-
ما يقوله القرآن عن الكتاب المقدس
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 04-06-2007 الساعة 02:28 AM
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
يقول وليم كامبل :
اقتباس
يقول الدكتور داود رَهْبَر 1 (وكان رئيس كرسي الدراسات الأوردية والباكستانية في جامعة أنقرة بتركيا من 1956-1959): (لو أننا أردنا أن نبني أساساً للفقه الإسلامي والتفسير القرآني، فيجب أن يكون الأساس الأول لهذه الدراسة معرفة ما فهمه الرسول وصحابته داخل قرينتهم التاريخية) ثم مضى يقول إن مفسري القرآن لم يربطوا ولم يقارنوا الآيات الواردة عن موضوع واحد قبل أن يكتبوا تفاسيرهم وأعطى مثلاً من تفسير البيضاوي لعبارة (الأرض والسماء) حيث قال البيضاوي إن الأرض جاءت أولاً، لأنك عندما تتسلّق تصعد من الأسفل إلى الأعلى
أولاً : أنا قرات للبيضاوي لم أجد هذا الكلام ,
ثانياُ : قوله وليم كامبل أن الإمام البيضاوي قال : لأنك عندما تتسلّق تصعد من الأسفل إلى الأعلى .. تثبت أن كل ما جاء ضد البيضاوي به أكاذيب وتدليس ، لأن قوله (تصعد من الأسفل إلى الأعلى) يعني أن هناك أعلى ليصعد إليه ولا يمكن أن يصعد في اللاشيء ، وهذا ما جاء بسورة البقرة فقول الحق سبحانه :
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
[البقرة29]
فكيف يستوي الله إلى السماء بدون وجود سماء ، كما نقول : الملك استوى على عرشه ، إذن العرش موجود ليجلس عليه .
وهذا ما ينقلنا إلى قول الله سبحانه :
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ
[الصف11] .
إذن كانت هناك سماء قبل خلق الأرض .
ثم يبدأ وليم كامبل بذكر آيات قرآنية تشهد لصحة التوراة زمن المسيح.
اقتباس
1) (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً). (سورة مريم 19:12)
2) (وَيُعَلِّمُهُ (الله) الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (سورة آل عِمران 3:48)
3) (وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ... صَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ). (سورة التحريم 66:12)
4) (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم... وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) (سورة آل عمران 3:49 و50)
4) (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاة) (سورة الصف 61:6)
5) (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِهـُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (سورة المائدة 5:46)
6) (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (سورة المائدة 110)
.
وأنا هنا سأكشف نقطة واحدة فقط ترد على وليم كامبل وتثبت أنه مُدلس وكاذب لأنه اختار ما يروق له فقط ، وأخفى الحق الذي يكشف الحقيقة ، فأنا لن أأتي بآية غير مذكورة بدل سأكمل آية قطع وليم كامبل منها نصفها الذي يهدم اكاذيبه
لننظر إلى الآية برقم 4 ماذا تقول :
4) (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاة) (سورة الصف 61:6)
فاين باقي الآية ؟ فللأسف وليم كامبل دكتور الحمير يكشف لنا أكاذيبه .
فالآية بالكامل تقول :
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ (هو توقف هنا .. ولكن أنظروا لباقي الآية ) وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6الصف)
إذن التوراة التي شهد لها القرآن هي التي تحمل البشارة التي شهد لها السيد المسيح بقوله : وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
هل ظهر الآن لكم التدليس والتزوير والتحريف الذي استخدمه وليم كامبل الذي يلقب نفسه بدكتور ؟
يتبع :-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
ثم ينتقل وليم كامبل إلى نقطة أخرى وهي :
آيات قرآنية تشهد أن مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد.
اقتباس
1) (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ... وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ (تلاميذ المسيح) أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي (المسيح) قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (مستسلمون)) (سورة المائدة 5:110 و111)
2) (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (مستسلمون) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ (المسيح)) (سورة آل عمران 3:52 و53)
3) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (سورة الصف 61:14)
4) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (سورة الحديد 57:26 و27 قارن بما جاء في سورة المائدة 82).
5) آية مكية (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مَائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً). سورة الكهف 18:10 و25
6) العصر المكي الأول (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْهـُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة البروج 85:4-9)
.
أين هي الآيات القرآنية التي تشهد بأن هناك مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد ؟
القرآن لم يتحدث عن مسيحي واحد ، بل تحدث عن نصارى ، المسيحي يعترف أنه ليس نصراني وقد كشفت ذلك لكم سابقاً ...... هذا أولاً
ثانياً : الآية الأولي أثبتت أن إعلان إسلام الحواريون ، وهذا يثبت أن المسيح عيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء والرسل آتوا بالإسلام ، وإن أنكر احد ذلك فليذكروا لنا ما هي الديانة التي حملها سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء ، وعلى أي دين كان هو وأبنائه واحفاده .. إسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف ويهوذا وفارص .. إلخ .؟
ثالثاً : إن كلمة الإسلام لغوياً تعني الإستسلام لله ، وهذا يخرجنا من المفهوم الذي يحاول أن وليم كامبل أن يخفيه .
لذلك علينا أن نأخذ بالقرينة التي كان يدعوا لها وليم كامبل من بداية الموضوع .
فلدينا حوالي أربعة عشر قرينة .. للنأخذ منهم الآتي :
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
(آل عمران102)
قال تعالى :
وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ
(الروم53)
ومن خلال هذا القرينة نجد أن المقصود بكلمة (مسلمون) هي الديانة الإسلامية التي جاء بها جميع الأنبياء والرسل وهذا ما اثبتته القرينة .
وطالما أن الحوارييون أعلنوا بأنهم مسلمون ، وأنتم الآن تستشهدوا بذلك ، فلماذا لم ينطق المسيحي "أنا من مسلمين كما قال الحواريون " ؟ وهذا ما إنطبق عليه البند الثاني حيث أعلن الحواريين أنهم مسلمون .
رابعاً : أما بخصوص الآية التي جاءت بالبند الثالث والمنسوخة من سورة الصف ، فنجد أو وليم كامبل أختار من السورة ما تهوي نفسه ليثبت أكاذيبه ولكنه أخفى الآية رقم 6 التي جاءت بنفس السورة حيث جاء فيها :
قال تعالى :
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
[الصف6]
وبإتخاذ ترتيب الآيات نجد أن الحواريين قالوا : قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ، نجد أن هؤلاء هم الذين آمنوا بقول المسيح : وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ، فلذلك أيدهم الله ونصرهم .
خامساً : الآية التي جاءت بالبند الرابع ومقارنتها بالآية 82 لسورة المائدة .. نقول :
إن الآية 82 التي جاءت بسورة المائدة لا نفهمها إلا بذكر الآية التي تليها وهي 83 ، وهذا ما لا يهواه وليم كامبل لأن هذه الآية ستفسد خطته الشيطانية .
قال تعالى :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ - وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
[المائدة82-83]
ولقد طلب وليم كامبل مقارنة ما جاء بسورة المائدة آية 82-82 بالآيتين 26-27 من سورة الحديد والتي جاء فيهما :
قال تعالى :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ - ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
[الحديد26-27]
أولاً : ما جاء بسورة المائدة واضحه جداً بعض إضافه الآية 83 المكملة للآية 82 : ((وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ))
فأين هم القسيسن والرهبان الذي تفيض أعينهم من الدمع عندما سمعوا القرآن ؟
والذي أخفاها وليم كامبل أن هؤلاء الذين آمنوا كانوا قسيسين ورهبان قبل أن يسمعوا القرآن ولكنهم عندما سمعوا وعرفوا الحق الذي اخبرهم به السيد المسيح بأنه سيأتي من بعده برسول اسمه أحمد فاضت اعينهم من الدمع وآمنوا كما جاء في قوله : (يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) .. إذن هم آمنوا وشهدوا بالإسلام .
ثانياً : أما ما جاء بسورة الحديد فالأمر كان أكثر وضوحاً وتأكيداً على رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاء : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ .
فقوله : نوح وتبعه بإبراهيم وأكد الله أنه جعل في ذريتهم النبوة ، وسيدنا إسماعيل هو ابن إبراهيم ، إذن هو من جعل الله له النبوة .. وإن أنكر أهل الصليب أتباع اليهود أن ليس لإسماعيل حق نبوة فنقول أن الله جعل لإسماعيل النبوة من جهة نوح جده قبل أن تكون له النبوة جهة أبيه وذلك في قوله : أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ، فذرية إبراهيم أصلها نوح ، وبذلك إسماعيل هو حفيد نوح وله حق النبوة .
وبذلك فما جاء بسورة الحديد إثبات لا جدال فيه ولا يدع مجال للشك في كون اسماعيل نبي وأنه جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذلك رجع نسب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لجده إبراهيم ونوح عليهم السلام .
