هل إله الإسلام يحمد نفسه ؟! (الفاتحة 2).
قالوا : هل إله الإسلام يحمد نفسه ؟ كيف ذلك يا مسلمون ؛ لقد حمد نفسه في صورة الفاتحة وغيرها ...... واستدلوا على ذلك بقوله : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) (الفاتحة ).
الرد على الشبهة
أولاً : إن القرآن الكريم أعظم من أن يفسر على وجه واحد ؛ فلهذه الآية تفسيران :
التفسير الأول : يفهم من خلال تعريف القرآن الكريم ؛ بأنه هو : كلامُ الله الغير مخلوق الموحى به إلى النبي r المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر.
إذًا : القرآن كلام الله الموحى به إلى النبي r ؛ فهو خطاب من الله لنبيه r ؛ وعليه يصبح معنى الآية : قل يا محمد وعلم أمتك الحمد لله رب العالمين ، على أنعم من نعم عظيمة لا تعد ولا تحصى...
التفسير الثاني : هو إن لم يحمد الله أحدُ من خلقه فإن الله يحمد نفسه مستحقًا لذلك على ما أوجد وأنعم....
جاء في تفسير القرطبي : فمعنى " الحمد لله رب العالمين " أي : سبق الحمد مني لنفسي أن يحمدني أحد من العالمين ، وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة، وحمدي الخلق مشوب بالعلل.
قال علماؤنا : فيستقبح من المخلوق الذي لم يعط الكمال أن يحمد نفسه ليستجلب لها المنافع ويدفع عنها المضار.
وقيل: لما علم سبحانه عجز عباده عن حمده، حمد نفسه بنفسه لنفسه في الأزل، فاستفراغ طوق عباده هو محل العجز عن حمده.
ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر العجز بقوله : (لا أحصى ثناء عليك).
وأنشدوا: إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت كما نثني وفوق الذي نثني وقيل: حمد نفسه في الأزل لما علم من كثره نعمه على عباده وعجزهم عن القيام بواجب حمده فحمد نفسه عنهم، لتكون النعمة أهنأ لديهم، حيث أسقط عنهم به ثقل المنة . أهـ
وعليه : أكون قد نسفتُ ما في عقول المعترضين من ترهات نسفًا - بفضل الله - .
ثانيًا : إن المعترضين الأرثوذكس يقولون اللهوت والناسوت طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ....
وأتساءل : إذا كان الاثنان طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ، فلمن كان يصلي يسوع ويخاطب من ؟ هل كان يصلي لنفسه أم لله خالقه رب العالمين ؟!
جاء ذلك في الآتي :
1- إنجيل لوقا إصحاح 23 عدد34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَاأَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.
2- إنجيل لوقا إصحاح 11 عدد1 " وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ، لَمَّا فَرَغَ، قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: يَارَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ : « مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ ، 4وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ".
3- إنجيل يوحنا إصحاح 11 عدد 41 " فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها ألآب أشكرك لأنك سمعت لي".
4-إنجيل لوقا إصحاح 11 عدد 41 " وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلّى". لا تعليق !
كتبه : أكرم حسن مرسي
الاثنين 22 / 4/ 2013م
الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا.
المفضلات