الكتاب المقدس: معنى كلمة الله وروح منه.
أوضح الكتاب المقدس أن الله يخلق كل شيء بكلمة "كن"، "فيكون" الشيء، من عدم، أو من شيء آخر؛ (وقال الله ليكن نور فكان نور.. وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.. وكان كذلك.. وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء.. وتظهر اليابسة.. وكان كذلك) تكوين 1/3ـ9؛ ثم إن الإنسان يتميز عن المخلوقات بأنه بعد أن يتكون بهذه الكلمة، سواءً أكان من طين(آدم)، أومن نطفة(أنا وأنت)، أو من عظام يابسة(جيش حزقيال)، أو من حجارة(إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْرَاهِيمَ) لوقا3/8، أو من ضلع رجل(حواء)، أو من دم مريم(عيسى)، أو من عدم(إن شاء)؛ يتميز الإنسان بأنه بعد أن يتكون ويتخلق كجنين، تنفخ فيه روح من الله، ففي القرآن الكريم عن الإنسان(ثم سواه ونفخ فيه من روحه) السجدة9 وعن آدم (ونفخت فيه من روحي) حجر29 ، وفي الكتاب المقدس (وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية) تكوين2/7، وفي الحديث (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما . ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك . ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح) مسلم.
فكلمة الله هي: كن ؛ فيكون، قال بذلك مفسرو القرآن، قال الله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم؛ خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) آل عمران59؛ هذا معنى كلمة الله، وهذا ما يتفق تماما مع الكتاب المقدس، تأمل عبارة كلمة الرب عند إحياء جيش حزقيال: (أيتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب: هكذا قال السيد الرب لهذه العظام ها أنا ذا أدخل فيكم روحا فتحيون.. فتقاربت العظام.. وإذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح .. فتنبأت كما أمرني (الرب) فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم) حزقيال 37/4ـ10.
هذا هو ملخص حياة الإنسان الأولى: أمرٌ بالتخلـُّق بكلِمةٍ من الله، ثم نفخ روح من الله فيه، وأخيرا تسليم تلك الروح لله بالموت، وهذا، بالضبط، ما تم عند خلق المسيح: ألقى الرب إلى العذراء كلمة: ليتخلق منك فيك جنين(وكلمته ألقاها إلى مريم) النساء 171 ، يجب ملاحظة دلالة الإلقاء في(ألقاها)؛ ثم أرسل الملك فنفخ فيه الروح (فنفخنا فيها من روحنا) الأنبياء91 ،كأي إنسان(ونفخ فيه من روحه) السجدة 9؛ ولما صُلِب، بزعمهم، (صرخ.. بصوت عظيم وأسلم الروح) متى 27/50. كما يحدث لأي إنسان.
إن عبارة كلمة الله، قد اتضح معناها، وهو كن فيكون؛ وهناك كلمات كثيرة لا تحصى لله :(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) الكهف 109، ومنها كلمته بتأجيل الحساب ليوم القيامة: (ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم) يونس 19؛ ومنها ملء جهنم : (وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) هود 119، فآمنوا بالله ورسوله(الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الأعراف 158.
إن هذا المفهوم هو مفهوم بعض تراجم الكتاب المقدس، جاء في الترجمة التي صدرت سنة 1985 وعنوانها (العهد الجديد الأصلي) : (في البدء كانت الكلمة. وكانت الكلمة عند الله. وهكذا كانت الكلمة سماوية. كانت في البدء عند الله. بها كل شيء عمل. وبدونها لم يكن شيء) يوحنا 1/1...
التعديل الأخير تم بواسطة أسد الجهاد ; 21-11-2008 الساعة 07:00 PM
سبب آخر: تصغير حجم الخط
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
المفضلات