وعندما تحدث الله عز وجل حول الرهبانية التي ابتدعوها كشف أن منهم من آمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسلموا فهم قليلون كما جاء بقوله : فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُم ،فالقرآن لم يترك احد إلا واعطاه حقه ، فالذي يبحثون عن الحق من القسيسين والرهبان وآمنوا وعتنقوا الإسلام يجدون أن الله جل وعلا يعلم ما في قلوبهم ويعلم أنهم سيتبعوا الرسول احمد الذي بشر به المسيح وسيجدوا أنهم مذكورين في القرآن والقرآن كرمهم وجعلهم آيات متعبد بتلاوتها وهذا شرف عظيم . ولكن أكثرهم فَاسِقُونَ والفاسق هو الذي يتجاوز حدود الله تعالى في ما يعصي الله به، وقد ينطلق الفاسق من خلال العمل مع التزامه بالعقيدة من الناحية النظرية، بينما النفاق هو أحد مظاهر الفسق، بل هو أعلى مظاهره، لأنه ينطلق من خلال العقيدة.
ثم يكذب وليم كامبل من خلال تفسير للآيات بالباطل فقال :
اقتباس
نتعلم من هـذه الآية أنه بالرغم من أن الرهبانية لم يكتبها الله عليهم، إلا أنهم مؤمنون أتقياء
علماً بأن الله عز وجل أكد في القرآن أن الرهبان فاسقون بقوله (وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) ، لأن القليل من اتباع عيسى ابن مريم عليه السلام آمنوا وأعلنوا إسلامهم كما جاء بقول الحق سبحانه : فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ
ثم يقدم لنا وليم كامبل دليل صدق القرآن (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) بقوله :
اقتباس
قد بدأ نظام الرهبنة في القرن الرابع الميلادي، ولو أنه كان هـناك رهبان متوحدون في القرن الثالث وقد نظم القديس أنطونيوس الرهبنة في مصر عام 305م، وبدأت الرهبنة في شبه جزيرة سيناء في نفس الوقت تقريباً.
وهذا دليل أن الله لم يكتب على أتباع السيد المسيح عيسى ابن مريم الرهبنة وانها بدعة (ابْتَدَعُوهَا) ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
سادساً : يستشهد وليم كامبل بقصة أصحاب الكهف والتي جاءت بقول الحق سبحانه :
قال تعالى :
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا {18/9} إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا {18/10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا {18/11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا {18/12} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {18/13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا {18/14} هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا {18/15} .
يجب اولاً أن نذكر أصل العقيدة التي يتحدث عنها القرآن لنفرق بين ما يؤمن به وليم كامبل وما آمن به أصحاب الكهف .
بِِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ .
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {المائدة/17}
إذن العقيدة التي أعلن عنها الله جل وعلا في القرآن هي عبادته وأن كل من عبد "المسيح يسوع" على أنه هو الله فهو كافر ، لذلك عندما ننظر إلى الآية نجد أن الله ذكر كلمة (المسيح) فقط ولم يذكر "المسيح عيسى" ولذلك لأن الله جل وعلا يعلم أن أهل الصليب سيحرفون اسمه من عيسى إلى يسوع .. فقال الله (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح) ، لأن لو جاءت بالآية قول (المسيح عيسى) لخرج علينا مزور من اهل الصليب أتباع اليهود ويقول إننا لا نعبد "المسيح عيسى" بل "رب المجد يسوع المسيح" وقرآنكم أخطأ ، فأراد الله أن يبطل حجتهم .
لذلك عندما جاء في سورة الكهف قول الحق سبحانه : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
فبهذا يتضح لنا أن الإيمان الذي أعتنقه أصحاب الكهف هو نفس الإيمان الذي أعلن عنه القرآن ، فالله لا هو (( كلي )) لأنه واحد ، ولا هو (( كل )) لأنه أحد ، ولم يتبع أصحاب الكهف الإيمان الذي تسير على نهجه الكنائس وهي عبادة يسوع الذي قالت أمه فيه أنه مختل عقلياً (مرقس 3:21) على أنه الله ... (حاشا لله)
وهذا ما ينطبق على البند السادس الذي تطرق إليه وليم كامبل حيث استشهد بقصة أصحاب الأخدود :
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ {85/4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ {85/5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ {85/6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {85/7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {85/8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {85/9}
حيث أن وليم كامبل أعتبر أن القرآن شهد أن المسيحيين أتقياء من خلال قصة أصحاب الأخدود ، ولكن كما ذكرت سابقاً أن القرآن لم يتحدث إلا عن نصارى ولم يتحدث عن مسيحيين كما اوضحت عاليه ، والقرآن أعلن عن عبادة الله الواحد الأحد الذي ليس هو يسوع وليس به أقانيم (حاشا لله) ، ولو كان القرآن يقر بأن الله هو يسوع كما يحاول أهل الصليب إثباته بالباطل .. فلتعتنق المسيحية الإسلام أو أنهم يعلنوا لأتباعهم (وليس للمسلمين) ان الإسلام هو دين حق .
وقد جاء في سورة البروج شرح عقيدة أصحاب الأخدود كما هو المعلن عنه بالقرآن عامة : وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
فهل يُعقل أن القرآن يُشير بأن الله يشهد بإيمان اصحاب الأخدود لأنهم كانوا يعبدون يسوع ؟
بالطبع لا
إذن هذه الآيات التي يستشهد بها وليم كامبل تدين العقيدة المسيحية وليست شهادة لأتباع الصليب والكنيسة ، ولكن هذه الآيات تثبت أنهم أنحرفوا عن الطريق الحق وأنهم في مرتبة الكفار والمشركين في آن واحد .
يتبع:-
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 15-05-2007 الساعة 01:02 PM
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
والآن ينتقل وليم كامبل إلى نقطة أخرى يقول فيها : آيات قرآنية تشهد أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة وصحيحة زمن محمد.
اقتباس
1) (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة سبأ 34:31)
2) (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هـُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة فاطر 35:31)
3) (وَمَا كَانَ هـَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ). سورة يونس 10:37
4) (مَا كَانَ (القرآن) حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (سورة يوسف 12:111)
5) (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ) (سورة الأنعام 6:154-157)
6) ( أَلَمْ تَرَ (يا محمد) إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلوُن فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ) (سورة غافر 40:69-71)
7) (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ). سورة الأحقاف 46:12
8) (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة) يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) (سورة الأحقاف 46:29 و30)
9) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ (التوراة)) (سورة البقرة 2:91)
10) (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هـُدىً لِلنَّاسِ) (سورة آل عمران 3:3 و4)
11) (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (من اليهود) وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (يا محمد) وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ... إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعَقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (سورة النساء 4:162 و163)
12) (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ؟) (سورة التوبة 9:111)
13) (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد) الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة 5:48)
هل الغباء وصل إلى أعلى مستوياته مع وليم كامبل ؟ وهل يُعقل أن وليم كامبل الذي أنفق أموال طائلة ليخرج لنا بهذا الكتاب لم يفهم معنى هذه الآيات ؟
وليم كامبل قال من قبل : يقول الأستاذ سولومون:
اقتباس
(لا تُستعمَل الكلمات بمعزل عن بعضها، فكل كلمة تتأثر بقرينتها من كلمات تحيط بها في الجملة أو الفقرة أو الخطاب كله) ويقول (ولكي ندرس كل القرائن نحتاج أحياناً أن نجمع الجُمَل من فصول أخرى، أو كل الإشارات الواردة في الكتاب كله) ويقول : (هناك إذاً سبيل واحد لتحديد معنى كلمةٍ استُعمِلت في عصر الإنجيل أو القرآن، هي أن نأتي بنماذج من استعمالات هذه الكلمة في كتاباتٍ تعود إلى القرن الأول الميلادي أو القرن الأول الهجري) ... الفصل الأول .
وطبقاً لما أورده وليم كامبل علينا أن نسير على هذا النهج الذي لم يلتزم به وليم كامبل شخصياً .
إن الثلاثة عشر آية التي اوردها لنا وليم كامبل تثبت أمرين :
1) أن القرآن من عند الله
2) أن التوراة والإنجيل شهدوا على القرآن ، وهذا يؤكد أن بشارة رسول الله واردة بهم .
وقد جاء عن القرطبي في تفسير الآية (8/5571) : إن أهل الكتاب (اليهود والنصارى) قالوا للمشركين صفة محمد في كتابنا (التوراة والإنجيل) فسلوه ، فلما سألوه فوافق أهل الكتاب .. فقال المشركين : لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي أنزل قبله من التوراة والإنجيل (لكونهم يحملون البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم) بل نكفر بالجميع .
