تدعي بعض المواقع المسيحية بقول " أن القرآن يجهل فكرة التثليث " وأن إله القرآن .... كذا وكذا "من سباب بألفاظ قذرة".
لـــنرى
المائِدَة
آية رقم : 75
قرآن كريم
مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
يوحنا في [12 : 49 ] : ((لم أتكلم من نفسي ، لكن الأب الذي أرسلني ، هو أعطاني وصية ماذا أقول ، وبماذا أتكلم))
متى
15: 9 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
إن ألوهية السيد المسيح أكذوبة نسبها يوضحها القرآن بدقة ليبطل أقوال أهل الضلال الذين يدعوا أن الإسلام لم يفهم معنى التثليث .
فالاختلاف جاء في ثلاث صور :
1) طائفة تقول أن المسيح هو الله
2) طائفة تقول أن المسيح هو إله من اثنين آخرين
3) طائفة تقول إن المسيح وأمه إلهان ... وهم من يدعو ظهور العذراء كل حين .
ولكل طائفة رد ...... والرد يأتي من أبسط شيء نشاهده في الوجود للكائن الحي .
الإنسان كما نعرف سيد الكون والأدنى منه يخدمه .... فالإنسان يحتاج إلى الحيوان من أجل منافعه ، وكذلك يحتاج إلى النبات والجماد ، وهذا السيد – الإنسان – يحتاج إلى الأدنى منه . والحق سبحانه وتعالى أراد أن يرد على تألية سيدنا عيسى والسيدة مريم ، فقال :
{ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ } .
وهذا استدلال من أوضح الأدلة . لا للفيلسوف فحسب ولكن لكل المستويات ، فما داما يأكلان الطعام فقد احتاجا إلى الأدنى منهما . .. . والذي يحتاج إلى الأدنى منه لا يكون الأعلى ولا هو الواحد الأحد . والمتبعون لهذه الفرق الثلاثة مختلفون .
المائِدَة
آية رقم : 73
قرآن كريم
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
النِّسَاء
آية رقم : 171
قرآن كريم
يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَّكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
والحق سبحانه وتعالى يقول : ((وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ )) وكلمة (( ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) تستعمل على أنه واحد من ثلاثة لكنه غير معين . فكل ثلاثة يجتمعون معاً ، يقال لكل واحد منهم إنه ((ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) .. وليس هذا القول ممنوعاً إلا في حالة واحدة . .. .أن نقول : ثالث ثلاثة آلهة ... لأن الإله لا يتعدد بأي شكل من الأشكال . .. . ويصح أن نقول كلمة (( ثالث اثنين )) لأن الله يقول :
المجَادَلَة
آية رقم : 7
قرآن كريم
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْم القِيَامَةٍ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيمٌ
إذن فمن الممكن أن نقول هو رابع ثلاثة ، أو خامس أربعة أو سادس خمسة. .. . وهو الذي يصير الثلاثة به أربعة أو يصير الأربعة به خمسة أو يصير الخمسة به ستة .
إننا إن أوردنا عدداً هو اسم فاعل وبعد ذلك أضفناه لما دونه ، فهذا تعيين بأنه الأخير . .. . فإن قال قائل : الله رابع ثلاثة جالسين فهذا قول صحيح . .. . لكن لو قلنا إنهم آلهة . .. . فهذا هو المحرم والممنوع ، لأن الإله لا يتعدد .
فــــ 1+1+1=1 خطأ ... .. ... و 1x1x1=1 خطأ في نسب ذلك للألوهية لأننا سمحنا بذلك الإضافة
لأن 1x1x1x1x1x1x1=1 ولو زدنا ذلك لمليون ... ولا يجوز القول هم ثلاثة فقط وليس اكثر .. ... .. لأن القاعدة الرياضية المستخدمة لا تخضع لحد مُعين .
فقول : الأب : الله ـــــــــــــــ والابن : الله ـــــــــــــــ والروح القدس ـــــــــــ الله
هذا باطل .
ولو قلنا أن : الأب والأبن والروح القدس إله واحد ..... فهذا خطأ
لأن الواو حرف عطف تُفيد الجمع ولا تُفيد الترتيب .... مثله مثل "AND " ...
فلو قلنا .. أحمد ومحمد ويوسف .... فهم ثلاثة ، ويمكننا أن نقول .؟.. يوسف ومحمد وأحمد ... فالترتيب لا يضر .
فلو كانت كلمة : الأب والأبن والروح القدس هم واحد .. فلماذا لا يقال : الروح القدس والأبن والأب ؟
لذلك نجد أن أسماءنا لا يضاف لها حرف الواو ... مثال :
يوسف سعد إبراهيم ....... ولماذا لا نقول : يوسف وسعد وإبراهيم ؟، على الرغم أننا نقصد نفس الشخص الذي هو : يوسف سعد إبراهيم .
لأن حرف الواو غير القصد من شخص إلى ثلاثة .. فالأمر بسيط ولكن شوية عقل
ومن جهة أخرى نرى أن النجوى لا تأتي إلا في ثلاثة ...... لذلك نرى أن الله عز وجل ذكر في سورة المجادلة :
{ مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } ، فنرى أن الله لم يذكر { ما يكون من نجوى اثنين إلا هو ثالثهم } ، لأن النجوى لا تكون إلا من ثلاثة ، فإن جلس اثنان معاً قد يتكلمان معاً دون نجوى ، لأن النجوى تتطلب ألا يسمعهم أحد . .. . والنجوى مُسَارَّة ، وأول النجوى ثلاثة ، ولذلك بدأها الحق بأول عدد تنطبق عليه . .. . فإن قلت (( ثالث ثلاثة )) فهذا قول صحيح إن لم يكونوا نسبة للتثليث .
