السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذا الموضوع مهم لان كثير من النصارى الذين يعرفون بصيص من العقيدة الاسلامية وسيرة نبى الله عيسي بالمعتقد الاسلامى يفكرون فى هذا السؤال
الشبهة :
أخبر القرآن الكريم أن المسيح ألقي شبهه على رجل آخر [النساء : 157] أليس هذا ظلما أن يقتل من لا يستحق القتل ؟
الرد :
لقد بينت الأيات المؤامرة التي جرت للمسيح وتحدثت عن نجاه السيد المسيح من مؤامرة اعدائه
فقد قال الله عز وجل فى معرض تعداده لنعم الله على المسيح " وإذ كففت بني إسرائيل عنك " ..
ولقد اشارت الايات لنا ايضا لنجاته قول الله تعالى: ويكلم الناس فى المهد وكهلا,,
وايضا إشارة القرآن الكريم لنزله عليه السلام فى آخر الزمان قوله تعالى : " وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها " وايضا قوله تعالى : " وإن من اهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ".
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء : 157 )
وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه .. فالشك فى الاية منصرف إلى شخصية المصلوب ولم يحدد القرآن الكريم شخص هذا المصلوب ولكنه أكد على نجاه السيد المسيح ورفعه للسماء عليه الصلاه والسلام .
وقد أوضح اللّه الأمر وجلاه وبينه وأظهره في القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله الكريم، المؤيد المعجزات والبينات والدلائل الواضحات، فقال تعالى وهو أصدق القائلين: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} أي رأوا شهبه فظنوه إياه ولهذا قال: {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} يعني ذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ومن سلّمه إليهم من جهال النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال. ولهذا قال: {وما قتلوه يقيناً} أي وما قتلوه متيقنين أنه هو، بل شاكين متوهمين .
أن الكتاب المقدس نفسه لم يعرض تحديد من هى الشخصية التى صلبت ولا يهمنا من يدعون بانه صلب وكذبهم بل عند المسلمين نحن ندرك ما تركته قصه حادثة الصلب التى حولها هؤلاء الى عقيدة عظم شأنها عندهم بسبب مركيون تلميذ بولس الذى كان يعتقد بأن آله اليهود الذى أعطى الناموس لموسى , وخالق العالم كان شريرا واما اله المحبه فقد ظهر في المسيح وهو معارض تماما لخالق العالم ..وصور محاكمة من المسيح لخالق العالم ورب السموات والأرض .
ومن هنا يتضح لنا من اين جاءوا بهذا الفكر الالحادى فى المعتقد, و أن بالنسبة لنا القول بنجاه المسيح من القتل يضع الآمورفى ميزانها الصحيح .
وما ذكرته الأناجيل من تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ,عندما أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة الحرس ليمسكوا به ، فقال لهم : سأبقى معكم وقتا قليلا ، ثم أمضي إلى الذي أرسلني ، ستطلبوني فلا تجدوني ، وحيث أكون أنا لا تقدرون أن تجيئوا ( يوحنا : 7/32-34)
متى رفعتم ابن الإنسان ، عرفتم أني أنا هو ، وأني لا أعمل شيئا من عندي ، ولا أقول إلا ما علمني الآب ، والآب الذي أرسلني هو معي ، وما تركني وحدي ، لأني في كل حين أعمل ما يرضيه . ( يوحنا : 8/21-29 )
جاء في سفر الأمثال : " الأشرار يكونون كفارة لخطايا الأبرار " ( الأمثال 21/18(
"
بر الكامل يقوم طريقه، أما الشرير فيسقط بشره، بر المستقيمين ينجيهم، وأما الغادرون فيؤخذون بفسادهم، الصديق ينجو من الضيق، ويأتي الشرير مكانه " ( الأمثال 11/5 - 8 )
اما نسل الاشرار فينقطع.,لان الرب يحب الحق ولا يتخلى عن اتقيائه الى الابد
" الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه" الآن عرفت أن
المزمور91 هو نبوءة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، نبوءة تصف عبداً قد جعل الله ملجأه . . وتقول هذه النبوءة إن الله سينجيه ويرفعه ويمجده، ويتفق المسيحيون على ان هذا المزمور هو نبوءة عن المسيح بدليل ان لوقا 4 : 10 ومتى 4 : 6 قد احالا عليه واقتبسا منه الفقرة 11 .