وعندما نستخدم نظام القرينة التي ينادي بها وليم كامبل لمعرفة ما هي التوراة والإنجيل في عيون القرآن فنجد أن القرآن ذكر مضمونهم ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم على لسان السيد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كما في قوله :
قال تعالى :
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
(الصف6)
فلماذا أخفى وليم كامبل القرينة التي كان ينادي بها لمعرفة التوراة والإنجيل في عيون القرآن ؟ .إنه الضلال والكذب والتزوير .
وهل وليم كامبل يجهل أن أي مبطل يحتج على باطله بدليل صحيح يكون حجة عليه لا له. ؟ وهذا يعني ان وليم كامبل يعترف بصحة القرآن وأنه كلام الله .
وقد استشهد وليم كامبل بعدة آيات كلهم تثبت رسالة الإسلام ومنها قال تعالى :
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد) الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة 5:48)
فالقرآن جاء جامعاً ومهيمناً على الكتب السابقة، وفيه ذكر لكل ما حدث فيها من معجزات حسية .
فهل كلمة "الكتاب" كما جاءت ببعض السور ومنها سورة المائدة آية 48 المقصود بها التوراة والإنجيل ؟
نقول: إن الكتاب إذا أطلق؛ فهو ينصرف إلى كل ما نزل من الله على الرسل؛ كصحف إبراهيم، وزبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى؛ وكل تلك كتب، ولذلك يسمونهم "أهل الكتاب".
أما إذا جاءت كلمة "الكتاب" معرفة بالألف واللام؛ فلا ينصرف إلا للقرآن، لأنه نزل كتاباً خاتماً، ومهيمناً على الكتب الأخرى.
لذلك : من قال له أن كلمة (الكتاب) مقصود بها التوراة والإنجيل فقط .؟
َقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا
[الفرقان23]
وعندما ننظر إلى الآيات التي أستشهد بها وليم كامبل نجد أنه آتى بآيات جاءت عن الله عز وجل يؤكد فيها أنه صاحب جميع الرسالات وأنه أوحى إلى سيدنا محمد كما اوحى لموسى وعيسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام كما في قول :
(لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (من اليهود) وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (يا محمد) وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ... إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعَقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (سورة النساء 4:162 و163)
ولكن تعالوا ننظر بإحدى الآيات التي يستشهد بها وليم كامبل ونقرئها بهدوء ونحللها بالعقل بعيداً عن التفسيرات .
قال تعالى :
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)) (سورة سبأ 34:31)
فنجد قول الكافرين : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ) يدل على لجلجتهم ، ففي موضع آخر حكى القرآن عنهم قولهم : وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف31] ومعنى هذا أن القرآن لا غُبار عليه ولا أعتراض ، الأعتراض على من نزل عليه القرآن ، كذلك من الغباء قولهم : وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا[القصص57] فاعترفوا أنه جاء بالهدى ، وقالوا في موضع آخر : هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا[المنافقون7] فقد اثبتوا أنه رسول الله .
فالمتكلم بالحق يحكي واقعاً على هيئة واحدة مهما تكرر حديثه ، أما الكاذب فلا يحكي واقعاً ، إنما يحكي كذباً واختلافاً لا بد أن ينتهي بتضارب في أقواله .
وبهذا كشفنا أن وليم كامبل لم يقدم ولم يستشهد إلا بآيات تؤكد رسالة الإسلام وصدق القرآن وتأكيد لبعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بل وأثبت للجميع أن التوراة والإنجيل بشروا برسول جديد يأتي اسمه أحمد مصدقاً لما بين أيدهم من بشارته .
فهل لدى وليم كامبل التوراة والإنجيل المذكوران في القرآن ويحملان بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .
ثم يتحفا وليم كامبل بكلام عجيب وكان عليه أن يسأل نفسه سؤال من خلاله .. فقال :
اقتباس
وقال المكيون إنهم لن يؤمنوا بالقرآن ولا بما سبقه (ج - 1) وقال بعض اليهود إنهم لن يؤمنوا إلا بكتابهم مع أن القرآن مصدّق لما معهم (ج - 9) وسيعاقب الله الذين يرفضون القرآن وما سبقه من كتب (ج - 6) أما الراسخون في العلم من اليهود فيؤمنون بالقرآن وبالتوراة (ج - 11) كما أن الجن يؤمنون بالتوراة والقرآن (ج - 8).
السؤال الآن : طالما أن الراسخون في العلم من اليهود آمنوا بالقرآن فهذا يدل على أن بشارة رسول الله كانت مدونة بالتوراة والإنجيل ، وأنتم يا أهل الصليب أتباع اليهود فلماذا لم تؤمنوا به ؟ أتتبعون الجهلاء ام الراسخون في العلم ؟ .
ثم يحاول وليم كامبل غسل عقل القارئ باكاذيب فيقول :
اقتباس
وتقول سورة التوبة (وهي آخر ما أُنزل على محمد) إن وعد الله حق في التوراة والإنجيل والقرآن (ج - 12).
أولاً : أخر آية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي التي جاءت بسورة المائدة الآية رقم 3 والتي من صيغتها تظهر أنها آخر آية :
قال تعالى :
{ .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}
[المائدة3]
آخر سورة نزلت من القرآن : لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في بيان آخر سورة نزلت من القرآن ، ولهذا اختلف الصحابة ، فقال كل بما أداه إليه اجتهاده .
ثانياً : ما جاء بسورة التوبة
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
[التوبة111]
هذه الآية تثبت أن التوراة والإنجيل والقرآن كتب سماوية من عند الله وعلى أهل الكتاب الإيمان بذلك .. فهل يؤمن وليم كامبل بأن التوراة والإنجيل بشروا برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ؟
فإن أنكروا فلماذا تستشهدوا بالآيات القرآنية ؟! هل لإثبات صحة التوراة والإنجيل ؟ فالإنكار يدل على ان الكتاب الذي بين أيديهم ليس هو التوراة والإنجيل التي يتحدث عنهما القرآن ، فالقرآن يتحدث عن كُتب أخرى ليست بين ايديكم .
وهذا واضح في قول الله سبحانه :
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
(المائدة68)
وهذه الآية تثبت أهل الصليب واسيادهم اليهود الذي يتبعوهم ليسوا على شيء ، والشيء هو أقل القليل .. وهذا يدل على ان الكتاب الذي بين أيدهم ليس هو التوراة والإنجيل .. وإلا لما قال الله تعالى : حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
[التوبة111]
إن الآية (التوبة111) ليست منقوله قولاً عن أحد ، بل هي عن الله عز وجل ، والله عندما يخاطبنا يخاطبنا بما لديه من كتُب أنزلها على موسى وعيسى وليس الكتب التي كتبها (لوقا ومتى ويوحنا ومرقس) ، فهل الله عز وجل ذكر في القرآن هذه الأشخاص الهولامية ؟ ابداً .
فقد جاء في القرآن أن الله أمر اليهود والنصارى بحفظ التوراة والإنجيل والله لم يتعهد بحفظهم كما قال جل وعلا :
قال تعالى :
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
(44المائدة)
وجاء في البايبل أنهم مأمورين بحفظهم :
تث 4:2
لا تزيدوا على الكلام الذي انا اوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها
فهل حافظوا عليه واحترموا العهد ؟ أبداً
لذلك وجدنا ان إنجيل المسيح لا وجود له وأنكروه والأسفار الخمسة الملقبة بالتوراة مكتوبة بأيدي موسى ويشوع ، علماً بأن الله عزو وجل قال في القرآن أن التوراة نزلت على موسى دفعة واحدة ولا يوجد يشوع ولا غير يشوع ، والمصيبة الأكبر أنه لا توجد اصول لمحتوى البايبل .
كما أن الألواح التي كتبها الله باصبعه ضاعت ولا وجود لها ، لكن إدعوا بأن الوصايا التي كانت على الألواح نُسخوا في الأسفار الخمسة .
التثنية10
في ذلك الوقت قال لي الرب انحت لك لوحين من حجر مثل الاولين واصعد اليّ الى الجبل واصنع لك تابوتا من خشب . 2 فاكتب على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الاولين اللذين كسرتهما وتضعهما في التابوت . 3 فصنعت تابوتا من خشب السنط ونحتّ لوحين من حجر مثل الاولين وصعدت الى الجبل واللوحان في يدي . 4 فكتب على اللوحين مثل الكتابة الاولى الكلمات العشر التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع واعطاني الرب اياها
ولكن السؤال: من قال لكم أن الذي كان مكتوب بالألواح هي الوصايا المنسوخة بالأسفار الخمسة بالحرف ؟ إنكم لا تحملون سند واحد يحقق أو يثبت إدعاءاتكم .؟
لقد قلتم ان مضمونهم الوصايا العشر وطبعاً لا دليل لمطابقة الأصل على الحالي لنتأكد من صدق هذه الأكاذيب .
إذن تعالوا نأخذ وصية (لا تقتل) و (لا تزني) و (حافظوا على السبت) .