والحق سبحانه أراد أن يدفع هذا القول بالبطلان حين قال : (( كانا يأكلان الطعام )) والطعام مقوم للحياة ومعطٍ للطاقة في حركة الحياة ، لأن الإنسان يريد أن يستبقى الحياة ويريد طاقة ، والطعام أدنى من الإنسان لأنه في خدمته ، فإذا ما كان يأكلان الطعام فهما في حاجة للأدنى . .. . وإن لم يأكلا فلا بد من الجوع والهزال ........ ولذلك فهما ليسا آلهة . .. .
البعض يقول : (( كانا يأكلان الطعام )) هي كناية عن شيء آخر هو إخراج الخبث . .. . ونقول : لا
فليس إخراج الخبث ضرورياً لأن الله سيطعمنا في الجنة ولا يخرج من الخبث . .. . فهذا ليس بدليل .
ويرتقي الحق مع الناس في الجدل ، اليهود قالوا في المسيح – عليه السلام – ما لا يليق بمكانته كنبي مرسل وقالوا في مريم عليها السلام ما لا يليق باصطفائها من الحق .
واليهود إذن خصوم المسيح . .. . وأنصار المسيح هم الحواريون ! فإذا كان المسيح لم يستطع أن يصنع من خصومه ما يضرهم ولا مع حواريية ما ينفعهم فكيف يكون إلهاً ؟
والمعروف أن المسيح كان دائماً مع الله خاشعاً عابداً ساجداً ، والذي يعبد إنما يعبد من هو أعلى منه ، فالإله لا يعبد ذاته .
وعندما يقول الله عز وجل ((وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَّاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)) و ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))
فالفرق بين ((واحد)) و (( أَحَدٌ )) هو :
واحد : يعني أن الله ليس له ثاني
أحد : يعني ليس مركباً ولا مكوناً من أجزاء
ولذلك فالله لا يمكن أن نصفه بأنه (( كل أو كلي ))
لأن :
(( كل )) يقابلها { جزء }
(( كلي )) يقابلها{ جزئي }
و(( كل )) : هو يجتمع من أجزاء والله متفرد بالوحدانية ، وسبحانه المنزه عن كل شيء وله المثل الأعلى .
ونضرب مثال لذلك ، ولله المثل الأعلى .. وهذا المثال للتقريب وليس للتشبيه
إن الكرسي (( كل )) مكون من خشب و مسامير و غراء و طلاء ، فهل يمكن أن نطلق على الخشب أنه (كرسي) أو على المسامير أو على الغراء أو على الطلاء ؟ . لا
إذن كل جزء لا يطلق على (( الكل )) ، بل الكل ينشأ من اجتماع الأجزاء .
و (( الكلي )) يُطلق على أشياء كثيرة ، لكن كل شيء منها يحقق الكلي ، فكلمة (( إنسان )) نقول عنها (( كلي )) ، جزئياتها محمد وزيد وحسن وعيسى وخالد ، فنقول : زيد إنسان ، وهو قول صحيح ، ونقول محمد إنسان وذلك قول صحيح .
والله سبحانه وتعالى لا هو (( كلي )) لأنه واحد ، ولا هو (( كل )) لأنه أحد
ولكي نصفي هذه المسألة نذكر قول الحق :
آلِ عِمْرَان
آية رقم : 61 (( نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ ))
ونقول : اجعل لعنتك على الكاذبين .. ... .. حتى تخرجنا من هذا الخلاف ولا تجعل واحداً منا يسيطر على الآخر ، فأنت صاحب الشأن ، فها نحن أولاء بأنفسنا ونسائنا وأولادنا ندعو دعاء واحداً : اجعل لعنة الله على الكاذبين منا . وما تلاعن قوم وابتهلوا إلا وأظهر الله المسألة في وقتها .. ... .. ولم يقبل أحد من أهل الكتاب هذه المباهلة .
لنصل في النهاية أن السيد المسيح رسول من عند الله مثل من سبقوه ، والدليل على ذلك أنه أحتاج كسائر البشر لما يَقوِّم حياته من طعام وشراب وكساء ، والألوهية المدّعاة منهم تتنافى مع هذا الاعتقاد وهذا الإفك بعينه الذي يتصادم مع العقل المجرد عن الهوى .
فكيف يـُعبد إله لا يملك أن يصنع الضر للخصوم ، ولا النفع لنفسه أو لأشياعه وأنصاره بدليل فعلوا ما فعلوا وما ملك عيسى عليه السلام أو الحواريين أن يضروهم ولا استطاع أن يفعلوا شيئاً ينفعون به أنفسهم .
فهل جهل إله القرآن أن يفهم معنى التثليث ؟
مشكلة أهل الكتاب جهلهم باللغة العربية ..... ولم يقتصر ذلك على هذه اللغة بل باقي اللغات أيضاً .
اللهم بلغت .... اللهم فأشهد
المفضلات