ونجد فرق أنكرت حادثة الصلب ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية وايضا الذين نقل عنهم سيوس فى " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرنية "
والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح وأن المصلوب هو سمعان القيرواني وسماه بعضهم سيمون السيرناي ولعل الأسمين لواحد , وهذة الفرق ايضا كانت تقول ببشرية المسيح .
ويقول ملمن فى كتابه " تاريخ الديانة النصرانية " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس , وإسدال ثوب الظلام , فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا فى سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف , وصدقهم القرآن .
وان كان هؤلاء جميعاً من النصارى فيتبين لنا أن لا إجماع عندهم على صلب المسيح وبذلك تبطل دعواهم .
التضارب فى الأقوال فى قصة الصلب و اختلاف موعد الجلسة
لوقا: 22-66 ) (مرقص : 14 -53 ) ( متى: 26- 57) ونجد فى ( يوحنا : 18-3 ) اختلف معهم اختلافاً تاماً كما نرى الاختلاف والتضارب فى رويات :
هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح ؟
متى حوكم المسيح ؟
من الذى حمل الصليب ؟
ايضاً اللحظة الاخيرة فى حياة المسيح فتذكرها الاناجيل وتختلف فى وصف المسيح فيصور متى ومرقس حاله اليائس عندما ينادى ويصرح إلهي إلهي لماذا تركتني .
متى :( 27 –46/50 ) و مرقس : ( 15- 34/37)
بينما لوقا فيرى أن هذة النهاية لا تليق بالمسيح فيصوره بحال أقوى الراضي بقضاء الله حيث قال يا أبتاه فى يديك أستودع روحى ولما قال هذا أسلم الروح أما يوحنا فيتجنب وصف مشاعر المسيح منعا للأحراج
وفجاء اثناء انعقاد المحاكمة نجد الحكم سريعا وبالإجماع مذنبا كان أو لا .. يجب أن يموت يسوع على صفحات الكتاب المقدس , حكم اليهود بغير حق أن يسوع قد جدف على الله وهو ما يشبة الخيانة العظمة فيما يتعلق بالناحية الروحية ..فكلا الفريقين اليهود والنصارى يريدون موت المسيح فيريد الفريق الآول أن يموت للتخلص منه باعتباره جدف على الله أما النصارى فارادوا بموته تحقيق الخلاص من خطايا البشر والآثام .
أي عدل وأي رحمة في تعذيب وصلب انسان غير مذنب؟ ان تعذيب شخص برييء لم يقترف آثاماً من أجل خطايا الآخرين إنما هو ذروة الظلم ... لذلك فإن بولس في رسالته الى رومية ( 8 : 31 - 32 )
قد اعتبر صلب المسيح المزعوم عملاً ليس فيه شفـقة من الله : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ ". ( ترجمة فاندايك )
وبعيدا عن سقوط الثقة بأخبار الأناجيل المحرفة ، والتي اعترف أهلها أنفسهم بأنها لم تنزل على المسيح هكذا ، بل ولا كتبت في حياته ، فإن شهود الإثبات جميعاً لم يحضروا الواقعة التي يشهدون فيها، كما قال مرقس: فتركه الجميع وهربوا ( مرقس 14/50 )
وايضا نرى مما يدل على عدم صحة التنبؤ بالصلب أو القتل بفرار التلاميذ وفيهم بطرس الذى قال له المسيح " طلبت من أجلك لكي لا يفنى ايمانك وأنت متى رجعت ثبت إخوتك , فقال له : يارب ,انى مستعد أن أمضى معك حتى الى السجن والى الموت ......( لوقا 22 / - 32-34)
فدل هذا على معرفتهم بأن المأخوذ غيره , كما قد عرفوا ذلك فهربوا
ثم بعد ذلك ولأن أمر المصلوب لا يهمهم وقد عرفوا بنجاه سيدهم لم يهتموا بمتابعة المصلوب وهو على الصليب أو أثناء المحاكمة ,إلا ما جاء عن بطرس ويوحنا وبعض النسوة .
ونرى من جماع ما تقدم فى المزامير بأن الله مخلص مسيحه يستجيب له من سماء قدسه ويرفعه من ابواب الموت وما حفر له هذة الحفره له وآتى على راس الجمع من جنود وخدم ليقبضوا عليه, وقع فى الحفرة نفسها وبعمل يديه يعلق, فقبض عليه هو بدلاً من المسيح وحوكم هو وصلب بدلا منه كما ذكرت الروايات وتضاربت فى شخصه المصلوب . ولا يهمنا من هو حقيقاً ...