في نفس السفر الذي يحمل وصية (لا تقتل) وهو سفر التثنية تجد الإصحاح الذي يلي الوصيا يأمر بالقتل فيقول :
تث 17:12
والرجل الذي يعمل بطغيان فلا يسمع للكاهن الواقف هناك ليخدم الرب الهك او للقاضي يقتل ذلك الرجل فتنزع الشر من اسرائيل
وكلنا نعلم المجازر التي جاءت بالبايبل وحدث ولا حرج ، وعلى سبيل المثال لا الحصر .
نجد رب العهد القديم الذي هو يسوع في الإيمان الصليبي يوافق على نذر "يفتاح" لذبح ابنته العذراء كنذر له ، فهل نتخيل أن إله يُحرم القتل ويأمر رجل أن يوفي بنذره ويذبح إبنته العذراء ؟.
قضاة 11: 36
فقالت له يا ابي هل فتحت فاك الى الرب فافعل بي كما خرج من فيك بما ان الرب قد انتقم لك من اعدائك بني عمون - ثم قالت لابيها فليفعل لي هذا الامر اتركني شهرين فاذهب و انزل على الجبال و ابكي عذراويتي انا و صاحباتي - فقال اذهبي و ارسلها الى شهرين فذهبت هي و صاحباتها و بكت عذراويتها على الجبال - و كان عند نهاية الشهرين انها رجعت الى ابيها ففعل بها نذره الذي نذر و هي لم تعرف رجلا فصارت عادة في اسرائيل - ان بنات اسرائيل يذهبن من سنة الى سنة لينحن على بنت يفتاح الجلعادي اربعة ايام في السنة .
إنها الوحشية والجبروت والإجرام وحب الذات ... إن هذا هو الإرهاب الحقيقي .
ثم ناتي للوصية الثانية (لا تزني) ... فيالها من وصية مخادعة .
إن رب العهد القديم الذي هو يسوع في أعراف المسيحية يأمر بزنا المحارم .. كيف ؟ أقول لك كيف .
سفر صموئيل الثاني 12: 1
فارسل الرب ناثان الى داود ... (فقال له) قال الرب هانذا اقيم عليك الشر من بيتك و اخذ نساءك امام عينيك و اعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس – (فأمر الرب بأن يزني امنون ابن داود باخته ثامار (13: 11) .
فكيف يوصي إله بوصايا ثم يامر بخرقها (Schizophrenia) ، علماً بانه لعن من لم يقيم الناموس بقوله بسفر التثنية (ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها . ويقول جميع الشعب آمين)
حتى وصية (الاحتفاظ بالسبت) .. بدلتها المسيحية وأخذت الأحد بدون أي وجه حق مُخترقين هذه الوصية علماً بأن الناموس يقول أن التشريع والوصايا مفروضتان ولا تبديل لهما لمدة لا تقل عن مائة ألف عام .
سفر التثنية 7
9فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ ، الإِلَهُ الأَمِينُ الْوَفِيُّ بِالْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ.
والجيل : مائة عام .. لهذا أصبحت الوصايا مفروضة لمدة مائة الف عام ، فنسخها أهل الصليب إلى يوم الأحد .
فكيف نُصدق أن الألواح كانت تحمل نفس الوصايا العشرة المنسوخ بأسفار الشريعة ورب الشريعة هو أول من أمر بخرق الوصايا والمسيحية لم تلتزم بها ؟
إذن من المؤكد أن الألواح كان بها كلمات أخرى لم نعرف عنها شيء ومخالفة لما هو معروف عن الوصايا العشرة .
نعود مرة أخرى لحوارنا :
لذلك عندما طالب د بوكاي من أهل الصليب أتباع اليهود إتباع "علم الوثائق الدبلوماتيك" لمقارنة وثائقهم الأصلية بنسخ البايبل لإثبات صحته رفضوا ذلك واعتبروا أن ذلك كفر وإلحاد .... إنها الهرطقة .
هل نرفض العلم والحجة القاطعة ؟ هل تعود الكنيسة مرة اخرى للعصور الوسطى ورفض تطبيق العلم لتثبت للعالم أن البايبل أو كتابها المدعو مقدس غير مُحرف ؟
ثم يقول وليم كامبل كلمات لا أعرف عن أي مُفسر قرآني أخذ هذه الكلمات ، فيقول :
اقتباس
ولا بد أن القارئ لاحظ تكرار التعبير (بين يديه) وهو تعبير يعني (في محضره) أو (في حوزته) أو (متوافر له) فقد جاء في سورة سبأ 12 أن الجن عملوا (بين يديه) بمعنى (أمامه) أو (تحت بصره وإشرافه).إذاً جاء القرآن ليؤيد ما سبقه من التوراة والإنجيل وليشهد له وهذا يؤكد وجود نسخٍ صحيحة منهما بين يدي محمد
.
و التصديق من الصدق يقال صدقت مقالا كذا أي قررته على الصدق و اعترفت بكونه صدقا و صدقت فلانا أي اعترفت بصدقه فيما يخبر به.
وقلنا مراراً وتكراراً أن القرينة أثبتت أن التوراة والإنجيل المذكوران في القرآن هم حاملي البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسورة التي يستشهد بها وليم كامبل جاء فيها :
قال تعالى :
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ - فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
[التوبة 128-129]
فنشكره على هذا الاستشهاد .
وبعد ذلك يقول وليم كامبل :
اقتباس
ولا بد أن القارئ لاحظ تكرار التعبير (بين يديه) وهو تعبير يعني (في محضره) أو (في حوزته) أو (متوافر له) فقد جاء في سورة سبأ 12 أن الجن عملوا (بين يديه) بمعنى (أمامه) أو (تحت بصره وإشرافه).إذاً جاء القرآن ليؤيد ما سبقه من التوراة والإنجيل وليشهد له وهذا يؤكد وجود نسخٍ صحيحة منهما بين يدي محمد.... انتهى
وكنت أتمنى أن يرفق لنا وليم كامبل المصدر الذي اقتبس منه تفسير القرآن بهذا الشكل المغلوط .
فمن قال أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان بين يديه التوراة والإنجيل وكان ينسخ منهم ؟
ينسخ منهم ماذا ؟ (زنا يهوذا بكنته ثامار) ام (الزانية راحاب) ام (زنا يهوذا بزوجة جاره أوريا) ام (يسوع تدلكه المومسات ) ام (زنا امنون بأخته ثامار) ام (اونان ابن يهوذا هو يلقي بمنيه على الأرض) ام (ذبح يفتاح ابنته العذراء نذر ليسوع) ام (تقتيل سبعة اشخاص لطلب المطر) ام (يعقوب يصارع ربه) ام (نوح يتعرى وابنه يغتصبه) ....... إلخ ؟
يا وليم كامبل : يجب ان يكون كلامك على مستوى علمي مقبول لدى القارئ لأنك أصبحت إنسان غير امين في كتاباتك .
فالسؤال الذي يطرح نفسه ليثبت انك جاهل مزور : كيف كانت التوراة والإنجيل بين يدي رسول الله وهذه الكتب ترجمت إلى العربية في القرن التاسع عشر وعلماً بأن الرسول كان أمي ؟ وكيف كان يقتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم من التوراة والإنجيل الأعجمي والقرآن لسان عربي ؟ وكيف أخفى اليهود هذا الأمر علماً بأنهم أعلنوا الحرب على رسول الله لأنه لم يأتي من بني إسرائيل ؟ ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخ القرآن من التوراة والإنجيل ، فكيف اعجزت الصيغة الأعجمية المترجمة العرب أهل اللغة والفصاحة ؟ وإن كان الرسول نسخ من التوراة والإنجيل فلماذا عجزتم في الأتيان بمثله ؟
ويقول السير وليم جونس بموقع بيت الله المسيحي : إن أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغـة العربية ظهرت في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي( أي بعد ظهور الإسلام بمائة عام ) ، وكانت ترجمته محدودة فلم تشمل كل الكتاب، كما لم يكن لها الانتشار الكافي. ثم في أواخر القرن التاسع قام رجل يهودي يدعى سعيد بن يوسف الفيومي بترجمة العهد القديم فقط إلى العربية. على أن هذه الترجمات لم تفِ بالحاجة تماماً، إذ كان معظم المترجمين يعتمدون على ترجمات أخرى أقدم؛ كالسريانية والقبطية، وليس على الأصل العبري واليوناني، فنتج عن ذلك ترجمات مشوهة ومشحونة بالأخطاء ... انتهى كلام السير وليم جونس .
فكيف بعد كل هذه الدلائل الموثقة تدعي أن رسول الله كان ينسخ من التوراة والإنجيل ؟ .
يقول تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ... " (المائدة: 48).
