هذا رد للدكتور صالح بن يحيى صواب قسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة صنعاء.
فكلاهما صحيح، وكلاهما قراءة متواترة.
ثانيا : أما (مالك) و(ملك) فهما قراءتان متواترتان، قرأ بالأولى عاصم والكسائي، وقرأ الباقون (ملك) بدون ألف.
قراءة (مالك) فهي من المِلك (أي: تملّك الشيء) بأن يصير في حوزة الإنسان.
وأما قراءة (مَلِك) فهي من المُلك، وهو بمعنى الرئاسة والحكم.
ولكل من المعنيين ما يشهد له من كتاب الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى (مالك)، كما في قوله سبحانه: (قل اللهم مالك الملك)، وهو سبحانه وتعالى (ملك)، كما قال سبحانه: (ملك الناس)، (فتعالى الله الملك الحق).
إلا أن العلماء اختلفوا في اختيار إحدى القراءتين من حيث مناسبتها ليوم الدين، وهذا ما يسمى بحجة القراءات أو عللها..
فمن قرأ (مالك) فذلك :
أ – أن معنى (مالك) : المختص بالملك، و(ملك) معناه السيد والرب، ولا يحسن أن يقال: سيد ورب يوم الدين، وإنما يحسن أن يقال: المختص بملك يوم الدين.
ب – أن قوله: (مالك) يجمع بين لفظ الاسم ومعنى الفعل، فلذلك يعمل اسم الفاعل عمل الفعل، فهو أمدح من (ملك).
ج – أن (مالكا) أعم من (ملك) تقول: هو مالك الجن والطير والدواب، ولا تضيف (ملك) إلى هذه الأصناف، وتقول: الله مالك كل شيء، ولا تقول: ملك كل شيء..
أما من قرأ (ملك) فحجته ما يلي:
أ – أن قوله: (ملك) أعم من (مالك) لأن مالك يوم الدين، معناه: مالك ذلك اليوم بعينه، وملك يوم الدين معناه: ملك ذلك اليوم بما فيه، فهو أعم.
ب – قوله عز وجل: (لمن الملك اليوم) والمُلك – بالضم – مصدر من : مَلَك فهو ملِك)، ومعنى ذلك أنه - سبحانه - اختص بالملك يوم القيامة.
ومع ذلك فكل من القراءتين تعطي معنى غير الآخر، وهذا من إعجاز القرآن وسعته وعظمته، والله أعلم.
المفضلات