تعالى في محكم الذكر (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) [الزمر: 39/62]، هذا مقطع من آية يدل على أن الله هو الذي خلق كل شيء فليس قبله شيء وليس بعده شيء. هذه العبارة تتركب أساساً من الحروف: ا ل هـ خ ق ك ش ي. لنكتب كلمات السورة ونخرج من كل كلمة ما تحويه من هذه الحروف:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 4 2 3 2 1 4 1 4 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 2 2 2 1
إن العدد الذي يمثل حروف (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) في هذه السورة هو: 122210210212414123240 من مضاعفات السبعة ويساوي:
= 7 × 17458601458916303320
وهكذا أرقام وأرقام لا نهاية لإعجازها! وكلَّما تبحرنا في أعماق هذا القرآن أكثر رأيناعجائب لا تنقضي. وهذا تصديق لقول الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام عندما وصف القرآن بقوله: (ولا تنقضي عجائبه) [رواه الترمذي].
ولكن السؤال: هل يقتصر إعجاز القرآن على نظام عدّ واحد؟ لنقرأ الفقرة التالية لنَزْدادَ يقيناً بأن كل شيء في هذا القرآن مُحكَم ومتكامل ولا نجد مهما بحثنا أي اختلاف أو خلل أو نقص. وهذا تصديق لقول الحق عز وجل عن هذا القرآن عندما دعى إلى تدبره ورؤية إحكامه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 4/82].
نظام الحروف
في سورة الإخلاص نظام رقمي دقيق لعدد حروف كلماتها، لنكتب السورة مع البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها بطريقة العدّ المستمرّ، وكما أسلفنا طريقة العدّ المستمر أو التراكمي معروفة حديثاً في الرياضيات، وتستعمل مع الكميات المتماسكة التي لا يوجد فيها انفصال لأجزائها. ووجود هذا النظام التراكمي في كتاب الله دليل مادي على أنه كتاب متكامل ومُحكم:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
3 7 13 19 21 23 27 30
الله الصمد لم يلد و لم يولد
34 39 41 44 45 47 51
و لم يكن له كفواً أحد
52 54 57 59 63 66
إن العدّ التراكمي للأحرف أعطانا عدداً شديد الضخامة وهو: 6663595754525147454441393430272321191373 هذا العدد من مضاعفات السبعة!!!
إن هذه الحقيقة الدامغة تثبت أننا مهما اتبعنا من طرق للعدّ والإحصاء تبقى الأرقام مُحكمة ومنضبطة، إذن تعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في حجم المعجزة الرقمية لكتاب الله عز وجل، كيف لا وهو أعظم كتاب على وجه الأرض!
توزع الكلمات التي تحوي حروف اسم (الله)
عندما نبحث في سورة الإخلاص وهي سورة التوحيد وفيها صفة الله تعالى الوحدانية والتنْزيه عن الشريك، نجد في بعض كلماتها حروفاً من لفظ الجلالة (الله) وكلمات أخرى لم تحتوِ على هذه الحروف. والنظام الثنائي الذي نحاول اكتشافه يعتمد على مبدأ بسيط وهو وجود أو عدم وجود شيء ما، فبالنسبة للفظ الجلالة في سورة الإخلاص: الكلمة التي تحوي ألفاً أو لاماً أو هاءً (الله) تأخذ الرقم واحد، والكلمة التي لا تحوي أيَّاً من هذه الحروف الثلاثة تأخذ الرقم صفر.
لنكتب كلمات سورة الإخلاص وتحت كل كلمة رقماً: واحد أو صفر كما يلي:
الرقم 1 يعني وجود حرف أو أكثر من حروف اسم (الله) في الكلمة.
الرقم 0 يعني عدم وجود أي حرف من حروف اسم (الله) في الكلمة.