فقد جاء الإنجيل مصدقًا لما بين يديه من التوراة.. أي مصدقاً لما بقي من حق في التوراة. فالتوراة ربما اعتراها تحريف أو أن تكون أحكامها أحكام تخص أوضاعاً خاصة، وليست أوضاعاً أبدية، فيأتي الإنجيل ليصدق الجزء الثابت من الدين: العقيدة والقيم، ويعفو عن الجزء المتغير أو الجزء الذي أصابه التحريف.
وكذلك القرآن بالنسبة للإنجيل، يأتي مصدقاً لما بقي متوافقاً مع الجزء الثابت من الدين، ومهيمناً عليه؛ بمعنى أنه إذا حدث اختلاف فالمرجع هو القرآن.. سواء كان هذا الاختلاف نتيجة تغير الظروف وخصوصية أحكام الإنجيل أو كانت نتيجة تحريف تَرَاكَمَ مع الزمن ، وكل هذا لا يعني أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه توراة وإنجيل غير مُحرفة لأنه لا يعرف القراءة والكتابة وذكرنا من قبل أن مفهوم التوراة والإنجيل بالقرآن مخالف تماماً لمفهوم ما يتحدث عنه وليم كامبل ، وليخرج لنا بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب المدعو مقدس كما ذكر هذا القرآن داخل التوراة والإنجيل .... فهذا هو تفسير : مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
http://www.islamonline.net/Arabic/co...rticle2b.shtml
يتبع:-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
الرد على : ما يقوله القرآن عن الكتاب المقدس
تعالوا ننتقل مع وليم كامبل لنقطة اخرى فيقول : آيات قرآنية تشهد أن محمداً اقتبس واستشهد بالتوراة وبالإنجيل.
اقتباس
1) (أَفَرَأَيْتَ (يا محمد) الَّذِي تَوَلّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة النجم 53:33-38)
2) (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِّيٍ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الشعراء 26:192-197)
3) (وَقَالُوا لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (سورة طه 20:133) ويقول البيضاوي: إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.
4) (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة الأنبياء 21:7)
5) (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء 21:105)
وهذه الآية اقتباس من مزمور 37:29 (الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الْأَبَدِ) فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير.
6) (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟) سورة الزخرف 43:44 و45
وقال البيضاوي والجلالان في تفسير (واسأل مَن أرسلنا من قبلك): أي اسأل من يعرفون كتبهم وعقائدهم وهذا يعني أن تلك الكتب والعقائد كانت معروفة زمن محمد.
7) (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ). سورة يونس 10:94
8) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (سورة النحل 16:43 و44)
9) (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ (يا محمد) بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الإسراء 17:101)
10) (قُلْ آمِنُوا بِهِ (بالقرآن) أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا (يا أهل مكة) إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً... وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). الإسراء 17:107 و109
11) (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً (يا محمد) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) (سورة الرعد13: 43)
12) (رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَهـُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) (سورة الأعراف 7:156 و157)
13) (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (سورة الأعراف 7:159)
14) ( وَقَطَّعْنَاهُمْ (اليهود) فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ... أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ... وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (سورة الأعراف 7:168-170)
15) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) (سورة البقرة 2:113)
16) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (سورة آل عِمران 3:23)
ويقول المفسرون: إن سبب نزولهـذه الآيةهـو أن جدالاً حدث بين اليهود ومحمد بسبب تحكيمهم له، فطلب منهم الرجوع إلى كتابهم.
17) (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران 3:79)
18) (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة آل عمران 3:93 و94)
19) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً) (سورة النساء 4:60)
20) (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الّزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (سورة الفتح 48:29).
21) (وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ (اليهود) وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ) (سورة المائدة 5:43)
22) (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة المائدة 5:45)
والقرآن يقتبس هـنا من شريعة موسى كما جاءت في الخروج 21:23-25 ويحذر القرآن يهود المدينة من عدم الحكم بما أنزل الله في التوراة.
23) (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَهـُمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة المائدة 5:47).
24) (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ... قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (سورة المائدة 5:65-68)
.
لنبدأ الرد :-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
بالنسبة للبند الأول : هل وليم كامبل أصابه الجهل لهذه الدرجة ؟ وليم كامبل يحاول أن يثبت أن القرآن أقتبس من البايبل ؟
الآية : (أَفَرَأَيْتَ (يا محمد) الَّذِي تَوَلّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة النجم 53:33-38) .
لنذكر أولاً الآية التي سبقتهم :
قال تعالى
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
[النجم32]
الآن : من هو الذي (تَوَلّى) ومن هو الذي (لَمْ يُنَبَّأْ) وبما (يُنَبَّأْ) ؟ وما هي مواصفات التوراة والإنجيل التي تحدث عنهما القرآن ؟
فقوله تعالى: { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ } حال أخرى مضادة للأولى (آية 32) يعذر فيها المتولي وهو الجهل المطلق فإن من علم الشيء علماً تاماً لا يؤمر بتعلمه، والذي جهله جهلاً مطلقاً وهو الغافل على الإطلاق كالنائم أيضاً لا يؤمر فقال: هذا المتولي هل علم الكل فجاز له التولي أولم يسمع شيئاً وما بلغه دعوة أصلاً فيعذر .
{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ... }..
فهذا الدين قديم، موصولة أوائله وأواخره، ثابتة أصوله وقواعده، يصدّق بعضه بعضاً على توالي الرسالات والرسل، وتباعد المكان والزمان. فهو في صحف موسى. وهو في ملة إبراهيم قبل موسى. إبراهيم الذي وفَّى. وفَّى بكل شيء. وفَّى وفاء مطلقاً استحق به هذا الوصف المطلق. ويذكر الوفاء هنا في مقابل الإكداء والانقطاع، ويذكر بهذه الصيغة { وفَّى } بالتشديد تنسيقاً للإيقاع المنغم وللقافية المطردة.
فماذا في صحف موسى، وإبراهيم الذي وفَّى؟ فيها:
{ ألا تزر وازرة وزر أخرى }.
فلا تحمل نفس حمل أخرى؛ لا تخفيفاً عن نفس ولا تثقيلاً على أخرى. فلا تملك نفس أن تتخفف من حملها ووزرها. ولا تملك نفس أن تتطوع فتحمل عن نفس شيئاً!
ولكننا نجد المسيحية تنحرف إنحراف كامل عن ما جاء بعقيدة إبراهيم وموسى عليهم السلام ، ويكفينا قولاً أن المسيحية تتبع اليهود في العهد القديم ولكن المسيحية تعبد إلهاً آخر غير ما يعبده اليهود .. أليس هذا كافي بإعلان فساد عقيدة الثليث ؟ .
السؤال : أين هي صحف إبراهيم وموسى ؟
أرد أنا بدلاً منكم يا وليم كامبل .... صحف إبراهيم سارة ابوفريكا ، أما صحف موسى فلا وجود لها لأنه لا وجود مخطوطات أصلية للعهد القديم إلا مخطوطات للعام 6 إلى 10 ميلادي أي بعد 1300 عام من زمن موسى عليه السلام وهذا ما جاء بقاموس الكتاب المقدس .
بالنسبة للبند الثاني : من العهد المكي الوسيط (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِّيٍ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الشعراء 26:192-197)
إني أتعجب من الطريقة التي بدأ بها وليم كامبل من بداية هذا الكتاب والتي كانت توحي للجميع أنه سيتبع البحث بآمانة ولكنني اجده يفسر القرآن على هواه كأنه تركة من ميراث والديه .
{ وإنه لفي زبر الأولين. أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل }..
فقد وردت صفة الرسول الذي ينزل عليه القرآن، كما وردت أصول العقيدة التي جاء بها في كتب الأولين ، ومن ثم كان علماء بني إسرائيل يتوقعون هذه الرسالة، وينتظرون هذا الرسول، ويحسون أن زمانه قد أظلهم؛ ويحدث بعضهم بعضاً بهذا كما ورد على لسان سلمان الفارسي، ولسان عبدالله بن سلام ـ رضي الله عنهما ـ والأخبار في هذا ثابتة كذلك بيقين.
قال تعالى:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(157الأعراف)
إنما يكابر المشركون ويعاندون أمثال وليم كامبل وأهل الصليب أتباع اليهود لمجرد المكابرة والعناد، لا لضعف الحجة ولا لقصور الدليل؛ فلو جاءهم به أعجمي لا ينطق العربية فتلاه عليهم قرآناً عربياً ما آمنوا به، ولا صدقوه، ولا اعترفوا أنه موحى به إليه، حتى مع هذا الدليل الذي يجبه المكابرين: { ولو نزلناه على بعض الأعجمين، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين }[الشعراء198-199]
بالنسبة للبند الثالث : من العهد المكي الوسيط (وَقَالُوا لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (سورة طه 20:133) ويقول البيضاوي: إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.
إن وليم كامبل يعتمد على مثل هذه الآيات ويدعي بها انها آيات قرآنية تشهد أن محمداً اقتبس واستشهد بالتوراة وبالإنجيل.
