تعريف النسخ والاقتباس
>• النسخ :
>نسخ الشيء ينسخه نسخاً، وأنتسخه إكتتبه عن معارضه.
>النسخ:اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف، والأصل نسخة والمكتوب عنه نُسخة لأنه قام مقامه والكاتب ناسخ ومُنتسخ والاستنساخ: كتب كتاب من كتاب
>• الاقتباس :
>القبس: الشعلة من النار.
>أقبسني : أعطاني منه .
>القوابس: الذين يقبسون الناس الخير يعني يعلمون وأتانا فلان يقتبس العلم فأقبسناه أي علمناه.
>• كيف يتحقق الاقتباس :
>الاقتباس عملية فكرية لها ثلاثة أركان.
>1. الأول الشخص المقًتبس منه.
>2. الثاني الشخص المقتبس ( اسم فاعل ).
>3. المادة المقتبسة نفسها ( اسم مفعول ) .
>والشخص المقُتبس منه سابق إلى الفكرة، التي هي موضوع الاقتباس أما المادة المقُتبسة فلها طريقتان عند الشخص المقتبس منه.
>فهو أصل، والمقتبس فرع لا محالة.
>وعلى هذا فإن المقتبس لا بد له، وهو يزاول عملية الاقتباس، لا بد له من موقعين لا ثالث لهما:
>احدهما: أن يأخذ جزء الفكرة كلها بلفظها ومعناها أو بمعناها فقط.
>ويمتنع على المقتبس أن يزيد في الفكرة المقتبسة أية زيادة غير موجودة في الأصل، لأننا قلنا: إن المقتبس لا طريق له لمعرفة ما اقتبس إلاّ ما ورد عند المُقتبس منه.
>إذا جرى الاقتباس على هذا النهج صدقت دعوى من يقول أن فلاناً أقتبس منى كذا.أما إذا تشابه ما كتبه اثنان، احدهما سابق والثاني لا حق، وأختلف ماكتبه الثاني عما كتبه الأول مثل:
>1. أن تكون الفكرة عند الثاني أبسط وأحكم ووجدنا فيها ما لم نجده عند الأول.
>2. أو أن يصحح الثاني أخطاء وردت عند الأول، أو يعرض الوقائع عرضاً يختلف عن سابقه.
>في هذه الحالة لا تصدق دعوى من يقول أن فلاناً قد اقتبس مني كذا.
>ورد هذه الدعوى مقبول من المدعي عليه، لأن المقتبس ( اتهاماً ) لما لم يدر في فلك المقتبس منه ( فرضاً ) بل زاد عليه وخالفه فيما ذكر من وقائع فإن معنى ذلك أن الثاني تخطى ما كتبه الأول حتى وصل إلى مصدر الوقائع نفسها وأستقى منها ما أستقى. فهو إذن ليس مقتبساً و إنما مؤسس حقائق تلقاها من مصدرها الأصيل ولم ينقلها عن ناقل أو وسيط
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>الباب الأول
>الفصل الأول :
>تعريف بالكتاب المقدس
>الكتاب المقدس هو الاسم الذي يطلقه النصارى على كتابهم المقدس ويحوى العهد القديم والعهد الجديد، وبمعنى أدق هو الاسم الذي تطلقه كل طائفة نصرانية على كتابها الذي تعتقد فيه، وذلك لأن الطوائف النصرانية المختلفة لا تتفق على كتاب واحد، فكل طائفة نصرانية لها كتاب مقدس مُختلف عن كتب الطوائف الأخرى.
>فمثلاً هنالك جماعة " شهود يهوة " لها كتاب مقدس لا تعترف به باقي الطوائف النصرانية الأُخرى جملة وتفصيلاً، أما باقي الطوائف الأُخرى فتختلف في كتبها من ناحية الزيادة والنقصان بالنسبة لعدد الأسفار، فكتاب طائفة البروتستانت يحتوى على " 66 " سفراً، بينما يحتوى كتاب طائفة الكاثوليك على " 73 " سفراً، أي بزيادة " 7 " أسفار عن كتاب البروتستانت، بينما نجد كتاب الأرثوذكس يحتوى على " 81" سفراً، بزيادة " 4 " أسفار عن كتاب الكاثوليك وزيادة " 15 " سفراً عن كتاب البروتستانت.
>والسبب الأساسي في اختلاف الطوائف النصرانية في كتابها يرجع إلى مسألة فقدان السند لهذا الكتاب، ولذلك لم تفرق الطوائف النصرانية بين ما هو الصحيح وغير الصحيح، كما أنه ليس هناك قاعدة ثابتة لمعرفة ذلك سوى الظن والاحتمالات مما جعل كل طائفة تعتقد أن كتابها هو الكتاب ا لصحيح وما عداه غير صحيح.
>والكتاب المقدس للنصارى يتكون من أسفار وهذه الأسفار تتكون من إصحاحات ويتكون الإصحاح من أعداد وهي أرقام الآيات ، فعندما نقول " تكوين 9 : 8 " فهذا يعني سفر التكوين الإصحاح التاسع العدد الثامن ، فالذي يأتي أولاً داخل القوس هو رقم الإصحاح والذي يليه بعد النقطتين هو عدد الآيات ، فإذا قلنا تكوين " 9 : 1 ، 7 " فهذا يعني سفر التكوين الإصحاح التاسع الأعداد من واحد إلى سبعة وهكذا .
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>
>طريقة تكوين الكتاب المقدس
>
>يتكون الكتاب المقدس كما أسلفت من جزأين هما: ـ
>1. العهد القديم ويحتوي على التوراة كتاب موسى والمزامير زبور داود ورسائل أنبياء آخرين مثل ( أشعياء وأرمياء وسليمان وغيرهم. ) .
>2. العهد الجديد ويحتوي على الأناجيل الأربعة متي, مر قس, لوقا, يوحنا, ورسائل بولس وباقي رسائل الرسل.
>أما عن طريقة تكوين الكتاب المقدس من حيث كتابة أسفاره ومن هم الذين كتبوها ؟ وفي أي مكان من الأرض ؟ ومتى كان ذلك ؟ ومن الذي قام بالترجمة ؟ .
>نجد صعوبة شديدة في الإجابة على هذه الأسئلة، ولو سألت أي عالم نصراني عن أسفار الكتاب المقدس سفراً سفراً وقلت له من الذي كتب هذا السفر ؟ وفي أي مكان كُتب ؟ ومتى كان تاريخ تدوينه ؟ لعجز هذا العالم النصراني عن ان يعطيك إجابة كاملة لكل الأسفار.