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 1 1 1 1 1 1 1 1 1
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد 111010110111111111110 من مضاعفات السبعة:
= 7 × 15858587158730158730
وهنا يجب علينا أن نعلم بأن هذا النظام أو هذه الطريقة في العد والمعتمدة على الواحد والصفر لم تكن معروفة زمن نرول القرآن. وهذا يؤكد بأن القرآن يحوي من العلوم كل شيء! كيف لا وهو كتاب خالق كل شيء سبحانه وتعالى؟ أليس الله تعالى هو القائل: (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) [الإسراء: 17/12]؟
توزع مذهل لكل حرف من حروف (الله)
رأينا في فقرات هذا البحث كيف تتوزع حروف أسماء الله الحسنى في كلمات هذه السورة العظيمة، والآن سوف نرى نظاماً مذهلاً لتوزع كل حرف من حروف لفظ الجلالة. لنكتب سورة الإخلاص كاملة مع البسملة ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف الألف، ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف اللام، ثم نعيد العملية من أجل حرف الهاء.
توزع حرف الألف
لنكتب السورة وتحت كل كلمة ما تحويه من حرف الألف:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 1 1 1 0 0 1 1 1 1
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1
توزع حرف الألف على كلمات السورة يعطي عدداً يساوي:
= 7 × 15714285714444428730
توزع حرف اللام
لنكتب السورة وتحت كل كلمة ما تحويه من حرف اللام:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 2 1 1 1 0 2 0 2 1
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 0 0
توزع حرف اللام على كلمات السورة أيضاً يعطي عدداً من مضاعفات الرقم 7 فالعدد: 001010110111202011120 يساوي:
= 7 × 144301444457470160
توزع حرف الهاء
لنكتب السورة وتحت كل كلمة ما تحويه من حرف الهاء:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد
0 1 0 0 0 1 1 0 1 0
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0
توزع حرف الهاء على كلمات السورة يعطي عدداً معكوسه من مضاعفات السبعة فالعدد 010001101000000000100 يساوي:
= 7 × 1428728714285714300
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف في هذه السورة من مضاعفات السبعة، كذلكالعدد الذي يمثل توزع حرف اللام، أما حرف الهاء فنجد معكوس العدد يقبل القسمة على سبعة. إن أول حرف في كلمة (الله) هو الألف وآخر حرف هو الهاء. وقد رأينا نظاماً بديعاً لهذين الحرفين وتوزعهما عبر كلمات السورة:
توزع أول حرف في اسم (الله) توزع آخر حرف في اسم (الله)
®الألف الهاء ¬
وتأمل معي هذين السهمين اللذين يعبران عن اتجاه قسمة الأعداد، فأول حرف في لفظ الجلالة (الله) وهو الألف توزع في سورة الإخلاص بنظام سباعي باتجاه اليمين، وآخر حرف في لفظ الجلالة (الله) هو الهاء، وقد توزع عبر كلمات هذه السورة بنظام سباعي باتجاه اليسار. وكأن هذين الاتجاهين نحو اليمين ونحو اليسار يعبِّران عن أن كلمات الله لا نهاية لها كيفما توجهنا يميناً أو شمالاً!
إن الذي يقرأ هذا الأعداد الضخمة واتجاهاتها في القسمة على سبعة يظن نفسه أمام كتاب في الرياضيات الحديثة، فهل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو النبيّ الأميّ عالماً بكل هذه الأعداد؟ أليس في هذه الأعداد دليل على أن القرآن من عند الله عَزَّ وجَلَّ؟
وصدق الله القائل عن كلماته: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [لقمان: 31/27].
في هذا البحث أثبتنا استحالة الإتيان بمثل سورة قصيرة جداً من سور هذا القرآن العظيم. وهذا من فضل الله علينا أن هدانا لهذه البراهين المادية، التي طالما بحث عنها علماء مخلصون كان همُّهم إقناع غير المسلمين بأن القرآن كتاب الله تعالى، وباللغة التي يفهمونها جيداً وهي لغة الرقم.
__________________[/SIZE]
اخـــــــوكــم فى الله : ولــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــد
المفضلات