فإذا كان المتحدث مجنون فعلى المستمع والقارئ أن يكون هو الأعقل .
يستشهد وليم كامبل بقول الإمام البيضاوي الذي قال : إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.
لقد أوضحنا من قبل التوراة والإنجيل التي تحدث عنهما القرآن ، ولقد أوضحنا البايبل أو الكتاب المدعو مقدس انه يخالف ما جاء بالقرآن وهذا كله يؤكد أن القرآن لم يقتبس من التوراة والإنجيل لأنهم حُرفوا وليس لهم أصول كما اوضحنا سابقاً فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتبس من التوراة لوجدنا في القرآن هذه الأعداد التي تقول :
خر 4:25
فاخذت صفّورة صوّانة وقطعت غرلة ابنها ومسّت رجليه . فقالت انك عريس دم لي
تكوين 38
9 وعَلِمَ أونانُ أنَّ النَّسلَ لا يكونُ لَه، فكانَ إذا دخل على اَمرأةِ أَخيهِ أَفرَغَ مَنيَّهُ على الأرضِ لئلاَ يَجعَلَ نسلاً لأخيهِ.
نشيد الأنشاد 7
2ما أجملَ خطَواتِكِ بالحِذاءِ يا بِنتَ الأميرِ!دوائِرُ فَخذَيكِ حِليٌّ صاغَتْها يَدٌ ماهِرةٌ.3سُرَّتُكِ كأسٌ مُدَوَّرَةٌ مَزيج خمرِها لا يَنقُصُ،وبَطنُكِ عَرَمَةُ حِنطَةٍ،
يُسَيِّجها السَّوسَنُ.4ثَدياكِ تَوأما ظَبْيَةٍ صغيرانِ بَعدُ.5عُنُقُكِ بُرْج مِنَ العاج،وعيناكِ كبِركتَي حَشبونَ عِندَ بابِ بَيتَ رَبيمَ.أنفُكِ كبُرج لبنانَ المُشرِفِ على دِمَشقَ.6رأسُكِ مُكلَّلٌ كالكَرمَلِ،وشَعرُ رأسِكِ أُرجوانٌ. جدائِلُهُ تَأْسُرُ المَلِكَ.7جميلةٌ أنتِ يا حبيبةُ! ما أحلى دَلالَكِ.8قامَتُكِ مِثلُ النَّخلةِ،وثَدياكِ كَعناقيدِها.9قُلتُ أصعَدُ النَّخلةَ وأتعلَّقُ بِأغصانِها،فيكونُ ثَدياكِ لي كَعناقيدِ الكَرمِ عَبيرُ أنفِكِ كالتُّفاحِ، 10وريقُكِ خمرٌ طَيِّبَةٌ تَسُوغُ رَقراقَةً للحبيبِ على الشِّفاهِ والأسنانِ
فهل قرأنا في القرآن بمثل هذه النجاسات ؟
ومن ناحية أخرى يستشهد بقول البيضاوي: إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.
فالسؤال الذي لم يسأل وليم كامبل نفسه : كيف تدعي يا وليم بأن الرسول اقتبس من كل الكتب السماوية ولا وجود لصحف إبراهيم عليهم السلام .؟
وهل قرأت في القرآن قصة قذرة مثل هذه القصص التي تملئ البايبل؟
تكوين 19
30وخافَ لُوطَ أنْ يسكُنَ في صُوغرَ، فصعِدَ إلى الجبَلِ وأقامَ بالمغارةِ هوَ واَبنتاهُ. 31فقالتِ الكُبرى للصُّغرى: «شاخ أبونا وما في الأرضِ رَجلٌ يتزوَّجنا على عادةِ أهلِ الأرضِ كُلِّهِم. 32تعالَي نسقي أبانا خمرًا ونضاجعُهُ ونقيمُ مِنْ أبينا نسلاً». 33فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ اللَّيلةَ، وجاءتِ الكُبرى وضاجعت أباها وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. 34وفي الغدِ قالتِ الكُبرى للصُّغرى: «ضاجعتُ البارحةَ أبي، فلنَسْقِهِ خمرًا اللَّيلةَ أيضًا، وضاجعيهِ أنتِ لِنُقيمَ مِنْ أبينا نسلاً». 35فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ الليلةَ أيضًا، وقامتِ الصُّغرى وضاجعَتْهُ وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. 36فحملتِ اَبنتا لُوطٍ مِنْ أبيهما. 37فولدتِ الكُبرى اَبنًا وسمَّتْهُ موأبَ، وهوَ أبو المؤابيِّينَ إلى اليومِ. 38والصُّغرى أيضًا ولدتِ اَبنًا وسمَّتْهُ بنَ عمِّي، وهوَ أبو بَني عمُّونَ إلى اليومِ.
يا عزيزي : القرآن يقدم لنا ما جاء بالكتب السماوية السابقة الطاهرة وأهمها البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهل لديكم هذه البشارة ؟
يتبع :-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
-
بالنسبة للبند السابع : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ). سورة يونس 10:94
فهذا دليل على أن الذين عندهم علم بالكتاب من السابقين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعرفون الحقائق الواضحة عن رسالته .
وإن الذين يكابرون ويكفرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته إنما يعرفونه كما يعرفون أبناءهم . وقد قال عبد الله بن سلام : (( لقد عرفت محمداً حين رأيته كمعرفتي لابني ، ومعرفتي لمحمد أشد )) ، إذن : فالحق عندهم واضح مكتوب في التوراة من بشارة به صلى الله عليه وسلم ، وهذا يثبت أنك يامحمد صادق في دعوتك ، بشهادة هؤلاء .
وقد أعترف وليم كامبل بالبند الخامس رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ((فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير)) .
قال تعالى بسورة الأحقاف آية 10
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ
بالنسبة للبند الثامن : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) (سورة النحل 16:43 و44)
فنسأل أهل الذكرعن ماذا ؟ وما الذي لا نعلمه لنسألهم عليه ؟
أهل الذكر الذي يتحدث عنهم القرآن هم الذين يعلمون ذكر عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد سيدنا عيسى عليهم السلام ... وطبعاً أنتم لا تؤمنوا بأن للمسيح إنجيل آتى به .
فالآن أوضح لنا القرآن الكريم بأن هناك سؤال وسائل ومسؤل
فالسائل : الكفار الذي يُكفرون بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كونه رسول الله وليس السائل هو المسلم .
المسؤل : هم أهل الكتاب الحق الذين لديهم علم بالأديان السابقة مثل ورقة بن نوفل وعداس وعبد الله بن سلام وآخر اسمه ابن يامين في عصر الرسالة ومثل ( أبو يحيى ) جيرالد ف . ديركس ماجستير فى اللاهوت ، دكتوراه فى علم النفس و القس يوسف استس والقس المصري السابق اسحق هلال مسيحه والدكتور وديع أحمد الشماس المصري سابقاً والقمص السابق المصري عزت اسحاق معوض في العصر الحالي، وكانوا من أهل الكتاب .
السؤال : كما جاء بالقرآن :
1) {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ .. فمن هم وصفاتهم} ؟
2) { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ } ؟
فما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بهذه الآية ؟ فهل أصبح وليم كامبل يستخدم طريق حشو الموضوع بجهالة ؟
بالنسبة للبند التاسع : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ (يا محمد) بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الإسراء 17:101)
يا وليم كامبل : إن سؤال رسول الله لبني إسرائيل سؤال حجةٍ واستشهاد ، ألم تفهم صيغة الايات التي قبلها وبعدها ؟! يا للعجب ؛ لأن قوم رسول الله سألوه وطلبوا أن يظهر لهم عدة آيات لكي يؤمنوا به، فأراد أن ينبههم إلى تاريخ إخوانهم وسابقيهم على مر العصور، وقد أنزل الله لهم الآيات الواضحات والمعجزات الباهرات ومع ذلك كفروا ولجوا ولم يؤمنوا ... فهمت ياكامبل ؟
والعجب هو حقد اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم علماً بأنهم يؤمنوا بأنه الرسول الحق المكتوب عندهم في التوراة والإنجيل .
حدث عبد الله بن أبي بكر قال: "حدثت عن صفية بنت حيي أنها قالت: كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، ولم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه. قالت: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين. قالت: فلم يرجعا حتى كان غروب الشمس. قالت: فأتيا كالَّين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى. قالت: فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغم، وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله. قال: تعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك؟ قال: عداوته والله ما بقيت".
الله أكبر
بالنسبة للبند العاشر : (قُلْ آمِنُوا بِهِ (بالقرآن) أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا (يا أهل مكة) إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً... وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). الإسراء 17:107 و109
{إن الذين أتوا العلم من قبله .. "107"}
(سورة الإسراء)
أي: اليهود والنصارى الذين ارتاضوا بالكتب السماوية، واستمعوا للتوارة والإنجيل، ونقلوها إلى غيرهم من المعاصرين للقرآن فهؤلاء شاهدون بأن الرسول حق بما عندهم من بشارة به في التوراة والإنجيل؛ لذلك يتركون دينهم ويسارعون إلى الإسلام؛ لأنهم يعلمون علم اليقين أنه الدين الحق.