لآن القرآن الكريم لم يذكر لنا من هو.. ولا يفيد أن نعرف من المصلوب الذى حل عليه الشبة ظلماً أم لا ,
فالمهم ان المسيح عليه السلام لم يقتلوه ولم يصلبوه وبانتفاء الصلب تنتفى العقيدة النصرانية وتهدم تماماَ . ومما قد ثبت عن آثر ابن عباس موقوفا عليه أن أحد التلاميذ رضي بأن يلقى عليه الشبه بدل من المسيح عليه السلام فهو ليس بحجة على الاطلاق و لا تقوم الحجة إلا بخبر صحيح . ولله سبحانه الحكمة البالغة و الحجة الدامغة والسلطان العظيم.
وهذة هى الحقيقة التى جاء بها القرآن العظيم واعتقدها المسلمون التى جاءت من القرآن الكريم , ولا يفوتنا أن نذكر أن الاحتجاج بنبوءات المزاميرعلى نجاه السيد المسيح قديم بل ويرجع الى المسيح , إن صح ما فى إنجيل برنابا - فقد جاء فيه أن المسيح قال " إن واحداً منكم سيسلمني, فاباع كالخروف , ولكن ويل له ,لأنه سيتم ما قاله داود ابونا عنه , أنه سيسقط فى الهوة التي أعدها للاخرين . ( برنابا 2113 /24-26)
واذا قلنا : إن المزامير بشرت بنجاته ,فللنصارى أن يقولوا : كيف لم يعرف المسيح ذلك فى العهد القديم , لم قال عن نفسه بأنه سيصلب كما فى الأناجيل ؟
و عندما أنعقد مجمع الفاتيكان عام 1963 و صدرت الوثيقة النهائية الرسمية التى أقرت بدور اليهود وبراءة الرومان وحاولت حصر الجريمة فى أقل عدد ممكن من الكهنة ورؤساء الشعب اليهودى ,نلحظ فى هذة الوثيقة تعارضاً صريحاً مع النصوص الانجيلية المصرحة
بدور اليهود بقتل المسيح ومنها قول بولس : تسالونيكي (1) 2-15
ولقد ذكرت الاناجيل دورهم الخسيس في هذة الجريمة فهم الذين تآمر رؤساء كهنتهم وهم الذين قدموا الرشوة ليهوذا وأصروا وأصرت جموعهم على صلب المسيح رغم براءته التي ظهرت لبيلاطس الذى قبل نصيحته فتبرأ من دم هذا البار.
فكيف يبرأ اليهود دمه ويوحنا يقول على لسان قيافا رئيس الكهنة " أنتم لستم تعرفون شيئا ولا تنكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك المة كلها... فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه " يوحنا 11-47-53
والمفروض أن النصارى يؤمنون بوراثة الذنب ولوتبرأ منه الورثة, فما بالنا بالذنب الذى أعلن أصحابه مسئوليتهم وأبنائهم عنه , و وهل من الممكن تصور وراثة ذنب اليهود دون ذنب آدم أما عكس فلا وألف لا .
ويثبت لنا القرآن الكريم القول فـي تأويـل قوله تعالـى:
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىَ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً }..
{ يأُخْتَ هَـرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ مْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}
ونرى هنا قذف لعيسي صريح فى يوحنا 8-41
انتم تعملون اعمال ابيكم.فقالوا له اننا لم نولد من زنا.لنا اب واحد وهو الله
'JN8-41 : ye do the works of your father.' They said, therefore, to him, `We of whoredom have not been born; one Father we have -- God;
فمن هنا يتضح لنا قولهم على مريم بهتانا وزورا , وقذفهم للسيد المسيح,,, أنه ابن زنا نعوذ بالله من ذلك القول فعليهم لعائن اللّه المتتابعة إلى يوم القيامة ...
وأختم فاقول بل نحن من نسجل هذ الشبهة عليهم اليهود والنصارى و قول القرآن الكريم فيهم وفضحهم حقاً , فهؤلاء الكاذبة الذين قذفوا مريم أم عيسي عليه السلام وسعوا لقتلهِ ولكن الله رفعه إليه , فهؤلاء هم من قتلوا و صلبوا وتعلقوا على خشبة الصليب بـــــــــرئ .. سفك دمه ظلماً.. فلا يسعنا إلا ان نقول ان هذة الشبهه مردودة عليهم فلعنه الله على القوم الكافرين .
المفضلات