>تضاربت آراء علماء النصارى في كتابهم، والسبب كما ذكرت أنفا من قبل هو فقدان السند لهذه الأسفار، وعدم تواتر كتابهم، والدليل على ذلك هو اعتراف الكتاب المقدس لطائفة الكاثوليك في داخله بأن معظم كُتاب الأسفار مجهولون، وكذلك اعتراف الكتاب المقدس ( النسخة القياسية المنقحة ) في المقدمة أن الكتاب به عيوب خطيرة داخله تتمثل في سقوط بعض الكلمات والأجزاء عن النص الأصلي العبراني
>• لغة كتابة العهد القديم :
>لم يُكتب الكتاب المقدس كله بلغة واحدة، فقد كُتب بلغات متعددة، أما بالنسبة للغة التي كُتب بها العهد القديم يقول القس الدكتور عبد المسيح إسطافنوس ( كانت اللغة العبرية هي اللغة السائدة بين العبرانيين وكانوا أحياناً يسمونها لغة كنعان ( أش 19: 18 ) وأحياناً اللسان اليهودي (2 مل 18: 26، 28 و نح 13: 24 ) ولذلك نجد أن الوحي دون لنا العهد القديم كله باللغة العبرية )
>• كيف اكتسبت أسفار العهد القديم قانونيتها ؟
>وفي هذا يقول القس الدكتور عبد المسيح إسطافنوس ( ودون الدخول في تفصيلات كثيرة نجد أنه بعد خراب أورشليم سنة 70 م استأذن اليهود السلطات الرومانية ليعقدوا مجمعاً يحددون فيه بصفة نهائية قاطعة الأسفار القانونية التي يلتزمون بها. وانعقد هذا المجمع سنة 90م في بلدة صغيرة اسمها ( جمنيا ) ويطلق عليها أحياناً اسم ( جبنه ) بالقرب من يافا . واقروا في هذا المجمع التسعة والثلاثين سفراً التي تتفق جميع الكنائس المسيحية بشأنها فيما يتعلق بالعهد القديم. وأوضح أن هذا المجمع لم يعطي هذه الأسفار صفة القانونية أو الشرعية التي لم تكن لها من قبل.
>فالأسفار المقدسة تحمل بين طياتها وفي نفسها ومن نفسها، طابع القانونية والقدسية فلم يستطع المجمع الأول إلاّ أن يقر بقانونيتها
>إذن لم تكتسب أسفار العهد القديم قانونيتها إلا بعد عام 90 م،و باعتراف القس إسطافنوس, فإذا كانت هذه الأسفار لها قانونيتها من قبل كما ادعى لما كانت هناك حاجة لهذا المجمع.
>• كيف اكتسبت أسفار العهد الجديد قانونيتها ؟
>يقول الدكتور القس إسطافنوس عن كيفية بدء كتابة العهد الجديد: ـ
>أ / رسائل بولس الرسول
>( يلاحظ الدارسون المدققون أن رسائل بولس الرسول جمعت معاً قبل نهاية القرن الأول الميلادي. ويشير بطرس الرسول إلى هذه الرسائل باعتبارها معروفة لدائرة واسعة من المؤمنين ( بط 3: 15، 16 ) ويقول أنها تتضمن بعض الحقائق التي يصعب فهمها، والتي يقوم البعض بتحريفها، أي بشرحها شرحاً خاطا ).
>ب/ البشائر الأربعة :-
>أما الأناجيل الأربعة فقد وجدت إشارات لجمعها معاً إلى منتصف القرن الثاني الميلادي. فهناك شخص اسمه تاتيان السوري أو بالأحر الآشوري، وهو تلميذ جستنيان الشهيد، أعد في عام 160م . كتاباً يعرف باسم ( الدياطسرون ) أي الرباعي بمعنى التوافق " هارموني " بين أربعة أجزاء وفيه محاولة لدمج البشائر الأربع معاً في إنجيل واحد )
>• كيفية وحي أسفار الكتاب المقدس :
>يقول الدكتور إسطافنوس في ذلك :
>( إلا أننا عندما نتحدث عن تدوين أسفار الكتاب المقدس نخطئ كثيراً إذا تناولنا الموضوع للحديث عن الأشخاص الذين دونوا لنا تلك الأسفار المختلفة دون التركيز على عمل الروح القدس عن كونه ( موحي به من الله ( 2 تي 3: 16 ) كما يذكرنا بأنه ( لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2 بط 1: 2 ) فالمسيحيون لا يؤمنون بأن الكتاب المقدس كتاب نزل من السماء بكل كلماته وحروفه، ولكنهم يؤمنون بالوحي: فقد دون ( أناس الله القديسون، كلمات الكتاب المقدس، كل بأسلوبه المتميز ومفرداته الخاصة إلا أنهم جميعاً كانوا ( مسوقين من الروح القدس ) أي محمولين أو مدفوعين بعمل الروح القدس فيهم تماماً كما تدفع الرياح السفن. وهذه هي الصورة التي يقدمها لنا بطرس الرسول في هذه الآية المباركة . فالروح القدس هو الذي حمل هؤلاء على أن يتكلموا بكلام الله. )
>وقبل أن أنتقل إلى نقطة أُخرى أقف قليلاً في هذه النقطة فكلام الدكتور إسطافنوس ( لا يؤمن المسيحيون بأن الكتاب المقدس كتاب نزل من السماء بكل كلماته وحروفه 000 كل بأسلوبه المتميز ومفرداته الخاصة ) .
>وهذا الكلام يعتقده كل النصارى، فكل كاتب عندهم كتب بموهبته وأسلوبه الخاص به ومفرداته الخاصة، ولكن عندما نراجع سفر أشعياء الإصحاح السابع والثلاثين ونطابقه مع سفر الملوك الثاني الإصحاح التاسع عشر نجد أن النصين أو السفرين متطابقان كلمة بكلمة لا زيادة ولا نقصان مع أن المفروض أن كل كاتب من الكاتبين كتب بأسلوبه و مفرداته الخاصة، ثم إن كل كاتب منهما كتب في مكان وزمان يختلف عن الآخر، فكيف إذا تطابق السفران ؟ فهذا إن دل إنما يدل على أن أحد الكاتبين سرق من الأخر وإذا ثبت أنه سرق من كتابات كاتب قبله وبالنص كلمة بكلمة فهذا يفيد أنه غير مُلهم وغير مدفوع من الروح القدس كما ادعى الدكتور أسطافنوس قبل قليل، لأن الروح القدس يحرك الكاتب فقط والكاتب يكتب بأسلوبه ومفرداته الخاصة، وعليه سوف نوضح هذه النقطة مرة أخرى ولكن بعد أن نأخذ فكرة عن كَُتاب الكتاب المقدس.
>• كُتاب الكتاب المقدس
>( شارك أكثر من أربعين شخصاً في تدوين الكتاب المقدس . وقد جاء هؤلاء من خلفيات مختلفة، كما كانوا على درجات ثقافية متفاوتة جداً فمنهم الملك ومنهم رجل السياسة كما كان منهم راعي الغنم وصياد السمك.ومنهم من كان على درجةٍ عالية من الثقافة في عصره، كما كان منهم من لم ينل قسطاً وافراً من التعليم. والذي يتقن اللغات الأصلية التي كُتب بها الكتاب المقدس يدرك الفرق الشاسع في أسلوب التعبير بين كل هؤلاء الذين كتبوا الأسفار المختلفة)
>ومن هذا الكلام نفهم أن الوحي عند النصارى هو أن يلهم الله أحد الكتاب بواسطة الروح القدس فيكتب الحقائق الإلهية ولكن بأسلوبه أي أسلوب الكاتب نفسه وتعبيره فإذا كان متعلما وصاحب فصاحة فإن أسلوبه يكون فصيحاً بليغاً، وإذا كان غير متعلم وأسلوبه ركيك تكون الحقائق الإلهية صحيحة ولكن أسلوبها وسياقها ركيك غير بليغ، وبمعنى أوضح لهذه النقطة والنقطة التي قبلها نقول أن الروح القدس إذا حرك ثلاثة أشخاص أو أكثر بحقائق موحدة فان هؤلاء الكُتاب الثلاثة سيتفقون علي الحقائق ولكنهم لا يتفقون على التعبير والسياق وذلك لأن كل واحد منهم كتب على حسب أسلوبه الخاص ومقدرته العلمية إذن الوحي عند النصارى يختلف عن الوحي الإسلامي، فهم لا يؤمنون بأن كتابهم نزل من السماء بلفظه ومعناه وحروفه كما عند المسلمين.