ومن هؤلاء عبد الله بن سلام، وكان من علماء اليهود، وكان يعلم أوصاف رسول الله وزمن بعثته؛ لذلك قال: لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمد أشد.
ولما اختمر الإسلام في نفسه ذهب إلى رسول الله وصارحه بما نوى من اعتناق الإسلام، وقال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فإن أعلنت إسلامي الآن قالوا في ما ليس في، فاسألهم عني وأنا ما زلت على دينهم، وانظر ما يقولون، فسألهم رسول الله: ما تقولون في ابن سلام؟ فقالوا: حبرنا وابن حبرنا، ووصفوه بخير الصفات، وأطيب الخصال، فقال عبد الله: يا رسول الله، أما وقد قالوا في ما قالوا فأشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله، فإذا بهم يذمونه ويتهمونه بأخس الخصال، فقال: يا رسول الله ألم أقل لك إنهم قوم بهت.
إذن: ففي إيمان عبد الله بن سلام وغيره من اليهود والنصارى الذين عرفوا رسول الله بأوصافه في كتبهم وعرفوا موعد بعثته وأنه حق، في إيمان هؤلاء عزاء لرسول الله حين كفر به قومه وكذبوه .
فيا وليم كامبل : قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً... وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} .. فهل تخر للأذقان سُجداً لله لتنزهه وتعظمه بإنزال القرآن وبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فأنت يا وليم كامبل تستشهد بصدق رسالة رسول الله وليس إدانة رسول الله ، لأنك أعترفت بأن سيدنا محمد كان يأخذ البلاغ من الله بقولك : ((فإذا تأملنا سورة الأنبياء 7 و105 لوجدنا أن الله في زمن محمد يُملي من سفر المزامير)) ، كما أن ما جاء بهذه الآية التي نحن بصددها بهذا البند أن أهل الكتاب الذين علموا ببعثة رسول الله خرون سجداً وهذا يدل على أن هؤلاء كانوا من أهل الكتاب لأن الوعد ببعثة محمد سبق في كتابهم فهم كانوا ينتظرون إنجاز ذلك الوعد .
يتبع :-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
بالنسبة للبند الحادي عشر : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً (يا محمد) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) (سورة الرعد13: 43)
وليم كامبل يناقض نفسه ام أن الله أوقعه في شر اعماله ؟
إنها آيات لا يقدمها إلا أحد أئمة الإسلام ليجعلها حُجة على النصارى واليهود لإثبات صحة بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ ويقول الذين كفروا } من رؤساء اليهود والنصارى وعبدة الأوثان: { لستَ مرسلاً } ، ولم نجد لك ذكراً في كتابنا، ولا ما يشهد لك عندنا. قال تعالى: { قل } لهم: { كفى بالله شهيداً بيني وبينكم }؛ فإنه أظهر من الأدلة على رسالتي ما يغني عن شاهد يشهد عليها منكم، ولا من غيركم. { و } يشهد لي أيضاً: { مَنْ عنده عِلمُ الكتاب } الأول؛ العلم الحقيقي، كعبد الله بن سلام، ومن أسلم من اليهود والنصارى الذين علموا صفته صلى الله عليه وسلم من التوراة والإنجيل، وعلماء المؤمنين الذين عندهم علم القرآن، وما احتوى عليه من النظم المعجز، والعلوم الغيبية الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى :
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ
[الأحقاف10]
بالنسبة للبند الثاني عشر : (رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَهـُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) (سورة الأعراف 7:156 و157)
لا أقول غير : لا حول ولا قوة إلا بالله
إن ما يقدمه لنا وليم كامبل هي البشارة برسالة رسول الله في التوراة والإنجيل : النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
جاء في تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية
وروي أن الله عز وجل قال لموسى قل لبني إسرائيل أجعل لكم الأرض مسجداً وطهوراً وأجعل السكينة معكم في بيوتكم وأجعلكم تقرؤون التوراة عن ظهر قلوبكم، فأخبر موسى بني إسرائيل فقالوا: إنما نريد أن نصلي في الكنائس وأن تكون السكينة كما كانت في التابوت وأن لا نقرأ التوراة إلا نظراً، فقيل لهم فنكتبها للذين يتقون يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وروي عن عبد الله بن عمر، وفي البخاري أو غيره أن في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فنقيم به قلوباً غلفاً وآذاناً صماً وأعيناً عمياً ".
بالنسبة للبند الثالث عشر : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (سورة الأعراف 7:159)
هكذا كانوا على عهد موسى؛ وهكذا كانت منهم طائفة تهدي بالحق وتحكم بالعدل من بعد موسى.. ومن هؤلاء من استقبلوا رسالة النبي الأمي في آخر الزمان بالقبول والاستسلام، لما يعرفونه عنها في التوراة التي كانت بين أيديهم على مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي أولهم الصحابي الجليل: عبد الله بن سلام رضي الله عنه. الذي كان يواجه يهود زمانه بما عندهم في التوراة عن النبي الأمي، وما عندهم كذلك من شرائع تصدقها شرائع الإسلام.
وهذا كله ظاهر من سياق الآيات التي اخفاها وليم كامبل من سورة الأعراف 157 و158 و159
قال تعالى :
{ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }
إذن من هم من قوم موسى يهدون بالحق وبه يعدلون هم الذين استقبلوا رسالة النبي الأمي في آخر الزمان بالقبول والاستسلام.
بالنسبة للبند الرابع عشر: ( وَقَطَّعْنَاهُمْ (اليهود) فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ... أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ... وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (سورة الأعراف 7:168-170)
لقد تفرق اليهود في الأرض؛ جماعات مختلفة المذاهب والتصورات، مختلفة المشارب والمسالك. فكان منهم الصالحون وكان منهم من هم دون الصلاح. وظلت العناية الإلهية تواليهم بالابتلاءات. تارة بالنعماء وتارة بالبأساء، لعلهم يرجعون إلى ربهم، ويثوبون إلى رشدهم، فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى، ويقولون: سيغفر لنا. وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه.. وصفة هذا الخلف الذي جاء بعد ذلك السلف من قوم موسى: أنهم ورثوا الكتاب ودرسوه.. ولكنهم لم يتكيفوا به ولم تتأثر به قلوبهم ولا سلوكهم.. شأن العقيدة حين تتحول إلى ثقافة تدرس وعلم يحفظ.. وكلما رأوا عرضاً من أعراض الحياة الدنيا تهافتوا عليه، ثم تأولوا وقالوا: { سيغفر لنا }.. وهكذا كلما عرض لهم من أعراض الدنيا جديد تهافتوا عليه من جديد!
ويسأل سؤال استنكار:
{ ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق؟ ودرسوا ما فيه؟ }.
ألم يؤخذ عليهم ميثاق الله في الكتاب ألا يتأولوا ولا يحتالوا على النصوص، وألا يخبروا عن الله إلا بالحق.. فما بالهم يقولون: { سيغفر لنا } ويتهافتون على أعراض الحياة الدنيا؟ ويبررون لأنفسهم هذا بالتقول على الله وتأكيد غفرانه لهم، وهم يعلمون أن الله إنما يغفر لمن يتوبون حقاً؛ ويقلعون عن المعصية فعلاً؛ وليس هذا حالهم، فهم يعودون كلما رأوا عرضاً من أعراض الحياة الدنيا! وهم درسوا هذا الكتاب وعرفوا ما فيه!
بلى! ولكن الدراسة لا تجدي ما لم تخالط القلوب. وكم من دارسين للدين وقلوبهم عنه بعيد. إنما يدرسونه ليتأولوا ويحتالوا، ويحرفوا الكلم عن مواضعه، ويجدوا المخارج للفتاوى المغرضة التي تنيلهم عرض الحياة الدنيا.. وهل آفة الدين إلا الذين يدرسونه دراسة؛ ولا يأخذونه عقيدة؛ ولا يتقون الله ولا يرهبونه؟!
إسرائيل هي إسرائيل! نقضت الميثاق، ونسيت الله، ولجت في المعصية، حتى استحقت غضب الله ولعنته. وحق عليها القول، بعدما اختارها الله على العالمين في زمانها، وأفاء عليها من عطاياه. فلم تشكر النعمة، ولم ترع العهد، ولم تذكر الميثاق وخلفهم أهل الضلال والفسق اهل الصليب أتباع اليهود الذين ضلوا الطريق واتخذوا منهج غير منهج الله فأتبعوا اليهود وورثوا كتابهم ولكنهم عبدوا إله آخر (يسوع مرقس 3:21) كما عبد الهندوس "شري غانيش"... وما ربك بظلام للعبيد..
