الناظر إلى حال النصارى وتحليلهم لأكل لحم الخنزير وموقف العهد القديم منه يجد العجب العجاب ، والتناقض الفاضح ، حتى ليكاد يصل بك الأمر إلى ضحك هيستيري على سفاهة عقول هؤلاء الخنازير ....
ما هو موقف العهد القديم من لحم الخنزير ؟
يقول ربهم يسوع في تثنية: 14: 8:
(والخنزير لأنّه يشق الظلف ولكنه لا يجترّ فهو نجس لكم)...
من هم أكلة لحم الخنزير وما هو مصيرهم في الكتاب المقدس الحالي؟
يقول اشعياء عليه السلام في سفره 66: 17:
(لأنّ الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل البشر يكثر قتلى الرب الذين يقدّسون ويطهرون أنفسهم في الجنّات وراء واحد في الوسط آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ يفنون معاً يقول الرب).
وفي هذا النص مسائل منها:
أولاً: الوعيد بالنار لمن يتناول لحم الخنزير ويطهره وهو نجس...
ثانياً: وضع لحم الخنزير ولحم الجرذ في مرتبة واحدة حيث قال: (آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ) ممّا يظهر مدى قذارة الخنزير ولحمه.
وفي إشعياء قال: (
بسطت يدي طول النهار إلى شعب تمرّد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره شعب يغيظني بوجهي دائما يذبح في الجنات ويبخّر على الآجر يجلس في القبور ويبين في المدافن يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة)... اشعياء 65: 2 ـ 5.
وقد استعمل الخنزير للدلالة على الاشرار في عهد المسيح عليه السلام حيث نقرأ عنه أنه قال محذرا الناس من رمى أموالهم أمام الفريسيين..
(
يا مرائي أخرج أولا الخشبة التي في عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين أخيك لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزّقكم) متى 7: 6.
وبحسب تفسير لجنة من علماء اللاهوت يقولون:
(
كانت الخنازير حيوانات نجسة بحسب الشريعة في العهد القديم (تثنية 12: 8) وكان كل من يمس حيوانا نجساً يصبح نجساً طقسياً فلا يمكنه الذهاب إلى الهيكل للعبادة إلى أن يتطهر من نجاسته ويقول الرب يسوع إننا يجب ألا نعهد بالتعاليم المقدسة لشعب نجس أو غير مقدس فمن العبث أن تحاول تعليم مفاهيم مقدسة لشعب لا يريد الإصغاء وكل ما يعمله هو أن يمزّق ما تقول ولكن ليس معنى هذا أن نكفّ عن تقديك كلمة الله لغير المؤمنين إذ علينا دائما أن نكرز بالإنجيل ولكن علينا أن نكون حكماء ولنا التمييز لمعرفة من نعلمهم حتى لا نضيع وقتنا سدى) التفسير التطبيعي للكتاب المقدس صفحة 1892 الفقرة الأولى.
وبذلك فإنّ الكنيسة المسيحية تكون قد اعترفت ضمنياً بنجاسة الخنزير وعدم حلّية لمسه وأكله.
ومن أبرز الحوادث المدونة في العهد الجديد ما ورد في إنجيل متى 8: 30 ومرقس 5: 11 ولوقا 8: 32 حيث نقرأ:
(
ولما جاء (المسيح) إلى العير إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداً حتى لم يكن أحد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى فالشياطين طلبوا إليه قائلين إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير).
والملفت ان الشياطين ترغب بالسكن داخل هذه الحيوانات القذرة ومن المعلوم ان الشياطين نجسة ولا يسكن النجس في الطاهر بتاتاً.
وعليه فإن الذين لا يستطيعون أن يطبقوا الوصايا الإلهية التي جاء المسيح ليتممها هم كما يصفهم الكتاب المقدس (
لأنّه كان خير لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعد ما عرفوا يرتدون عن الوصيّة المقدسة المسلمة لهم قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة).
ورغم ذلك كله ورغم ان الخنزير حيوان دنيء النفس، قذر لا يميّز بين القذارة والنظافة، وكل من راقبه وهو يأكل برازه وينغمس به، أقلع عن تناوله وإن كان من عاشقي لحمه، فالخنزير يأكل النجس والطاهر دون تمييز، ويأكل الغائط سواء كان الأخير منه أو من الإنسان، ويأكل الميتة من الحيوان بعد فسادها.
وقد اعتبر من أقذر المخلوقات الحيوانية على الإطلاق ورغم ذلك يؤكل لحمه في أكثر البلدان تحضّراً .
لمــــــــــــــــــاذا ؟؟؟؟
يقول أحد الآباء في الكنيسة المسيحية مجيباً: لأنّ الرسول بولس حلل تناول لحوم جميع الحيوانات ممّا يدبّ على الأرض حيث ورد في أعمال الرسل 10: 11 إلى 16.
(
فجاع كثيراً واشتهى ان يأكل وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء وصار إليه صوت قم يا بطرس أذبح وكل فقال بطرس كلا يا رب لأنّي لم آكل قطّ شيئاً دنساً أو نجساً فصار إليه أيضاً صوت ثانية ما طهّره الله لا تدنسه أو نجساً فصار إليه أيضاً صوت ثانية ما طهّره الله لا تدنسه أنت وكان هذا على ثلاث مسيّات ثم ارتفع الإناء أيضاً إلى السماء).
يعتبر هذا النص بمثابة الحجّة التي يستحلّ النصراني على اساسها تناوله للمحرّمات من اللحوم .
أرأيتم تخلفا ورجعية وقذارة أكثر من ذلك ؟
ليه القذارة دي بأه ؟
لأن الرسول بطرس جاء وجعل من الطعام النجس والمحرّم، طعاماً طاهراً ومحللاً ...
إلههم نجس وام الإله نجسة باعتراف كتابهم المقدس ويمارسون عباداتهم في أماكن النجاسات وهم في حال نجاسة ثم أحلوا لأنفسهم أكل النجاسات .... إنها فعلا نجاسة مقدسة
المفضلات