>• أسماء كُتاب الكتاب المقدس
>قلنا من قبل فان معظم كُتاب الكتاب المقدس مجهولون بل حتى الأسفار التي نسبوها إلى أشخاص بأعينهم لم يكن صحيحاً أنهم هم الذين كتبوهما حقيقة وسوف نوضح ذلك في السطور التالية :
>( والآن لنرى ماذا يقول اثنين وثلاثين عالماً من علماء الكتاب المقدس يظاهرهم خمسون طائفة من طوائف البروتستانت تعاونت معهم في مراجعة الترجمة القياسية المعتمدة المرموز لها R.s.v. والتي قام بطبعها كولنز .
>جاءت ملحوظة في تقديم هذه الترجمة ( لا تقدر بثمن ) . حيث يقول هؤلاء العلماء عن:
> الأسفار الأربعة ( الخروج، العدد، اللاويين ، التثنية ) عن من هو مؤلف هذه الأسفار ؟ يسود الاعتقاد بأنها تنسب إلى موسى وهو نفس تصنيف سفر التكوين.
> من هو مؤلف سفر يشوع ؟ الجواب ينسب معظمه إلى يشوع.
> من هو مؤلف سفر القضاة ؟ الجواب يحتمل أن يكون صموئيل.
> من هو مؤلف سفر راعوث ؟ ليس معروفاً بالتحديد .
> من هو مؤلف سفر صموئيل الأول R.s.v. ؟ الجواب مجهول.
> من هو مؤلف سفر الملوك الثاني R.s.v. ؟ الجواب المؤلف مجهول.
> من هو مؤلف سفر أخبار الأيام الثاني ؟ الجواب مجهول احتمال أن يكون عزرا قد جمعها.
> من هو مؤلف سفر أخبار الأيام الأول ؟ الجواب المؤلف مجهول احتمال عزرا قد جمعها.
>الآن بعد أن علمنا كلام طائفة البروتستانت عن كتابهم المقدس وقبل أن ننتقل إلى أكبر طائفة نصرانية في العالم ( الكاثوليك ) نقف قليلاً مع طائفة البروتستانت ونوجه لهم الأسئلة التالية:
>إذا كان هناك أسفار كُتابها مجهولون غير معروفين كيف اكتسبت هذه الأسفار صفة كلام الله ؟
>كيف اكتسبت هذه الأسفار صفة الوحي والكاتب أساساً مجهولا ؟
>وكيف علمتم أن الكاتب مُلهم وهو غير معروف لديكم ؟
>وكيف توثقون أشخاصاً غير معروفين ؟
>كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات حاسمة فهل من مجيب ؟
>أما الأسفار التي نسبها البروتستانت إلى أشخاص بأعينهم وبعد التدقيق فيها أتضح غير ذلك فيما يلي لنوضح ذلك:
>1ـ أسفار موسى
>( التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية ).
>لم يكتب موسى منها شيء والدليل على ذلك: ـ
>أ?- صيغة ضمير الغائب للمؤلف مثال ذلك .
>- ( فعندما كمل موسى كتابة هذه التوراة في كتاب وسلمها للكهنة بني لأوى ) تثنية ( 31: 24 ) .
>- ( فقال له الرب أذهب انحدر ..... فانحدر موسى إلى الشعب ) خروج
>( 19 :24،25) .
>فلو كان الكاتب لهذه الأسفار هو موسى لما كتب بهذا السياق.
>ب?- هذه الأسفار تنسب إلى الله صفات لا تليق بجلاله الكريم وذلك مثل العجز والندم والحزن والجهل والتعب، وسوف نتعرض لهذا كله من خلال البحث ولكن نكتفي بمثال واحد على ذلك حيث ورد في سفر الخروج ( 31: 17 ) ( لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس ).
>فهل يكتب موسى هذا الكلام عن الله عز وجل ؟
>ت?- ورد في سفر التثنية ( 34 : 5، 7 ) ( فمات موسى هناك عبد الرب في أرض مواب بأمر الرب ـ ودفن في الوادي في أرض مواب تجاه بيت فغور ولم يعرف أحد قبره إلى يومنا هذا . وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم يكل بصره ولم تذهب نضارته ) .
>فكيف يكون الكاتب لهذه الأسفار موسى ويكتب تفاصيل موته ومكان دفنه ؟
>فهذا إن دل إنما يدل على أن الكاتب هو شخص يكتب عن موسى وليس هو موسى نفسه.
>
>2ـ إنجيل متى
>تعتقد طائفة البروتستانت أن كاتب إنجيل متى هو متى تلميذ المسيح. ولكن بعد الإطلاع على هذا الإنجيل أتضح أن الكاتب ليس هو متى تلميذ المسيح ، والدليل على ذلك ما ورد في إنجيل متى نفسه حيث يقول الكاتب ( وفيما يسوع مجتاز من هناك ـ رأي إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له أتبعني فقام تبعه ) متى
>" 9 : 9 " .
>هل يكتب متى عن نفسه بهذا السياق ؟ هل يقول رأي هناك إنسان اسمه متى ؟ هل يعقل ذلك ؟
>بالتأكيد لو كان الكاتب هو متى تلميذ المسيح لكان كتب ( بينما أنا جالس عند مكان الجباية مر بي يسوع وقال لي أتبعني فتبعته ) .
>3ـ إنجيل يوحنا
>أيضاً يعتقد البروتستانت أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا تلميذ المسيح، وبعد تمحيص هذا الإنجيل نجزم تماماً أن يوحنا التلميذ ليس هو كاتبه والدليل على ذلك ما يلي: ـ
>أ?- كيف يكون الكاتب هو يوحنا تلميذ المسيح الذي كان جالساً وقت العشاء الأخير ومتكئاً على صدر المسيح ومع ذلك عندما يكتب أنجليه يغفل عن أهم نقطة أسسها المسيح في العشاء الأخير ؟ !!!! ومن غير المعقول أن يكتب اثنان من كُتاب الأناجيل ( مرقس ولوقا ) وهما لم يكونا حاضرين مع المسيح ولا شاهداه ومع ذلك يكتبان عن سر ( الأفخار ستيا ) خلال العشاء الأخير للمسيح وفي نفس الوقت يغفل التلميذ الشاهد الذي كان موجوداً مع المسيح عن هذه النقطة المهمة ؟ !!!
>هل يعقل أن يكون الكاتب يوحنا تلميذ المسيح ثم يغفل عن نقطة مهمة في التعليم الرسولي المسيحي ؟ !!!
>وهنا لا يوجد غير خيارين أحلاهما مر وهما: ـ
>الأول: أن يكون إنجيل يوحنا ناقصاً فُقدت منه هذه الجزئية المهمة. الثاني: أن يكون الكاتب ليس هو يوحنا تلميذ المسيح، وإنما الكاتب هو شخص مجهول غير مُلهم وهذا ما سنأكده.
>ب?- أيضاً دليل أخر ورد في الإنجيل نفسه ( 13: 23، 25 ) ( وكان أحد التلاميذ متكئاً على حضن يسوع وهو الذي كان يحبه يسوع. فأومأ إليه سمعان بطرس وقال له سل من الذي يقول عنه فاستند ذاك إلى صدر يسوع وقال له رب من هو ) .
>فلو أن الكاتب لهذا الإنجيل هو يوحنا التلميذ لكان كتب بسياق آخر غير هذا السياق، بل لكان قال:
>– كنت متكئاً على صدر يسوع.
>– فأومأ إلى سمعان بطرس.
>– فاستندت إلى صدر يسوع وقلت له.
>أيضاً لما كان قال عن نفسه [ التلميذ الذي كان يحبه يسوع ].
>ت?- أيضاً من دليل كاتب ما ورد في الإنجيل نفسه ( 21 : 24 ) ( وهذا هو التلميذ الشاهد بهذه الأمور وهو الكاتب لها وقد علمنا أن شهادته حق ).
>من القائل:
>– هذا التلميذ هو الشاهد ؟ !!!
>– وهو الكاتب لها ؟ !!!
>– وقد علمنا ؟ !!!
>هل هذا كلام يوحنا عن نفسه ؟ هل يكتب يوحنا عن نفسه بهذا السياق ؟
>وقد تضاربت أقوال علماء النصارى في هذه الآيات فمنهم من نسبها إلى أصدقاء يوحنا ( نداء الأمل ) ومنهم من نسبها إلى يوحنا نفسه ( القس منيس عبد النور ) ومنهم من نسبها إلى الروح القدس وغير ذلك من الأقوال الأخرى المتضاربة.
>
>4ـ إنجيل مرقس
>تواجه طائفة البروتستانت مشكلة كبيرة في إنجيل مرقس ، وهذه المشكلة تكمن في الإصحاح الأخير ( السادس عشر ) الآيات من ( 9 إلى 20 ) فهذه الجزئية تارة تجدها في الحاشية وتارة أخرى تجدها في المتن ، تختلف من طبعة إلى طبعة مما يدل على عدم الوصول فيها إلى رأي قاطع .
> كتاب أكبر طائفة نصرانية في العالم يتحدث:
>في هذه الفقرة جاء الكتاب المقدس لطائفة الكاثوليك أكبر طائفة نصرانية في العالم حيث يقول في المدخل إلى العهد القديم صفحة 52 ( من المحتمل أيضاً أن تكون هناك أحرف كُتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها وقد يدخل الناسخ في النص الذي ينقله، ولكن من مكان خاطئ تعليقاً هامشياً يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا، على إدخال تصحيحات لاهوتيه لتحسين بعض التعابير التي كانت تبدو لهم معرضة لتفسير عقائدي خطر )
>2ـ سفر التكوين
>وعن سفر التكوين يقول الكتاب ( لسنا هنا في صدد تاريخ مكتوب على وثائق كتاريخ داود مثلاً . فغالباً ما رويت هذه القصص شفهياً قبل أن تثبت كتابة وفي كل هذا قد حفظ جوهر الوقائع التاريخية بأمانة ، لكن ما جاء من حوار وتفاصيل مؤثرة بغية إعادة الحياة إلى مشهد تاريخي فهذا من نوع حرية التصرف التي توجبها الرواية الشفهية )
>والشاهد من السفرين السابقين الآتي.
>أ?- حرف النساخ في الكتاب المقدس لتصحيح التعابير .
>ب?- كانت قصص الكتاب المقدس تروى شفهياً قبل أن تثبت كتابة.
>3ـ سفر التثنية
>( إلا أن النص ظل مجهولاً حتى أيام الإصلاح الديني الذي قام به الملك يوشيا التقي فأكتشف النص حينذاك في مخبأ أورشليم ( ملوك 22 : 23 ) وأُتخذ كمنهاج ديني هام بعد عهد انحطاط سابق . إلا أنه من الممكن أن يكون قد أضيف على النص تتمات ملهمة أيضاً مدى سبي بابل ) يا سبحان الله لقد كان السفر مجهولاً حتى أكتشف في مخبأ هيكل أورشليم !!!!
>فإذا كان الأمر كذلك ما يدريهم لعله قد بُدل فيه أو حذف منه أو أُضيف عليه ؟
>كيف عرفوا أنه سالم وتام وهو مجهول بالنسبة لهم ؟
>وسؤال آخر كم مثل هذا السفر ظل مفقوداً إلى الآن ؟
>4ـ سفر راعوث
>( فما هو جوهر هذه القصة التاريخي ؟ من المحتمل أن يكون الكاتب قد استعان في البدء بذكريات تقليدية غير واضحة الظروف تماماً ثم أضاف إليها عدداً من التفاصيل ليجعل الرواية أكثر حياة ويعطيها قيمة أدبية )
>والشاهد من ذلك أن الكاتب لهذا السفر قد تصرف فيه على حسب هواه .
>5ـ سفر أخبار الأيام الأول
>( نجد في سفر الأخبار ذكر وثائق عديدة لم تُحفظ ونتحقق مراراً استعمال أسفار صموئيل والملوك ويضيف إليها المؤلف تفاصيل عديدة استناداً إلى مصادر أخرى وفقاً لمقصده الخاص )
>ما هي هذه الوثائق التي لم تُحفظ ؟
>وأين ضاعت ؟ وماذا تحوي ؟
>وما هي هذه المصادر الأخرى التي استند إليها الكاتب ؟
>وما هو مقصد المؤلف الخاص ؟
>6ـ سفر المزامير
>( عدد المزامير مئة وخمسون ، باستثناء قطعة غير قانونية زائدة ولا ابتكار فيها ، وقد أضيف في نهاية بعض المخطوطات اليونانية ...... إنه من المفيد بنوع خاص ، لدرس المزامير ، أن نعود إلى الأصل العبراني ، لأن بعض المترجمين غير الماهرين في صراعهم مع مهمة شاقة ، قد شوهوا المجموعة الإسرائيلية القديمة عندما نقلوها عن نص المزامير السبعيني )
>أنظر إلى قوله قطعة غير قانونية زائدة !!!!
>وإذا كانت غير قانونية فلماذا وضعت ضمن كتاب الله ؟
>أيضاً وجودها في بعض المخطوطات وعدم وجودها في بعض المخطوطات الأخرى فهذا يعني أن المخطوطات لا يعول عليها .
>
>7ـ سفر الأمثال
>( غير أن السفر ليس بكامله من تأليف هذا الملك سليمان …… لكن يستحيل تحديد أصل هذه المجموعات حتى المسندة منها إلى سليمان …… إن عدداً كبيراً من هذه الأمثال لاصفة دينية لها البتة لكن غالباً ما نعثر فيها على فكرة حضور الله 000)
>أنظر إلى قوله يستحيل تحديد أصل هذه المجموعات !!!
>أنظر إلى قوله لا صفة دينية لها البتة !!!
>ولكن مع ذلك موجودة في كتابهم ويتعبدون بها .
>
>
>8ـ سفر الجامعة
>( إن سفر الجامعة لهو في الحقيقة أشد أسفار الكتاب المقدس غموضاً وأجدرها في تضليل القارئ السطحي.
>يبتدئ الغموض بشخص المؤلف نفسه الذي يدعي في الفصل الأول إنه ابن لداود وملك في أورشليم فيبدو لنا وكأن له حكمة سليمان وغناه المضروب بهما المثل. وكان يجب ألا تغش هذه التسمية الوهمية أحداً لأن المؤلف يتكنى في ذات الوقت باسم آخر أي الجامعة. وفي نهاية السفر خلاصة كتبتها يد ثانية تضعه بين ( الحكماء ) دون ريب أمثال الذين سيدعون في زمن الإنجيل معلمي إسرائيل 000 يذهلنا ما نجد فيها من عدم تجانس وقلة سمو أقله في الظاهر . وأول ما يطالعنا به السفر في سطوره الأولى هو موجة تشاؤم عميق 000 هل يكون السفر مجرد عبارة متحسسة لمفكر متشائم هذا إن لم يكن كما اعتقد الكثيرون خليطاً من تآليف مختلفة الأصل )
>سفر غير متجانس ومع ذلك موحى به من الله !!!
>أيضاً ينقصه السمو ومع ذلك موحى به من الله !!!
>9ـ سفر نشيد الأناشيد
>( لا يقرأ نشيد الأناشيد إلا القليل من المؤمنين لأنه لا يلائمهم كثيراً ) يا سبحان الله سفر موحى به من الله ومع ذلك لا يلائم المؤمنين !!!
>لماذا يا ترى ؟ سوف نعلم ذلك من خلال البحث إن شاء الله.
>10ـ سفر أشعياء
>( من الصعب إذن تحديد موقع سفر أشعياء في تاريخ إسرائيل بسبب الأجزاء المتعددة التي يتألف منها 000 إننا نعلم أن لجنة الكتاب المقدس البابوية ، سنة 1908م قد اعتبرت أن البراهين القائلة بألا يسند إلى أشعياء كل الكتاب الحامل اسمه إنما هي غير كافية 000 وفي الواقع أن عدداً متزايداً من الشراح الكاثوليك يعتبرون أن عمل أشعياء قد تابعه أنبياء آخرون لهم ما له من الأهمية لكنهم لم يخلفوا لنا أسماءهم )
>أنظر إلى قوله لم يخلفوا لنا أسماءهم !!!
>فهذا يعني إنهم مجهولين ، يا سبحان الله ومع ذلك أخذوا منهم دينهم واعتبروهم ثقة !!!
>11ـ سفر دانيال
>( ليس دانيال مؤلف السفر الذي يحمل اسمه إن هو إلا شخصه الرئيسي. أن مؤلفاً ملهماً لم يترك لنا اسمه قد ضم إلى هذه الصورة الشهيرة عن الماضي عدة رؤى ذات إنشاء روائي لقد كتب السفر في ثلاث لغات العبرية و الآرامية واليونانية . وهذا يعني أن المؤلف أدخل في هذا السفر عدة تقاليد سابقة )
>أنظر إلى قوله ( إن مؤلفاً ملهماً لم يترك لنا اسمه ) !!!
>من أين عرفوا أنه مُلهم وهو مجهول واسمه غير معروف ؟ !!!
>من أين علموا أنه ثقة موثوق به حتى أخذوا منه وهو مجهول ؟ !!!
>
>• العهد الجديد
>1ـ مدخل إلى العهد الجديد
>( إن تأليف تلك الأسفار السبعة والعشرين وضمها في مجموعة واحدة أديا إلى تطوير طويل ومعقد 000 ولا غنى بعد ذلك عن البحث كيف أن تلك النصوص وقد نُسخت مراراً ومن غير انقطاع أمكنها أن تجتاز نحو أربعة عشر قرناً من التاريخ الحافل بالأحداث التي مضت بين تأليفها من جهة وضبطها على وجه شبه ثابت عند اختراع الطباعة من جهة أخرى. ولا غنى له في الوقت نفسه عن أن يشرح كيف يمكن ضبط النص بعد ما طرأ عليه من اختلاف في الروايات في أثناء النسخ )
>2ـ قانون العهد الجديد
>( أما أقوال الرب وما كان يبشر به الرسل، فقد تناقلتها ألسنة الحفاظ مدة طويلة ولم يشعر المسيحيون الأولون إلا بعد وفاة آخر الرسل بضرورة كل من تدوين أهم ما علمه الرسل وتولى حفظ ما كتبوه. وما كان بد من أن تثار ذات يوم مسألة المكانة العائدة لهذه المؤلفات الجديدة، وإن حظي في أول الأمر التقليد الشفهي بمكانة أفضل كثيراً مما كان للوثائق المكتوبة. ويبدوا أن المسيحيين، حتى ما يقرب من السنة 150م، تدرجوا من حيث لا يشعروا بالأمر إلا قليلاً جداً إلى الشروع في إنشاء مجموعة جديدة من الأسفار المقدسة، وأغلب الظن أنهم جمعوا في بدء أمرهم رسائل بولس واستعملوها في حياتهم الكنسية. ولم تكن غايتهم قط أن يؤلفوا ملحقاً بالكتاب المقدس ، بل كانوا يدعون الأحداث توجههم فقد كانت الوثائق البوليسية مكتوبة في حين أن التقليد الإنجيلي كان لا يزال في معظمه متناقلاً على ألسنة الحفاظ ، فضلاً عن أن بولس نفسه كان قد أوصى بتلاوة رسائله وتداولها بين الكنائس المتجاورة ( أتس 5/27 وقول 4/16) …. ولا يظهر شأن الأناجيل طوال هذه المدة ظهوراً واضحاً، كما يظهر شأن رسائل بولس …... وقد حصل شيء من الإجماع على رسالة يوحنا الأولى فقد تجاوزت الصيغة الأخيرة للقانون مرحلة النشوء. ولكن ما زال هناك شيء من التردد في بعض الأمور، فإلى جانب مؤلفات فيها من الوضوح الباطني ما جعل الكنيسة تتقبلها لما لا بد منه، هناك عدد كبير من المؤلفات ( الحائرة ) يذكرها بعض الآباء ذكرهم الأسفار قانونية، في حين أن غيرهم ينظر إليها نظرته إلى مطالعة مفيدة. ذلك شأن الرسالة إلى العبرانيين ورسالة بطرس الثانية وكل من رسالة يعقوب ويهوذا . وهناك أيضاً مؤلفات جرت العادة أن يُستشهد بها في ذلك الوقت على أنها من الكتاب المقدس، ومن ثم جزء من القانون، لم تبق زمناً على تلك الحال، بل أُخرجت آخر الأمر من القانون. ذلك ما جرى لمؤلف هرماس وعنوانه ( الراعي ) وللديداكي ورسالة اكليمنضس الأولى ورسالة برنابا ورؤيا بطرس 0000 فالأسفار التي ظلت مشكوكاً في صحتها حتى القرن الثالث، هي تلك الأسفار نفسها التي قام نزاع على صحة نسبتها إلى الرسل في هذا الجانب أو ذلك من الكنيسة. وكانت الرسالة إلى العبرانيين والرؤيا موضوع أشد المنازعات، وقد انكرت صحة نسبتها إلى الرسل إنكاراً شديداً مدة طويلة، فأنكرت في الغرب صحة الرسالة إلى العبرانيين وفي الشرق صحة الرؤيا. ولم تقبل من جهة أخرى إلا ببطء رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا )
>والشاهد من الكلام السابق ما يلي:
>1. كانت أقوال الرب غير مدونة وعلى ألسنة الحفاظ فقط ولم تُكتب إلا بعد وفاة آخر الرسل، والشيء المعروف لدينا أن هذه الأقوال لا يمكن أن تحفظ عن ظهر قلب بل لا يوجد اليوم أحد من أهل الكتاب يحفظ جزءاٍ ً من هذه الأقوال.
>2. خلال هذه الفترة لم يكن للأناجيل شأن بل كانت تسود رسائل بولس.
>3. هنالك رسائل موجودة الآن في الكتاب المقدس ظلت موضوع نزاع بين علماء الكنيسة في الشرق والغرب مثل ( الرسالة إلى العبرانيين والرؤيا ).
>وهذا دليل قاطع على بطلان مسألة الإلهام والروح القدس عند النصارى، وألا أين كان هذا الروح القدس عند اختلافهم في هذه الرسائل.
>3ـ نص العهد الجديد
>( فإن نص العهد الجديد قد نُسخ ثم نُسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف آية نسخة كانت مهما بُذل فيها من الجهد.
>بالموافقة التامة للمثال الذي أُخذت عنه. يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً، عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي . وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها أخطاء. ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الاستعمال لكثير من الفقرات من العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عال.
>ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر. فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات.
>والمثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحص هذه الوثائق المختلفة لكي يقيم نصاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى بأي حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه 000 وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهي محقة في ذلك وإن كان لا يحسن عدّه معصوماً من الخطأ دائماً بكل ما فيه 000 )
>والشاهد من الكلام السابق ما يلي: ـ
>1. النساخ الذين نسخوا هذه الأسفار غير معصومين وصلاحهم للعمل متفاوت.
>2. قام النساخ بقصد أو بدون قصد إلى تبديل وتحريف النصوص.
>3. استحالة الوصول إلى النص الأصلي نفسه.
>مدخل إلى الأناجيل الإزائية .
>( إن القارئ في عصرنا، وهو حريص على الدقة لا ينفك يبحث عن الأحداث التي تم إثباتها والتحقق منها، يقع في حيرة أمام تلك المؤلفات التي تبدو له مفككة يخلو تصميمها من التنسيق ويستحيل التغلب على تناقضاتها ولا يمكنها إن ترد على الأسئلة التي تطرح عليها 0000 قد جمع الإنجيليون ودونوا ، وفقاً لنظرتهم الخاصة ، ما أتاهم من التقاليد الشفهية ) .
>أنظر إلى قوله متناقضة ومفككة وغير متناسقة !!!
>هل كلام الله متناقض ومفكك وغير متناسق ؟ !!!
>5 ـ إنجيل متى
>( أما المؤلف فالإنجيل لا يذكر عنه شيئاً. وأقدم تقليد كنسي ( با بياس أسقف هير بوليس، في الصف الأول من القرن الثاني ) ينسبه إلى الرسول متى لاوي . وكثير من الآباء ( أوريجنيس وجيروم وأيفانس يرون ذلك الرأي، وهناك بعض المؤلفين الذين يستخلصون من ذلك أنه يمكن أن ينسب إلى الرسول صيغة أولى أرامية أو عبرية لإنجيل متى اليوناني. لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الآراء، دون أن يبطلها مع ذلك على وجه حاسم. فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة )
>والشاهد من كلامه أن كاتب إنجيل متى غير معروف تحديداً !!!
>6 ـ إنجيل مرقس
>( وهناك سؤال لم يلق جواباً: كيف كانت خاتمة الكتاب ؟ من المسلم به على العموم أن الخاتمة كما هي الآن ( 16: 9 ، 20 ) قد أُضيفت لتحقيق ما في نهاية كتاب من توقف فجائي في الآية 8 . ولكننا لن نعرف أبداً هل فُقدت خاتمة الكتاب الأصلية أم هل رأى مرقس أن الإشارة إلى تقليد التراثيات في الجليل في الآية لا تكفي لاختتام روايته )
>والشاهد من الكلام السابق ما يلي: ـ
>1. الآيات من ( 9ـ 20 ) ليست من أصل الكتاب ( مرقس ) ،ولذلك أقول هنا إن الكاثوليك حلوا للبروتستانت مشكلة كبيرة وذلك بتأكيدهم أن هذه الآيات غير صحيحة ، وبما أن البروتستانت غير متأكدين من صحة هذه الآيات فتارة يجعلونها في المتن وتارة أخرى في الحاشية لذا فعليهم أن يسلموا بكلام الكاثوليك ويأخذوا بتأكيدهم ببطلان هذه الآيات ، ومن ثم يتخلصوا من مسألة كل طبعة مختلفة عن الأخرى .
>2. أيضاً الشاهد فقدان خاتمة الإنجيل ولذلك صار هنالك توقف فجائي في
>الآية ( 8) .
>
>7ـ إنجيل يوحنا
>( هذه الملاحظات كلها تؤدي إلى الجزم بأن إنجيل يوحنا ليس مجرد شهادة شاهد عيان دونت دفعة واحدة في اليوم الذي تبع الأحداث، بل كل شئ يوحي خلافاً لذلك، بأنه أتى نتيجة لنضج طويل.
>لا بد من الإضافة أن العمل يبدو مع كل ذلك ناقصاً ، فبعض اللحمات غير مُحكمة وتبدو بعض الفقرات غير متصلة بسياق الكلام ( 3/13-21 و 31-36 و1/15 ) يجرى كل شئ وكأن المؤلف لم يشعر قط بأنه وصل إلى النهاية . وفي ذلك تعليل لما في الفقرات من قلة ترتيب . فمن الأرجح أن الإنجيل كما هو بين أيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلف فأضافوا عليه الفصل 21 ولا شك أنهم أضافوا أيضاً بعض التعليق مثل ( 4/2 وربما 4/1 و 4/44 و 7/39 و 11/2 و 19/35 ) أما رواية المرأة الزانية ( 7/53 ـ 8/11 ) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول أُدخلت في زمن لا حق ( وهي مع ذلك جزء من ( قانون الكتاب ، المقدس ) .
>أما المؤلف وتاريخ وضع الإنجيل الرابع ، فلسنا نجد في المؤلف نفسه أي دليل واضح عليهما . وربما كان ذلك مقصوداً )
>والشاهد من كلامه ما يلي :
>1. هذا الإنجيل غير محكم وغير مرتب .
>2. هذا الإنجيل كتبه بعض تلاميذ المؤلف وأضافوا عليه زيادات .
>3. أدخل شخصٌ مجهول قصة المرأة الزانية من مرجع مجهول .
>
>رسائل بولس
>
>بعد أن وقفنا مع طائفتي البروتستانت والكاثوليك وعرفنا رأيهما عن كتابهما، نقف قليلاً مع رسائل بولس وذلك لأننا لم نجد أي كلام من أي الطوائف النصرانية عن رسائل بولس ، وبما أن معظم العقائد النصرانية مبنية على رسائل بولس لا بد من تمحيص هذه الرسائل ودراستها دراسة دقيقة أو حتى دراسة نقدية عاجلة حتى نعلم صحة هذه الرسائل أو عدم صحتها ، ولذلك أقدم هذه الحقائق : ـ
>1. لم يقابل بولس صاحب الدعوة المسيح عليه السلام في حياته ولم يره قط ولم يتلق منه الدعوة كباقي التلاميذ .
>2. قصة دخول بولس في النصرانية غير مقبولة لأنها متناقضة حيث جاء ذكر هذه القصة في المواضع التالية ( أعمال الرسل ( 9: 1 ، 19) و ( 22: 6 ، 13) و ( 26: 12، 16 ) فتجده مرة يذكر في موضع أن نوراً سطع حوله فسقط هو ومن كان معه على الأرض وفي رواية أخرى يقول سقط هو وحده ووقف من كان معه ، وتجده أيضاً يقول إن الذين كانوا معه سمعوا صوت المسيح يكلمه وفي موضع آخر لم يسمعوا الصوت ، وهكذا يروي بولس قصة تنصره كل مرة بطريقة تختلف عن الأُخرى مما جعل هذه القصة مشكوكاً فيها .
>3. هنالك أشياء ومسائل في رسائل بولس ليس لها علاقة بالوحي الإلهي وإنما تخص بولس وحده مثل ما ورد في رسالة تيموثاوث الثانية ( 4: 13) ( الرداء الذي تركته في تراوس عند كاربس أحضره متى جئت والكتب أيضاً ولا سيما الرقوق ) .
>ما علاقة رداء نسيه بولس أو تركه عند كاربس بوحي الله ؟ وهل هذا الرداء أُدخل في كتاب الله بوحي منه أم أن الذي أدخله بولس ؟
>أيضاً هناك كلام بولس الخاص ولا ندري كيف دخل ضمن وحي الله ؟ ومن ذلك ما ورد في ( 2 كورنثوس 11 : 17 ) ( الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة ) . وأيضاً في ( اكورنثوس 7 : 12 ، 25 ) . ( وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب ) ( وأما العذاري فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأياً كمن رحمه الرب ) .
>فإذا كان هذا كلام بولس الخاص فلماذا دخل ضمن وحي الله ؟
>4. ورد في إنجيل لوقا ( 12: 12 ) ( ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون . لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه ) .
>والشاهد من العدد السابق أن الروح القدس سوف يلقن كل شخص صادق باسم المسيح ما يجب أن يقوله في حالة تورطه أمام المجامع والسلاطين .
>ولكن هذا لم يحدث لبولس عندما وقف في المحكمة أمام حنانيا رئيس الكهنة كما ورد في ( أعمال 23: 1 ، 5 ) ( فتفرس بولس في المجمع وقال أيها الرجال الإخوة إني بكل ضمير صالح عشت لله إلى هذا اليوم . فأمر حنانيا رئيس الكهنة الواقفين عنده إن يضربوه على فمه . حينئذ قال له بولس سيضربك الله أيها الحائط المبيض . أفأنت جالس تحكم على حسب الناموس ، وأنت تأمر بضربي مخالفاً للناموس . فقال الواقفون أتشتم رئيس كهنة الله . فقال بولس لم أكن أعرف أيها الأخوة إنه رئيس كهنة لأنه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً ).
>وهذا إن دل إنما يدل على أن بولس مجرد من الروح القدس وإلا لما خانه التعبير وتكلم من عنده فأساء إلى رئيس الكهنة ثم بعد ذلك اعتذر .
>الفصل الثاني
>القرآن الكريم
>
>هو المصدر الأول الذي يعتمد عليه المسلمون في عقائدهم وعباداتهم ، والمسلمون اليوم وإن كانوا متفرقين إلى طوائف وجماعات مثل النصارى إلا أنهم يؤمنون بكتاب واحد ،أي بقرآن واحد ليس عندهم غيره وهذا مخالف لما عند النصارى الذين تفرقوا واختلفوا في كتابهم.
>• معنى كلمة قرآن :
>القاف والراء والحرف المعتل يدل على الجمع . ومنه القرية وهي التي يجتمع الناس فيها . القرو وهو الحوض الذي يتجمع الماء فيه وترده الابل للشرب منه
>والقرآن من هذا القبيل يدل على الجمع حيث تتجمع فيه آيات القرآن الكريم ) .
>• معنى كلمة سورة :
>هي كلمة عربية من السور وهو حائط المدينة المشتمل عليها كذلك كلمة سورة مشتقة من كلمة سور كأنه كل مجموعة من الآيات محاطة بسور معنوي لا يسمح لنقطة أو لحرف من غيرها بالدخول فيها ، أو بشيء بالخروج منها وهذا كناية عن الحفظ والصون .
>واسم السورة في القرآن الكريم يدل على محتوياتها ، فمثلاً سورة البقرة سُميت بذلك إشارة إلى قصة البقرة التي ذُكرت لتخدم غرض السورة الرئيسي وهو قدرة الله على إحياء الموتى فجاءت قصة إبراهيم عليه السلام وقصة عزير لتخدما هذا الغرض الرئيسي وهكذا كل سور القرآن .
>
>• معنى الوحي في الإسلام :
>الوحي لغة : هو الإعلام الخفي السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفي عن غيره.
>الوحي شرعاً : كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه . أو إعلام الله تعالى أنبياءه الشيء إما بكتاب أو برسالة ملك أو منام أو إلهام ) .
>والقرآن الكريم كتاب أُحكمت آياته وأعجزت الخلق معجزاته ، حيث أنزل هذا القرآن منجماً على النبي ، إي مجزءاً ، ولم ينزل كله دفعه واحدة ، وإنما نزل من اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الحادية والأربعين لمولده الشريف ، الموافق لسنة 611م .
>وكان أول ما نزل منه قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق .اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم ) سورة العلق الآيات من ( 1-5) .
>ثم بعد ذلك ظل القرآن الكريم يُنزل على الرسول بين فترة و أخرى حتى اكتمل كله في اليوم التاسع من ذي الحجة للسنة العاشرة من الهجرة وكان آخر ما نزل قوله تعالى( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
>دينا ).المائدة آية 3
>فتكون بذلك مدة نزوله اثنين وعشرين سنة وشهرين وعشرين يوماً .
>• الحكمة من نزول القرآن الكريم منجماً :
>1. التنجيم تيسيراً على النبي لحفظه وفهمه ومعرفة أحكامه .
>2. تدريج أصحاب النبي على التربية الجديدة .
>3. الإجابة على أسئلة المسلمين والكفار .
>4. تمشياً مع الأحداث والمستجدات .
>5. نزول الوحي وتكراره تثبيت لقلب النبي وأصحابه .
>والقرآن الكريم من حيث نزوله ينقسم إلى قسمين هما : ـ
>1. مكي وهو الذي نزل بمكة . قبل هجرة النبي منها . في مدة إقامته بها وهي اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوماً .
>2. مدني وهو ما نزل على النبي بعد الهجرة سواء أكان في المدينة أو خارجها .
>وقد نزل الوحي القرآني على النبي من ربه باللغة العربية أي لغة مُضر وهي أوسع اللغات وأكثرها تأدية للمعاني .
>وقبل أن نسترسل علينا أن نعود إلى مسألة الوحي القرآني فهي تختلف عن الوحي عند النصارى، حيث إننا- نحن المسلمون- نؤمن تماماً أن الوحي هو ما لقُن الرسول لفظه ومعناه فهو منزل بلفظه وكلماته من اللوح المحفوظ بواسطة الملك جبريل عليه السلام ، والرسول أو النبي يحفظ ما أملاه عليه الملك ، والفرق هنا واضح بين المسلمين والنصارى ، ففي النصرانية الوحي هو أن يكتب النبي حقائق ملهمة بتعبيره وأسلوبه الخاص كما وضحنا من قبل ، أما في الإسلام فالوحي لفظ ومعنى من عند الله وليس لنبي أو رسول أن يدخل فيه أسلوبه أو تعبيره الخاص .
>و نعود ونقول كما وضحنا من قبل أن القرآن الكريم نزل بلغة مُضر وكانت لغة مضُر هذه تنتظم لغات سبع لقبائل سبع وهي ( هذيل وكنانة وضبة وتيم الرباب وقيس وقريش وأسد بني خزيمة ) .
>وعندما كان هذا القرآن ينزل على النبي كان يحفظه من الملك جبريل عليه السلام ويعي معناه ثم بعد ذلك يأمر كُتابه أن يكتبوه على الرقاع أو جريد النخل أو صفائح الحجارة أو اللخاف ثم بعد ذلك يبلغه إلى الناس فيحفظوه في الصدور ، وقد كان للنبي أربعون كاتباً.
>وعندما أنزل الله عز وجل هذا القرآن على النبي تكفل وتعهد بحفظه قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر أية (9)، وعندما أنزل الله هذا القرآن على النبي تحدى به العرب الذين نزل بلغتهم عندما زعموا أن هذا القرآن من صنع البشر ، وفي ذلك يقول جل من قائل ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذير . و قراناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً ) (2) الإسراء الآيتين( 105و 106 ).
>وقال أيضاً جل من قائل عن كتابه الكريم ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ) الكهف الآيتين(1 و 2).
>و قد بدأ هذا التحدي عندما زعم المشركون أن القرآن من صنع البشر ، فتحداهم الله أن يأتوا بمثله وهو بلغتهم وهم الفصحاء البلغاء ، قال تعالى ( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون . فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ) الطور الآيتين( 33 و 34) .
>فلما عجز هؤلاء العرب الفصحاء البلغاء عن الإتيان بمثله تحداهم الله بتحد ثان وسهل هذا التحدي، وطالبهم بأقل من الأول الذي عجزوا عنه، قال تعالى ( أم يقولون إفتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات. وأدعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فأعلموا أنما أُنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) هود الآيتين(13 و 14).
>ومرة أخرى تعجز فصاحة هؤلاء العرب الفصحاء البلغاء عن الإتيان بمثل ما طلب الله منهم ، فيتحداهم الله مرة أخرى ويقلل لهم التحدي إلى سورة واحدة ، قال تعالي ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وأدعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين . فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) البقرة الآيتين( 23 و 24).
>ولكنهم أيضاً عجزوا تماماً في ذلك لأن هنالك فرق كبير بين كلام الله و كلام البشر ، وما زال التحدي إلى يومنا هذا قائم ،
>قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) الإسراء آية (88 ).
>
>جمع القرآن الكريم
>
>ونحن نتحدث عن القرآن الكريم حرى بنا أن نتحدث عن نقطة مهمة جداً، ألا وهي مسألة جمع القرآن الكريم والتي يطعن فيها الكثير من أعداء الإسلام .
>وقبل أن أخوض في هذه المسألة أذكر القارئ بأن القرآن الكريم كان ينزل على الرسول فيأمر كُتابه بتدوينه وفي نفس الوقت كان يُحفظ في الصدور، وكان هنالك حفاظ كثيرون يتنافسون في حفظ القرآن الكريم، وقبل أن يقبض الله رسوله إليه في السنة الأخيرة من حياته، عرض النبي القرآن الكريم على جبريل عليه السلام ( أمين الوحي ) مرتين، وكان قبلها يعرضه عليه كل عام مرة واحدة ثم عرض النبي ما في صدره على كتبة الوحي، ثم بعد ذلك تأكد مما في صدور الحفاظ فكان ما في صدور الحفظة وما كُتب في الرقاع وغيرها وما في صدر النبي محمد صورة واحدة لا زيادة ولا نقصان، وهكذا ظل القرآن الكريم محفوظاً كتابةً في صدور الصحابة رضوان الله عليهم، وقد توفي النبي عن مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الصحابة يتنافسون في حفظ القرآن الكريم.
>وكما أو ضحنا فأن النبي قبض والقرآن محفوظ في صدور الرجال ومكتوب في الصحف ولكنه مفرق السور كل سورة في صحيفة بحرف من الحروف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم ، ولم يُجمع في مصحف واحد ، حيث كان الوحي يتنزل تباعاً فيحفظه القراء ، ويكتبه الكتبة ولم تدع الحاجة إلى تدوينه في مصحف واحد لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترقب نزول الوحي من حين لآخر وقد يكون منه الناسخ لشيء نزل من قبل ، وكتابة القرآن لم يكن ترتيبها بترتيب النزول بل تُكتب الآية بعد نزولها حيث يشير إلى موضع كتابتها بين آية كذا وآية كذا في سورة كذا ، ولو جمع القرآن كله بين دفتي مصحف واحد لأدى هذا إلى التغيير كلما نزل شيء من الوحي .
>• جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر .
>( عرفنا أن القرآن كان مكتوباً من قبل في عهد النبي ولكنه كان مفرقاً في الرقاع والأكتاف والعسب. فأمر أبو بكر بجمعه في مصحف واحد مرتب الآيات والسور وأن تكون كتابته غاية من التثبت مشتملة على الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، فكان أبو بكر رضي الله عنه أول من جمع القرآن بهذه الصفة في مصحف، وإن وجُدت مصاحف فردية عند بعض الصحابة كمصحف على ومصحف أبيّ ومصحف ابن مسعود فإنها لم تكن على هذا النحو ولم تنل حظها من التحري والدقة والجمع والترتيب ….. فهذه الخصائص تميز بها جمع أبي بكر للقرآن )
>جمع القرآن في عهد عثمان .
>( عن أنس: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة.
>فقال لعثمان:أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان. فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير و سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة:إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فأكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ) .
>والذي فعله عثمان كان حرصاً منه على جمع المسلمين على قراءة موحدة وخوفاً من تفرقهم.
>وفي ذلك يقول الشيخ مناع القطان عليه رحمة الله.
>( وتلقت الأمة ذلك بالطاعة، وتركت القراءة بالأحرف الست الأخرى ولا ضير في ذلك. فإن القراءة بالأحرف السبعة ليست بواجبة ولو أوجب رسول الله على الأمة القراءة جميعاً لوجب نقل كل حرف منها نقلاً متواتر تقوم به الحجة، ولكنهم لم يفعلوا ذلك فدل هذا على أن القراءة بها من باب الرخصة. وأن الواجب هو تواتر النقل ببعض هذه الأحرف السبعة و هذا هو ما كان 00000والباعث لدى أبي بكر لجمع القرآن خشية ذهابه بذهاب حملته حين استحر القتل بالقراء.
>والباعث لدى عثمان كثرة الاختلاف في الأمصار وخطأ بعضهم بعضاً. وجمع أبي بكر للقرآن كان نقلاً لما كان مفرقاً في الرقاع والأكتاف والعسب وجمعاً له في مصحف واحد مرتب الآيات والسور. مقتصراً على ما لم تُنسخ تلاوته، مشتملاً على الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن وجمع عثمان للقرآن كان نسخاً له على حرف واحد من الحروف السبعة حتى يجمع المسلمين على مصحف واحد وحرف واحد يقرؤون به دون ما عداه من الأحرف الستة الأخرى )
>وفي ختام هذا الباب أقول إن الكتاب المقدس والقرآن الكريم يختلفان تماماً في شكلهما ومضمونهما فكل منهما يسير في طريق يختلف عن الآخر وقد وضحنا ذلك من خلال هذا الباب فلذلك لا يمكن أبداً أن يكون القرآن الكريم مقتبس من الكتاب المقدس وهو كتاب من عند الله موثق محفوظ مضبوط حُفظاً وكتابةً وحُفظاً في الصدور وتواتر تواتراً قطعياً يحفظه الملايين من المسلمين حتى الأطفال منهم ، ولا يوجد مسلم محسوب على الإسلام يراوده الشك في القرآن الكريم ، و هذه الصفات مفقودة في الكتاب المقدس فهو كتاب مشكوك فيه حتى بالنسبة لأهله فهم فيه على خلاف ، كما أنه فقد التواتر وفقد التوثيق هذا كله قد وضحناه من قبل ولذلك فلا يستقيم عقلاً أن يكون كتاب محفوظ في صدور الرجال ويُتلى أناء الليل والنهار ويُتعبد به وتخشع له القلوب وتنهمر لوعظه الدموع يكون مقتبساً من كتاب أُنزل كتاباً واحداً وصار عدة كتب ولا يحفظه أحد وتشمئز من قراءته النفوس ولا يتلوه أحد ، وشتان ما بين الثرى والثريا
المفضلات