وبذلك نشكر وليم كامبل على أعطائنا هذه الفرصة للتحدث عن أحوال الفساد التي تأثرت به الديانات الأخرى .
يتبع :-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
بالنسبة للبند الخامس عشر: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) (سورة البقرة 2:113)
ما هو الهدف الذي يريد أن يصل من خلاله وليم كامبل بصدد هذه الآية ؟
الله يثبت لنا أنه على الرغم من إتباع النصارى دين اليهود واستلام كتابهم المطلق عليه توراة إلا أنهم يُكَفروا بعضهم البعض ، فاليهود تنكر ألوهية اليسوع (وهذا حق) وينكرون أن معبود أهل الصليب شخصية باطلة ، وأهل الصليب يتهموا اليهود أنهم على باطل وأنهم لا يعبدون إلههم يسوع (غلاطة 3:13) .
لذلك نقول إن أصدق ما قاله اليهود والنصارى على بعضهم البعض .. ليستم على شيء .. فقال اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء .. والعجيب إنهم أهل كتاب .. اليهود أهل كتاب والنصارى أهل كتاب .. ومع ذلك كل منهما يتهم الآخر بأنه لا إيمان له وبذلك يتساوا مع المشركين. وكان من المفروض أن يتميزوا على المشركين .. ولكن تساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون .
الذين يقولون إن أهل الكتاب ليسوا على شيء .. أي أن المشركين يقولون اليهود ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء .. واليهود يقولون المشركون ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء .. ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: "كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم" .. وبذلك أصبح لدينا ثلاث معسكرات يواجهون الدعوة الإسلامية .. معسكر لا يؤمن بمنهج سماوي ولا برسالة إلهية وهؤلاء هم المشركون .. ومعسكران لهم إيمان ورسل وكتب هم اليهود والنصارى .. ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: "كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم" .. أي الذين لا يعلمون دينا ولا يعلمون إلها ولا يعلمون أي شيء عن منهج السماء .. اتحدوا في القول مع اليهود والنصارى وأصبح قولهم واحدا.
أهذا ما يُريد وليم كامبل توضيحه لنا ؟!
بالنسبة للبند السادس عشر : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (سورة آل عِمران 3:23) / ويقول المفسرون: إن سبب نزولهـذه الآيةهـو أن جدالاً حدث بين اليهود ومحمد بسبب تحكيمهم له، فطلب منهم الرجوع إلى كتابهم.
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية بسبب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت المدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا على ملة إبراهيم " فقالا: فإن إبراهيم كان يهودياً، فقال لهما النبي عليه السلام: " فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم " فأبيا عليه فنزلت، وذكر النقاش: أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لهم النبي عليه السلام: " هلموا إلى التوراة ففيها صفتي " فأبوا.
فها هو الأمر بين ايديكم يا اهل الصليب أتباع اليهود ، إن كان إبراهيم عليه السلام يهودياً فاثبتوا ذلك من كتابكم ، وإن لم تعترفوا بذلك فافيدونا ما هو دين إبراهيم عليه السلام ؟
وإن كان بشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكتابكم فآتوا بها ، وإن أنكرتم نجد الله يقول فيكم : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ .. المائدة68
بالنسبة للبند السابع عشر : (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران 3:79)
آفة رجال الدين كالقساوسة والرهبان حين يفسدون، أن يصبحوا أداة طيعة لتزييف الحقائق باسم أنهم رجال الدين. يؤولون نصوص كتابهم، ويلوونها ليا, ليصلوا منها إلى مقررات معينة، يزعمون أنها مدلول هذه النصوص، وأنها تمثل ما أراده الله منها. ويحرفون الكلم عن مواضعه ليوافقوا بينه وبين اتجاهات تصادم هذا الدين وحقائقه الأساسية. ويبذلون جهداً لاهثاً في التمحل وتصيد أدنى ملابسة لفظية ليوافقوا بين مدلول آية قرآنية وهوى من الأهواء السائدة التي يهمهم تمليقها.. { ويقولون هو من عند الله. وما هو من عند الله. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }. فكانوا يهدفون من هذا إلى إثبات الوهية عيسى عليه السلام ومعه " روح القدس ". وذلك فيما كانوا يزعمون من الأقانيم: الأب والابن والروح القدس. باعتبارها كائناً واحداً هو الله - تعالى الله عما يصفون - ويروون عن عيسى - عليه السلام - كلمات تؤيد هذا الذي يدعونه، فرد الله عليهم هذا التحريف وهذا التأويل، بأنه ليس من شأن نبي يخصه الله بالنبوة ويصطفيه لهذا الأمر العظيم أن يأمر الناس أن يتخذوه إلهاً هو والملائكة. فهذا مستحيل ، إن النبي يوقن أنه عبد، وأن الله وحده هو الرب، الذي يتجه إليه العباد بعبوديتهم وبعبادتهم. فما يمكن أن يدعي لنفسه صفة الألوهية التي تقتضي من الناس العبودية. فلن يقول نبي للناس: { كونوا عباداً لي من دون الله }.. ولكن قوله لهم: { كونوا ربانيين }.. منتسبين إلى الرب، عباداً له وعبيداً، توجهوا إليه وحده بالعبادة، وخذوا عنه وحده منهج حياتكم، حتى تخلصوا له وحده فتكونوا { ربانيين }.. كونوا { ربانيين }.. بحكم علمكم للكتاب وتدارسكم له. فهذا مقتضى العلم بالكتاب ودراسته.
مت 15:9
وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
فكذبوا وقالوا أن اليسوع وجه هذه الجملة لليهود لأنهم كانوا يعبدون الله خطأ ، فضحكت من قلبي ، فألهمني الروح القدس بسؤال وهو : متى عبد اليهود يسوع ؟
بالنسبة للبند الثامن عشر : (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة آل عمران 3:93 و94)
لا حول ولا قوة إلا بالله ، كلما أنتقلت من بند إلى بند أتأكد بأن وليم كامبل لم يكن في كامل قواه العقلية وهو يكتب هذا الكتاب ، وأتأكد كذلك بأن المواقع المسيحية أعداء الإسلام الذين ينشرون هذا الكتاب هم أكثر منه غباءً .
يا سااادة ، إنها آيات تدينكم ... أفلا تعقلون ؟
لقد كان اليهود يتصيدون كل حجة، وكل شبهة، وكل حيلة، لينفذوا منها إلى الطعن في صحة الرسالة المحمدية، وإلى بلبلة الأفكار وإشاعة الاضطراب في العقول والقلوب.. فلما قال القرآن: إنه مصدق لما في التوراة برزوا يقولون: فما بال القرآن يحلل من الأطعمة ما حرم على بني إسرائيل؟ وتذكر الروايات أنهم ذكروا بالذات لحوم الإبل وألبانها.. وهي محرمة على بني إسرائيل. وهناك محرمات أخرى كذلك أحلها الله للمسلمين.
وهنا يردهم القرآن إلى الحقيقة التاريخية التي يتجاهلونها للتشكيك في صحة ما جاء في القرآن من أنه مصدق للتوراة، وأنه مع هذا أحل للمسلمين بعض ما كان محرماً على بني إسرائيل.. هذه الحقيقة هي أن كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل - إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة - وإسرائيل هو يعقوب - عليه السلام - وتقول الروايات إنه مرض مرضاً شديداً، فنذر لله لئن عافاه ليمتنعن - تطوعاً - عن لحوم الإبل وألبانها وكانت أحب شيء إلى نفسه. فقبل الله منه نذره.
ويتحداهم أن يرجعوا إلى التوراة، وأن يأتوا بها ليقرأوها، وسيجدون فيها أن أسباب التحريم خاصة بهم، وليست عامة.
{ قل: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين }..
فهل آتوا بها وتلوها ؟ أبداً هربوا ... وهذا يدل على أن اليهود وأتباعهم أهل الصليب يكذبون ويقولون على الله الكذب وهو يعلمون .
بالنسبة للبند التاسع عشر: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً) (سورة النساء 4:60)
هذه الآية تتحدث عن المنافقين يا وليم كامبل ...لأنها تقول : {آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} .. والآية التي تليها تظهر ذلك بقول الحق سبحانه : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } .. فللأسف : أنا أشعر أنني أرد على كتابات شخص سكران .
يتبع :-
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Islam Guardian في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 29
آخر مشاركة: 11-03-2016, 04:17 PM
-
بواسطة الرد للحق في المنتدى منتدى المناظرات
مشاركات: 71
آخر مشاركة: 30-09-2010, 07:55 AM
-
بواسطة قاهر الكنيسة في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 26-04-2008, 11:18 PM
-
بواسطة amr abdelnaby في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-06-2006, 11:08 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 12-07-2005, 10:46 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات